Announcement

Collapse
No announcement yet.

التنين يتمرد والساموراي يتحدى في سينما الشرق الأقصى

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • التنين يتمرد والساموراي يتحدى في سينما الشرق الأقصى

    سينما الشرق الأقصى: التنين يتمرد والساموراي يتحدى





    فيلم «مفتون للأبد» يصور حياة الطبقة الراقية في الصين الحديثة
    شادي زريـبي
    عاشت منطقة الشرق الأقصى عديد الأحداث التي جعلتها تتصدر اهتمامات العالم، حتى أصبحت اليوم أحد مراكز القوى اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. ولعل ما عرف بـ«المعجزة اليابانية» أقوى دليل على ذلك ثم تلتها معجزتا الصين وكوريا الجنوبية. ولم تتخلف هذه البلدان في أقصى شرق المعمورة عن مواكبة الحراك الثقافي الإبداعي وخصوصا في المجال السينمائي، عندما صارت تنافس، وبجدية، مراكز القوى العالمية الهوليوودية والبوليوودية.
    قد تتشابه في الكثير من العادات والتقاليد، إلا أنها تختلف في التوجهات والمنطلقات وأنماط الحياة، ورغم ذلك تظل دول الشرق الاقصى (اليابان والصين وكوريا الجنوبية) تعمل لأجل افتكاك مكانة مرموقة عالميا، خصوصا أن لها من الطاقات والموارد البشرية والكفاءات ما يؤهلها لنحت كيانها وتثبيت دورها في جميع القطاعات.
    كوريا تتحدى هوليوود
    لم تغب السينما الكورية الجنوبية عن الساحة العالمية، من خلال حرصها على المشاركة في أغلب التظاهرات العالمية من بينها مهرجان كان الذي سيفتتح خلال الأيام القريبة القادمة.
    في فترة الستينات، أي بعد فترة الخراب الذي خلفته حرب كوريا (1950-1953) مباشرة بعد نهاية الاستعمار الياباني (1945)، أسس المخرجون الكوريون من أمثال Shin Sang-okو Yoo Hyon-mok، أوما يسمى «بنهضة» السينما الكورية .
    في بداية الثمانينات سيصور Bae Chang-ho و Lee Jang-ho من جديد الواقع في أفلام بأسلوب خاص أخرجت السينما المحلية من ركود كبير. وقد انضم إليهم في هذا التجديد Im Kwon-taek وقام بإنتاج أعمال ذات حداثة فنية ومضمونية كبيرة جعلته يتميز عن جيله.
    وشهدت السينما الكورية في السبعينات حالة من تضييق الخناق على المواضيع التي وصفت بالواقعية، في ظل رقابة مشددة فرضها النظام السياسي آنذاك، حتى أنه صار مسموحا فقط بإنجاز أفلام ميلودرامية ومن نوع «الحركة» (الأكشن).
    ثم شهدت الصناعة السينمائية الكورية نقطة تحول أساسية سنة 1988، عندما اجتاحتها الأفلام الأميركية مباشرة من خلال الموزعين. فوجدت الأفلام الكورية نفسها تتنافس مع الإنتاج الهوليودي. حيث بدأت زعزعة نظام بأكمله سينهار كليّا سنة 1992.
    وما سيعيد نوعا من الاستقرار للسينما الكورية التي كانت تتخبط في وضعية حرجة هو الصراع القائم على « screen quota «أو كوتا الشاشة. وكمبادرة فردية سيناضل المخرجون من أجل الحفاظ أو إحياء التشريعات التي أصبحت فقط حبرا على ورق مؤسسين بذلك لظروف مواتية للازدهار الذي ستعرفه السينما الكورية في التسعينات، ومن ثم إعطاء طاقة جديدة للسينما الكورية التي ستتحدى وتقاوم الإنتاج الأميركي في السوق المحلية. وقد تمكنت بعض الأسماء من أمثال Kim Ki-duk، Hong Sang-soo، Park Chan-wook و Bong Joon-ho من تحقيق هذه الأهداف فنالوا الشهرة خارج حدود وطنهم.
    وما يميز الأفلام الكورية اليوم هو التعبير عن مشاعر وتطلعات المواطنين، كما حرص أغلب السينمائيين على الاعتناء بالموروث الروحي واستدعاء الماضي الذي مازال يشكل حافزا قويّا للإبداع. ومن أشهر الأفلام اليوم نذكر «A Moment To Remember» و«My Little Bride» و«A.Millionaires.First.Love» Sisters» وغيرها كثير.
    الساموراي يشق طريق النجاح
    أكثر من قرن من الزمن هو عمر السينما في اليابان وهي إحدى أقدم وأكبر مصنعي السينما في العالم، وقد تم إنتاج الأفلام في اليابان منذ عام 1897، عندما وصل أول المصورين الأجانب.
    ومنذ عام 2009 كانت اليابان الرابعة حسب عدد الأفلام الطويلة المنتجة. وفي عام 2011 أنتجت اليابان 411 فيلما طويلا حققت ما مجموعه 54.9 بالمئة من مجموع أرباح التذاكر في اليابان البالغ 2.33 مليار دولار. كما حازت اليابان أربع مرات جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية وهي أكثر من أي بلد آخر في آسيا.
    وأنواع السينما اليابانية هي الـ«أنمي» (هي الرسوم المتحركة الخاصة باليابان) و«جيدايغيكي» ( أفلام تصور حقبات تاريخية على الأغلب للساموراي) و«أفلام رعب» و«كايجو» (أفلام المخلوقات المتوحشة) و«أفلام بينك» (أفلام جنسية من النوع الخفيف) و«أفلام ياكوزا» (أفلام حول عصابات الياكوزا) و«أفلام سيشون» (أفلام لليافعين).
    ومن أبرز الأفلام اليابانية نذكر: «قصة طوكيو» و«الساموراي السبعة» و«أوجتسو» و«نامبوبو» و«في عالم الحواس» و«غودزيلا» و«الإنسانية والبالون الورقي» وأبرزها يبقى فيلم الرعب «ذي رينغ».
    التنين الصيني ينفث نيرانه
    لم تكن الصين بعيدة عن الفن السابع، رغم أنها لم تشهد تطورا يذكر إلا خلال العقدين الماضيين، عندما بدأت الأفلام الصينية في تحقيق إيرادات عالية، صارت تتخلص من استمرار التأثير الأميركي الذي لازمها منذ فترة العشرينات من القرن الماضي. هذا التحرر أدى إلى إيجاد هوية ذاتية للسينما الصينية، بعد التكرار والغوص في المواضيع ذاتها في فترة عرفت بالصراع الدائم بين الشيوعيين والقوميين حول السلطة وأيضا حول امتلاك أكبر الاستوديوهات.
    يذكر أنه تم عرض أول فيلم سينمائي في الصين سنة 1896، وسُجّل أول فيلم في الصين يوم 11 آب-أغسطس 1896 في شنغهاي، ويعتبر فيلم «معركة دينغ جون شان» المقتبس من مقطوعة غنائية لـ»أوبرا بكين» أول فيلم صيني، وتم إنتاجه في نوفمبر-تشرين الثاني 1905.
    ويمكن أن نعتبر فترة الثلاثينات الانطلاقة الحقيقية للسينما الصينية حيث بدأ التيار التقدمي أو اليساري بإنتاج الأفلام السينمائية مثل: «تشنغ بوغا» سنة 1933 وفيلم «صن يو» سنة 1935، فيلم «وو يونغانغ» سنة 1934. وقد عرفت هذه الفترة بروز أسماء عديدة من الممثلين منها: «هو داي» و«روان لينغيو» و«زو شوان» و«جين يان». واليوم تسعى الصين إلى اقتحام عالم السينما بكل طاقاتها، من ذلك تنظيمها لمهرجان بكين الدولي للأفلام السينمائية الذي اختتمت فعاليات دورته الثالثة مؤخرا، بمشاركة أكثر من 800 مؤسسة وشركة صينية وأجنبية تعمل في القطاع السينمائي. وقد تمكنت الدورة الحالية للمهرجان من التوقيع على عقود لتنفيذ نحو 27 مشروعاً بقيمة تسعة مليارات دولار، منها 21 مشروعاً تتجاوز قيمة الواحد منها عشرين مليون دولار، وعشرة مشاريع للإنتاج الصيني الأجنبي المشترك.
    هذه الدورة حضرها ثلاثة آلاف مشارك، بينهم العديد من مشاهير ونجوم السينما الصينية والعالمية. ومن بين الحاضرين نجم أفلام الحركة «جاكي شان»، والسينمائي المخضرم رئيس مهرجان مونتريال» سيغي لوزيك»، وهو أول أجنبي يقوم بتقديم الأفلام الصينية إلى العالم، وبفضله بلغ عدد الأفلام الصينية التي عرضت في مهرجان مونتريال الدولي 250 فيلماً خلال 35 عاما.
    يذكر أن الصين قد تجاوزت اليابان وباتت تشكل ثاني أكبر سوق للأفلام في العالم بعد أميركا، فقد تجاوزت عائدات شبابيك التذاكر في الصين7 مليارات دولار خلال العام الماضي.
    ومن أحدث الأفلام الصينية نذكـر: «المشي إلى المدرسة» من إخراج بنغ تشن وهو من إنتاج 2008 والمتحصل على جائزة المختصين عبر العالم، وفيلم «الرجل ايبي» وتدور أحداثه في أجواء فنون القتال في فترة الاحتلال الياباني للصين عام 1937 وبطله ايبي الذي يجيد فنون القتال. و«أيام هوتونغ» الذي يعالج قضايا الشباب المعاصر والظروف الحياتية وهو من اخراج تشان جيون انتاج 2007، و«مفتون للأبد» إخراج تشين كايقه وتجري أحداثه حول حياة الطبقة الراقية المخملية في الصين الحديثة، و«البشرة المصبوغة» من إخراج غوردون تشان ويستعرض عالم العصابات.
Working...
X