Announcement

Collapse
No announcement yet.

العالم بحاجة للقيم --البابا فرنسيس الأول…

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • العالم بحاجة للقيم --البابا فرنسيس الأول…

    البابا فرنسيس الأول… العالم بحاجة لإعادة النظر في جملة من القيم






    البابا فرنسيس… رسائل جديدة لقيم التعايش الإنساني
    اهتمام البابا فرنسيس بأزمة القيم التي يعرفها العالم من خلال تركيزه على الدعوة للعناية بالفقراء والمهميش يعبر عن حرص شديد على المسائل الإنسانية التي هي المعيار الأول للعلاقات بين المجتمعات، لكن ذلك لم يمنع العديدين من مطالبته في وقت سابق باتخاذ مواقف حازمة مساندة للفلسطينيين مسيحيين ومسلمين الذين يعانون من انتهاكات إسرائيلية متواصلة لمقدساتهم
    الفاتيكان – شارك البابا فرنسيس الأول لحظات شخصية مع 200 ألف شخص السبت الماضي وقال لهم إنه أحيانا يغلبه النعاس أثناء الصلاة في ختام يوم طويل وأن قلبه ينفطر عندما يجد أن موت إنسان لا مأوى له أمر لا يثير الاهتمام.
    وأدلى البابا فرنسيس الذي جعل الكلام الصريح والبساطة هي سمة رئاسته للكنيسة الكاثوليكية بهذه التصريحات المرتجلة في ردود على أسئلة أربعة أشخاص خلال تجمع دولي ضخم للجمعيات الكاثوليكية في ساحة القديس بطرس .
    وكرر البابا دعوته للكاثوليك ببذل المزيد للوصول إلى من يعيشون على هامش المجتمع والذين يحتاجون للمساعدة بشدة.
    وهي دعوة للاهتمام بالفقراء الذين لا يجدون ما يأكلون وما يلبسون ويعانون من مشاكل عديدة صحية وسكنية وهم عرضة للعديد من الأمراض التي قد تفقدهم حياتهم.
    وقال البابا فرنسيس من على سلم كنيسة القديس بطرس «اليوم أقول وقلبي ينفطر إن العثور على شخص لا مأوى له مات من البرد ليس خبرا. اليوم الأخبار هي الفضائح هذه هي الأخبار ولكن الأطفال الكثيرين الذين لا يجدون طعاما ليس خبرا. هذا خطير، لا يمكن أن نستريح والأمور تسير على هذا النحو.»
    وقال: «لا يمكن أن نصبح مسيحيين جامدين مهذبين جدا يتحدثون عن اللاهوت وهم يحتسون الشاي. علينا أن نصبح مسيحيين يتحلون بالشجاعة ويسعون للوصول إلى هؤلاء (الذين يحتاجون للمساعدة بشدة).»
    والشجاعة التي يفترض أن يتحلى بها المسيحيون حسب رأيه تتمثل في تغيير النظرة للعمل الخيري وكيفية الوصول للآخر ومساعدته لا أن تكون الأفكار مجرد قناعات لا تتحول إلى ممارسة على مستوى الواقع.
    وقال البابا إن العالم لا يمر بأزمة اقتصادية فحسب وإنما أزمة قيم أيضا. وأضاف: «هذا يحدث اليوم، إذا هبطت الاستثمارات في البنوك تكون مأساة ويقول الناس (ماذا سنفعل؟) ولكن إذا مات أناس من الجوع ولا يجدون ما يأكلون أو يعانون من المرض فهذا لاشيء، هذه هي أزمتنا اليوم.» وأضاف إن «الكنيسة الفقيرة لخدمة الفقراء تعارض هذه العقلية».
    وقال البابا الذي عبر أمام الحاضرين في ساحة القديس بطرس وجادة «فيا ديلا كونسيلاتسيوني» «إننا نشهد أزمة إنسان، تدمر الإنسان.»
    وأكد أنه «في الحياة العامة، السياسية، إذا لم تكن الأخلاق، فعندها يصبح كل شيء ممكنا (…) نقرأ في الصحف كيف يلحق النقص في القيم الأخلاقية في الحياة العامة هذا القدر من السوء للبشرية جمعاء».
    وشاركت حركات كنسية عدة من القارات الخمس في هذا اللقاء المقام لمناسبة عيد العنصرة في إطار «سنة الإيمان» لسينودس «البشارة الجديدة» التي أطلقها البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر في العام 2010.
    وكان البابا فرنسيس في وقت سابق وإضافة لموقفه هذا من نظام القيم الذي يحكم العالم، قد أدلى ببعض المواقف تجاه اليهود والمسلمين معبرا عن أمله في خلق أجواء من التعايش المشترك تسود فيها لغة الاحترام المتبادل.
    جاء ذلك في رسالة إلى رئيس الجالية العبرية في روما، أعرب فيها عن أمله في الإسهام في «تقدم العلاقات بين اليهود والكاثوليك». وكان البابا عبر في تلك الرسالة عن أمله الكبير في أن يتمكن من الإسهام في التقدم الذي شهدته العلاقات بين اليهود والكاثوليك اعتبارا من المجمع الفاتيكاني الثاني بروح من التعاون المتجدد وفي خدمة عالم يمكن أن يبقى على الدوام على تناغم مع إرادة الخالق.
    كما أن العالم الإسلامي عبر عن أمله في علاقات أفضل مع الفاتيكان بوجود البابا الجديد فرنسيس بعد سنوات من العلاقات المتردية مع البابا السابق بنديكتوس السادس عشر الذي تم انتقاده على مواقف اعتبرها المسلمون معادية للإسلام.
    لكن وفي سياق متصل كانت شخصيات دينية وسياسية مسيحية فلسطينية قد دعت البابا الجديد فرنسيس الأول إبان انتخابه لاتخاذ مواقف حازمة تجاه القضية الفلسطينية، ودعم الوجود المسيحي في فلسطين، في ظل استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء. وأكد هؤلاء،على ضرورة دعم البابا للسلام العادل في المنطقة وتفعيل القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، وإعادة الحقوق المسلوبة للإنسان الفلسطيني، والعمل على وقف ممارسات الاحتلال اليومية بحقهم.
    وكان أمين عام الهيئة الإسلامية- المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في فلسطين حنا عيسى أشار في وقت سابق إلى أن الفلسطينيين يتطلعون إلى البابا الجديد ليؤكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
    ويأمل عيسى من البابا فرنسيس الأول أن يدعم السلام في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط ككل، وأن يحافظ على الوجود المسيحي في فلسطين من خلال دعم الكنيسة والمسيحيين وأن يفعل قضيتهم وحقوقهم في كافة المحافل الدولية. ويضيف: «نريد أن يكون الموقف كما كان سابقا داعما للشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة».
    ويوضح الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية أن الفلسطينيين بحاجة للمساهمة في إعادة ترميم الكنائس ودعم المقدسيين، مشيراً إلى ضرورة دعم المسلمين والمسيحين تعليمياً واجتماعياً على حد سواء، من خلال كنيسة الفاتيكان، ويقول: «نحن نريد من قداسة البابا الجديد أن يمد يد العون لكافة الفلسطينيين سواء إن كانوا المسيحيين والمسلمين».
    من جهته، يؤكد مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في فلسطين الأب فيصل حجازين أن البابا فرنسيس الأول أظهر بساطته وتقديره للإنسان والفقراء بشكل خاص، لاسيما اختياره اسم فرنسيس، تيمناً بالشخص العظيم مار فرنسيس الذي كان في القرن الثاني عشر فقيراً جداً ويحب الفقراء، لافتاً إلى أن مار فرنسيس أعاد إلى الأذهان الروح الأصلية للفقر والتواضع في الإنجيل.
    و يشدّد الأب حجازين على أن الفلسطينيين ينتظرون الكثير من البابا الجديد، خصوصاً أنه وقف دوماً مع الفقراء والمتألمين، لافتاً إلى أنه شعر بقربه من الناس وأعاد إلى الأذهان طفل بيت لحم، ويقول: «ننتظر أن يعيد للإنسان الفلسطيني حقوقه ويوقف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين».
    ويتابع: «ننتظر منه مواقف حازمة، خاصة بأن يدعو للسلام ويسعى بكافة الجهود إلى تحقيقه، لاسيما أننا في فلسطين بحاجة أكيد للسلام وحقنا في دولة مستقلة ونيل كافة حقوقنا المسلوبة».
    البابا من خلال اهتمامه بنشر القيم بمنظور جديد ووقوفه إلى جانب الفقراء يأمل منه المسيحيون والمسلمون أن يدعم حقوقهم في فلسطين لأجل المحافظة على الوجود وخلق مناخ من الأمن والسلام.
Working...
X