Tweet
إعتراف رقم (١٩)
إلهي يا إلهي
اليوم وبما أني أشعر بالراحة والإستقرار معك .. سأخبركَ و بكل صراحة أي طريقٍ مشينا وأية تغيرات عرفتْ علاقتنا
في البداية عرفتكُ كما أخبروني عنكَ .. القادر القوي المُخيف ..فلم أستطع إلا أن أخاف منكَ .. كنتَ العين الذي تراقبني حيثما حللت تحمل بيدكَ ورقةً وقلماً تسجل عليّ أخطائي واحدةً إثر أخرى وأنا الضعيف الخطّاء لم أكن أصحو من خطيئة إلا لأغرق في أخرى.. لقد كنتُ أخافكَ كثيراً وسأكون كاذباً إن قلت أنني كنتُ أحبكَ.. لا .. لم أكن أحبك..!!
مع مرور الوقت وفي مرحلة بداية شبابي.. فهمتُ أنك القادر القوي .. الذي تقرر كل شيء .. فصرتُ وحتى أهرب من خوفي من الخطيئة .. أعتبر أن كل سلوك مني وكل ما يحدث معي ما هو إلا أمراً منك وخياراً من خياراتك.. كانت لحظة هدوء في علاقتنا شعرتُ فيها ببعض السلام المُصطَنَع المغشوش الذي لم يدم طويلاً ...
حتى جاءت اللحظة التي لم أعد أقبل فيها أن أكون مجرد أداة في حياتي تقودها أنت .. وحزمتُ أمري أن أشاركك في شؤون حياتي أن أزيحك قليلاً عن مقود عربتي أن أضع يداً بجانب يدك .. وقررتُ أن أكون ناضجاً .. وفاعلاً لا مُنفَعلاً ..
صرتُ أراك كشريكٍ وصديقٍ .. نتشارك المسؤولية والجهد والإنتظار.. صرتُ أحبكَ وأشتاقكَ وأفتقدك .. ولم أعد ألوم غيابك عني.. فقد شعرتُ أنك صرتَ تثق بي .. ومن هنا صرتُ أثق بنفسي..
لقد عبرتْ صورتكَ في ذهني بمراحل عدة .. بدأت بوهمٍ رسمه الآخرين كنتُ أعتقد أنني أعرفه .. وانتهت بحقيقة عرفتها عن طريق التجربة والعقل والمنطق..
وهل في العلاقة معك منطق ..؟
أقول نعم .. أفضل طريقة لمعرفتك هي المنطق والعقل والتجريب والمماحكة .. ففي مسيرتي المستمرة نحو ذاتي ( النضج) اكتشفتكَ واضحاً جلياً .. كشمس .. مالئاً كل شيء .. كهواء
إلهي ... يا إلهي
الدكتور رفيف المهنا
Comment