Announcement

Collapse
No announcement yet.

نذير العظمة الشاعر والأديب : كتاباتي تنتمي إلى الحرية والكرامة والإنسان

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • نذير العظمة الشاعر والأديب : كتاباتي تنتمي إلى الحرية والكرامة والإنسان

    الشاعر والأديب نذير العظمة: كتاباتي تنتمي إلى الحرية والكرامة والإنسان


    دمشق-سانا
    قدم الدكتور نذير العظمة للمكتبة العربية والعالمية أكثر من خمسين مؤلفا تنوعت أجناسها بين الشعر والنقد والترجمة وكتاباته تنتمي إلى الحرية والكرامة والإنسان كما أن الحداثة و الأصالة وجهان لتجربته الإنسانية والحضارية.
    وقال العظمة في حوار مع سانا أن سورية لها من التراث الثقافي ما يساوي ستة آلاف سنة متضمنة المراحل الوثنية والمسيحية والإسلامية مضيفا أن الإسلام أصبح امبراطورية عندما تمثل في عاصمته دمشق ففتح الدنيا من الصين إلى أوروبا مستوعبا كل التراث الحضاري والإنساني الذي أصبح إرثا للناس جمعيا.
    وأضاف العظمة.. لعبت المدن السورية ولاسيما في انطالية وديس ونصيبين والرها ومدن أخرى دورا هاما فترجمت الثقافة الاغريقية إلى اللغة السريانية ومنها إلى العربية التي كانت أهم لغة في ذلك الوقت حيث أصبحت هذه الثقافة المترجمة الممتزجة مع الثقافة السورية إرثا لاوروبا وتحديدا عندما فتح العرب الأندلس وأسسوا حضارتهم التي كانت مصدرا من مصادر النهضة الأوروبية.
    فباع السوريين في الثقافة والحضارة ليس له منازع لانهم اتقنوا معظم اللغات كالاكادية والارامية و العربية وكانت هناك مراكز هامة تعتبر منارة للثقافة والحضارة كدمشق وبغداد وصقليا وغرناطة واشبيليا إضافة إلى دور أنطاكيا وطرابلس التي استكمل فيها الشاعر أبو العلاء المعري ثقافته.
    وتابع إن سورية شهدت ولادة حضارة متعددة ولكن بروح واحدة متطورة ومتوثبة ومنجزة وأن الفترة الأكادية والآرامية والإسلامية امتد فيها البعد الحضاري لذلك نحن نثق تماما بأن سورية ستشهد ولادة جديدة وهذا ايمان وقناعة.
    واعتبر العظمة أن الأمم العظيمة تتعرض لازمات ولكن ارادتها وقوتها الثقافية والحضارية تساعدها على النهوض و الاستمرار لتبقى محافظة على كرامتها من خلال شراكتها الانسانية وانفتاحها على العالم.
    وأوضح صاحب مسرحية سيزيف الاندلسي "نحن في سورية أعطينا الغرب الأبجدية وطرائق استخدام القوى الطبيعية في خدمة الانسان كالشراع والدولاب" مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تخلو أي تكنولوجيا من الدولاب كما أعطينا الأرقام إلى العالم إضافة إلى الطب والفلك والجبر والعلوم الانسانية الأخرى لذلك تعتبر سورية مكانا لولادة الحضارات وانطلاقها فهي لابد من أنها ستنهض من جديد.
    وعن كتاباته الأدبية والفكرية بين العظمة أنه يكتب مجسدا حضارتنا وهويتنا وكيفية الصراع مع الشر حيث تنتمي كتاباته إلى الحرية والكرامة والانسان وحول هذه الاشياء الهامة تدور القراءات والدراسات لتلتقى عندها دون أن تغير طبيعة انتمائها الانساني.
    وأشار إلى اختلاطه بكل مجتمعات العالم التي تختلف ثقافاتها وادابها وعلومها إضافة إلى عمله ودراسته في الأدب المقارن مما جعل ذلك ينعكس على إبداعه الأدبي والدرامي والفكري وأعطاه أفقا إنسانيا تحت سقف الثوابت الحضارية التي تحتوي خصوصيات قومية موضحا أن التجارب الحياتية التي يعيشها هي المحرض الأساس في منجزاته الابداعية على مختلف أنواعها وأن التجربة الإنسانية المشتركة وهي تجربة الذات الاجتماعية أيضا هي أشياء تحفز على الانتاج الأدبي والفكري.
    وعن كتابته للشعر قال صاحب مجموعة طائر الرعد أن الشعر ينبثق من الوجدان والذات لكن الوجدان يتكون من الحضارة والمكونات الانسانية التي أنتمي اليها والكتابة ككل تلد من الداخل لكن المحرضات تأتي من الخارج حيث الإنسان والثقافة و التجربة والمعرفة ووسائل التعبير وتداخل الحضارة والفكر الانساني وهذا ما يوسع مسؤوليتنا التي يجب أن تمتد من القومية إلى الإنسانية.
    وكشف العظمة عن بداياته الادبية في الشعر والدراما مشتغلا من خلال هذين الجنسين على التفاعل مع الحضارات بأشكالها المختلفة لتكون النتيجة متلائمة مع المعاصرة ومواكبة الحضارة والتعبير عنها وهذا ما كان في كتاباته الشعرية والدرامية والمترجمة وغير ذلك .
    والحداثة و الأصالة بحسب العظمة وجهان لتجربته الانسانية والحضارية وهو في آن واحد يعمل على مزج الحضارة بالأصالة وقال أنه حتى يكون الشاعر حقيقيا يجب أن تكون جذوره قوية وثماره ناضجة ومعطاءة لأن الشعر هو أكثر ما يمكن ان يبقى في وجدان الحضارة إضافة إلى الدراما لاحتوائهما كل الاستكشافات الفكرية والحضارية.
    وعن أسباب تراجع النقد الأدبي بين صاحب كتاب المعراج والرمز الصوفي أن تراثنا يؤكد على وجود هوية مكونة من وجدان مشترك فيه كل الاجناس والانواع الادبية و الثقافية و الفكرية والنقدية موضحا أن التميز الآن هو الذي يفرز الطليعة المبدعة والفكرية ولا يمكن أن يكون الأمر مجانيا ودون ثمن فالتضحيات التي يقدمها المبدع أكثر من أن تحصى وذلك في كل أنواع العلوم وهذا ما يدفعه للقول بأن التربية الثقافية مسؤولة عن تقصير الفكر النقدي حيث لا يمكن أن نكرر التحديات التي تواجهها أمتنا من غزو ثقافي سيستنفر شخصيتنا للعودة الى النهوض من جديد والسير في طريقنا الحقيقي.
    يذكر أن الدكتور نذير محمد فوزي العظمة من مواليد مدينة دمشق عام 1930 خريج كلية الاداب 1954 وحصل على الماجستير من بيروت ثم هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1963 فحصل على الماجستير في الأدب الانكليزي والدكتوراه في الأدب العربي والدراسات الإسلامية والمقارنة وعمل في سورية ولبنان وهو من مؤسسي مجلة شعر البيروتية وعضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق وله العديد من الدواوين الشعرية منها عتابا جرحوا حتى القمر اللحم والسنابل نواقيس تموز طائر الرعد ومن مسرحياته الشعرية والنثرية ابن الأرض جراح من فلسطين جسر الموتى طائر السمرمر أوروك تبحث عن جلجامش وغيرها.
Working...
X