Announcement

Collapse
No announcement yet.

ناجي العلي حاضرا في أبوظبي ..في ذكرى النكبة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ناجي العلي حاضرا في أبوظبي ..في ذكرى النكبة

    في ذكرى النكبة: ناجي العلي حاضرا في أبوظبي





    لوحة من معرض يضم 100 عمل كاريكاتيري لناجي العلي أقيم بأبوظبي بمناسبة ذكرى النكبة
    رضاب نهار
    بمناسبة مرور 65 عاماً على النكبة و25 عاماً على اغتيال ناجي العلي، نظّم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي ومجلس العمل الفلسطيني بأبوظبي حول الشهيد ناجي العلي مع تنظيم معرض فني ضم مئة عمل من أعماله الكاريكاتيرية.
    بحضور خالد العلي ابن الفنان الكاريكاتيري الراحل ناجي العلي، تحدّث كل من الكاتب والصحفي محمد الأسعد والشاعرة فيحاء عبدالهادي والكاتب السياسي محمد خالد حول تجربة ناجي العلي الفنية والسياسية والأخلاقية، حيث انصبّ حديثهم عن نضال هذا الفنان الذي اختار نهج الرسم للتعبير عن رفضه للاحتلال الإسرائيلي، وفضح ممارساته بسلاح الفنّ.
    في بداية اللقاء الذي تميّز بطابعه العربي الفلسطيني قام الطفل أحمد الشيخ بأداء معزوفة «لأجلك يا مدينة الصلاة « على آلة القانون، لينتقل بعدها الحديث إلى محمد المزروعي رئيس فرع أبوظبي لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي قدّم ضيوفه للكلام واسترجع سيرة حياة ناجي العلي منذ ولادته في مدينة الشجرة في شمال فلسطين، وحتى لحظة اغتياله 22 يوليو 1987 ووفاته في 29 أغسطس من ذات العام، حيث دفن في لندن على الرغم من رغبته المسبقة بنقل جثمانه حين يموت إلى مخيم عين الحلوة ليوارى الثرى بالقرب من والده، إلا أن الظروف الصعبة حالت دون ذلك.
    قال محمد الأسعد: «في كل عام تطرح قضية اغتيال ناجي العلي ويتحدث المتحدثون عن نشأته من قرية الشجرة وسيرته الحياتية والفنية وبعد ذلك لا بد من مرورهم على حادثة اغتياله، أما أنا فسأتناول مسألتين حول هذا الفنان الذي أسميه أكثر الفنانين الفلسطينيين نقاءً. الأولى تكمن في إمكانية النظر إليه كناقد أخلاقي رفيع» مشيراً إلى أن معركته لم تكن يوماً مع العدو الإسرائيلي أو مع العدو الأميركي فقط، فمعركته الحقيقية كانت مع من هم في الداخل من القيادات والحكومات، ومن هنا جاءت أهميته الخاصة في قلوب الشعب الفلسطيني.
    ويضيف: «نقده لم يكن سياسياً فقط، بل كان أخلاقياً، فتحوّل بذلك إلى معلّم أخلاقي».
    أما المسألة الثانية التي أشار إليها الأسعد، تكمن في أن ناجي كان محرراً لاستعمار المخيلة، «ما يعني أن تقارن بين الصورة المفروضة علينا للرئيس الملاك الذي يقدسه الآخرون وبين الصورة التي رسمها له العلي فأظهره بشراً وعرّاه من قدسيته».
    وفي ختام حديثه قال محمد الأسعد: «ناجي العلي كان جبهةً خطيرة، لو كان فرداً لتركوه وشأنه ولم يقتلوه. من قتله هو الشيطان الذي عرّاه في كاريكاتيراته».
    وفي وصف منهج وتصرفات ناجي العلي قال محمد خالد: «كان صديقي لئيماً في ثلاث نقاط، الأولى أنه كان يضع الملح في قهوة الحكام الصباحية، فيعكّر مزاجهم طوال اليوم لأنّ نقده كان تحريضياً يدخل كل البيوت مثله مثل رغيف الخبز. الثانية تكمن في دخوله غرفة نوم الزعيم وهو المكان الذي يعوّض فيه هذا الأخير عن هزائمه في الميدان بانتصارات من نوع مختلف. بينما تتمثّل النقطة الثالثة في وقوف ناجي العلي إلى جانب الفقراء، ومع أنه لم يكن يعطيهم الطعام إلا أنه وبرسوماته كان يعلمهم كيف يطلبونه». مرورا بأهمّ نقاط حياته، تحدّث محمد خالد عن ناجي العلي الإنسان والفنان والبطل. فأظهره لنا كما يراه، مخلصاً لفلسطين واضعاً إياها بوصلته الوحيدة والأساسية التي لا يمكن أن يحيد عنها أبداً. وختم بقوله: «الأبطال لا يموتون، ناجي العلي تصبح على خير، تصبح على فلسطين».
    محمد الأسعد ومحمد المزروعي ومحمد خالد وفيحاء عبد الهادي: سيظل العلي خالدا وحاضرا في مخيلة كل العرب
    فيحاء عبد الهادي، كانت مداخلتها بعنوان (فاطمة ناجي العلي: لا تساوم / أرسم وقاوم). وفاطمة هي المرأة التي دائماً نجدها في رسومات العلي حيث نلاحظ ارتباطاً كبيراً بينها وبين حنظلة. وتقول: «فاطمة الرمز تصدرت كل رسوماته وكانت بالنسبة له رمزاً للحق والمقاومة ورأى فيها في نفس الوقت الإنسان الذي يعاني ويتألم. فاطمة هي بوصلة الشعب الفلسطيني حين يضلّ الطريق، فهي عند ناجي مليئة بالحكمة والقوة».
    «فاطمة وعلى الرغم من أنها تعيش في رسوماته الأزمة والمعاناة، إلا أنها دائماً مزينة ومكحّلة وترتدي الثوب الفلسطيني. تراها شامخة بقدر ما هي حزينة. حين تقلق فاطمة على المعتقلين والمسجونين والمفقودين تتحوّل عيناها وأنفها إلى مفاتيح وتزرع الأمل وتنتزع وردة من الأسلاك الشائكة وتعطي حنظلة حجراً».
    وتقرأ شعراً:
    لا تساوم
    أرسم وقاوم
    إن منعوا عنك غذاءك
    ارسم بستاناً
    وإن منعوا عنك دواءك
    أرسم وطناً
    وتؤكّد عبد الهادي: «فاطمة الرمز عند ناجي العلي ليست فلسطينية فقط، هي العربية اللبنانية والمصرية والسورية و…، هي المسلمة والمسيحية، ببساطة هي المرأة المقاومة».
    في نهاية الأمسية تجوّل الحاضرون بين الصور مسترجعين في ذاكرتهم كل كلمة قالها الضيوف حول بطلهم الفنان ناجي العلي، مؤكدين أنه لم ولن يموت أبداً، فكيف لشخص أن يظل مستمراً في ذكراه إلى يومنا هذا إذا ما كان حياً.
Working...
X