Announcement

Collapse
No announcement yet.

محطة بارزة سورية في تاريخ توثيق النطق وتدوين الفكر الانساني

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • محطة بارزة سورية في تاريخ توثيق النطق وتدوين الفكر الانساني

    سورية محطة بارزة في تاريخ توثيق النطق وتدوين الفكر الانساني


    دمشق-سانا
    تفتخر سورية بامتلاكها لأكثر من 35 ألف قطعة أثرية منقوش عليها كتابات مسمارية وهيروغليفية وأبجدية فضلا عن أنها مهد وموطن أقدم أبجدية مسمارية ذات نظام قواعدي متكامل في العالم.
    وتعتبر الكتابة رمزا من رموز الحضارة الانسانية وأداة تدوين لتاريخها وثقافتها والقاسم المشترك بين الكتابة والاتصال الشفهي هو اللغة التي هي هبة فطرية تكتسب في الوسط المتكلم.

    ويؤكد الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف وقارئ النقوش الكتابية "مسمارية.. هيروغليفية.. أبجدية" أن الكتابة رموز بصرية تتطلب تدريبا منتظما على طرق التدوين الملائمة مع اللغة المنطوقة أي يمكن اكتسابها تعليميا.. واختراع الكتابة كان ثمرة التقدم الحضاري الذي دآب الانسان على انجازه خلال العصور التي سبقت اختراع الكتابة والتي بدأت مع نهاية العصر الحجري وقيام الانسان بالرسم والتدوين على الصخور وعلى جدران المغارات والكهوف وأقدم هذه الرسوم حتى الآن اكتشف في مغارة لاسكو في شمال فرنسا وتناولت هذه الرسوم على الأرجح الطقوس السحرية للصيادين.

    وينسب للعصر الحجري بعض القطع العظمية المكتشفة التي رسمت عليها العديد من الخطوط أو الشقوق والتي ربما كانت وسيلة لحساب الأشياء مثل عدد الطرائد.
    ويشير السيد إلى أنه مع ظهور الحضارات الانسانية ونشوء المدن الكبرى وتشكل مفهوم العلاقات السياسية الدولية وتقدم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية أصبح ابتكار نظام للكتابة امرا ملحا بهدف توثيق النطق ونقل الفكر وتدوين الرسائل والاتفاقيات الدولية والمعاهدات والحسابات التجارية والنصوص الإدارية والقانونية والدينية حيث أرخ اختراع الكتابة مرحلة جديدة من مراحل تقدم الحضارة البشرية وهي مرحلة مابعد عصور ماقبل التاريخ وبداية العصر القديم.

    ويقول الدكتور السيد إنه لايمكن تحديد مصدر واحد لنشوء الكتابة ولكن يمكن الاشارة الى انها ولدت بشكل مستقل في أجزاء مختلفة من العالم.. والمعطيات الأثرية المتوفرة حاليا تؤكد أن أقدم نظم الكتابة كانت مستخدمة من قبل السومريين والمصريين مابين 3500 و3300 قبل الميلاد وتعود أقدم محاولة لابتكار نظام كتابة إلى الألف السابع قبل الميلاد واستخدم في تدوين عدد من المعلومات فقد عثر في بلاد مابين النهرين وعيلام قديما على قطع هندسية صغيرة مصنوعة من الطين المشوي تجسد حوارا بين شخصين بهدف تدوين عدد السلع المتبادلة بينهما وهذه الرموز تشير إلى الحيوانات والمنتجات الزراعية كالخراف والقمح والزيت.

    ويضيف السيد أنه انطلاقا من العام 3700 ق.م ولتجنب فقدان هذه القطع وتسهيل عملية نقلها وحفظها تم وضعها داخل كرات طينية مجوفة ومغلقة كما صور على سطح هذه الكرات شكل القطع الموجودة في الداخل منعا من التزوير.
    واستخدمت في حساب الضرائب الواجب على المزارعين دفعها للملك خلال الألف الرابع قبل الميلاد في عصر الاوروك مرحلة ماقبل اختراع الكتابة قطع هندسية الشكل مصنوعة من الطين المشوي استخدمت في عمليات الحساب و جمع الضرائب اكتشفت في مدينة سوسة عاصمة العيلاميين قديما إيران حاليا.
    وأوضح السيد أنه مع بداية النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد بدأت مرحلة اختراع الكتابة السومرية في جنوب بلاد الرافدين وبدأ استخدام القطع الفخارية في الحساب يزول شيئا فشيئا وحل محل الكرات الطينية المجوفة وثقيلة الوزن الرقم الفخارية بشكل ألواح مختلفة الأشكال والأحجام والتي تمتاز بسهولة استخدامها ونقلها.
    وفي البداية لم تكن الكتابة السومرية مؤلفة من اشارات على شكل زوايا بل رسم التلميذ السومري شكل الأشياء على سطح الرقيم الفخاري مع الاشارة إلى أعدادها حيث بدأ أول شكل من الكتابة الصورية وهو أبسط أنواع الكتابة وتدعى البدائية لكن هذه الكتابة لايمكن قراءتها في أغلب الأحيان إلا بواسطة الشخص نفسه الذي قام بتدوينها وقدر عدد هذه الأشارات بألف وخمسمئة اشارة استخدمت في عمليات الحساب كحساب ممتلكات المعبد من الماشية والحبوب وجرار الزيت.
    ثم تطور نظام الكتابة خلال عصر الاوروك وخلال عصر جمدت نصر 3100-2900 ق.م وظهر فيه نظام كتابي تقوم فيه الاشارة الواحدة مقام كلمة أو أكثر مع تطور وسائل الكتابة وطرائق التعبير والحاجة لتدوين الوثائق الإدارية والقانونية والسياسية تحولت الرموز الصورية إلى اشارات مسمارية أسهل في التدوين وأكثر وضوحا في التعبير.
    ومع نهاية العام 2600 ق.م وبداية العام 2500 ق.م بدأت الاشارات تأخذ شكل الزوايا والمسامير ومن هنا جاء اسمها لكتابة المسمارية.

    وتعتبر النصوص المسمارية السومرية القادمة من مملكة لكش في العراق التي يعود تاريخها إلى العام 2500 ق.م الأكثر وفرة في ذلك العصر وينسب أقدم نقش ملكي منقوش على مسلة نصب النسور للملك أنا توم ملك لكش والى هذه المرحلة أيضا تنسب بداية تآريخ الحدث واليها تعود بداية انتشار الكتابة على نطاق واسع.
    وتقرأ النصوص المسمارية في معظمها من اليسار إلى اليمين وبقيت الكتابة المسمارية السومرية مستخدمة حتى الألف الأول قبل الميلاد.
    ولخص الدكتور السيد المراحل التي مرت بها تطور اللغة السومرية بمرحلة الكتابة السومرية الصورية 3300-2600 ق.م ومرحلة الكتابة السومرية القديمة أو الكلاسيكية نهاية عام 2600 ولغاية 2300ق.م ومرحلة الكتابة السومرية الحديثة 2300-2000 ق.م ومرحلة الكتابة السومرية المتأخرة 2000-72ق.م لافتا إلى أنه حوالي 2400 قبل الميلاد ظهر نظام كتابي مسماري مختلف هو نظام الكتابة الأكادي.
    عماد الدغلي
Working...
X