Announcement

Collapse
No announcement yet.

Walid Slaoui‎‏ - في ذكرى الحبيبِ الأولِ

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • Walid Slaoui‎‏ - في ذكرى الحبيبِ الأولِ

    جامعة المبدعين المغاربة ..جمعية ثقافية فنية
    المبدعين المغاربة ..جمعية ثقافية فنية أسست بتاريخ 10 يوليوز 2010

    ‏‎Walid Slaoui‎‏
    في ذكرى الحبيبِ الأولِ

    إلى حبي الأول جيهان
    أما بعد،
    أكتب لك هاته الرسالة و أنا كلي أرق
    الليلة تذكرتك فاستوعبت أخيرا
    أنك سبب إصابتي بالأرق
    ذاك الداء إذِ القوم نيام و أنا وحدي أغرق
    الوحدة و السكون بلا حدود ناقمة
    النفس في ديمومة الفكر هائمة
    فلا يهم بعدُ نعتي بالمجنون أو الأخرق
    أعلم الآن سر تقلب المَلَوَين
    أدري اللحظة مغزى كروية الأرض
    أفهم الليلة جوهر مكنونات الخلق
    بل إني توصلت إلى حل معادلة عبقرية الأحمق
    لن أُفصح لك شيئا عن النتائج
    فذلك حق لي وحدي مكافأة على داء الأرق

    أما قبل،
    أتعلمين أنني كنت عبدا ناسك
    من البيت إلى المسجد مساري
    أو إلى الثانوية دائما لصديقي الكتاب ماسك
    كنت مراهقا نظيفا يسر الناظرين و يُلفت أصحاب العَين
    لم أكن أعرف عن الحياة إلا أشياء بسيطة و ما كنت أريد أن أعرف
    فمن كان مثلي على الصراط القويم فكفى ربك تعرف
    هكذا و دواليك مرت الأيام و جاءت أخرى
    إلى أن أتى ذاك اليوم الأسود للأسف
    أتذكرني في قاعة الدرس أتبادل و زميلي الحديث
    عن ضرورية الصديقة في العصر الحديث
    أجادله في كمالية فارسة أحلامي و لاوجوديتها
    و أنهن لا يُثِرنني إلا عن شهوة
    و ما باستطاعتي تحمل قُرب واحدة مني بدون النشوة
    أجابني أني أعرف واحدة بحكم سنوات الدراسة
    فانظُر إلى تلك الطاولة حيث جيهان
    نظرت فما رأت عيني شيئا يُعجب
    ثم نسيت فما طفق الأستاذ يخطب
    ثم بعد ذلك نظرت
    و شاءت الأقدار أن هي أيضا نظرت
    و ياليتني ما نظرت
    ويا ليتني بعدئد شيئا ما نظرت
    فجأة أًصبت بشلل كلي لحظي
    و أحسست كأن منطقة خامدة في وعيي لأول مرة نشطت
    انعدمت جميع الأبعاد فإذا بمحيطي معدوم
    لا أرى إلا ذاك المحيا يقابلني وجها لوجه
    أطلت النظر و أطلت
    إلى أن دق الجرس إلى أن مرت أيام عدة بعد ذلك
    و أنا أنظر ما مللت
    للأسف لا دراية لي بالوصف و التشبيه
    و إلا كنت مالئا للقصيدة بالتنويه
    كل ما أني على يقين به هو كوني سُحرت
    و بنار الحب اكتويت
    باختصار ممل هويت
    كالخارج توا من الشرنقة
    كالمعفى عنه في غرفة المشنقة
    كالأفق مع إطلالة الشمس المشرقة
    أو كنشأة الخلق الأول المشوقة
    هكذا للمرة الأولى و الأخيرة حقا أحببت

    أما الآن،
    لي الشرف أن أتقدم إليك بجزيل الشكر الصادق
    شكرا على كل شيء خيرا كان أو شرا
    شكرا على أي شيء لم أكن أدري له أمرا
    عالم العاشق المجنون ذاك الهندي الذي كثيرا ما تقمصته دورا
    أحاسيس الأطرش و ذاك الشاب من البلد المُجاور الذي قُتِل غدرا
    صديقي الوحيد الوفي الذي ما مللته و لو أن ما لكُتابه حصرا
    جمال كل تلك الفنون و إن أعدوها سبعا فعدي لها يفوق الوُسعا
    شكرا لك و شكرا لخجلي الدائم الفائقِ الوصفا
    فلولاه لصارحتك و لكنت لأعيش طول حياتي ضنكا
    شكرا له و لك فقد علمتماني ما لم تعلم شياطين سليمان و لا حضارات بابل و الأنكا
    من قشعريرة السجائر الأولى إلى التلذذ بدخان التبغ كل خمس دقائق منذ عقد ولى
    عسلية الحشيش، سخرية الخمر، قهقهة الكيف و وجودية ماء الديليُو هل من مزيد
    الاستمناء كهواية في أي مكان و أي زمان أعدِ الكَرَة كَرَات كل يوم فالمخزون كالنفط لا يُفنى و الذاكرة في تجديد يُعاش أو يُرى
    كل الحرام مُباح في الخيال مُتاح و لكل باب مفتاح فلجهنم كما للجنة عدة طرق للفلاح
    كاد الفقر أن يكون كفرا و كاد المسخ أن يكون كافرا و ما يكاد الصامت ينطق كفرا
    انعدمت جاذبية المغناطيس فاختل توازن البوصلة اللاهوتية
    آمن العالِم بعِلمه، غضب، تكبر، شرد، ضل، زندق فكفر بالنظريات الخرافبة و اتخذها مجرد أساطير حضارية
    كنتيجة لانعدام الإيمان انعدم كل شيء عن سبق الإصرار و الترصد بالنسبة للمُسَيَر و العكس بالنسبة للمُخَيَر
    انطفأت الشمعة الدراسية لدوام الشرود و عدم الجدية فانتهت بإجازة فعلا لا قولا
    لمرة أخرى الطرد من العمل لعدم القدرة على التأقلم مع المناخ المتقلب الغير المتوقع
    شعلة الأمل الوحيدة كتابة خُزعبلات لا تعني شيئا لأحد إلا كاتبها و المثال بين يديك
    الكتابة هي الشمعة التي تضيء بصيص الأمل في انتظار النهاية القريبة التي ينتظرها بملل
    الموت البطيء الذي دنا كثيرا، الهجرة من أجل بدء حياة عذراء جديدة أو الصمت المطبق تضامنا مع الإخوة الذين رُفِع عنهم القلم
    رياح في شدة متزايدة تتحرش بالشمعة من..
    ماهذا؟ يا إلهي..لقد أطلت عليك و أنتِ حتما لن تقرئي كتابي هذا فأنت اليوم امرأة سوية
    أطلت حتى أن الليل ولو على طوله خريفا أصبح نهارا
    مالي لنا و مالك أنت يا مولاتي؟
    أنتِ تزوجتي و ولدتِ و أنا حياتي أرقتي
    لا ثم لا لم أكن لأخجل منك يومئذ و أعيش العذاب الذاتي
    أردت أن أعلمك لا أنك سبب الأرق فذاك بسبب فنجان قهوة
    و لضرورة ذهابي باكرا إلى الجوطية لكسب دُريهمات أدخن بها السم
    و لا أن تذكري أنه يوما ما أحبك قلب إنسان أصبح بسبب حبك حيوان أو لِنقُل بهلوان
    فقط أن أُعلمك أن الحب أيا كان فهو منعدم فان
    و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
Working...
X