Tweet
فلاديمير فيسوتسكي
روسيا: اليوم ذكرى وفاة "قلب الأمة"
يصادف اليوم ذكرى وفاة محبوب الشعب الروسي المبدع "فلاديمير فيسوتسكي" الملقب بـ "قلب الأمة"، ولكن ما يزال نبضه حاضرا في الحياة المعاصرة وأغانيه تصدح من أفواه النجوم رغم مرور 32 عاماً على وفاته.
"أنباء موسكو"
ما يزال "قلب الأمة" حيا في قلوب الأجيال من الروس الذين ولدوا بعد وفاة الشاعر والمغني والممثل المبدع "فلاديمير فيسوتسكي "في 25 تموز/يوليو عام 1980، ولعل أكبر مثال على ذلك هو النجاح الذي لاقاه فيلم "فيسوتسكي.
شكرا لأنك حي" الذي أنتج بأحدث التقنيات لإحياء ذكرى محبوب الشعب بعد أكثر من 30 عاما على وفاته. أدى دوره ممثل حير الجماهير لدرجة التشابه المريبة بينهما أحيا صوته الرخيم وتقاطيع وجهه ونظرته العميقة.
اشتهر فيسوتسكي على الرغم من نقده اللاذع للنظام أيام الاتحاد السوفيتي، لدرجة التي لم يتمتع بها أحد من معاصريه، أيام الاتحاد السوفيتي وحتى اليوم في روسيا فنال لقب " قلب الأمة". الا أنه ليس ظاهرة فريدة في الثقافـة الروسية فحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضا، فهو يقترب بأعماله من الطبقات الشعبية، فهو الأقـرب إلى العمـال وسـائقي الشاحنات ومدمني الفـودكا والجنود والطـلبة والمثقفين والمعارضين المطالبين بالتغير ويوحد الروس على اختلافهم بحبهم لفنه.
ولد عام 1938 في موسكو، وبعد إتمام الثانوية وبإلحاح من عائلته التحق بكلية الهندسة المعمارية، لكن فصلاً دراسياً واحداً كان كافياً ليدرك أنّ قدره ارتبط بالفن، وبعدها التحق بقسم التمثيل المسرحي في مدرسة مسرح موسكو للفن الأكاديمي. وتزامن بدء عمله المسرحي في مسرح بوشكين في موسكو، مع ظهور أول أغانيه تحت اسم "تاتو"، لتتبعها أشعاره التي وجدت طريقها إلى قلوب الشعب السوفيتي آنذاك، ليس عن طريق دواوين رسمية، وظهرت أول اسطوانة له عام 1968، وانتشرت في ربوع الاتحاد السوفيتي سرّاً، أو بتغاض من السلطات الرسمية فيما تبعها من اسطوانات .
تحول فيسوتسكي الذي لُقِّب بـ"قلب الأمة"، إلى واقع مفروض على السلطات بكل مستوياتها. فما كان لها إلا أن تعترف بحقِّه، وتفتح الأبواب أمام موهبته التمثيلية، لتضاعف أعماله المسرحية والسينمائية ومن أشهرها مسرحية "هاملت" لشكسبير، التي تحولت عروضها في مسرح "التاغانكا" إلى تظاهرة تُروى عنها الأساطير إلى يومنا هذا. ومن أغانيه الشهيرة "على شفير الهاوية"، "أنقذوا أرواحنا"، "صيد الذئاب"، "أغنية عن صديق"، "القباب" والكثير والكثير....
كان إبداعه الغنائي معظمه يندرج تحت إطار "البارد"، وهو نمط انتشر في الوسط الفني الغربي، إذ يجمع كتابة الشعر بالتلحين، ويترافق بالعزف على الجيتار. وتميزت أغانيه بالتنوع، فقد كتب ولحَّن الأشعار الرومانسية والساخرة، وتطرَّق لتفاصيل روتين حياة المواطن الروسي، وكان ضد أي فساد في النظام، وكان مؤمناً بحياة وحرية أفضل للجميع.