Announcement

Collapse
No announcement yet.

القصه الفائزة ( قصة بمذاق القهوه ) ‏‎Rima Zaydan Swaid

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • القصه الفائزة ( قصة بمذاق القهوه ) ‏‎Rima Zaydan Swaid

    ‏‎Rima Zaydan Swaid‎‏الورشة الثقافية


    "قصة بمذاق القهوه "
    القصه التي فازت في مسابقة القلم الحر للابداع العربي
    سوف انشرها على مراحل وعلى عدد فناجين القهوة التي الهمتني نكهة كلماتها

    "قصة بمذاق القهوه "
    لم يسبق ان مارست الكتابه بيدي اليسرى
    التي تابى الاصغاء لصوت افكاري ...ولا حدث ان ارغمتها على اداء دور يدي اليمنى في مهمة ادبية ...للضرورة اسبابها ...لطالما بررت لها مرارا لكنها وبرغم توسلاتي ما كانت لتعير بالا لمصاب توأمتها اليمنى المصابه بالتواء مفصلي ...لذلك اخترت ومن باب الاحتياط لاوامر الطبيب ان امنح يدي المريضه كامل مطالبها من حقوق العنايه وشروط الراحه
    كما ارتأيت وبدافع المواساة ان امد يدي اليسرى بمودة الشفقه على ما حل بها من كاهل المسؤوليات
    لست " عسراويه " ومن المؤلم ان اعيش هذه الحاله حين تستوجب الحاجة الى ذلك
    ومن المؤسف ان اكتشف اعراض الخمول والاتكاليه في يدي اليسرى حين تدفعني الحاجه الى طلب يد المعونه منها
    يتبع
    ريما . ز . س

    (2)

    رحلة الالف ميل تبدأ بالخطوة الاولى "تطالعني عبارة لوتس كسحابة شتائية الامل ...لماذا لا انقل الى يدي اليسرى المتذمره على واقع حالها احساسا بمذاق الالم وبوسيلة الكتابة ؟
    خصوصا وان معظم اعراض الامنا اصبحنا نعيشها ونعانيها بالم واقعنا العربي ....وبعد انفتاح جراحنا على كنه معاناتنا
    ككل يوم اعتدت ان افاتح الصبح برؤى احلامي كتابة على صفحات ايامي ...صوت فيروز يسكب في مسمعي كريستال صبحه مهموسا بشاعرية الحب "يا طير يا طاير على طراف الدني ...لو فيك تحكي للحبايب شو بني ...يا طير ..." ورائحة القهوة تحرض شهيتي على الكتابه
    يتبع ...
    (3)
    انحني بيدي اليسرى على اوراقي ...احاول ان ادربها على التنقل بخطى افكاري ...تبا لطابع خمولها وما فطرت عليه من عادة الوهن ...الحروف تتساقط على السطور بصدامية المواجه وعشوائية التشاكي ...فيما يدي تتوكا القلم عكازا لتسكعات كلماتي ...اما وقد اخفقت في ادراج يدي على عادة الاصغاء لصوت افكاري ... لعلي اواسيني قلق الفشل بجرعة قهوة ... تتعاقب الرشفات بشغف حبي لمذاق القهوة المهيل بنكهة احلامي ... يأخذني سفر التأمل بشوق لهفتي للكتابة ... يا لجسارة الالم كيف يعمل على اقتلاع صوت افكاري من جذور صمتي ... وكيف يمعن في تهشيم اجنحة مخيلتي ...وكيف يتعمد قنص طيور تاملاتي حين تصيبنا اعراضه بعاهة الصمت
    (4)

    ها انا اتوسط حالة الكتابه بين حشود قلقي واصطرابي ...وصقيع بياض اوراقي ...والم يدي ...وحدث لفرط تداخل حالات الالم ما لم يكن في الحسبان ... فجأة انعطفت يدي رغما عنها وعن وجهة مذاقي لتصب اضطرابها بحمأة انسكاب القهوة على أوراقي
    يتوزعني صمت الذهول امام طرافة المشهد
    مطر القهوة ينقش هطوله على الصفحات بشاعرية الرسم ... وبطلاقة المتشظي برقا وومضا عن سحب صمتي
    فيما ذاكرتي مشغولة باستعراض لوحات لرسامين استخلصوا من مذاق القهوة حبرا وبالوان ذائقتهم الفنيه
    لكن لوحة قصتي التي ترفض ان تتشكل بملامح الكلمات على هيئة افكاري الا بالرموز التجريديه ... لن احتاج لحدس عرافه كي احلل خلطة التآويل بمنطق التفسير طالما يدي اليسرى تبادل شقيقتها وعكة الالم بعدوى الوجع ... وطالما تمارس ثورتها الانقلابيه على أوراقي بشجاعة الناطقه بصوت الالم
    تمت
    ريما . ز .س
Working...
X