Announcement

Collapse
No announcement yet.

أنيميشن «توركايزر» عربي من الألف إلى الياء بلهجة إماراتية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أنيميشن «توركايزر» عربي من الألف إلى الياء بلهجة إماراتية

    «توركايزر»: أنيميشن عربي من الألف إلى الياء بلهجة إماراتية




    بطل المسلسل هو بالتحديد من أبوظبي واسمه أحمد
    رضاب نهار
    الشباب العربي قادر على الإبداع والتجديد في الأنماط الفنية العالمية، ويستطيع أن يبتكر منهجاً خاصاً به يستنبطه من واقع حياته ومحيطه ليتناسب مع الفكرة المراد إيصالها إلى كل مكانٍ في العالم. هذا ما أكّده فريق شركة Productions Alter Ego عند حديثنا معهم حول أهداف مشروعهم الفني الذي يضعون من أجله كل قدراتهم الفكرية والمهنية والمادية.
    لعلّ ثقة شركة Productions Alter Ego الكبيرة في النجاح وتلك الطاقة الإيجابية التي تجمعهم وتدفعهم نحو العمل ثم العمل يوماً بعد يوم من أهمّ ما يميّزهم كفريقٍ واحد ومتناسق إلى أبعد الحدود كما يبدو الأمر حقيقةً.
    Alter Ego موجودة في أبوظبي، تعنى بالأنيميشن والدوبلاج من خلال ابتكار مشاريع فنية محلية ذات طابع عربي وإماراتي تهتم بتحقيق أهداف كثيرة يأتي في بدايتها إثبات الهويّة الأصلية للمجتمع الذي يتبناها في خضم التطورات التكنولوجية والإنسانية التي أصابت العالم كله.
    «كشركة نسعى إلى التأكيد على قدرتنا نحن العرب على صنع ما يقوم به الآخرون في كل مكان من العالم، لسنا أقل موهبةً أو قدرةً منهم ولدينا مؤهلات نستطيع بها أن نجعل من أبوظبي منطقة منافسة في مجال الأنيميشن وأفلام الرسوم المتحركة». هذا ما يقوله القائمون على المشروع في الإمارات وهم أحمد سامي المطوع the chief executive، أحمد شريف المطوع the chief operations officer وشادي جرارcommunity manager.
    فكرة بدأت بمزحة
    وبالعودة إلى بدايات المشروع، يحدثنا شادي جرار شارحاً لنا كيف بدأت الفكرة كمزحة أو دعابة. حيث قام أحمد سامي برسم «روبوت» مضحك جداً جعله في العام 2012 يقرر أنه يريد أن يصنع مشروعاً ما من وحي الرسوم المتحركة. وبالترتيب مع ابن عمه أحمد شريف تحولت الفكرة إلى مشروع حقيقي على أرض الواقع في الإمارات وله تفرعاته الكثيرة في عدة بلدان منها كندا، الفيلبين، اليابان. فاليوم كل الجنسيات العربية والعالمية تعمل في Alter Ego وكلٌ حسب مهنته وتخصصه. وأما حصيلة المشروع فهي حتى هذه اللحظة: مسلسل إنيميشن Torkaizer ولعبة Grim Hearts.
    Torkaizer أنيميشن عربي من الألف إلى الياء، والاسم مشتق من غراندايزر ذلك الكرتون الذي نشأ على حبه جيلٌ كامل. وهنا يؤكّد شادي جرار: «يأتي اعتمادنا لهذا الاسم لنعكس ثيمة الموضوع في العمل ونحن كفريق رغبنا بدايةً في أن يكون مصطلحاً له شعبيته القائمة أساساً على كرتون «غريندايزر» ولنؤكّد من جهة أخرى على القيم الإيجابية فيه حيث التعاون والخير. فمن وجهة نظرنا ومتابعتنا الشخصية، كل ما يعرض حالياً من كرتون لا يستحق المشاهدة، ويأخذ الأطفال باتجاه عادات سيئة غير محببة لا أخلاقياً ولا اجتماعياً. لذا فإننا نعمل على ما هو تربوي وفني في الوقت ذاته».
    ويعلّق أحمد وأحمد: «نريد بطلاً إماراتياً إيجابياً».. بطل المسلسل إماراتي 100 بالمئة وهو بالتحديد من أبوظبي واسمه أحمد، إلا أنّ هذا الاسم كما أكّدا ليس له علاقة بهما، إنما هو من البيئة المعاشة لا أكثر ولا أقل.
    الأنيميشن موجه إلى العالم العربي
    يتألف مسلسل الأنيميشن Torkiaizer من 48 حلقة مدة كل واحدة 22 دقيقة. وستعرض أول واحدة منها في شهر آب/ أغسطس 2013، حسب تصريحات الفريق. ثم سيعرض بعد ذلك في أبوظبي ودبي والشارقة للحصول على الانطباع الجماهيري العام قبل أن يتم عرضه على إحدى الجهات لعرضه تلفزيونياً.
    يقول جرار: «الأنيميشن موجّه للعالم العربي، إلا أن أول 12 حلقة منه تستدعي بسبب تفاصيل القصة والأحداث أن تكون في اليابان». وحول فكرة العمل، يشرح: «نريد إيصال رسالة أو فكرة أن التعاون من أكثر الأشياء التي نحن اليوم بحاجةٍ إليها. فإن لم نستطع أن نكون يداً واحدة لن ننجح أبداً في تحقيق ما نريده أو في عمل وصنع أي شيء من أجل مستقبلنا».
    فيما يخصّ مصطلح Alter Ego يرى أحمد وأحمد أن هذا المصطلح الذي يعني الشخصية الأخرى يعبّر عن الإنسان الحالي في كل يوم. ويعلّق أحمد سامي: «نحن نعمل يومياً في وظائفنا ضمن نظام معيّن وقوانين محددة، وهذا العمل يكون بالطبع في النهار. أما في الليل فكل اهتماماتنا تتوحّد للعمل على مشروعنا الخاص». ويضيف أحمد شريف: «فلسفة ألتريجو تتمحور حول ازدواجية الشخصية لدى كل إنسان معاصر، بما تقتضيه ظروف العمل والحياة». حتى هذه اللحظة وبعد أن عرض الكليب والتريلر الخاصان بالمشروع، استطاع الفريق أن يحصد ردود أفعال المتلقين من الجماهير في كل مكان من العالم ومن كل الجنسيات. وقبل أي شيء لا بد من الإشارة إلى أن الكليب تمّ عرضه على ثلاثة قنوات عبر اليوتيوب هي (Alter Ego IGN middle east – Force channel ) وقد حاز على حوالي 78 ألف مشاهدة. كما حصلت الصفحة الخاصة بالشركة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك على 16 إعجاباً.
    ردود أفعال إيجابية
    من جهتها كانت ردود الفعل في معظمها إيجابية قام أصحابها بتوجيه الشكر للفريق على هذا العمل، بينما بعضهم الآخر تحدث في الفكرة وقام بمناقشة القائمين عليها. لكن وعلى اعتبار أن اللغة أو اللهجة في Torkaizer متنوعة ومتعددة منها الياباني ومنها الإنكليزي في حين أن البطل أحمد يتكلّم اللهجة الإماراتية. الشيء الذي حاز على إعجاب كثيرين وجدوا في هذه النقطة رصدا حقيقيا للواقع، وحاز على نقد آخرين أرادوا لو أن العمل يكون باللغة العربية الفصيحة كما هو الحال في كل أفلام الكرتون المدبلجة.
    «لكن في هذه الحال ما الجديد الذي سنقدمه؟ كيف لنا أن نقتنع بما هو غير موجود فعلاً؟ نحن في حياتنا اليومية لا نتكلّم اللغة الفصحى، وكل جنسية تتكلم لهجتها الخاصة بها. أنا كإماراتي أتكلّم لهجتي الإماراتية أينما كان ومع أي شخص كان، إنه الواقع»… هذا ما قاله أحمد سامي تعقيباً على الموضوع، إذ أنهم في الشركة لا يرغبون في تجسيد ما هو غير موجود أصلاً، فالمصداقية هي ما تهمهم أولاً وأخيراً.
    من خلال ما شاهدناه على اليوتيوب، نجد أن اللغة وعلى الرغم من أنها إماراتية إلا أن البساطة صفتها. فلن يجد أحدٌ صعوبةً في فهمها. لقد استطاعت فعلاً أن تكون حاملة للفكرة والأحداث معاً.
    تبقى المسائل الروتينية من أكثر ما يعيق العمل الشاب، خاصةً وإن كان مجهوداً شخصياً لا ينتظر رعايةً أو دعماً ولا من أي جهة حكومية كانت أم غير حكومية. وأما مسألة التمويل فهي قضية مفصلية تعطي صورة واضحة عن هذا الجهد الكبير وعن الإصرار الذي يميّز أعضاء الفريق. ولكل هذه الأسباب يجدر بنا الوقوف عندها ومعرفة كل تفاصيلها. ويشرح لنا شادي جرار: « التمويل شخصي، لقد تكلفنا مبالغ كبيرة طيلة فترة المشروع قمنا بتغطيتها من معاشاتنا وأجورنا من وظائفنا التي نعمل بها. إن فكرة الحصول على سبونسر بغض النظر عمن يكون، كانت بالنسبة لنا فكرة مستبعدة لأنّ المشروع هو حلمنا الخاص ولن نسمح لأحد أن يقوم بتشويشه أو تشويهه، ولا أن يتحكم بتفاصيله وأهدافه».
    ويكمل: «لقد قمنا بدفع كل أجور العاملين معنا، ويبلغ عدد المساهمين في التمويل المادي من أعضاء الشركة من 15 حتى 20 شخصاً. أظن أن المرحلة الأصعب قد انتهت». وبأسلوبٍ مازح يقول أحمد شريف: «لقد نسينا تماماً كل الاهتمامات الأخرى التي من شأن الشباب أن يهتمّ بها. مثلاً لم نعد نتابع أخبار السيارات وموديلاتها الحديثة. كل اهتمامتنا تقتصر على هذا المشروع».
    يعلّق أحمد سامي: «أن يكون التمويل شخصي أمر في غاية الصعوبة. فنحن وككل الأشخاص لدينا التزاماتنا العائلية والاجتماعية، إلا أننا نحاول التنسيق بين المشروع وبينها وكل أملنا أن ننجح ونحصد ثمرة جهودنا». الاعتماد على الهواة الذين لديهم قدرات كامنة يرغبون بتفجيرها وتطويرها هي سياسة العمل في Alter Ego وهو ما يتجسّد كثيراً من خلال تقنية الدوبلاج. حيث لم يتم الاعتماد على فنانين محترفين. إذ أنهم كمجموعة وبصوت واحد يقولون: «نريد من يعطينا طاقةً وإحساساً أثناء التمثيل والأداء، ولا نريد من يقرأ من الورق لمجرد العمل».
    من جهةٍ أخرى فإنّ نمط الغرافيك في Alter Ego يقوم على منهج «المانغا» الياباني في الرسوم المتحركة. إلا أنّ الشخصية الرئيسية ذات ملامح إماراتية اضطروا إلى رسمها أكثر من 800 مرة للتوصل إلى الصيغة المطلوبة. أما اللعبة Grim Hearts أي القلوب الحاقدة، وكما يوضّح الفريق، تكمن فكرتها الذكية في توطيد العلاقات الاجتماعية في حياتنا. ومن أهدافها تقوية العلاقة بين الزوجين في الإمارات، حيث الواقع يقتضي بانها غير جيدة في أحيانٍ كثيرة. فاللعبة تتطلب لاعبين «زوجين» يذهبان عبر الحياة الافتراضية إلى عالم متخيّل يعيشان فيه بعض التجارب. ومن أجل العودة إلى الواقع الحقيقي لن يجدا إلا التواصل كحل ووسيلة.
    «جاءت اللعبة بعد دراسة عميقة للحالة الاجتماعية والنفسية السائدة في مجتمعاتنا. ونحن نقول: إن لم نستطع التواصل في الحقيقة يمكننا أن نتواصل داخل لعبة ، خاصة وأنها إماراتية 100 بالمئة أبطالها إماراتيون باللباس التقليدي. كذلك فإنّنا نأخذ كل المشاكل والقضايا التي هي لدينا ونعمل عليها كمحاولة لإلقاء الضوء وإصلاحها» يقول شادي.
    في النهاية يصرّ الفريق على النجاح، إنه وكما يقولون ليس بعيداً عنهم الآن. فالتفاؤل هو أساس طاقتهم الإيجابية التي تدفعهم نحو العمل. كذلك فهم يستقبلون أي شخص يرغب في مشاركتهم مشروعهم الفني، حتى إنهم سبق وأعلنوا هذه التفاصيل على كل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شرط القبول الوحيد أن يؤمن المشارك بمشروعهم ويحشد كل طاقاته لأجلهم.
Working...
X