Tweet
أندريه مالرو
كتب — 15 April 2013
كتب — 15 April 2013
الكاتب مالرو يعشق السفر
حسّونة المصباحي
كان الكاتب الفرنسيّ أندريه مالرو (1901-1979) مغرما بالسّفر منذ مطلع شبابه. ففي عام 1924، وكان عمره آنذاك 23 عاما، انطلق إلى ما كان يسمّى في تلك الفترة بالهند الصّينيّة (فيتنام اليوم).
وفي عام 1925، عاد إلى نفس البلاد ليشرف على رئاسة تحرير جريدة كان ينتقد فيها سياسة فرنسا الاستعمارية الشيء الذي أغضب سلطات باريس التي اعتقلته، ولم تطلق سراحه إلاّ بضغط من كبار المثقفين الفرنسيين الذين تعاطفوا معه. ومعتمدا على أسفاره في الهند الصينيّة كتب أندريه مالرو روايته الأولى «الطريق الملكي»، ثم روايته الأخرى «الوضع الإنساني» التي حازت على جائزة «غونكور».
وعند اندلاع الحرب الأهليّة الإسبانيّة عام 1936، التحق أندريه مالرو بالجمهوريين المعادين للجنرال فرانكو ليحارب في صفوفهم. ومن وحي تجربته الإسبانيّة، كتب روايته «الأمل» التي وصف فيها الأوضاع المأساويّة خلال الحرب الأهليّة في بلاد سارفانتس.
وخلال الحرب الكونيّة الثانية، التحق صاحب «الوضع الإنساني» بالمقاومة الفرنسيّة ليكون قائدا عسكريّا لمنطقة «أللأزاس-”. ولمّا انتخب الجنرال ديغول رئيسا للجمهورية عيّن مالرو وزيرا للإعلام، ثم ناطقا رسميّا باسم الحكومة، ثم وزيرا للثقافة عام 1959.
ومكث في هذا المنصب حتى عام 1969، وهو نفس العام الذي تخلّى فيه الجنرال ديغول عن السّلطة بعد ثورة الطلبة في ربيع عام 1968. وخلال هذه الفترة اهتمّ مالرو بإنشاء العديد من المتاحف للحفاظ على الثروة الفنيّة.
كما زار بلدانا كثيرة مثل مصر والهند والصّين. وإلى جانب الرواية، كتب أندريه مالرو العديد من الدّراسات الهامّة عن الفنون جمعها في ما بعد في كتاب حمل عنوان «المتحف المتخيّل» الذي يعدّ من أرفع الكتب التي ألّفت في مجال الفنون في القرن 20. في 1972 أصيب أندريه مالرو بارتجاج دماغيّ. ومنذ ذلك الحين بات يعلم ان أيّامه أصبحت معدودة، غير أن ذلك لم يمنعه من السفر إلى جزيرة هايتي عام 1975 معلنا للمقرّبين منه أن تلك السّفرة ستكون الأخيرة.
وكان هدفه الاطلاع على الفنون التشكيليّة في الجزيرة المذكورة. وخلال إقامته في هايتي، كتب مالرو العديد من النصوص عن الفنون التشكيليّة فيها. بعد تلك الزيارة بحوالي عام رحل أندريه مالرو عن العالم عن 75 سنة.