شخصيات لاتنسى
جبران خليل جبران كاتب خاطبت كلماته الوجدان وحاكت تعابيره العواطف والاحاسيس
من تتاح له الفرصة ان يزور واشنطن فلابد ان يزور شارع السفارات المسمى شارع
ماساتشوستش وهناك قريبا من السفارة البريطانيه سيشاهد تمثالا مشهورا هو
عبارة عن نحت لراس جبران خليل جبران وخلفه قطع من الرخام محفور عليها
عبارات من ادب هذا الكاتب والفيلسوف العربي
حيث تقول تلك العبارات
العمل حب مجسم
احبك يا اخي اينما كنت ومهما كنت
نحن نعيش اكثر لتقديس الجمال
جبران خليل جبران كاتب خاطبت كلماته الوجدان وحاكت تعابيره العواطف والاحاسيس
وعانقت مخيلته العقول وصرخت اشعاره داخل جدار الخواطر والمشاعر الجياشه
وابكت صوره الافئدة العطشى الى بلوغ النشوة واسكرت لوحاته النفوس التواقة الى
فك قيود الواقع والابحار في الخيال والجمال وعبرت ابداعاته المحيطات على متن
سفن الخلود ورست على شواطئ العالم كافة وحلقت في الاجواء باجنحة السلام
والمحبه وايقظت معانيه ضمائر الاثرياء والحكام حيث افاقتهم من قبورهم المدفونة
تحت ظلام الليل الحالك وظلم البشر وسامرت روحه الانسان من كل لون وجنس ودين
تبدأ انفاس جبران الادبيه ذات الروح الشعري بموسيقاه عام 1905
فكان نبعا صافيا من ينابيع عاطفته الهادئة ووجدانه الهامس حيث يطل على قرائه
بلغة شاعرية حارة هي انعكاس للطبيعة الروحية التي تغنى بها جبران وعاش فيها
وتظهر له بعد ذلك عرائس المروج عام 1906
والارواح المتمرده عام 1908
وكانت مثالا ادبيا في فن الاقصوصه العربيه الحديثه حيث الزمان يتحد فيه
الماضي والحاضر وتشف الاشياء حتى تتخلص من اثقالها واشكالها وفيها
ثورة اصلاحيه تنطلق من رومانسية جبرانيه في تمردها على الظلم واثام الانانيه
في عناقها للبائسين من بني البشر لا تخلو من امتداد افلاطوني صوفي يذوب في
ابتهالات الحب والجمال والخلود صامدا في وجه العدميه والفناء حيث يعبر الالم
الجبراني ينبوع غبطة ومصدر خير ودعوة صادقة صريحة الى الحرية من اجل
قهر العذاب ووأد الاضطهاد وقبر الاستبداد وقتل البؤس وانقشاع ضباب الجور
وبعد ان يجرب الاقصوصه تظهر الاجنحة المتكسرة عام 1912
مثالا ادبيا لفن القصة فيدون جبران بادواته الفكرية والشعرية نفسها
اعترافاته العاطفية
ويعقبها بعد ذلك بدمعة وابتسامه عام 1914
التي تضمنت ما بين ست وخمسون قصيدة نثر هي في الحقيقة نثر شعري
او شعر نثري ويربط بينهما بعدان او مضمونان هما
المضمون الافلاطوني والمضمون الاصلاحي وهما مضامين عشقهما جبران
وعاش لهما رومانتيكيا ورمزيا وواقعيا مدافعا عن البائسين ناقما على الياس
والقنوط في حياة مجتمعه من خلال روح شعرية هي ربيبة الصورة بمعناها الفني
ووليدها المشروع منذ نشاة الشعر الاولى الى صيرورته الحالية وحتى ديمومته
المستقبلية
ومثل ذلك في العواصف عام 1920
التي تمثل طورا فكريا حينا او فن المقالة الادبية حينا اخر ولغة التشبيه الغنائي
الاوربي حينا ثالثا
وكتب جبران بالانكليزية
المجنون واليسوع ابن المسيح والنبي والهة الارض ورمل وزبد والتائه
وفي مجال الشعر فله قصيدة مطولة اطلق عليها عنوان المواكب وهي
مطولة شعرية رائدة في الادب العربي الحديث نسج على منوالها بعض
شعراء العربية المحدثين امثال نوري معلوف في بساط الريح
وشفيق معلوف في عبقر وعلي محمود طه المهندس في اشباح وارواح
واذا كانت القصيده اية قصيدة هي اداء فني بالافاظ وان الشعر فن وليس
رسالة اجتماعية كما قيل فان مواكب جبران قصيدة رومانتيكيه
رائعة استطاعت ان تحول الجدل الفلسفي في ماهية الوجود ةالانسان الى
لغة شعرية ذات شكل ذاتي نبيل في مثله وقيمه الاجتماعية فضلا عن
دلالاته الغنية الخالصة في هذا الميدان
انها قصيدة مكتظة بالرمز والايحاء اللذين يعبران عن فكر جبران ومدى
فهمه للانسانية في اطارها المادي والمعنوي
تتجلى في هذه القصيدة تاملات واشراقات انسانية تحمل في طياتها دعوات
الى اسمى حالة من حالات الحب والخير والمحبة مقرونة بحالة الطبيعة
التي قدسها الرومانسيين فجعلوها معصومة لا تخطئ ومنزهة من كل شر
موجود لدى الانسان فلا يوجد في الطبيعة ذل ولا حزن ولا خوف ولا عبوديه
ولا انانيه
قصيدة المواكب التي ظهرت في عام 1919 تقع في 203 بيتا شعريا كما
ظهرت في الطبعة الثانية في المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران التي قدم
لها واشرف على تنسيقها ميخائيل نعيمه
ولكون المواكب قصيدة طويلة فقد اخترت منها بعض المقاطع
لكي يطلع القارئ على النمط الشعري والفلسفة التي يكتنفه هذا الشعر
الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا
و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا
و أكثر الناس آلاتٌ تحركها
أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر
* * *
ليس في الغابات راعٍ.........لا...و لافيها القطيعْ
فالشتا يمشي و لكن............ لا...يُجاريهِ الربيعْ
خُلقَ الناس...عبيداً......... للذي يأْبى الخضوعْ
فإذا ما هبَّ... يوماً......... سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ......... فالغنا يرعى العقولْ
و أنينُ الناي أبقى......... من... مجيدٍ و ذليلْ
و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ
لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة الى
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
فالناس ان شربوا سُرَّوا كأنهمُ
رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا
فذا يُعربدُ ان صلَّى و ذاك اذا
اثرى و ذلك بالاحلام يختمرُ
فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
فإن رأَيت اخا صحوٍ فقلْ عجباً
هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ
* * *
ليس في الغابات سكرٌ......... من مدامِ او خيالْ
فالسواقي ليس فيها......... غير اكسير الغمامْ
انما التخدير ُ ثديٌ............ و حليبٌ...للانامْ
فاذا شاخوا و ماتوا............بلغوا سن الفطامْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ.........فالغنا خير الشرابْ
و أنين الناي يبقى...... بعد أن تفنى الهضاب
و الحرُّ في الأرض يبني من منازعهِ
سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرْ
فان تحرَّر من ابناءِ بجدتهِ
يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ
فهو الاريب و لكن في تصلبهِ
حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ
و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ
حتى الى اوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ
جبران خليل جبران كاتب خاطبت كلماته الوجدان وحاكت تعابيره العواطف والاحاسيس
من تتاح له الفرصة ان يزور واشنطن فلابد ان يزور شارع السفارات المسمى شارع
ماساتشوستش وهناك قريبا من السفارة البريطانيه سيشاهد تمثالا مشهورا هو
عبارة عن نحت لراس جبران خليل جبران وخلفه قطع من الرخام محفور عليها
عبارات من ادب هذا الكاتب والفيلسوف العربي
حيث تقول تلك العبارات
العمل حب مجسم
احبك يا اخي اينما كنت ومهما كنت
نحن نعيش اكثر لتقديس الجمال
جبران خليل جبران كاتب خاطبت كلماته الوجدان وحاكت تعابيره العواطف والاحاسيس
وعانقت مخيلته العقول وصرخت اشعاره داخل جدار الخواطر والمشاعر الجياشه
وابكت صوره الافئدة العطشى الى بلوغ النشوة واسكرت لوحاته النفوس التواقة الى
فك قيود الواقع والابحار في الخيال والجمال وعبرت ابداعاته المحيطات على متن
سفن الخلود ورست على شواطئ العالم كافة وحلقت في الاجواء باجنحة السلام
والمحبه وايقظت معانيه ضمائر الاثرياء والحكام حيث افاقتهم من قبورهم المدفونة
تحت ظلام الليل الحالك وظلم البشر وسامرت روحه الانسان من كل لون وجنس ودين
تبدأ انفاس جبران الادبيه ذات الروح الشعري بموسيقاه عام 1905
فكان نبعا صافيا من ينابيع عاطفته الهادئة ووجدانه الهامس حيث يطل على قرائه
بلغة شاعرية حارة هي انعكاس للطبيعة الروحية التي تغنى بها جبران وعاش فيها
وتظهر له بعد ذلك عرائس المروج عام 1906
والارواح المتمرده عام 1908
وكانت مثالا ادبيا في فن الاقصوصه العربيه الحديثه حيث الزمان يتحد فيه
الماضي والحاضر وتشف الاشياء حتى تتخلص من اثقالها واشكالها وفيها
ثورة اصلاحيه تنطلق من رومانسية جبرانيه في تمردها على الظلم واثام الانانيه
في عناقها للبائسين من بني البشر لا تخلو من امتداد افلاطوني صوفي يذوب في
ابتهالات الحب والجمال والخلود صامدا في وجه العدميه والفناء حيث يعبر الالم
الجبراني ينبوع غبطة ومصدر خير ودعوة صادقة صريحة الى الحرية من اجل
قهر العذاب ووأد الاضطهاد وقبر الاستبداد وقتل البؤس وانقشاع ضباب الجور
وبعد ان يجرب الاقصوصه تظهر الاجنحة المتكسرة عام 1912
مثالا ادبيا لفن القصة فيدون جبران بادواته الفكرية والشعرية نفسها
اعترافاته العاطفية
ويعقبها بعد ذلك بدمعة وابتسامه عام 1914
التي تضمنت ما بين ست وخمسون قصيدة نثر هي في الحقيقة نثر شعري
او شعر نثري ويربط بينهما بعدان او مضمونان هما
المضمون الافلاطوني والمضمون الاصلاحي وهما مضامين عشقهما جبران
وعاش لهما رومانتيكيا ورمزيا وواقعيا مدافعا عن البائسين ناقما على الياس
والقنوط في حياة مجتمعه من خلال روح شعرية هي ربيبة الصورة بمعناها الفني
ووليدها المشروع منذ نشاة الشعر الاولى الى صيرورته الحالية وحتى ديمومته
المستقبلية
ومثل ذلك في العواصف عام 1920
التي تمثل طورا فكريا حينا او فن المقالة الادبية حينا اخر ولغة التشبيه الغنائي
الاوربي حينا ثالثا
وكتب جبران بالانكليزية
المجنون واليسوع ابن المسيح والنبي والهة الارض ورمل وزبد والتائه
وفي مجال الشعر فله قصيدة مطولة اطلق عليها عنوان المواكب وهي
مطولة شعرية رائدة في الادب العربي الحديث نسج على منوالها بعض
شعراء العربية المحدثين امثال نوري معلوف في بساط الريح
وشفيق معلوف في عبقر وعلي محمود طه المهندس في اشباح وارواح
واذا كانت القصيده اية قصيدة هي اداء فني بالافاظ وان الشعر فن وليس
رسالة اجتماعية كما قيل فان مواكب جبران قصيدة رومانتيكيه
رائعة استطاعت ان تحول الجدل الفلسفي في ماهية الوجود ةالانسان الى
لغة شعرية ذات شكل ذاتي نبيل في مثله وقيمه الاجتماعية فضلا عن
دلالاته الغنية الخالصة في هذا الميدان
انها قصيدة مكتظة بالرمز والايحاء اللذين يعبران عن فكر جبران ومدى
فهمه للانسانية في اطارها المادي والمعنوي
تتجلى في هذه القصيدة تاملات واشراقات انسانية تحمل في طياتها دعوات
الى اسمى حالة من حالات الحب والخير والمحبة مقرونة بحالة الطبيعة
التي قدسها الرومانسيين فجعلوها معصومة لا تخطئ ومنزهة من كل شر
موجود لدى الانسان فلا يوجد في الطبيعة ذل ولا حزن ولا خوف ولا عبوديه
ولا انانيه
قصيدة المواكب التي ظهرت في عام 1919 تقع في 203 بيتا شعريا كما
ظهرت في الطبعة الثانية في المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران التي قدم
لها واشرف على تنسيقها ميخائيل نعيمه
ولكون المواكب قصيدة طويلة فقد اخترت منها بعض المقاطع
لكي يطلع القارئ على النمط الشعري والفلسفة التي يكتنفه هذا الشعر
الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا
و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا
و أكثر الناس آلاتٌ تحركها
أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر
* * *
ليس في الغابات راعٍ.........لا...و لافيها القطيعْ
فالشتا يمشي و لكن............ لا...يُجاريهِ الربيعْ
خُلقَ الناس...عبيداً......... للذي يأْبى الخضوعْ
فإذا ما هبَّ... يوماً......... سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ......... فالغنا يرعى العقولْ
و أنينُ الناي أبقى......... من... مجيدٍ و ذليلْ
و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ
لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة الى
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
فالناس ان شربوا سُرَّوا كأنهمُ
رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا
فذا يُعربدُ ان صلَّى و ذاك اذا
اثرى و ذلك بالاحلام يختمرُ
فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
فإن رأَيت اخا صحوٍ فقلْ عجباً
هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ
* * *
ليس في الغابات سكرٌ......... من مدامِ او خيالْ
فالسواقي ليس فيها......... غير اكسير الغمامْ
انما التخدير ُ ثديٌ............ و حليبٌ...للانامْ
فاذا شاخوا و ماتوا............بلغوا سن الفطامْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ.........فالغنا خير الشرابْ
و أنين الناي يبقى...... بعد أن تفنى الهضاب
و الحرُّ في الأرض يبني من منازعهِ
سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرْ
فان تحرَّر من ابناءِ بجدتهِ
يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ
فهو الاريب و لكن في تصلبهِ
حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ
و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ
حتى الى اوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ