Announcement

Collapse
No announcement yet.

الفن المفاهيمي - سول لويت، جوزيف كوسيث، روبرت باري، جون بالديساري

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الفن المفاهيمي - سول لويت، جوزيف كوسيث، روبرت باري، جون بالديساري

    بناء اللقطة في الفن المفاهيمي


    +ثقافة — 29 March 2013

    لقطة «جمهور» للفنان ميشا غوردون أطلقت جمالية «المفاهيم» في التصوير
    عدنان حسين أحمد
    تعوِّل غالبية الفنون البصرية على الأعمال الفنية المُنجزة باستثناء الفن المفاهيمي الذي يراهن على العمل الفني وهو قيد الإنجاز، أي في المرحلة التي تعيش فيها الفكرة كـ «مفهوم» فلسفي يخضع لأكثر من مقولة فنية قابلة للتنظير أو التأويل.
    يُشار إلى أن الفن المفاهيمي ظهر في منتصف القرن الماضي وترسّخ على أيدي فنانين فوتوغرافيين أميركيين أمثال سول لويت، جوزيف كوسيث، روبرت باري، جون بالديساري وآخرين.
    ولئن هيمنت الأسماء الأميركية في هذا المضمار فإن الفنانين الأوروبيين، والروس منهم على وجه التحديد، لهم بصمتهم الخاصة في هذا الفن أبرزهم البريطاني ريتشارد لونغ، والهولندي يان ديبيتس، والفرنسي دانييل بيرن، والأميركي من أصل لاتيفي ميشا غوردن الذي يُعد رائداً من روّاد التصوير المفاهيمي على الرغم من سطوع نجمه بعد ثلاثة عقود من انطلاق هذا الفن الذي يعوِّل على فكرة العمل ومفهومه أكثر من تعويله على الشكل الفني المُنجز.
    أنجز غوردن «اعتراف»، وهي أول أعماله المفاهيمية الرصينة التي تناسلت في ما بعد لتؤسس لمشروعه الفني الذي سوف يجد لاحقاً طريقه إلى الذيوع والانتشار.
    وعلى الرغم من تذمّره من قبضة الحكم الاستبدادي السوفياتي إلا أنه كان يعتز بالثقافة الروسية الرصينة التي كان يتلقاها بين الناطقين بالروسية في لاتيفيا وفتحت له آفاقاً تخييلية جديدة لم يألفها في طفولته.
    لمّا بدأ غوردن التصوير كهواية فنية لم ترضه النتائج التي توصل إليها ولم تُشبع شغفه الفني بالتصوير، فثمة شيء ضائع لم يستطع العثور عليه حتى ذلك الوقت. وبعد قراءة روايات دستويفسكي وتنظيرات تاركوفسكي التي مهّدت له الطريق للإمساك بـ «الروح الروسية» من جهة، وتثوير مشاعره الإنسانية العميقة التي يريد أن يُسقِطها على أعماله الفنية من جهة أخرى، وجد غوردن ضالته عام 1972 حينما أنجز أول صورة مفاهيمية، يعتبرها الأكثر أهمية في مشروعه الفني، لما تنطوي عليه من بناء فني استغرقه زمناً طويلاً.
    يؤكد غوردن في واحد من لقاءات الصحفية أنه كان جالساً ذات صباح أمام منزل والديه فلاحظ جنائنياً وإلى جواره عربة دفع يدوية فقدَحَ هذا المشهد في ذهنه صورة حقل مفتوح تهيمن فيه امرأة عارية تدفع بعربة ملأى بالدمى المحطّمة فيما تعصف الريح بشعرها السبط الناعم. وفي اليوم ذاته شاهد مجموعة أطفال كشّافة يعبرون الشارع وهم يعزفون على آلاتهم الموسيقية المتنوعة التي لم تثر انتباهه مثلما فعل صاحب الطبل الذي ومضَ في ذهنه مثل البرق ودلّه على الشيء الضائع الذي كان يبحث عنه منذ مدة طويلة.
    لقد كان الطبل هو اللقطة المفقودة التي ستكمل المشهد الإبداعي الذي كان غائماً أو غامضاً إلى حد كبير. ثم بدأ غوردن ببناء اللقطة المفاهيمية التي يجسّد فيها رؤيته الفكرية لفن التصوير المفاهيمي، وربما تكون عصفة الريح التي حرّكت شعر المرأة العارية، أو ضربة الطبل القوية هي التي نقلت الصورة من فضائها الجامد ومنحتها بُعداً درامياً يجمع بين التعبيرية والنَفَس السوريالي.
Working...
X