Announcement

Collapse
No announcement yet.

رواية " الغثيان" للفرنسي الشهير: " جان بول سارتر"

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • رواية " الغثيان" للفرنسي الشهير: " جان بول سارتر"











    رواية فلسفية من الدرجة الأولى، لا تعد من الروايات الأدبية، ربما يوحي عنوانها " الغثيان" عند النظر اليه للوهلة الأولى بالضجر والملل.
    ابتدأ كاتبها صاحب الفلسفة الوجودية الفرنسي الشهير: " جان بول سارتر" وصف يومياته المليئة بالغثيان خلال ثلاث سنوات من عمره على لسان بطل الرواية بأول يوميات له وعنونها بـ : " ورقة بلا تاريخ" وكأنه يريد أن يلغي فكرة البداية .
    لن تجد فيها وصفاً شاعرياً إنما ستجد فيها وص
    فاً دقيقاً تأملياً لتفاصيل صغيرة كعلبة تبغ أو حركة يدين أو ازرار قميص شخص يقف مقابله ، يصفها بعمق اللحظة التي تحتلها ، بسكونها وعبثيتها التي تبعث في النفس الغثيان.
    رواية تستحق أن تُقرأ لكاتب عظيم : " سارتر".

    اخترنا لكم منها هذه المقتطفات نتمنى أن تنال إعجابكم.
    ====================
    الواقع أنني نادراً ما أفكر، ولذلك يحدث أن تتجمع فيَّ طائفة من التحولات الصغيرة من غير أن أتنبه لها، ثم يأتي يوم تحدث فيه ثورة حقيقة.
    ====================
    كم أود لو أتبصر في ذاتي بوضوح قبل أن يفوت الأوان.
    ====================
    إن من يعيش وحيداً، لا يعرف حتى أن يروي. فإن احتمال الوقوع يختفي في الوقت نفسه الذي يختفي فيه الأصدقاء.
    ====================
    إنه يسئمني للمرة الأولى أن أكون وحيداً، إني أود أن اتحدث عما يحدث لي قبل فوات الأوان، قبل أن أخيف الأطفال.
    ====================
    إن الأشياء ينبغي ألا " تُلمس"، ما دامت لا تعيش،إننا نستعملها، ونضعها في أماكنها، ونعيش وسطها، إنها نافعة، لا أكثر، أما أنا فهي تلمسني، وهذا لا يطاق، انني أخاف أن اتصل بها، كما لو كانت حيوانات حية.
    ====================
    الساعة الثالثة، والساعة الثالثة هي دائماً قبل الأوان أو بعده بالنسبة لكل ما يريد المرء أن يعمله، لحظة عجيبة من لحظات ما بعد الظهر،وهي اليوم شئ لا يحتمل.
    ====================
    لقد تعلم الأشخاص الذين يعيشون في المجتمع أن يروا أنفسهم، في المرايا، كما يبدون لأصدقائهم،أما أنا ،فليس لي أصدقاء: أمن أجل ذلك يبدو لحمي عارياً إلى هذا الحد؟.
    ====================
    كل ما هنالك أننا متشابهان، إنه وحيد مثلي ولكنه أشد مني إيغالاً في الوحدة ولابد أنه ينتظر " غثيانه" أو شئ من هذا القبيل.
    ====================
    إن العائلات قائمة في بيوتها وسط ذكرياتها... أما نحن فحطامات... بلا ذاكرة.
    ====================
    إن الغثيان لم يتركني، ولا أحسب أنه سيركني بهذه السرعة، ولكني لا أكابده بعد، فهو لم يعد مرضاً ولا نوبة عارضة، إنه أنا .
    ====================
    سأنام. لقد شفيت، وإني عدلت عن كتابة انطباعاتي يوماً فيوماً على غرار ما تفعل الفتيات الصغيرات في دفتر جمل جديد، على أنه ربما كان ممتعاً في حالة واحدة ان اكتب يومياتي، في حالة ما إذا .......... ؟.
    ====================
    ألست أنا نفسي نفحة من هواء مثلوج؟ ليتني لا أملك دماً، ولا لمفاً ولا لحماً، ليتني أسيل في هذا القنال الطويل نحو ذلك الشحوب هناك، ليتني لا أكون الا بردا.
    ====================
    هذا النوع من الاجترار المؤلم "أنني كائن" إنما أنا الذي أغذيه، أنا، إن الجسم شيء يعيش وحده بمجرد أن يبدأ، أما الفكرة "فأنا" الذي يكملها، يدحرجها: أنني كائن، وأنا أفكر بأنني كائن، اوه، يا للأنبوب الحلزوني، هذا الإحساس بالكينونة... أدحرجه، بكل تمهل... ليتني أستطيع الامتناع عن التفكير! وأحاول، فأنجح: ويخيل إلي أن رأسي يمتلىء دخاناً... وها أن الأمر يعود من جديد: " دخان... عدم التفكير... لا أريد أن أفكر... أفكر بأنني لا أريد أن أفكر، يجب أن أفكر بأنني لا أريد أن أفكر... فهذا أيضاً تفكير!! أترانا لن ننتهي أبداً .
Working...
X