Announcement

Collapse
No announcement yet.

النحاتة دارين الشلق - النحت يشعل في النفس كثيراً من الاضطرابات

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • النحاتة دارين الشلق - النحت يشعل في النفس كثيراً من الاضطرابات

    دارين الشلق: النحت يشعل في النفس كثيراً من الاضطرابات تدفعني للعمل بعفوية


    دمشق - سانا
    الفنانة النحاتة دارين الشلق تمتلك موهبة مكثفة تظهر خلالها ثقافة فيها الكثير من الرؤى لتعبر عن وجود حالة فنية متقنة تظهر من خلال منحوتاتها المكونة من كتلة صلبة دون تمييز في المادة التي تختارها لتكوين هذه المنحوتة نظراً لثقتها بموهبتها الفنية.
    صحيح أن النحت حالة صعبة على المرأة ويحتاج إلى جهد كبير وتركيز كثيف ودقة عالية ومهارة فائقة لكن عندما تتوفر الرغبة والموهبة داخل نفس المرأة وفي أعماقها تظهر لديها قدرات خارقة تتحدى كل الصعوبات وتتحول الى كائن جاد يقف أمام الكتلة الصلبة بكامل التحدي ويحول هذه الكتلة إلى مواصفات جمالية عالية توفر فيها نفس المقومات التي يمكن أن ينجزها الرجل لأن الإرادة وهي أساس الوصول لأي هدف ليست وقفاً على الرجل هذا ما قالته الشلق في حديثها لوكالة سانا.
    وأضافت الشلق: هناك شيء يشعل في النفس كثيراً من الاضطرابات والتداخلات والتناقضات حتى تتكثف كل هذه الأشياء في عاطفة تدفعني إلى العمل ودون قصد بعفوية شفافة فأشعر خلال الجهد الذي أبذله أنني أنجزت منحوتة تتوفر فيها الجماليات والأبعاد المتقاربة والمتباعدة والمتناسبة التي تحددها الروح الصانعة للعمل في قدرة هندسية حباها الله للموهبة لذلك فالعمل الفني المنحوت هو نتيجة عوامل كثيرة وأهمها العاطفة إضافة إلى ما تجمعه عين الفنان من ثقافات بصرية وما تحتويه الذاكرة أيضاً.

    وعن اختيار نوع الكتلة أوضحت الشلق أن الذهاب إلى كتلة دون الأخرى بغض النظر عن نوعها سواء كانت برونزية أو حديدية أو خشبية يحدده مدى التفاهم والانسجام بين الفنان والخامة التي من خلالها يأتي الغرض المطلوب وهو نتيجة تداعيات الحالة النفسية التي تنتابها كبقية الفنانين موضحة أن هناك أشياء كثيرة ومعطيات مختلفة قد تكون متوافقة أو متناقضة إيجابية أو سلبية تشترك في تكوين الحالة التي تنعكس على المنحوتة ومن هذه الحالات الحلم والعطاء والخلود والحب والكراهية. أما عن تأثرها بالمدارس الأخرى فبينت أنها تحاول أن تضيف إلى المدرسة التكعيبية شيئاً يشبهها ويلتقي مع ثقافتها ومع رؤى كثير من الفنانين كبيكاسو ومهارات الأقدمين التي نتباهى بها من خلال مواقعنا الأثرية وجماليات الطبيعة حيث تمزج ما تكونه وتصادفه في المعارض والملتقيات لتدخلها في تكوين منحوتتها دون قصد لأنه من الطبيعي أن تتنامى الموهبة بالثقافات.
    وتعتبر الشلق أن كل الحالات والفنون والمدارس إيجابية وتمتلك مساحة من التخييل وتحمل بصمة من خيال مجنح سواء كانت تجريدية أو تعبيرية أو غير ذلك عندما يقدم الفنان تشكيلة بنسب مدروسة وأبعاد تؤدي طموح الخيال الذي يقنع المشاهد فهنا علينا أن نعترف بأن ما هو موجود هو نتاج موهبة فنية مبينة أن النحت بدأ يتطور بشكل محلوظ على الساحة الشبابية السورية لأن البيئة تحمل كثيراً من المهارات التي وصلت إلى أبنائها وكان نتيجة ذلك هو اهتمام المعنيين بإقامة ملتقيات ومعارض كشفت كثيراً من ذوي الخبرات وأصحاب المواهب المتنوعة لذلك قد تعطي العناية بهذا الفن العظيم نتائج أكثر إيجابية في حال أخذ هؤلاء الفنانون شيئاً من حقهم فلا يكفي التشجيع ولا يكفي أن نراهم ممتدين عبر الساحات يتحدون التاريخ فعلى الآخر أن يشرع رعايته من أجل بقاء هذا التحدي واستمرار وجوده.
    وتمنت الشلق على الفنانين ولاسيما الشباب منهم أن يجتهدوا على مواهبهم ولا ينتظروا شيئا من أحد لأن الوطن يحتاج إلى إخلاص أبنائه ونقائهم فما نقدمه نحن هو هوية أمة وشاهد عصر وإذا لم نفعل هذا تبقى هويتنا فارغة في مستقبل قادم وتاريخ لا يرحم لأننا نمتلك أكثر مما يمتكله سوانا في الأمم الأخرى وعلينا أن ندرك أننا في سباق مع الزمن ومع الأخرين وعندما نتحلى بالصبر والإرادة نكون قد فرضنا وجودنا وانتزعنا هويتنا ومشينا حيث نرغب.
    شذى حمود ومحمد الخضر
Working...
X