Announcement

Collapse
No announcement yet.

ترفض ( الشاعرة صارم ) تصنيف الأدب إلى أنثوي وذكوري

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ترفض ( الشاعرة صارم ) تصنيف الأدب إلى أنثوي وذكوري




    دمشق - سانا

    تتميز الشاعرة طهران صارم بلغة شعرية حديثة ففي كتاباتها كثير من العمق وفي عباراتها دفق عاطفي يدل على موهبة تبحر صوب المستقبل لما تمتلكه من صور وألفاظ.

    وعن بدايات تكوينها الشعري قالت صارم في حديث لسانا:" في البداية كنت أكتب خواطر وأسعى أن يكون مستواها أكبر من عمري ولا تكون كتابات فتاة مراهقة نظرا لاهتمامي الكبير بالثقافة فأنا نشأت في أسرة بسيطة تحب القراءة وما إن وصلت إلى سن العشرين حتى أصبح عندي مخزون من القراءات لا بأس به وهذا ماساهم في صقل موهبتي حيث قرأت معظم انواع الشعر وعرفت مختلف روءاه فقرأت شعر الشطرين ولازلت اعتبر المتنبي مرجعا بالنسبة لي فأعيد قراءته كل ما سمحت لي الظروف ثم انتقلت إلى شعراء الحداثة فبدأت بنزار قباني وأدونيس الذي قراته بعمق فاطلعت على كتابه الثابت والمتحول بشكل عميق وأنا في التاسعة عشرة من عمري".

    وأضافت صارم.:" لقد استهوتني قصيدة النثر بما تحتويه من ألغاز وما تمتلكه من فكر وعلى قدر ما تمتلك من رؤى يحبها الإنسان فتحتوى عالمه الداخلي أو تتوغل بأعماقه بعيدا عن التعقيد والتقييد فأنا عندما بدأت الكتابة وجدت نفسي في القصيدة الحديثة النثرية وهذا لا يعني أن هذه القصيدة أفضل من التفعيلة أو الشطرين فقد يتوقف كل نوع على الآخر بما يمتلك من أسس ومخزونات إلا أن لكل شاعر نمط شعري يرتاح فيه وأنا وجدت نفسي في النمط النثري.

    ولفتت الشاعرة أن أول قصيدة كتبتها كانت.. الآن سأكتبك قصيدة.. وأصنع منك ما أشاء.. أرسمك جداول.. ويداك ضفتان.. وأصوغك طيرا.. وأنسجك صباحا.

    وقمت بنشرها بداية في جريدة البعث وحين وجدت قصيدتي الأولى منشورة شعرت بفرحة تشبه نجاح الطالب بالامتحان فقررت الاستمرار إضافة إلى ما كان تمنحني إياه الكتابة من راحة نفسية".

    وأوضحت صارم أنها لا تتعمد أن تكون القصيدة جاهزة عبر الخيال فهي تأتي دون إرادتها وعندما تأتي تغرقها لتبدأ في تكوين صورها وفق ما تبوح به مشاعرها وتغنيه ثقافتها وكثيرا ما تستفيد من مخزونها الثقافي الذي كونته من المطالعة أو الطبيعة أو حوار الأشخاص فهذه الأشياء تساهم في رسم قصيدتها التي تخرج مليئة بالمفاجات والصور دون قصد وهذا نوع من أنواع الشعر ليس بالسهل لأنه يحتاج إلى كل هذه المقومات التي تحدثت عنها.

    ودرست الشاعرة كثيرا من روايات الأدب العالمي والروايات العالمية كانت تحلق معها حتى أنها كانت ترى أحداثها في أحلامها وأن أكثر ما قرأته هي من أمثال روايات ت.س اليوت التي تسهم كثيرا في إغناء الخيال والثقافة ودعم العبارة الشعرية أما الشعر الأجنبي فلم يرق لها ولم تر فيه ما في شعرنا العربي لأنه يفتقر للخيال والصورة ولا يمكن اللعب في تعابيره وألفاظه كما هو في اللغة العربية ومفرداتها وتعابيرها لذلك لم تستسغ الغوص فيه.

    وبينت صارم أنه ليس بإمكانها أن تنفصل عن الحالة الاجتماعية والإنسانية وهناك قصائد شعرية وردت في مجموعتها (لحن الغريب) هو رجع لواقع عشناه ولا زلنا نعاني منه كما هو في قصيدة (أمي) التي تقول:" أمي في عيدك لن أستطيع أن أضع على قبرك وردة.. وطني الآن يغص بالقبور.. وأنا لا أملك لكل قبر وردة.. أمي سأحفظ لك وردة في القلب ولكل من مات على تراب وطني وردة.. قلبي فقط يتسع لحدائق الورود".

    وأشارت الشاعرة إلى أن الزمن هو من يحدد استمرارية هذا الشعر من عدمه لأن وسائل الإعلام كثيرا ما تسلط أضواءها على شاعر له نهج خاص ولأن مجتمعنا غالبا ما تبهره أضواء الإعلام لذا نجد أن هذا الشاعر قد حقق انتشارا فأصبح له أسلوبه وأصبح علينا أن نتبعه ونمشي وراءه دون النظر إلى جودة القصيدة وعلينا أن ندرك أن الجيد سيفرض نفسه إلا أنه قد يأخذ فترة طويلة من الزمن حتى تراه الناس وتدرك محتوياته وهذه أزمة من أزمات الشعر في وطننا العربي.

    ولفتت صارم إلى أن هذا النوع من الشعر يستوعب كل القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية والعاطفية ويعود ذلك إلى مهارة الشاعر في صياغة الفكرة والصورة الشعرية لأن النثر أعطى لكثير من الأدباء حضورا هاما كنثر نزار قباني ومحمد الماغوط وأدونيس.

    وقالت الشاعرة صارم:" أنا أرفض أن يصنف الأدب إلى أنثوي وذكوري وهذه ظاهرة مرفوضة وباطلة لأن الكاتب سواء كان امراة أو رجل فهو يعيش نفس القضايا ويبحر في نفس اللغة وعندما تأتي القصيدة فهو تعبير عن إحساس ولا يمكن أن نصنف الإحساس فحالة الحب مثلا هي حالة مشتركة بين الرجل والمرأة وما تاتي به القصيدة عن الحب أو عن الوطن متشابه عند الاثنين فلا يمكن التفريق بين الأدب الأنثوي والأدب الذكوري لأن ما كتبته غادة السمان أو احلام مستغانمي لا يختلف عما كتبه حنا مينا".

    محمد الخضر وشذى حمود
Working...
X