Announcement

Collapse
No announcement yet.

في معرض الخريف السنوي 144 عملاً فنياً بتقنيات وتجارب ومواضيع متنوعة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • في معرض الخريف السنوي 144 عملاً فنياً بتقنيات وتجارب ومواضيع متنوعة

    عرض الخريف السنوي.. تجارب فنية متفاوتة بأساليب ومواضيع متنوعة


    دمشق- سانا
    حضر مئة وأربعة وأربعون عملاً فنياً بتقنيات التصوير الزيتي والنحت والغرافيك بأساليب متنوعة في معرض الخريف السنوي الذي افتتح مساء أمس في المركز التربوي للفنون التشكيلية.
    وقدم الفنانون المشاركون أعمالهم بمقاسات كبيرة في أغلبها وبتقنيات تنوعت في التصوير الزيتي بين الباستيل والزيت والمائي والطباعة والكولاج مع تنوع في تقنيات أعمال الغرافيك وتنوع في خامات الأعمال النحتية بين الخشب والمعدن والحجر.
    وامتازت أغلب الأعمال المعروضة بمستوى فني جيد وخاصة لدى الأسماء المعروفة من الفنانين المخضرمين والذين قدموا بصماتهم في الحركة التشكيلية السورية عبر سنوات من العمل والابداع. ولم يخل المعرض من بعض الاعمال البسيطة في سويتها والمتواضعة في طرحها الفني والتي يعتبر وجودها في هذا المعرض بمثابة تسجيل الحضور لا أكثر مع حضور قوي لبعض الأعمال الجيدة لفنانين منتقلين حديثا لمعرض الخريف بعد مشاركات عديدة ومهمة في معرض الربيع السنوي وذلك لتجاوزهم سن الأربعين عاماً.

    وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة لوكالة سانا.. إن هذا المعرض هو ملتقى فني تقليدي سنوي حرصت مديرية الفنون الجميلة في الوزارة على إقامته بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وبجهود الفنانين الذين اثبتوا حضورهم على الساحة التشكيلية السورية والعالم العربي.
    وأضافت الوزيرة مشوح.. إن كل فنان يرى الوجود بعين مختلفة عن الآخر فبعضهم يهتم باللون وبعضهم يولي التقنية أهمية خاصة وآخرون يحرصون على الموضوع ومنهم من يأخذ بالمكونات كلها على محمل واحد من الاهتمام وهذا ما نراه اليوم في هذا المعرض من خلال رؤية الفنانين المتنوعة لمحيطهم وواقعهم وهذا أمر في غاية الأهمية.
    بدوره قال الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين إن هذا المعرض عمره أكثر من خمسين عاماً وصار تقليداً سنوياً للحركة التشكيلية في سورية حيث يحرص الفنانون والمتابعون والمهتمون على انتظار هذا النتاج الفني في نهاية كل عام ليروا أفضل ابداعات الفنانين التشكيليين السوريين.
    وأضاف.. إنه في هذا العام هناك مشاركات متميزة وخاصة من الفنانين الشباب الوافدين من معرض الربيع السنوي ما يشكل رافدا جيدا للحركة التشكيلية السورية مبيناً أن بعض الفنانين لم يشاركوا هذا العام بالمعرض بسبب ظروفهم الخاصة أو نتيجة الأحداث التي تشهدها البلد في عدة محافظات وصعوبة إرسال الأعمال أو الحضور.
    وقال.. نحن حريصون على استمرار المشاركة في هذا المعرض لإظهار الحركة التشكيلية السورية من خلاله ما يعطينا مؤشراً عن مدى تطور الحراك الفني لدينا مشيراً إلى أن المستوى في هذا العام جاء مميزاً بكل المقاييس.
    من جانبه قال النحات أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة.. إن المعرض يعكس واقع الحركة التشكيلية السورية المعاصرة ولا يمكن تقييمه كنتاج منفصل عن الأحداث التي تعيشها البلد وبالتالي تأثر الفنان أمر طبيعي كغيره من الناس مبيناً انه كانت هناك صعوبة كبيرة بالتواصل مع الكثير من الفنانين في محافظات عدة لإيصال الأعمال المشاركة.
    وأوضح عبد الحميد أن مجرد المشاركة في هذا المعرض تصور موقف الفنان السوري من الأزمة التي نعيشها ما يعكس إصرار الفنانين التشكيليين السوريين على استمرار تطور الحراك الفني رغم كل الصعوبات والمخاطر.

    وأكد مدير الفنون الجميلة أن المستوى الفني الذي قدم في المعرض تفاوت بين العالي والجيد والمقبول مبيناً أن لجنة التقييم تجاوزت بعض الملاحظات على المستوى الفني كنوع من التشجيع على المشاركة التي تعتبر أمراً مهماً وذا دلالة كبيرة على ضرورة الحياة والاستمرار بالعمل الفني في ظل الأوضاع السائدة.
    وقال.. إن الفنان هو من دورة الحياة بتنوعها وتجاذباتها ويعبر عن رأيه من خلال عمله الفني وليس مطلوبا منه النقل الدقيق للحدث وإنما يمكن التعبير عن الواقع بحركة لونية أو أسلوبية فنية خاصة ما يعكس وجود الفنان واستمراريته بالعمل.
    أما الناقد سعد قاسم فقال.. إن المستويات التي تقدمت للمشاركة هذا العام كانت جيدة بالعموم رغم عدم قدرة العديد من الأسماء المهمة على المشاركة إما نتيجة صعوبة ظروف الشحن والتنقل أو لعدم عدم قدرة البعض على العمل في ظل الأزمة الراهنة.
    وبين عضو لجنة تقييم الأعمال المشاركة أن هناك عدة أسماء معروفة قدمت مستوى متطورا نتيجة نضوج أكبر لتجربتهم الفنية ولا يوجد أعمال ضعيفة وإنما هناك عدد محدود من الأعمال المنخفضة السوية الفنية والتي تم عرضها احتراماً لأسماء أصحابها ولتجربتهم الفنية الطويلة رغم انحدار السوية عن سابق عهدها مبيناً أن الأهم في هذا السياق هو انجاز المعرض في ظل الأزمة التي نعيشها.
    وقال سعد.. إن التحدي الذي يواجهنا كلنا في هذا البلد حالياً هو الاستمرار بالحياة والثقافة هي جزء أساسي ووجه نضر من أوجه الحياة لذا جاءت المشاركات نتيجة الإصرار من الفنانين على العودة إلى المسار الطبيعي للحياة ولتبيان عدم قدرة هذه الأزمة على حرف مسار الفن والثقافة لدينا أو أن تأثر سلباً على هذا الحراك الفني.

    وأضاف.. أن الأعمال المعروضة لا تعبر عن الأزمة التي نعيشها فهذا معرض الخريف السنوي الذي يعبر عن الحركة التشكيلية السورية ومدى تطورها مبيناً انه ليس هناك أي شرط على الفنانين المشاركين من ناحية المواضيع او الأسلوبية الفنية فالفنان له كامل الحرية في تقديم عمله الذي يريده والتقييم يكون على أساس المعيار الفني فقط.
    وأوضح الناقد سعد أن ابتعاد الفنانين المشاركين عن إقحام الأحداث المؤلمة التي نعيشها في أعمالهم جاء كرغبة منهم في التعبير عن تحييد هذه الأزمة كأمر عارض في حياتنا وبأنها لم تؤثر على إبداعنا وكتأكيد على زوالها وعودة الحياة لطبيعتها.
    وحول الانتقال هذا العام للعرض في المجمع التربوي قال قاسم.. إن هذه التجربة ومن قبلها معرض الربيع جاءت لإعطاء ظروف عرض أفضل للأعمال كون القاعة معدة خصيصاً للعرض الفني ما جنبنا النمطية البصرية التي كانت تؤثر على رؤية الأعمال المعروضة في خان أسعد باشا الذي يعتبر مكاناً أثرياً مهماً جداً ولكنه لا يصلح ليكون صالة عرض فنية.
    من جانبه قال الفنان عبد المعطي أبو زيد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين.. إن حرصي الدائم على المشاركة في هذا المعرض السنوي يدفعني للتحضير له بأعمال جديدة فقدمت في عملي المشارك أسلوبية تعبيرية انطباعية في توزيع التراث ضمن وحدات لونية جديدة وتناغم في البناء وتناقض في الحركة فاقتربت من التجريد من خلال تسطيح وتبسيط التصميم العام للعمل.
    وأضاف أبو زيد.. إن الفنان السوري والفلسطيني معنيان بكل ما يحدث من هجمة عدوانية دولية على سورية وفلسطين لتدمير الجمال والتاريخ والشعب ما يتطلب موقفا من خلال العمل الفني كون الفنان إنسانا ينفعل بالأزمات ومن ثم يكون فاعلا في الخروج منها.

    وأوضح ابو زيد أن إصرار الأعداء على عدوانهم يعطي الفنان السوري والفلسطيني القوة والدافع للاستمرار بالعمل الفني تعبيراً عن الوجود والمقاومة مبيناً أن الأسلوبية الفنية والموضوع المقدم يصب في هذا الإطار مهما تنوعت المواضيع المقدمة.
    وشارك الفنان جورج ميرو من الحسكة بلوحة خاصة للمعرض جاءت بأسلوب واقعي انطباعي تصور مدينة رأس العين بمنظر جبلي جميل.
    وقال ميرو.. إن اختياري لهذا الموضوع جاء تعبيراً عن جمالية مناطقنا الشمالية ومناعتها في وجه الطامعين المعتدين مبيناً أنه حرض على المشاركة والتواجد الشخصي في المعرض رغم كل الصعوبات لإثبات أهمية استمرارية العمل الفني في ظل هذه الأزمة كنوع من رد الجميل للوطن الذي أعطانا على مدى العمر الكثير من الخيرات.
    أما الفنانة رجاء وبي فقدمت لوحة بأسلوب تعبيري تجردي بتناغم لوني يحمل العمق في رموزه وقالت.. إن مشاركتي لهذا العام كانت بعمل من نتاج سابق وذلك لحرصي على المشاركة وخاصة في ظل الأزمة التي نعيشها.
    ورأت وبي أن العمل الفني عموماً يأتي منفعلاً بمحيطه وهذا ما نلاحظه من خلال طغيان اللون الأحمر على أغلب الأعمال المقدمة في المعرض هذا العام مبينة أن تنوع الأسلوبية والمواضيع في معرض الخريف يأتي تعبيراً عن خصوصية كل تجربة فنية للفنانين المشاركين.
    وقدم الفنان جهاد سعود عملا بأسلوب واقعي تعبيري يعبر عن رمزية الشهادة مجسداً لأربعة شهداء بتوليفة أيقونية لها خصوصيتها وقال.. إن العمل الذي قدمته في هذا العام جاء من وحي الأزمة ويحكي عن رمزية الشهادة.
    وقدمت النحاتة يسرى محمد عملا نحتيا بأسلوب تعبيري بمادة الخشب يجسد المرأة ومرونة وجمالية جسدها وذلك في مشاركتها الأولى بمعرض الخريف كونها من المشاركات في معرض الربيع في السنوات الماضية.
    وقالت محمد.. إن مشاركتي في هذا المعرض تعكس إرادة الفنان السوري الصامد في وجه المخاطر التي يتعرض لها الوطن مبينة أن الحياة ستستمر والفنان أكثر الناس قدرة على التعبير عن إرادة الحياة.

    وقال النحات بسام حبو القادم من محافظة الحسكة.. إن اختياري لمادة خشب الزيتون تعبير عن أصالة هذه الشجرة التي تنتمي الى سورية كموطن اول لها وجمعت بأسلوب تعبيري بين الغزال المعروف في منطقة الجزيرة مع شجرة الزيتون وما تعنيه الى جانب ارتباط العمل بالأرض والجذور والوطن حيث لم أضع للمنحوتة قاعدة مستقلة.
    الفنانة الشابة سماء الخالدي التي حضرت المعرض قالت.. إن المعرض هذا العام جاء مميزاً بظل الظروف التي نعيشها ما يؤكد على قوة الفنان السوري وعزيمته للاستمرار بالعمل والتواجد في الساحة الفنية والثقافية العامة مبينة أن الفنان الشاب يستفيد جداً من تجارب من سبقوه من الفنانين المخضرمين.
    وضمت لجنة اختيار الأعمال المشاركة لهذا العام كلا من الدكتور علي القيم والدكتور حيدر يازجي وأكثم عبد الحميد وفؤاد دحدوح وطلال عبد الله وطلال معلا ومحمد وهيبي وسعد قاسم.
    ومعرض الخريف السنوي الذي يقام في أواخر النصف الثاني من العام مخصص للفنانين الذين تجاوزوا الأربعين من عمرهم وهو نشاط يقابله معرض مماثل للفنانين تحت سن الأربعين يقام في النصف الأول من كل عام تحت اسم معرض الربيع.
    محمد سمير طحان

Working...
X