Announcement

Collapse
No announcement yet.

المقشّة".. صناعة المكانس صديقة البيئة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المقشّة".. صناعة المكانس صديقة البيئة

    المقشّة".. صناعة المكانس صديقة البيئة

    عبد العظيم العبد الله
    الخميس 18 تشرين الأول 2012



    تُصنع "المقشة" من الأغصان والأعشاب اليابسة في القرى المجاورة لمدينة "القامشلي"، وتعتبر من الأدوات التي تتطلبها السيدات في المنازل بشكل مستمر لجودتها ومرونتها وسعرها الزهيد.

    "مدوّنة وطن eSyria" وبتاريخ 12/10/2012 رصدت آراء عدد من أهالي منطقة "القامشلي" وريفها للحديث عن فائدة ونوعية تلك "المكانس" في دورهم السكنيّة وكانت البداية مع السيّدة "قدريّة وليد السعد" التي تحدثت بالقول: «أنا من قرية "قلعة الهادي الغربية" التي تبتعد 70 كم عن مدينة "القامشلي"، حيث لا يكاد يخلو منزل في قرى المنطقة من وجود "مقشة" في بيته، وأصبح بالإمكان الحصول عليها بالمجان إذا رغبت المرأة في جمع تلك الأعشاب ووضعها تحت أشعة الشمس وتحويلها إلى يباس، ولكن الأهم أن تكون نوعيتها جيدة وأن تقوم بإزالة كل آثار الغبار والأوساخ من الدور وعن السجّادات».

    وكان لإحدى كبيرات السن السيّدة "خديجة علي العلي" حديث حول مراحل وكيفيّة تصنيعها مشيرةً بالقول: «بشكل عام في القرى هناك توجه لتكون أغلبية ساحات المنازل محاطة بالعشب الأخضر، وحول العشب تقوم الأسرة بزرع بذرة (المكنس) وهي التي تصنع منها تلك المكانس، ولكن قبل ذلك المنازل ترغب في احتضان تلك النوعية من المكانسوبعد زراعة البذرة وبشكل دائري حول العشب وتحديداً في شهر شباط تبدأ بالنمو والظهور بعد عشرين يوماً تقريباً، وفي نهاية شهر آذار تكون تلك البذور قد تحوّلت إلى أغضان ضعيفة خضراء طولية الشكل وتمتد إلى ما يقارب المتر الواحد، وتعطي تلك الأغصان برودة مثالية للجالس على العشب، وتبقى على ذلك حتّى نهاية شهر آب».

    تتابع: «وفي نهاية الشهر المذكور تقوم النسوة بقطف جميع تلك الأغصان الخضراء لأنها وبشكل تدريجي تبدأ بالافتقاد لمهمة التبريد والخضار وتميل نحو الاصفرار، وبعد القطف تقوم النسوة بفرش كل كمية في منطقة ما ويفضل أن تكون منطقة جرداء أي بعيدة عن الحركة والمسير وفي مكان يتعرض لأطول فترة لأشعة الشمس، وبعد يومين أو ثلاثة يكون قد تحوّل لونه إلى اصفر ذهبي وبات يابساً لدرجة مناسبة، وبعد ذلك تبدأ النسوة بجمع جميع تلك الأغصان، ويتم لف وربط أعداد معينة من الأغصان مع بعضها بعضاً وربطها متعة الاطفال في حملهاعن طريق خيط محكم، ومن ثم تتحول تلك الأغصان إلى مكنسة أو كما هو دارج بمصطلح "الشّرتك".

    وبهذه الحالة يُصنع أكبر قدر منه ويعطى لأهل القرية، ومن لديه قريباً أو صديقاً في المدينة يهديه واحدة أو أكثر، وقساوة أغصانه تساعده على المقاومة في العمل لعدّة سنوات، وهي أكثر ما يستخدم في أماكن وسكن الدواب وبيت الدجاج والساحات الترابية الكبيرة في القرى فهي لا تخلّف الغبار نهائيّاً، علماً أنه هناك أعشاب تظهر في البرية دون زراعة ويصنع منها "المقشّة" وتتميز بقصرها وليونتها، بالإضافة إلى طريقة الربط بجمع عدّة أغصان، فالبعض من النساء كانت رغبتهن بخياطة كل ربطة على حدة لتكون أشد وأقوى، وتسمى هذه العملية في بعض الأماكن"شدّ المكنس"».

    الشاب "سليمان أحمد" بائع مكانس، تحدث بالقول: «أنا من قرية تُبعد عن مدينة "القامشلي" 40 كم وبحكم زرع النبتة المخصصة لنوعية تلك المكنسة في قريتي بشكل دائم، فإنني استفيد من كميتها ببيعها في الأسواق المتنقلة في مدينة "القامشلي" والنواحي التابعة لها، وهناك الكثير من الأسر ترغب في شرائها حتّى من المدن، وسعرها لا يتجاوز الثلاثين ليرة سورية ذات الحجم الوسط والحجم الصغير بعشرين ليرة سورية، وأحياناً كثيرة أجد شخصاً أو شخصين آخرين في السوق يقومون ببيع ذات المادة».
    سمير حاج حسين
Working...
X