Tweet
مسرحية (الرحلة) تبدأ عروضها
على خشبة مسرح دمر
على خشبة مسرح دمر
دمشق - سانا ينطلق المخرج محمد حيدر في عرضه "الرحلة" من مجموعة حكايات السندباد البحري يعيشها طفل بحيث تكون نافذته الوحيدة على العالم الخارجي لكن لا تلبث أن تتحول الحكاية إلى أسر يعيش فيه ذاك الطفل ولاسيما أنه لم يعد يستطيع تلبية رغباته بواسطة التخييل الحكائي وباتت لديه رغبة في الخروج إلى عالم الواقع الذي يجده قاسياً جداً مقارنة مع عالم الحكاية.
وتتكرر مشاهد سينمائية يظهر فيها الوالد "مازن منى" وهو يروي حيناً بعض الحكايات لابنه وأحياناً يقدم له نصائح عن الحياة لا تلبث أن تتشابك خيوط الواقع بخيوط الخيال ما يجعلنا أمام فضائين مسرحيين مختلفين الأول يحققه الابن في مقدمة الخشبة والثاني تحققه الشاشة السينمائية حيناً ومرة أخرى الفضاء الذي خلفها وهنا لعبت الإضاءة الدور الأبرز في التمييز بين الفضائين.
وتتصاعد الخطوط الدرامية للرحلة تدريجياً عبر تحقيق المارد لرغبات الطفل ففي المرة الأولى طلب الطفل شباكاً فلبي طلبه لكن لم يفض ذاك الشباك إلى شيء وفي المرة الثانية رغب الطفل بمرايا ليرى نفسه وما خلفه فجاءته مجموعة صور لا تشبهه أما المرة الثالثة فطلب أن يرافق السندباد في رحلته القادمة وهنا جاءت المواجهة مع الواقع.
ويركز العرض على المزاوجة بين الواقعي والرمزي من خلال اللجوء إلى صيغة مسرحية خاصة تجمع بين المذهبين المسرحيين وتدمج بين أكثر من رؤية بحيث يقترب العرض في بعض مفرداته من الصيغة الفكاهية السوداء عبر إتاحة النص المكتوب لأكثر من قراءة إحداها مباشرة والثانية أكثر عمقاً وقدرة على التواصل مع جمهور اليافعين.
وعلى صعيد السينوغرافيا المسرحية التي صمتتها بيسان الشريف فنجد هيكلاً معدنياً فيه أدراج إلى جانب طاولة ومجموعة من المصابيح واستطاعت مع الشاشة التي تقع على يسار الخشبة أن تشكل فضاء يجمع بين وظيفة الأدوات المسرحية وبين شرطيتها وكان ميالاً إلى السينوغرافيا الفنتازية التي يمكن إعادة صياغتها بأشكال مختلفة.
وجاءت موسيقا العرض التي ألفها الفنان معن خليفة مواكبة للتطور الدرامي الذي شهده العرض وقادرة على تعزيز الحالة الانفعالية لدى الجمهور ولاسيما في المشهد الذي يحلم به الطفل بأنه بدأ الطيران على البساط السحري وكذلك خلال مشهد الأم التي تواسي ابنها الحالم.
ويقول المخرج محمد حيدر عن هذا العرض في محاولة بحثنا المستمر عن المكان بين أوهام وحكايا الطفولة من جهة وبين الواقع القاسي من جهة أخرى بين ما نريده حقاً وبين ما يقدم لنا رغباتنا البسيطة تبدو صعبة التحقيق.
وأضاف يعتمد عرض "الرحلة" على التجريب المشهدي والتمثيلي وحتى التخيلي ويتضمن بحثاً فنياً يشابه بحثنا عن أنفسنا الذي بدأناه سوية مع طاقم العمل ونرغب بالانتهاء به مع الجمهور بشكل عام. يذكر أن العرض يستمر حتى السابع من أيار وهو من تمثيل كامل نجمة.. لينا مراد.. مازن منى .. محمد زرزور.. يحيى هاشم سينوغرافيا.. بيسان الشريف. المادة السينمائية.. مايا منير موسيقا.. معن خليفة. إضاءة .. أدهم سفر .
Comment