Announcement

Collapse
No announcement yet.

بوابة السائح العربي المطبخ التركي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بوابة السائح العربي المطبخ التركي

    المطبخ التركي بوابة كبيرة إلى «قلب» السائح العربي



    كل جدار من جدران أسطنبول شاهد على عمق الحضارة الإسلامية
    سلام سرحان
    يجد السائح العربي والسائح الأجنبي في إسطنبول أوسع صورة لما قدمه التاريخ عن الحضارة الإسلامية، بل يجد فيها أيضا بعضا مما نسجته المخيلة من قصص ألف ليلة وليلة، وهو ما يجعلها وجهة أليفة للسائح العربي.
    قلة من السياح العرب تبحث عن تجارب مختلفة وصادمة، مثل السياحة في أقصى شرق آسيا أو روسيا أو الدول غير المستكشفة سياحيا في أنحاء العالم. معظمهم يبحثون عن الألفة والاطمئنان والكثير من القواسم المشتركة التي تبث الدفء والاسترخاء في رحلاتهم السياحية. حتى السياحة إلى أوروبا، يذهب نصيب كبير منها إلى المدن، التي فيها بعض الحضور العربي ويعرف السائح عنها الكثير فيطمئن إليها. ذلك ما يجعل إسطنبول وجهة مطمئنة للسائح العربي لأنه يجد فيها الكثير مما قدمه التاريخ عن الحضارة الاسلامية ونسجته المخيلة من قصص ألف ليلة وليلة. فرغم كل السياسات الثورية التي أتى بها مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بعد انكسار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية، وإعلان الدولة التركية الحديثة عام 1921، لاتزال إسطنبول تغفو باطمئنان إلى نحو 6 قرون من التاريخ الإسلامي كانت فيها مركز الإمبراطورية الإسلامية وأكبر مركز في الدولة التركية الحديثة. كما تستند قبل ذلك إلى نحو 10 قرون من تاريخ إمبراطورية الروم البزنطينيين.
    لاتزال ملامح إسطنبول تذكر السائح بما اندثر معظمه من الملامح القديمة لبغداد ودمشق والقاهرة وتونس والمدينة المنورة ومكة والقدس والقيروان وفاس. حضور التاريخ لا يقتصر على المباني التراثية المنتشرة في الأحياء القديمة والأسواق، بل يمتد بألفة إلى العادات والتقاليد والموسيقى وحفلات الترفيه والرقص الصوفي.
    تقدم إسطنبول كل ذلك بمسحة عصرية محتشمة تلائم سياحة العائلة العربية المحافظة والسياح الغربيين دون إقصاء لأي منهما.
    ولا يقف تاريخ إسطنبول عند تاريخ الدولة العثمانية، فهي قبل ذلك كانت مدينة القسطنطينية عاصمة الروم البزنطينيين، منذ أن أسسها الأمبراطور الروماني قسطنطين في بدايات القرن الرابع. ولا تزال الكثير من الآثار البيزنطية موزعة في أنحاء المدينة.
    وإسطنبول اليوم هي أكبر المدن في تركيا وخامس أكبر مدينة في العالم، حيث يزيد عدد سكانها على 13 مليون نسمة، تضاف إليهم أعداد كبيرة من السياح الأجانب والوافدين إليها للعمل أثناء النهار من الأتراك. وتقع المدينة على جانبي مضيق البوسفور، الذي يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود، وبالتالي فهي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع على قارتين، هما آسيا وأوروبا.

    بوابة المطبخ التركي
    لو سألنا أي عدد من السياح العرب، الذين جابوا أنحاء العالم عن أحب المطابخ العالمية إليهم؟ فمن شبه المؤكد أن نصل إلى أوسع إجماع بأن المطبخ التركي هو الأقرب إلى عقل وقلب ومعدة السياح العرب بكل فئاتهم وأطيافهم وأعمارهم وخلفياتهم.
    ولن يكون ذلك الإجماع مفاجأة لأحد، فالمطبخ التركي من أكثر المطابخ الأجنبية تفاعلا مع المطابخ العربية، وهو أقرب إليها حتى من مطابخ أصول الأتراك في آسيا الوسطى، لأنهم سكنوا وتفاعلوا لعدة قرون في العراق وبلاد الشام قبل أن يبدأ استيطانهم لتركيا الحالية قبل نحو 8 قرون. وهو تجمعه قواسم مشتركة كثيرة مع المأكولات العربية، إضافة إلى بعض التأثيرات الأوروبية، خاصة من اليونان، حيث لا تزال جاليات يونانية كبيرة تقيم في الجزء الغربي من تركيا. ويذهب كثير من المؤرخين إلى أن جانبا واسعا ممن يقولون إنهم أتراك اليوم، ينحدرون من أصول يونانية.
    أفضل وأشهى ما في المطبخ هو قائمة المقبلات الواسعة والمعدة بعناية شديدة إضافة إلى قائمة واسعة من المقانق. ولا يصل معظم السياح ومرتادي المطاعم التركية عادة إلى الأطباق الرئيسية فيكتفون بتشكيلة واسعة من المقبلات.
Working...
X