Announcement

Collapse
No announcement yet.

بدأ مزارعوا إدلب قطاف الزيتون و التوقعات بإنتاج وفير

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بدأ مزارعوا إدلب قطاف الزيتون و التوقعات بإنتاج وفير

    رغم اعتداءات الإرهابيين... مزارعو إدلب يبدؤون قطاف الزيتون وسط توقعات بإنتاج وفير

    إدلب - سانا
    لا يمر موسم قطاف الزيتون مرور الكرام على أبناء ريف إدلب الذين يقومون في هذه الفترة من كل سنة بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي الأبرز بالنسبة لهم من خلال جني موسم الزيتون الذي يعود عليهم بفوائد اقتصادية ويمثل طقساً اجتماعياً وتراثياً على الجميع المشاركة به.
    ولم يختلف موسم قطاف الزيتون هذا العام عن الأعوام الماضية كثيراً رغم اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة وخاصة مع بدء عودة الأمان والاستقرار إلى عدد من مناطق إدلب وريفها ما أدى إلى انتعاش سوق الزيتون بشكل ملحوظ حيث يتم تسويق المحصول بوتائر جيدة بسعر يتراوح بين 40 و 50 ليرة للكيلوغرام الواحد وسط توقعات بإنتاج 180 ألف طن من ثمار الزيتون.
    ويأخذ موسم قطاف الزيتون بنظر الكثير من أبناء المحافظة بعدا اجتماعيا واقتصاديا متميزا كون زراعته تنتشر في جميع مناطق المحافظة وتستمر عملية القطاف لما يزيد على 3 أشهر مع ما يسود هذا الموسم من عادات اجتماعية وتقاليد جعلت منه موسما للفرح ولم الشمل ما يضفي أجواء مميزة يستعيد معها الفلاح ذكريات الماضي.
    ويسهم محصول الزيتون في تأمين فرص للعمل على مدار العام من خلال عمليات التقليم والحراثة وتوزيع الأسمدة والتطعيم والاستفادة من مخلفات الشجرة في عمليات استخلاص البيرين وتأمين الأعلاف وغيرها من الخدمات وصولا إلى عملية القطاف والتي تأتي في نهاية العام.
    ويشير المزارع خالد العلي إلى أنه يقوم مع أفراد عائلته بجني المحصول حيث يمضي نحو أسبوع في القطاف وهو بالنسبة إليه مسألة في غاية الأهمية من أجل تأمين المؤونة من الزيت وزيتون المائدة وتسويق الفائض إلى سوق الهال بالمدينة.
    ويرى المزارع إبراهيم المصطفى أن أهم وسيلة لقطاف الزيتون هي الطريقة اليدوية حيث يتم توزيع العمال الذين يطلق عليهم في إدلب اسم (الجوقة) لمجموعات عمل بعضها يسرد الثمار وأخرى تلتقطه وبعضها مخصص لسرده من الأشجار ويراعى أثناء عملية القطاف عدم استخدام العصا للحيلولة دون كسر الأغصان والبراعم الثمرية جديدة النمو كونها ستكون حاملة للثمر خلال الموسم القادم.
    ويعود المزارع أحمد خليل بذاكرته إلى الماضي ليروي بعض التفاصيل المرافقة لموسم جني الزيتون التي يسودها دائما الفرح والخير والعطاء ويكون فرصة لترديد الأغاني الشعبية من قبل الرجال والنساء فرحين باقتراب تحقيق آمالهم إما بتأمين منزل أو زواج.
    ويبقى للطبال الذي كان يزور الأراضي ويأخذ نصيبه من الموسم بعد قرع الطبل ابتهاجا بحسب المزارع خليل نكهة خاصة حيث تلتم الجوقة من حوله وتسود الفعالية الدبكة الشعبية والرقصات التي تحمل عفوية الفرح كالعتابا والميجنا وغيرها إضافة إلى بعض الطقوس الاجتماعية التي اعتاد الفلاحون وأهالي القرى والأقارب على أن يعيشوها بما تحمله من معان ودلالات مختلفة.
    لكن هذا التفاؤل بقدوم موسم قطاف الزيتون ترافقه بعض الصعوبات كما يبين أحد المزارعين من سهل الروج كارتفاع أجور العامل وأجور النقل وعدم التزام بعض المعاصر بالسعر المحدد للعصر أو بزيادة النسبة المفروضة على كمية الزيت المعصورة حيث ارتفعت من 3 بالمئة إلى 12 بالمئة وهي نسبة مرتفعة أمام ما يواجه زراعة الزيتون من إشكالات إضافة إلى ارتفاع سعر صفيحة الزيت الفارغة المخصصة للتعبئة ليصل إلى 150 ليرة.
    ويرى المهندس فراس سويد مدير مكتب الزيتون في مديرية زراعة إدلب أن أهمية الموسم تأتي من كونه يشكل مصدر دخل أساسيا للأسر في محافظة إدلب لافتاً إلى أهمية اعتماد بعض السلوكيات أثناء عملية جني ونقل المحصول من خلال تعبئة الثمار في صناديق بلاستيكية ونقله بعد 48 ساعة إلى المعاصر وضمن أكياس النايلون التي تكفل تهوية الثمار للمحافظة على جودتها وتعبئة زيت الزيتون والابتعاد عن تخزين الصفائح المعدنية في أماكن رطبة لمنع عملية الأكسدة وبالتالي التأثير على نكهة زيت الزيتون الذي يمتاز بجودته ومواصفاته العالمية.
    ويؤكد مدير زراعة إدلب المهندس محمد نجيب طباع أن المعاصر بدأت باستقبال المحصول المعد للعصر مبيناً أن الحالة العامة للثمار جيدة وخالية من الأمراض وأن الإصابات الحشرية دون العتبة الاقتصادية ولم تستوجب المكافحة حيث أسهمت كميات الهطل خلال الموسم الحالي بتحسن الحالة العامة لأشجار الزيتون.
    ويشير طباع إلى أن فائض الإنتاج بالمحافظة وازدياد كميات الأمطار وتوفر الظروف المناخية المناسبة ودخول الأشجار في مرحلة العقد الثمري أدى إلى زيادة عدد معاصر الزيتون بهدف استيعاب كامل الإنتاج حيث وصل عدد المرخص منها في المحافظة حتى الآن إلى 182 معصرة معظمها يعمل وفق أساليب انتاجية حديثة وبموجب الطرد المركزي.
    ويلفت مدير زراعة إدلب إلى وجود لجنة لمتابعة أعمال المعاصر والتعاون معها فيما يتعلق بتطبيق الشروط الفنية الناظمة لعملها وتضم ممثلين عن الزراعة والبيئة واتحاد الفلاحين والري والتجارة بهدف مراقبة عملها والحد من المخالفات والحصول على إنتاج جيد من حيث النوعية مبينا أن مهمة اللجنة المخصصة الإشراف على المعاصر والتأكد من التزام أصحابها بتطبيق التعليمات الخاصة بالعصر وإقامة أحواض كتيمة خاصة بتجميع مياه الجفت الناتجة عن عصر الزيتون.
    وتبلغ المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة حتى العام الحالي نحو 128 ألف هكتار منها 118 ألف هكتار بعلا في حين وصل عدد الأشجار الكلي إلى 13 مليونا و700 ألف شجرة منها 11 مليونا و700 الف شجرة مثمرة ومن المتوقع انتاج 180 ألف طن من الثمار للموسم الحالي.
    ويدعو طباع إلى التقيد بالشروط البيئية المحددة وضرورة وجود أحواض بيتونية كتيمة مهيأة لاستيعاب مياه الجفت الناتجة عن عمل المعاصر ورميها في المسيل الشتوي لبعض الأنهار أو شبكات الصرف الصحي لمنع تسرب مياه عصر الزيتون إلى الأراضي الزراعية.
    ويرى عدد من أصحاب المعاصر أن ارتفاع نسبة أجور العصر هذا العام مقارنة بالعام الماضي سببه ارتفاع سعر مادة المحروقات وعدم توفرها بالمحافظة والتي وصل سعرها في السوق السوداء إلى 100 ليرة لليتر الواحد الأمر الذي انعكس على أجور عصر الزيتون إضافة إلى عدم قدرة الكثير من المعاصر على العمل بسبب الأوضاع الراهنة.
    من جانب آخر يطالب عدد من مزارعي المحافظة بدعم موسم الزيتون والعناية بزراعته والوقوف على أعباء المزارعين والصعوبات التي تواجههم وزيادة المعارض التي تعنى بشجرة الزيتون وتكثيف النشاطات التي تتعلق بهذا المحصول الحيوي والمهم والذي يشكل ركيزة أساسية والعمل على متابعة مجمل القضايا التي تتعلق بهذه الزراعة خاصة أن المحافظة تضم عددا كبيرا من الأشجار والمساحات المزروعة ما يتطلب تطوير خدمات الشجرة والتعاون مع المزارعين في مجال تسويق المنتج من زيت الزيتون والتعريف بأهميته وتركيبته الفيزيائية ومواصفات الجودة العالية ونكهته الممتازة التي يتميز بها.
    ويدعو المزارعون إلى تفعيل عمل جمعية الزيتون التي تم احداثها بالمحافظة لتطوير واقع العمل في قطاع الزيتون وإحياء تراث شجرة الزيتون كجزء من التراث الشعبي والموسمي وتعميق التعاون والعمل الجماعي بين أفراد المجتمع وفتح آفاق جديدة لإنتاج وتسويق منتجات الزيتون وتحسين الخبرات والحفاظ على ملكية أراضي الزيتون ودعم وتشجيع إنشاء صناعات جديدة واستصلاح الأراضي الزراعية وتوسيع زراعة شجرة الزيتون.
    ويشير مزارعو المحافظة إلى ضرورة توسيع خطة تقديم الإرشادات التي تتركز على خدمة شجرة الزيتون من أجل الحصول على منتج جيد بما يتناسب مع أهمية هذه الشجرة كمصدر دخل أساسي وتوسيع النشاطات وتعميق الفائدة من خلال تأهيل وتدريب في مجال تطوير الخدمات الزراعية اللازمة والتي تلعب دوراً في تحسين الإنتاج والتعريف بالطرق المناسبة للتقليم والحراثة ومواعيدها وعمليات الري والتسميد وأساليب القطاف الصحيحة والعصر والتخزين ومجمل الخدمات المتعلقة بهذه الشجرة.
    وبالنتيجة ورغم الصعوبات التي تعترض موسم قطاف الزيتون في بعض مناطق وقرى المحافظة هذا العام مع استمرار اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة فإن أهالي ريف إدلب آثروا إلا أن يعيشوا طقوس هذا الموسم ويومياته بكل تفاصيلها حيث تعد شجرة الزيتون بالنسبة للفلاح واحدة من أولاده فهو من بذل من أجلها الكد والتعب وحان له أن يجني ثمار تعبه.
    تقرير: زياد طالب
Working...
X