Tweet
حوار صريح جدا مع البروفيسور عطية الجيار الخبير الدولي المصري - خبير اقتصاديات المياه و الاراضى والبيئة
حاوره : الدكتور جمال سالمي
على هامش ملتقى جودة الجامعات الذي احتضنته جامعة سكيكدة مؤخرا، أدلى البروفيسور عطية الجيار، الخبير الدولي المصري السابق، خبير اقتصاديات المياه والأراضي والبيئة، في هذا الحوار ألحصري الصريح جدا، بشهادات مهمة عن واقع الجامعات المصرية، متمنيا لبلده الثاني الجزائر الاستفادة من تجربة الأشقاء في مصر:
1/ كيف وجدتم الجزائر؟
الجزائر بلدي الثاني، وقد أعجبتني ديناميكية جامعاتكم، فقد شاركت قبل حضوري إلى سكيكدة في ملتقى الاقتصاد الإسلامي والتنمية المستدامة بجامعة قالمة، وفي جانفي 2013 سوف أشارك إن شاء الله تعالى في ملتقى دولي بجامعة أدرار عن البيئة والإنسان.
2/ ما قصة خلافكم مع الزميلة فطومة مديرة المركز الجامعي للمناطق الجافة في بسكرة من خلال ملتقى دولي سابق؟
لم يكن خلافا مع هذه الزميلة المحترمة فطومة، بل كل ما في الحكاية أنني قلت لها عندما طلبت مني الاكتفاء بملخص في 15 دقيقة فقط، بأنني لم أدفع 3000 دولار من جيبي ومالي الخاص لأتكلم في 15 دقيقة فقط(تكاليف السفر)، وعدت إلى الفندق، فما كان منها إلا أن برمجت لي محاضرة لمدة ساعتين لجميع المشاركين في ورشة العمل الدولية ...وهذا تصرف العلماء ..إعطاء الفرصة للعلماء من خارج الجزائر للإفادة والاستفادة من الخبرات المختلفة....فألف شكر لها.
3/ ما الفرق بين أجواء التعليم العالي والبحث العلمي في كل من الجزائر ومصر؟
أولا توجد فروق كبيرة إحصائيا، الدولة العبرية التي نعاديها دوما تنفق على الجامعات والمراكز البحثية بقيمة 5 %من نسبة الدخل القومي، بالمقارنة نجد إن كل الدول العربية تنفق 0.02 %من دخلها القومي على الجامعات والمراكز البحثية، لكن هناك مجهودات عربية رغم كل الصعوبات والعراقيل التي تعيق التنمية العلمية.
ثانيا تمويلنا ذاتي ولدينا جامعات خاصة، بينما ما زالت حكومتكم تمول بالكامل كل ما يتعلق بالجامعات.
ثالثا نتشابه في الكثير من التفاصيل، لكن بدرجات متفاوتة: تخلف، بيروقراطية، نقص المراجع، غياب الجدية، معاناة الطلبة والأساتذة.
رابعا منتجات الجامعات قليلة، رغم مصاريفها الكبيرة.
خامسا خريجو الجامعات: مصير أغلبهم البطالة.
سادسا لا توجد إستراتيجية واضحة للنهوض بالجامعات المصرية والجزائرية.
4/ هل هناك ربيع جامعي عربي في مصر؟
نعم، فقد كان قرار الرئيس الدكتور مرسي زيادة رواتب أساتذة الجامعات، فبدأت تقترب قليلا من رواتبكم في الجزائر.
5/ ما رأيك الصريح جدا في زميلكم الدكتور مرسي الذي أصبح رئيسا؟
يكفيه فخرا أنه أول رئيس عربي يحمل شهادة الدكتوراه، لكن التركة ثقيلة جدا ومهمته صعبة جدا.
6/ كيف أثرت ثورة 25 يناير في الجامعات المصرية؟
تم تحرير القرار الإداري، بانتخاب كل المسئولين، من مدير الجامعة إلى رئيس القسم.
7/ خبير دولي مصري في أوغندا: لماذا؟
لمنع التوتر المائي بين مصر ودول منابع النيل من جهة، والمساعدة كخبير اقتصادي مصري في مشاريع الري والزراعة بالمنطقة.
8/ ماذا يفصل جامعات مصر والجزائر عن الحد الأدنى العالمي من جودة الجامعات؟
الكثير من الجهد والتخطيط والتنفيذ والمتابعة: تقييما وتقويما اى محاربة الفساد بكل اشكالة.
9/ لعلها تتفوق على جامعة مقديشو في الصومال؟
هذه إشاعة، فالصومال أمامها فترة كبيرة من الزمن حتى يتم الزعم بأنها تصل إلى مستوى جامعات مصر والجزائر.
10/ متى تصبح الجزائر ومصر قوتان اقتصاديتان؟
عندما يتم تحرير جامعات البلدين.
11/ كيف؟
بأولوية العلم على السياسة، والكفاءة على المحسوبية، والجدية على الإهمال، والجودة على الرداءة بمعنى أخر بالقضاء على الفساد الادارى والمالي والاجتماعي والاخلاقى والثقافي والبيئي في جميع قطاعات الحكومة ورجال الإعمال.
12/ لكن ماهو الفساد؟
من هذه القصة يمكن معرفة معنى الفساد
سأل طفل والده : ما معنى الفساد
فأجابه : لن أخبرك يا بني لأنه صعب عليك في هذا السن ،لكن دعني أقرب لك الموضوع;
إنا اصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسمالية... و أمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة... و أنت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب... و أخوك الصغير هو أملنا فسنطلق عليه اسم المستقبل... إما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة
اذهب يا بني وفكر عساك تصل إلى نتيجة....
و في الليل لم يستطع الطفل إن ينام .. فنهض من نومه قلقا و سمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب إليه فوجده قد بل حفاظته فذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ، و تعجب أن والده ليس نائما بجوارها.. فذهب باحثا عن أبيه فنظر من ثقب الباب إلى غرفة الخادمة فوجد أبيه معها .
و في اليوم التالي قال الولد لأبيه! : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد ..
فقال الوالد: وماذا عرفت ....
قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة ( الأب والخادمة )
وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق ( الأم )
فيصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً ( الابن الكبير)
و يصبح المستقبل غارقا في القذارة ( الابن الصغير)
هذا هو الفساد
عندما نتخلص من الفساد بكل اشكالة المالية والإدارية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية والبيئية نكون إن شاء الله من الدول التي لها كلمة مسموعة في هذا العالم الذي لايحترم إلا الأقوياء ليس بمعناها المطلق ولكن بمعناها الحقيقي قوة العلم....العلماء...الجامعات...المراكز البحثية .. وختاما نجد إن:
... أمريكا تحتل العالم بالعلم والذي هو مصدر قوتها...
حاوره : الدكتور جمال سالمي
على هامش ملتقى جودة الجامعات الذي احتضنته جامعة سكيكدة مؤخرا، أدلى البروفيسور عطية الجيار، الخبير الدولي المصري السابق، خبير اقتصاديات المياه والأراضي والبيئة، في هذا الحوار ألحصري الصريح جدا، بشهادات مهمة عن واقع الجامعات المصرية، متمنيا لبلده الثاني الجزائر الاستفادة من تجربة الأشقاء في مصر:
1/ كيف وجدتم الجزائر؟
الجزائر بلدي الثاني، وقد أعجبتني ديناميكية جامعاتكم، فقد شاركت قبل حضوري إلى سكيكدة في ملتقى الاقتصاد الإسلامي والتنمية المستدامة بجامعة قالمة، وفي جانفي 2013 سوف أشارك إن شاء الله تعالى في ملتقى دولي بجامعة أدرار عن البيئة والإنسان.
2/ ما قصة خلافكم مع الزميلة فطومة مديرة المركز الجامعي للمناطق الجافة في بسكرة من خلال ملتقى دولي سابق؟
لم يكن خلافا مع هذه الزميلة المحترمة فطومة، بل كل ما في الحكاية أنني قلت لها عندما طلبت مني الاكتفاء بملخص في 15 دقيقة فقط، بأنني لم أدفع 3000 دولار من جيبي ومالي الخاص لأتكلم في 15 دقيقة فقط(تكاليف السفر)، وعدت إلى الفندق، فما كان منها إلا أن برمجت لي محاضرة لمدة ساعتين لجميع المشاركين في ورشة العمل الدولية ...وهذا تصرف العلماء ..إعطاء الفرصة للعلماء من خارج الجزائر للإفادة والاستفادة من الخبرات المختلفة....فألف شكر لها.
3/ ما الفرق بين أجواء التعليم العالي والبحث العلمي في كل من الجزائر ومصر؟
أولا توجد فروق كبيرة إحصائيا، الدولة العبرية التي نعاديها دوما تنفق على الجامعات والمراكز البحثية بقيمة 5 %من نسبة الدخل القومي، بالمقارنة نجد إن كل الدول العربية تنفق 0.02 %من دخلها القومي على الجامعات والمراكز البحثية، لكن هناك مجهودات عربية رغم كل الصعوبات والعراقيل التي تعيق التنمية العلمية.
ثانيا تمويلنا ذاتي ولدينا جامعات خاصة، بينما ما زالت حكومتكم تمول بالكامل كل ما يتعلق بالجامعات.
ثالثا نتشابه في الكثير من التفاصيل، لكن بدرجات متفاوتة: تخلف، بيروقراطية، نقص المراجع، غياب الجدية، معاناة الطلبة والأساتذة.
رابعا منتجات الجامعات قليلة، رغم مصاريفها الكبيرة.
خامسا خريجو الجامعات: مصير أغلبهم البطالة.
سادسا لا توجد إستراتيجية واضحة للنهوض بالجامعات المصرية والجزائرية.
4/ هل هناك ربيع جامعي عربي في مصر؟
نعم، فقد كان قرار الرئيس الدكتور مرسي زيادة رواتب أساتذة الجامعات، فبدأت تقترب قليلا من رواتبكم في الجزائر.
5/ ما رأيك الصريح جدا في زميلكم الدكتور مرسي الذي أصبح رئيسا؟
يكفيه فخرا أنه أول رئيس عربي يحمل شهادة الدكتوراه، لكن التركة ثقيلة جدا ومهمته صعبة جدا.
6/ كيف أثرت ثورة 25 يناير في الجامعات المصرية؟
تم تحرير القرار الإداري، بانتخاب كل المسئولين، من مدير الجامعة إلى رئيس القسم.
7/ خبير دولي مصري في أوغندا: لماذا؟
لمنع التوتر المائي بين مصر ودول منابع النيل من جهة، والمساعدة كخبير اقتصادي مصري في مشاريع الري والزراعة بالمنطقة.
8/ ماذا يفصل جامعات مصر والجزائر عن الحد الأدنى العالمي من جودة الجامعات؟
الكثير من الجهد والتخطيط والتنفيذ والمتابعة: تقييما وتقويما اى محاربة الفساد بكل اشكالة.
9/ لعلها تتفوق على جامعة مقديشو في الصومال؟
هذه إشاعة، فالصومال أمامها فترة كبيرة من الزمن حتى يتم الزعم بأنها تصل إلى مستوى جامعات مصر والجزائر.
10/ متى تصبح الجزائر ومصر قوتان اقتصاديتان؟
عندما يتم تحرير جامعات البلدين.
11/ كيف؟
بأولوية العلم على السياسة، والكفاءة على المحسوبية، والجدية على الإهمال، والجودة على الرداءة بمعنى أخر بالقضاء على الفساد الادارى والمالي والاجتماعي والاخلاقى والثقافي والبيئي في جميع قطاعات الحكومة ورجال الإعمال.
12/ لكن ماهو الفساد؟
من هذه القصة يمكن معرفة معنى الفساد
سأل طفل والده : ما معنى الفساد
فأجابه : لن أخبرك يا بني لأنه صعب عليك في هذا السن ،لكن دعني أقرب لك الموضوع;
إنا اصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسمالية... و أمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة... و أنت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب... و أخوك الصغير هو أملنا فسنطلق عليه اسم المستقبل... إما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة
اذهب يا بني وفكر عساك تصل إلى نتيجة....
و في الليل لم يستطع الطفل إن ينام .. فنهض من نومه قلقا و سمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب إليه فوجده قد بل حفاظته فذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ، و تعجب أن والده ليس نائما بجوارها.. فذهب باحثا عن أبيه فنظر من ثقب الباب إلى غرفة الخادمة فوجد أبيه معها .
و في اليوم التالي قال الولد لأبيه! : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد ..
فقال الوالد: وماذا عرفت ....
قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة ( الأب والخادمة )
وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق ( الأم )
فيصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً ( الابن الكبير)
و يصبح المستقبل غارقا في القذارة ( الابن الصغير)
هذا هو الفساد
عندما نتخلص من الفساد بكل اشكالة المالية والإدارية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية والبيئية نكون إن شاء الله من الدول التي لها كلمة مسموعة في هذا العالم الذي لايحترم إلا الأقوياء ليس بمعناها المطلق ولكن بمعناها الحقيقي قوة العلم....العلماء...الجامعات...المراكز البحثية .. وختاما نجد إن:
... أمريكا تحتل العالم بالعلم والذي هو مصدر قوتها...