Announcement

Collapse
No announcement yet.

حلب هل ستسقط بيد النظام ؟ - محمد السوري

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • حلب هل ستسقط بيد النظام ؟ - محمد السوري


    Zaleen Zade

    هل ستسقط حلب بيد النظام ؟؟

    محمد السوري

    نقلت اليوم روسيا اليوم عن مصادر عسكرية سورية خاصة أن الجيش العربي السوري يبدأ اليوم عملية “عاصفة الشمال” لتطهير ريف حلب من الجماعات التكفيرية المسلحة فيه ، مما يؤذن ببداية ام المعارك المنتظرة والتي لن تكون سهلة نظراً للجيب التركي المفتوح على الحدود الشمالية لسوريا ، فهل ستسقط حلب بيد النظام ؟

    واقع المعارضة المسلحة في حلب :

    1- الانقسامات الحادة : يطغى على حال الميليشيات المسلحة في حلب حالة الانقسام الواضح ، فمنذ أن سيطرت هذه المجموعات على الريف جرت بينها معارك عدة غالباً ما تكون لتقاسم المسروقات (الغنائم) أو على النفوذ او على تطبيق الشريعة الوهابية ، وهو ما برز مؤخراً من قبل “الهيئة الشرعية” الوهابية والتي تسيطر على معظم الفصائل المسلحة في حلب وحتى على لواء التوحيد التابع لتنظيم الإخوان الإسلامويين ، فقد سمعنا عن معارك بينها وبين جبهة “غرباء الشام” الإسلامية وهي تعد الاعنف حيث إن الاشتباكات بينهما شملت أحياء الصاخور والحيدرية وهنانو وطريق الباب ، هذه الانقسامات والمعارك بين الميليشيات المسلحة في حلب ليست وليدة اليوم، وإنما منذ بدئ خروج ريف حلب عن سيطرة الدولة وقوعه بيد المسلحين وهي مستمرة ،وآخر ما رأيناه مقطع فيديو نشره موقع “الحقيقة” السوري المعارض عن قيام جبهة النصرة بإعدام “محمود مجدمي” قائد مايسمى بـكتيبة “جيش محمد” ، لربما حال حلب اليوم قد يعطينا صورة عن الحال التي كان يمكن أن تصل إليها سوريا لو سقط النظام ولو سقطت سوريا التي تحوي طوائف وأعراق متعددة بيد هذه العصابات التكفيرية الفوضوية الإجرامية ، ولربما ستكون ليبيا نموذج أفضل بكثير مما كان سينتظر سوريا لو سقطت سوريا بيد التكفيريين.

    2- خسارة الحاضنة الشعبية : بسبب تصرفات الإرهابيين والفوضى التي جلبوها معهم بالإضافة إلى النظام الاستبدادي الإرهابي الذي فرضوه على المناطق التي سيطروا عليها ، وبسبب ما خسرته حلب اقتصادياً وقيام المسلحين بتدمير بنيتها التحتية وسرقة معاملها ، هو ما ادى إلى انقلاب كثير من البيئة الشعبية الحاضنة لهم في البدايات عليهم ، وقد ابتدأ خسارتهم لهذه البيئة الشعبية منذ ان دخلوا حلب وقاموا بارتكاب مجزرة بحق عشيرة “آل بري” ، وبدؤوا بفرض أتوات على التجار والمعامل بالإضافة إلى الفوضى والسرقات وقطع الطرقات والنهب وهذا ما حول حلب إلى جحيم ، وقد كانت آخر جرائم الميليشيات المسلحة بحق أهالي حلب اليوم قيام عناصر إحدى الكتائب الإسلاموية واللذين يتحدثون اللغة العربية الفصحى باعتقال الطفل “محمد قطاع” الذي يبلغ من العمر ١٥ عاماً يعمل بائعاً للقهوة في منطقة “سد الوز” بحي الشعار، وذلك بعد أن تجادل مع شخص آخر وقال له: “اذا بينزل محمد ماراح ادين”، فاتهموه بالكفر واعتقلوه ثم عادوا به بعد ذلك إلى مكان عمله، وعلى جسده آثار الجلد الواضح، فتجمع الناس حول الطفل بغية فهم ما يحصل، فقال أحد عناصر الكتيبة المقاتلة باللغة العربية الفصحى: “ياأهالي حلب الكرام الكفر بالله شرك وسب النبي شرك ومن سب مرة سيعاقب مثل هذا”، ثم أطلق النار عليه أمام الحضور ومن بينهم أمه وأبيه، فأصيب بطلقة بالرأس وطلقة بالعنق، ثم غادر عناصر الكتيبة المكان وذلك وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي مقره لندن ، ويبدوا واضح جداً الفرق بين غربي حلب الذي يقع جزئياً تحت سيطرة الدولة السورية ، وبين شرقيها الذي يقع تحت سيطرة الميليشيات المسلحة ، ففي المناطق الواقعة غربي نهر “قويق” والتي تقع تحت سلطة الدولة السورية تنعم بالحياة الشبه طبيعية على عكس المناطق الأخرى والتي دمرت أسواقها ونهبت كثير منها ، هذا عدا عن الاشتباكات المتواصلة بين المسلحين فيما بينهم من جهة وبين المسلحين والجيش العربي السوري من جهة أخرى ، الأمر الذي أدى إلى خسارة المسلحين في حلب قسم كبير من حاضنتهم الشعبية .

    3- المعارك مع الأكراد : نظراً لسقوط ريف حلب وقسم من حلب بيد المسلحين لجأت الاحياء القرى التي تحوي غالبية كردية تدين في مجملها بالولاء للحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الواجهة السياسية لحزب العمال الكردستاني إلى تشكيل لجان حماية شعبية لحماية أحيائها وقراها من الفوضى والجرائم التي لحقت بالقرى والاحياء الأخرى التي دخلها الثوار ، وجرت معارك عديدة بين لجان الحماية الكردية والثوار وكانت آخرها في ريف “عفرين” في حلب حيث استطاعت اللجان الكردية السيطرة على ثلاث بلدات فيه ، هذا ويذكر أن ريف “عفرين” الذي يحوي حوالي 600 ألف نسمة وذات غالبية كردية يتعرض لحصار من قبل الميليشيات المسلحة وقد خرج نداء من القوات الكردية في المنطقة إلى السلطات السورية على انهم مستعدين للتعاون مع الجيش العربي السوري مقابل أن يتم فك الحصار عنهم ، حيث تعاني تلك المناطق من حالة اجتماعية واقتصادية ومعيشية وأمنية سيئة نتيجة الحصار والمعارك المستمرة ، وقد تم التنسيق مؤخراً بين لجان الحماية الكردية والجيش العربي السوري في معارك جرت حول نبل والزهراء ، استطاع فيها الجيش العربي السوري استعادة السيطرة على الهضاب المطلة على البلدتين تمهيداً لفك الحصار عنهما والذي طال حوالي عام.

    4- الاحتجاجات التركية .. أردوغان لديه جبهة جديدة : إن الاحتجاجات التي شهدتها تركية مؤخراً وتعامل أردوغان مع هذه الاحتجاجات بشكل مستفز سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وخاصة بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها تركيا مؤخراً ، وهذا ما سيشغل الحكومة التركية في هذه الفترة الزمنية التي يقوم فيها الجيش السوري بحملة تطهير لريف حلب عن توجيه اهتمامها الكامل لدعم هذه المجموعات وخاصة بعد ما سببته هذه المجموعات المسلحة من اضطرابات امنية في تركيا واستهداف للجيش التركي ، فإن تركيا لن تكون قادرة على التورط أكثر وبشكل اعمق بدعم هذه المجموعات في شمالي سوريا ، وخاصة بعد أن أيقن أردوغان أن الناتو لن يستطيع ان يقدم المساعدة له في حال استمراره في الغرق ضمن المستنقع السوري، فأردوغان هذه الأيام لديه جبهة حرب جديدة ، جبهة حرب مع شعبه تشغله عن جبهة الحرب مع الشعب السوري .

    5- النقص في الذخيرة والعتاد : تعاني المجموعات المسلحة في الشمال السوري من نقص في الذخيرة والعتاد وذلك نتيجة للحروب المستمرة التي تخوضها فيما بينها او مع قوات اللجان الشعبية أو مع الجيش العربي السوري والذي أدى لاستنزافها بشكل كبير ، وهذا ما يوحي إليه قيام سليم إدريس رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر في حلب بربط مشاركة المعارضة بمؤتمر جنيف بوصول السلاح إليهم، وهذا وقد كان لديه تصريح سابق في نفس الشأن يطالب فيه الدول الغربية بإمدادهم بالسلاح محذراً إياهم من فشل ما يسمى بالثورة إن لم يتم إمدادهم بالسلاح.

    6- إشغال الجبهات الأخرى : بعد نصر القصير الاستراتيجي سقطت الميليشيات المسلحة في كل من حمص وحماة وريف دمشق في مأزق حقيقي ، فقد كانت القصير المخزن والمصدر الرئيسي لتزويدهم بالمال والسلاح والمسلحين ولتنسيق تحركاتهم ، وبعد تحريرها يواجه المسلحين في هذه المحافظات وضع صعب كان آخره تمكن الجيش العربي السوري من تطهير 13 بلدة وقرية ومنطقة الفان الوسطاني بريف حماة و جرت اليوم معارك عنيفة في منطقة السعن في ريف حماة ، وبالإضافة إلى حملات عسكرية يقوم بها الجيش العربي السوري في ريف دمشق وريف القصير ويتزامن ذلك مع قيام الجيش العربي السوري بعمليات عسكرية في دير الزور والتي أدت إلى إعلان قوات المعارضة فيها النفير العام في محافظة دير الزور للتصدي للجيش السوري ، وبالتالي إن جبهة حلب لن تجد جبهة غير مشغولة تستطيع نصرتها فكل الجبهات قد تم إشغاله والبدء باستنزافها ريثما يتم الانتهاء من معركة تحرير حلب.

    7- إنجازات الجيش العربي السوري خلال الفترة الماضية في حلب : لقد تمكن الجيش العربي السوري من استنزاف هذه المجموعات المسلحة طيلة الفترة الماضية ، فقد صمدت عدة مراكز عسكرية منها مطار منغ العسكري التي باءت كل محاولات اقتحامه من قبل المسلحين بالفشل ومعسكري وادي الضيف والحامدية ، استطاع الجيش العربي السوري مؤخراً السيطرة على نقاط استراتيجية في ريف حلب الجنوبي تمهيداً للعملية العسكري التي سيحاول من خلالها الوصول إلى ريف حلب الشمالي ، وحيث سيقوم بالاشتراك مع وحدات الحماية المؤيدة للدولة السورية والرافضة للثورة الإرهابية في الشمال وخاصة في “الأشرفية” شمال حلب ومن ثم يقوم بإغلاق منافذ المدينة كاملة ، ليستكمل بعدها عمليات التطهير شمالاً وصولاً للحدود الشمالية ، وبذلك يتم محاصرة المسلحين في المدينة وعزلهم عن الريف مما سيؤدي لانقطاع إمداداتهم تمهيداً للبدء بمعارك طويلة الأمد من حرب العصابات في المدن لإعادة الأمن والامان لأحياء حلب التي تقع تحت سيطرة المسلحين ، وعلى الأغلب ان يتم اتباع استراتيجية القضم التدريجي من قبل الجيش العربي السوري وهي الاستراتيجية التي استخدمت في القصير ، وسيكون لطيران دور في منع وصول الإمدادات لقوات الإرهاب المشتبكة على الجبهة الامامية مع الجيش العربي السوري ، ويجدر الإشارة أن بعد أن تم تحرير معظم ريف القصير عملت السلطة السورية على نقل قوات النخبة المدربة على حرب العصابات إلى ريف حلب الجنوبي الذي تمكن الجيش العربي السوري من السيطرة على أبرز النقط الاستراتيجية فيه وفك الحصار عن ثكنة التسليح واستعادة معمل الإسمنت ، ويبدوا ان استطاعة الجيش العربي السوري إعادة تأمين طريق حلب الدولي الذي يربط حلب مع دمشق بشكل كامل كان له الدور الأبرز في قلب الموازين لصالح الجيش العربي السوري وتمكنه خلال وقت قصير من تحقيق إنجازات استراتيجية هامة ستكون ذات وزن في معارك تحرير حلب وريفها والتي ابتدأت اليوم.

    8- فرق المعنويات : بعد النصر الذي تحقق في القصير والذي كانت أقوى جبهة لقوات المعارضة والأكثر تحصيناً نظراً لارتباطها بحدود لبنان واحتوائها على مخازن الأسلحة التي تمد الجبهات الاخرى بالسلاح وامتلائها بالأنفاق والألغام الارضية كان لهذا النصر وقع كبير في نفوس كل العاملين في مؤسسات الدولة السورية وخاصة في نفوس جنود الجيش العربي السوري ضباط وصف ضباط وجنود عاديين ، وبعد الهزائم التي لحقت بجبهة النصرة في ريف حلب الجنوبي واستنزافها المستمر في المعارك الجانبية ورؤية المقاتلين فيها ما حل بالقصير من الطبيعي أن ينعكس على معنوياتهم سلبياً ، فيبدوا أن فرصهم بالنصر والصمود في هذه المعركة ضئيلة رغم الكم الكبير من المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في الجبهة الشمالية إلا أن الخيارات أماهم قليلة تبدوا أسهلها الاستسلام للجيش العربي السوري أو الدخول في حرب طاحنة ستنتهي بهم كما انتهت باقوى تحصينات المعارضة في القصير

    إن هذا يعطينا فكرة عن وضع جبهة النصرة وانصارها الصعب في الشمال السوري ، وحتى لو وصلتهم امدادت بالسلاح والمقاتلين إلا انه وباجتماع العوامل السابقة لا تبدوا ستحدث فرق كبير في مجريات المعارك المنتظرة ،وهذا ما يوحي به تصريح لقيادي في جبهة النصرة لـ “القدس العربي” اليوم نص على ” ان لجنة عسكرية تدير الجوانب القتالية في الجبهة قررت التخلي تكتيكيا عن سياسة الإحتفاظ بالأرض واحتلال المدن والقرى والتركيز الشديد على حرب العصابات .” وهذا التصريح يمكن اعتباره مقدمة لتبرير هزائمهم المتوقعة في ريف حلب تحت العنوان الشهير (الانسحاب التكتيكي) ، فهل ستسقط حلب بيد النظام ؟

    وفقاً لكل ما سبق الجواب على هذا السؤال هو (لا) ، لأن حلب لن تسقط ، حلب ستعود إلى حضن الوطن ، ويتم تطهيرها من هذه الجراثيم التي ملأتها خراباً ودماراً ونهبتها وحولتها من المدينة الاقتصادية الاولى في البلد إلى مدينة للفوضى والخراب

Working...
X