Announcement

Collapse
No announcement yet.

في الحب (١٦)

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • في الحب (١٦)

    في الحب (١٦)

    كيف نحب .. ؟
    .....

    يميل الإنسان إلى حماية نفسه فيُحصُّنها دائماً نفسياً وجسدياً من أي انكشاف و وهن .. يحميها بالصمت والغرور .. بالهجوم .. والغضب .. والسيطرة ..
    نعم إن الإنسان يعيش دائماً في حالة دائمةٍ من الدفاع عن النفس ..يمشي واضعاً أمامه جداراً عالياً شديد التحصين..

    لكنه يمرّ أحياناً بحالةِ ضعف عابر يؤدي إلى إضطراب هذه المنظومة الدفاعية .. وإنكشاف جزء صغير أو كبير من الداخل الذي كان محمياً على الدوام ..
    هذا الضعف والإنكشاف يفتح باباً من التواصل مع ضعفِ وإنكشاف شخص آخر .. فنسمّي هذا التواصل بين حالتي ضعف .. " حالة حب" .
    ....

    حالة الحب إذا .. هو حالة تشبه المرض( بل إنه المرض مقارنة بالحالة ما قبله ) .. إنفلات " أمني" في جدار الحماية ..و تشققٌ في الجدار.. هذا ما يفسر حالة التردد الدائم أمام الحب .. رغبتي العميقة تطالبني بحماية الذات .. ورغبتي الآنية (حالةٌ الحب) تطالبني بالاستمرار بتوسيع الإنكشاف والتشقق .. ليصير نافذة ..
    ...
    حالة الحب إذاً هو تلاقي شقين في جدار لينكشفا أكثر وأكثر ليجبرا الجدار كله على القبول بوضع نافذة والإعتراف بها كحالة دائمة..
    ..
    بوجود النافذة يتغير المصطلح من " حالة حب " قد تصيب جميع الناس من شقوقهم لكنهم فقط من يثابروا بالصبر والأناة ويتحملوا عناء الانتظار .. من ينتقلوا من " حالة الحب " إلى " الحب الناضج" الدائم الذي لا يتغير أبداً..
    ....
    الحب الناضج.. نافذة دائمة مفتوحة على الحياة ( الحياة ومن ضمنها الآخر ) ومن يحب أحداً بصدق و مثابرة لمرحلة بناء النافذة الثابتة .. أحَبَّ العالم كله .. وأحبه العالم كله بسبب هذه النافذة .. على الحياة .. على النور

    ..

    الحب هو تلاقي بين مرضين .. بين ضعفين ( ما نسميّه غروراً "بالصفات المشتركة") .. فكلما أصرّيتَ على الحفاظ على حالة القوة التي فيها سيظل الحب بعيداً عنك.. فالحب هو حظ الضعفاء ليصيروا أقوياء دائمين ..
    ...
    لكي يُحبكَ الناس أكثر .. اظهرْ كما أنتَ .. بوهنكَ وتعبكَ.. بشقوق جدارك.. بانكساركَ ..
    في الحب فقط ستفخر أمام الآخرين وتقول :" هل تذكرون ذاك الشق في جداري .. لقد صار اليوم نافذة.. نافذة لي ولكم "

    الدكتور رفيف المهنا
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

  • #2
    رد: في الحب (١٦)

    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    Comment


    • #3
      رد: في الحب (١٦)

      كلائم رائع جدّاً الى حدّ العريّ الفاضح... أشكرك ياسمين الشام على هذا الأنتقاء الموفّق بكلّ المقاييس الأرضية

      Comment


      • #4
        رد: في الحب (١٦)

        أحاولُ منذ البارحة
        ان أخترعَ لكِ نكتة ..
        فكتبتُ بالخطأ هذي القصيدة

        رفيف المهنا
        أضعف فأناديك ..
        فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

        Comment

        Working...
        X