Announcement

Collapse
No announcement yet.

الأرض المباركة فلسطين هبة الله للقوم المؤمنين:..! - بقلم : د. عدي شتات

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الأرض المباركة فلسطين هبة الله للقوم المؤمنين:..! - بقلم : د. عدي شتات

    فلسطين الأرض المباركة, وهبة الله للقوم المؤمنين:..!
    1. بقلم : د. عدي شتات


    ضاعت فلسطين للمرة الرابعة بقدسها وساحلها وداخلها وصحرائها بين عامي1948م و1967م . لتبقى بعيدة عن منال أتباع الدين الحق إلى يومنا هذا . وفي انتظار العودة المرجوة للوحدة والدين, ستبقى الأرض المقدّسة أسيرة بيد الصهاينة. لا يستنشق هواءها النقي, وينعم ببركاتها ومسجدها الشريف سوى فئة من المؤمنين المرابطين, الذين صدق فيهم قول رسول الله(ص) في الحديث الشريف الذي رواه أحمد في مسنده وأبو يعلى : "عن أبي أمامة قال: قال الرسول(ص): " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين, لعدوِّهم قاهرين, لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيَهم أمر الله. وهم كذلك. قالوا : يا رسول الله أين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".

    كثرة هي الشواهد التاريخية والدينية التي تؤكد أن أرض فلسطين المباركة قد وقفها الله عز وجل لأتباع الدين الحق. فالمستعرض لتاريخ هذه الأرض, سيرى كيف توارث المؤمنون من أتباع الديانات السماوية هذه الرقعة الجغرافية المقدسة. كما سيلاحظ أنها تضيع من يدهم كلما فتر الإيمان في القلوب. وعم الفساد بين المؤمنين. ولنا في هذا أدلة شرعية من الكتاب والسنة. فلقد كانت فلسطين جائزة الله لأتباع موسى, وعطية كرّمهم بها بعد ما لاقوه من ظلم وجور على أيدي فرعون وجنوده. وجزاء على صبرهم . ففي سورة الأعراف آية 137قال تعالى:" وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ".
    ففي عام 1220ق.م دخل بنو إسرائيل الأرض المقدّسة بقيادة "يوشع بن نون". وفيها أسس داود(ع) ومن بعده سليمان(ع) دولة بقيت تسير على المنهاج الربّاني نحو سبعين عاما إلى أن توفي سليمان(ع) في عام 937 ق.م. وتجدر بنا الإشارة إلى أن الأوضاع بدأت تسير نحو الاضطراب في آخر عشر سنوات من حكم سليمان(ع) وبدأ الفساد والبعد عن الدين والشقاق ينتشرون في صفوف بني إسرائيل. ومع وفاة الملك القوي(سليمان) انقسمت الدولة إلى دويلتين إحداهما في الشمال واسمها: إفرائيم (أو إسرائيل أو ساماريا) وعاصمتها السامرة (موقع بجوار مدينة نابلس الفلسطينية) وبقيت قائمة قرابة القرنين من الزمان(937-721ق.م). والأخرى في الجنوب واسمها: اليهودية وعاصمتها أورشليم(القدس) وعاشت ثلاثة قرون (937-586 ق.م). ولقد ضاع ملكهم وحكمهم لجزئ من الأرض المقدسة بسبب الفظائع التي كانت تمارس فيهما. والفساد الذي بلغ حدا لا يمكن وصفه. حتى أن التلمود يورد على لسان "إرمياه" وهو أحد أنبياء بني إسرائيل وفي العهد القديم كتاب باسمه(سفر إرمياه) قوله لنبوخذ نصّر ملك بابل العظيم الذي دمر المملكة الجنوبية وسبى أهلها:"لا تظنّ أنّك بقوّتكَ وحدها استطعت أن تتغلّب على شعب الربّ المختار, إنها ذنوبهم الفاجرة التي ساقتهم إلى العذاب.."*. ورغم أنهم (بنو إسرائيل) قد عادوا إليها من السبي بعد سقوط بابل على يد الفرس بفضل تعاطف الإمبراطور الفارسي(قورش) معهم. إلا أنهم لم يتمكّنوا من إعادة تكوين الدولة إلى غاية الاحتلال الصهيوني الحديث في عام 1948م. وهكذا حكم الله على بني إسرائيل بزوال نعمته, وضياع جائزته ليمكّن الأمم الأخرى منهم. وبقيت فلسطين يتنازعها الملوك والأباطرة إلى أن أرسل الله عز وجل نبيّه عيسى عليه السلام . ومع تمام دعوته, وارتفاعه إلى السماء في انتظار العودة في آخر الزمان. كان من المنطقي أن تسير ملكية فلسطين/ الجائزة لأتباع الدين الجديد. دين الحق الذي أرسل الله عيسى(ع) به. فبعد حقبة وثنية رومانية طويلة. اعتنقت روما الرسمية الديانة المسيحية فأصبحت الأرض المقدسة في يد النصارى . وجعلهم الله كما وعد نبيّه عيسى فوق الذين كفروا من يهود ومشركين إلى يوم القيامة. سورة آل عمران آية55 "إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِني مُتَوَفيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ".وبقيت الأمور على حالها إلى أن أرسل الله الصادق الأمين رحمة للعالمين. فبات لزاما أن تنتقل ملكية هذه الأرض/الجائزة إلى عباده المؤمنين الصالحين الموحّدين. وصدق الله وعده ورسوله الكريم.ففي أغسطس/آب من عام 636م سلم بطريرك القدس "صفرونيوس" مفاتيح المدينة المقدّسة إلى الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فكان أن تحقق وعد الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة الأنبياء آية 105"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ ". وجاء في كتب التفسير فيما يخص هذه الآية:
    في تفسير ابن كثير:"قال الأعمش: سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذّكْرِ }[الأنبياء:501] فقال الزبور: التوراة والإنجيل، والقرآن"*.
    أما في تفسير القرطبي:".. وعن ابن عباس:الأرض يراد بها أنها الأرض المقدّسة."*.
    وفي تفسير الطبري:"حدثنا محمد بن عوف، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان، سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان: هل لأنفس المؤمنين مجتمع؟ قال: فقال: إن الأرض التي يقول الله: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذّكْرِ أنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ قال: هي الأرض التي تجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث. واستشهد لقوله ذلك بقول الله: وأَورَثْنا القَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الأرْضِ وَمَغارِبَها الَّتِي بارَكْنا فِيها."*. والأرض التي تجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث كما يعلم الجميع هي أرض الشام وبيت المقدس على وجه الخصوص مصداقا لقول الرسول (ص) في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود رحمهما الله :"عن ميمونة مولاة النبي (ص) قالت: يا رسول الله أفتِنا في بيت المقدس, قال: أرض المحشر والمنشر, ائتوا فصلوا فيه, فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره".
    وصدق رسول الله (ص) الذي بشّر المؤمنين بفتح بيت المقدس حيث قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده:"اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي ثم فتح بيت المقدس..."*.
    لعل فيما سبق من دلائل وشواهد ما يؤكد على مصداقية كون أرض فلسطين جائزة وهبة ربّانية للمؤمنين. ينعم عليهم ببركتها ما داموا ثابتين على الحق, وراعين لحرمات الله. وتضيع منهم عندما يدب الفساد في القلوب والشرايين والعقول. ولو استعرضنا أسماء الدول والإمبراطوريات التي نزعت ملكية القدس وفلسطين من يد أتباع الدين الحق, لوجدناها الأعتى والأقوى والأكثر بطشا وقسوة. فزوال نعمة الأرض المباركة من اليهود جاءت على يد الملك سرجون الثاني الآشوري ومن بعده ابنه سنحاريب, والملك نبوخذ نصّر البابلي. وهم من أقوى وأعتى الملوك في تاريخ البشرية. وبعدهما جاء الفارسي قورش ومن ثمّ الإسكندر المقدوني فبتاليموس (بطليموس) اليوناني. فالروماني بومبي ومن بعده طيطوس(تيتوس) فإليوس هادريانون إلى الصليبي غودفري دي بويون والصليبي فريديريك الثاني, فالبريطاني إدوارد اللنبي, وأخيرا الصهيوني ديفيد بن غريون. ولو قارنا تواريخ السقوط لوجدناها تتوافق مع خبو جمر الإيمان في صدور أتباع الحق. فعلى سبيل المثال لا الحصر, خسر بنو إسرائيل الأرض المقدّسة في ظرف كانوا فيه من أكثر خلق الله شرا وسوءًا. يقول غوستاف لوبون :"وأما مملكة الأسباط العشرة التي أقامها يَرُبعام متّخذا شكيم(نابلس) ثم السامرة(سبسطية) عاصمة لها, فقد كانت مسرحا لأفظع الفجائع, وما كان يقع فيها من اغتصاب ومذابح واستعانة بالأجنبي, فقد أثار ازدراء الأمم المجاورة دوما, فلم تنفك هذه الأمم تطالب بإبادة بؤرة التمرد والفوضى تلك"* ونيبّهم إرمياه يقول في السفر المسمى باسمه في الإصحاح 1(14-16) تحت عنوان وعد الرب بعقاب يهوذا: ("14..من الشمال يكون تدفّق الشرّ على جميع سكان الأرض. 15لأني ها أنا داعٍ جميع عشائر الممالك الشمالية ليأتوا, فينصب كل واحد منهم عرشه عند مدخل بوابات أورشليم وعلى جميع أسوارها المحيطة بها وعلى جميع مدن يهوذا. 16وأصدر عليهم حكم قضائي من أجل كل شرّهم لأنهم تركوني, وأحرقوا بخورا لألهة أخرى وعبدوا صنعة أيديهم"). وتحت عنوان الوعد بمعاقبة بني إسرائيل على خيانتهم 1(28): "فأين إذن الآلهة التي صنعتموها لأنفسكم؟ لتقُم إن كانت قادرة على إنقاذكم في وقت ضيقكم, لأنّ عدد آلهتكم يا أبناء يهوذا صار كعدد مدنكم" وتحت عنوان إسرائيل الخائنة الإصحاح1(20): "حقاً يا ذريّة يعقوب, قد كنتم غير أمناء لي, مثل زوجة غادرة تخلّتْ عن زوجها". وفي الإصحاح 5(23): ("أما هذا الشعب فذو قلب متمرّد عاصٍ ثاروا عليّ ومضوا") . وفي الإصحاح 7 تحت عنوان ضلال شعب يهوذا وفجوره(9-10): (" 9أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون زورا وتبخّرون للبعل(إله الخصب عند الفينيقيين إنتشرت عبادته بين الإسرائيليين فقاومها الأنبياء*) وتضلّون وراء الأوثان التي لم تعرفوها 10ثم تمثلون في حضرتي في هذا الهيكل الذي دعي باسمي قائلين:"قد نجونا"؛ ثم ترتكبون جميع هذه الرجاسات؟"). أما في سفر حزقيال الإصحاح5(6) تحت عنوان خراب أورشليم: (" 6فخالفت أحكامي(أورشليم) بأشرّ مما خالفتها الأمم وسكان الأراضي المحيطة بها, إذ تنكّروا لأحكامي, وفرائضي لم يقوموا بها").
    أما إن تحدّثنا عن الفترات التي ضاعت فيها القدس وفلسطين من أيدي أتباع المصطفى محمد (ص) . واستعرضنا حال المسلمين في تلك الفترات, فسنجد أن الفرقة وانشغال الناس بالدنيا على حساب الدين كانا أبرز ممميزاتها . فتاريخيا خرجت القدس من حكم المسلمين في أربع مناسبات رئيسيّة:
    - الأولى في القـرن الحـادي عشـر الميلادي وبالتحدبد في عام (1099م) على يد الصليبيين. وحال المسلمين لم تكن تسر أحدا. حيث أن عصر الانحطاط قد بدأ قبل هذا التاريخ بعقود. فمع مجيئ البويهيين الفرس, وهيمنتهم على بغداد و خليفتها (932-1055م) . واحتلالهم للجناح الشرقي للدولة. سقط مفهوم الدولة المركزية الموحدة تحت سلطة حاكم واحد. وكذلك الشأن بالنسبة للسلاجقة الأتراك الذين قضوا فيما بعد على البويهيين وسلطتهم. وحوّلوا الخلافة إلى منصب إسمي لا معنى له, ولا سلطان. وبين هذا وذاك, انفصلت مصر وأصبحت تحت حكم الإخشيديين (935-969م) ومن بعدهم الفاطميين (969-1171م) . والحال سيان في الشام والمغرب والأندلس وباقي أجزاء الدولة الإسلامية.
    وعندما بدأت الحملة الصليبية الأولى (1097م) , كان في بغداد عاصمة الخلافة العبّاسية : "المستظهر بالله" الخليفة الضعيف , الذي لا يملك من أمره شيئاً . ولا يهتم إلا بهواياته ونزواته ومتعته . حتى أنه لم يحرك ساكناً حيال الهجمة الصليبية طيلة إثني عشر عاما(حتى عام1111م) . بينما كانت الدولة تأكلها الفرقة والانقسامات والتنافس على المغانم. أما في القاهرة عاصمة الفاطميين كان الخليفة الآمر بأحكام الله (1096-1130م) الذي كان يبلغ من العمر 6سنوات (بويع وهو في سن الخامسة) عندما بدأت الحملة الصليبية الأولى عام 1097م . ولا أظن أن الأمر يحتاج لشرح وتعليق. ويكفينا أن نقتبس بعض ما ورد في الموسوعة البريطانية عن الحملات الصليبية, وحال المسلمين إبانها: "ولكن بالرغم من أن قادة الحملة الصليبية الأولى لم يتمكّنوا من استغلال خلافات المحمّديين استغلالا كاملا كما كانوا يريدون, فالحقيقة هي أن هذه الخلافات سبب نجاح الصليبيين, إلى حد كبير جدا. إن انقسام أمراء سورية والخلاف بين العبّاسيين والفاطميين, هما اللذان مكّنا للصليبيين غزوَ المدينة المقدّسة وتأسيس مملكة القدس."*.
    - الثانية كانت في عام 1229م عقب الحملة الصليبية السادسة. حيث نشب صراع مرير بين أبناء الملك العادل الأيوبي(1199-1218م) شقيق الناصر صلاح الدين. فاستنجد الكامل محمد صاحب مصر بفريدريك الثاني ملك صقلية وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة ووعده بأن يعطيه القدس إن عاونه على أخيه.بينما استنجد شقيقه عيسى بن أحمد أيوب بالخوارزمية. وكان كل واحد منهما يطمع في حكم الأرض التي في يد أخيه. فتلقف فريديريك الثاني دعوة الكامل وجاء إلى فلسطين. ورغم أن الخلاف بين الأخوين قد زال بوفاة صاحب دمشق. إلا أن الكامل برّ بوعده. وعقد مع فريدريك الثاني ما يعرف بـ"صلح يافا" الذي بموجبه تنازل عن القدس وبيت لحم والناصرة وتبنين وهونين وصيدا للصليبيين لمدة عشر سنين. وفي فبراير/شباط من عام 1229م دخل الصليبيون القدس من دون قتال. ولم تعد هذه الأراضي إلى حكم المسلمين إلا في عام1244م.
    الثالثة كانت في عام 1917م عندما دخل القائد البريطاني ألنبي القدس وقال فيها مقولته الشهيرة:"اليوم انتهت الحروب الصليبية". فكيف كان حال المسلمين؟ لا أظن أنه قد مرّ عليهم حال أسوأ من ذلك الحال. فالخلافة العثمانية التي انقلبت على ذاتها, وبدّلت جلدها الإسلامي بجلد قوميّ بغيض. وشتات من العرب جمعهم الجور والظلم والطغيان, والاستلاب الحضاري والقومي. تحت راية من لا يستحق ومن لا طائل له بهذه القيادة. نتج عنه سوء تقدير للأمور, وحلف بغيض مع أعداء الأمة. فكانوا بيادق بيدهم, وجسورا عبروا عليها نحو القدس ودمشق وبغداد وغيرها من حواضر الأمة. ليستمر مسلسل الانهيار والضياع طيلة السنوات اللاحقة إلى أن سلّمت بريطانيا أرض الأنبياء والصالحين لقتلة الأنبياء والصالحين. فضاعت فلسطين للمرة الرابعة بقدسها وساحلها وداخلها وصحرائها بين عامي1948م و1967م . لتبقى بعيدة عن منال أتباع الدين الحق إلى يومنا هذا . وفي انتظار العودة المرجوة للوحدة والدين, ستبقى الأرض المقدّسة أسيرة بيد الصهاينة. لا يستنشق هواءها النقي, وينعم ببركاتها ومسجدها الشريف سوى فئة من المؤمنين المرابطين, الذين صدق فيهم قول رسول الله(ص) في الحديث الشريف الذي رواه أحمد في مسنده وأبو يعلى : "عن أبي أمامة قال: قال الرسول(ص): " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين, لعدوِّهم قاهرين, لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيَهم أمر الله. وهم كذلك. قالوا : يا رسول الله أين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
Working...
X