Announcement

Collapse
No announcement yet.

إعتراف رقم (٢٢)

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • إعتراف رقم (٢٢)


    إلهي ... يا إلهي

    في اهتمامي اليومي وإنشغالي بعلاقتي معك.. أتساءل عن شكل العلاقة.. صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيها.. من يقرر المسافة بيننا.. من يقود العلاقة..؟

    على امتداد سنين طويلة كنتُ أعتقد أنكَ أنتَ من يقرر كل شيء في علاقتي معك.. أنت الآمر الناهي .. أنتَ من يرسم الطريق ويحدده.. أنتَ من يعاقِب وأنت من يسامح..
    وأظن اليوم أن هذه الأفكار ليست صحيحة .. وتكاد تظلمكَ و ترسم لك شكلاً ليس بشكلك..

    ما عرفته عنك اليوم.. أنك أخذت قرارك الدائم والدائم والوحيد بأن تترك لي قرار العلاقة .. قرار المسافة بيننا.. قرار شكل العلاقة وتوقيتها .. قرار الإقتراب والإبتعاد.. فكأنكُ نبعٌ مستمر بالفيضان يُفرِحكَ من يقترب منك ويؤلمكَ من يبتعد ولا تملك أنت إلا قرار الإنتظار .. لقد قررتَ أن تحترم حريتي ... وأنت اليوم تدفع ثمن احترامك لي .. ألماً وانتظاراً..

    لم أعد أظن أن الله هو من يعاقب الإنسان.. بل إن الإنسان هو من يعاقب إلهه عندما يعزله ولا يقترب من نبعه..

    إنه كابنٍ يعاقب والديه .. بعدم زيارتهم..

    أعترفُ أنني قد عاقبتكَ أحياناً .. وقد عزلتكَ أحياناً أخرى.. عندما لم أترك لكَ مكاناً لتحضرَ وتعطي.. أنت يا أيها الكلي الحضور والدائم الإنتظار...

    الدكتور رفيف المهنا
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!
Working...
X