Announcement

Collapse
No announcement yet.

صفحات مشرقة من نضالات مجاهدي الجزيرة ضد المستعمر الفرنسي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • صفحات مشرقة من نضالات مجاهدي الجزيرة ضد المستعمر الفرنسي

    صفحات مشرقة من نضالات مجاهدي الجزيرة ضد المستعمر الفرنسي

    الأحد17/4/2011
    الحسكة كانت ممن غيّر المعادلة في زمنٍ خلا، خرج من رحمها رجالٌ أوجعوا تاريخ الاحتلال الفرنسي ببصماتهم، «الفرات» تجولت بين روائحهم العطرة وتاريخهم المشرّف ورصدت مآثر تحرَّج على التاريخ نسيانها، فأهدوا إلى سورية الأبية وطن وشعب السابع عشر من نيسان المجيد.
    «حمّاد بك السلطان» قطرةٌ من أول الغيث‏
    هو البطل المناضل العربي الشيخ «محمّد بك السلطان»، الملقّب بـ «حماد بك» 1870 - 1930، والذي ولد في بادية الجزيرة، كان «حماد بك» نائب الجزيرة العليا، ، ثم التحق بالمدرسة العسكريّة التي افتتحها السلطان العثماني «عبد الحميد»، لأبناء رؤساء القبائل والعشائر العربية في «الأستانة»، درس فيها المراحل الثلاثة «ابتدائي» و»رشدي» و»سلطاني»، بعد أن اختار المدرسة المدنيّة باعتبار أن هناك مدرستين عسكريّة ومدنيّة، وتخرج فيها عام 1896، بقي في الآستانةُ لمدة عامين لُيعيَّن بعدها قائم مقام لأقضية «الزور -جرميك - موطلي - جباقجور - عقرة - القطيف - القرنة - السماوة - الحلة -الحي - كل عبز - عانة - صاصون - جزيرة ابن عمر»، في الفترة الواقعة ما بين عامي 1898 - 1919، حيث شمل تعيينه معظم الولايات العربيّة وغير العربية آنذاك والخاضعة لنفوذ السلطنة العثمانيّة.‏
    النضال ضد الاحتلال «الفرنسي»‏
    بالإضافة إلى المواقع التي تقلدها المناضل الشيخ «حماد بك»، كان أيضاً عضواً في مجلس المبعوثين السوري نواة مجلس الشعب السوري ممثّلاً عن الجزيرة العليا، وعضواً في المجلس التنفيذي ممثلاً عن الجزيرة السوريّة، وبعد خروج «العثمانيين» دخلت القوات «الفرنسية» إلى «الجزيرة» في عام 1921 بقيادة الملازم «تريه»، وهنا كان للشيخ «حماد بك» محطة مشرقة من النضال ضد المحتل الجديد، والذي كان يحسب له ألف حساب لاعتبارين اثنين، أولّهما التاريخ النضالي للشيخ «السلطان» في الولايات التي حكمها، وخاصّة في «العراق» و «الخليج العربي»، استناداً إلى المعلومات التي استقوها من أصدقائهم الانكليز، وثانيهما القبيلة المتضاربة الأطناب التي ينتمي إليها «السلطان»، باعتباره الشقيق الأصغر لرئيسها الشيخ «علي السلطان»، هنا قامت «فرنسا» بمحاولة لضرب وحدة البلاد، وفصل «الجزيرة» و»الفرات» عن الوطن الأم «سورية»، فدعت إلى اجتماع رؤساء القبائل والعشائر في «الجزيرة» ونواب عن «دير الزور» و»الجزيرة» من مدينة «دير الزور»، وأثناء الاجتماع طرح مفوض المندوب السامي هذه الفكرة ، لكنها لاقت معارضة شديدة وبالأخص من «حماد بك» الذي قام بإفشال الاجتماع، ووجه للحكومة «الفرنسية» يومها صفعة قوية، فقامت بفرض الإقامة الجبرية عليه لمدة 22 يوماً، كما قامت بحل المجلس التنفيذي والمجلس النيابي الذي كان عضواً فيهما، وأجرت انتخابات صورية جديدة بعد أن قامت بإبعاده وإبعاد كل الوطنيين، واستبدلتهم بأشخاص موالين لها حيث عينت ثمانية نواب بدلاً عنه، مظهرةً الشر للتخلص منه بطريقة وجدتها مناسبة وخططت لها بذكاء آنذاك، وبعد فترة الإقامة الجبرية التي فرضت بحقه لم تخمد جذوة النضال بداخله بل زادته تصميماً على بناء قاعدة عريضة من الوطنيين، بقيادة نجله الملازم «زهدي» من خلال الكتلة الوطنية التي دعا إلى تشكيلها «محمد نوري الفتيّح»، عندما قدم إلى «الحسكة» من «دير الزور» عام 1923، ثم قاموا بتشكيل الحزب الوطني «بالجزيرة»، لتقوم السلطات «الفرنسية» بالمقابل بتنظيم معاكس يضم بعض الفئات المعادية لها، حملت وقتها اسم «الشارة البيضاء»، وكانت لديهم صحيفة تصدر من «بيروت» ناطقة باسمهم و متفوقة بالدعم والإمكانيات على الكتلة الوطنية، وأثناء فترة الإقامة الجبريّة التي فرضتها السلطات «الفرنسيّة» عليه، تعرض المناضل «حماد بك» لوعكة صحية ألزمته الفراش، وقد كانت الفرصة مواتية للسلطات «الفرنسية» لكي تتخلص منه، فقامت بإرسال طبيب الجيش «الفرنسي» «الماسوني»، والذي يُدعى الطبيب «روحي»، حيث قام بحقنه بإبرة سامة قاتلة على مراحل، وبهذا تمكنت «فرنسا» من إسكات ضمير هذا المناضل إلى الأبد.‏
    «زهدي حمّاد بك السلطان»‏
    الملازم «زهدي حماد بك السلطان 1899 - 1988الشيخ «زهدي» هو نجل نائب الجزيرة العليا «حماد بك السلطان، الذي تم تعيينه في أقضية «القرنة - والإحساء - القطيف»، ثم عضواً في مجلس المبعوثين السوري «نواة مجلس الشعب الحالي»، ممثلاً عن الجزيرة وقد تلقى علومه العسكرية وتخرج في مدرسة الضباط في الأستانة إبان فترة الحكم العثماني.‏
    عن دخول القوات الفرنسية إلى الجزيرة يقول «السلطان: بعد خروج العثمانيين دخلت القوات الفرنسية إلى الجزيرة عام 1921 بقيادة الملازم «تريه» والذي كان قد عُيّن من قبل الأتراك مديراً للناحية على رأس كتيبة للخيالة تتخذ من منطقة «القشلة» مقراً لها، لمؤازرة القوات العثمانية المتواجدة في العراق، ومتابعة أحوال القبائل العربية القاطنة في «الجزيرة السورية والعراقية»، والعمل على فض الخصومات التي قد نشبت بينهم، بالنسبة لمحافظة «الحسكة» فقد كانت تتبع آنذاك لمحافظة «دير الزور»، وبعد أن دخل الفرنسيين إلى «دير الزور»، تلخص عمل الملازم المناضل بالاتصال والتواصل مع العشائر العربية، ومن هذه العشائر «العكيدات والبكارة»، وتأليبها ضد الفرنسيين، ثم أنتقل إلى عمله إلى قرية «الفدغمي» على أثر قيام قبيلة «العكيدات» بثورة ضد الاحتلال للفرنسي، بعدها توجه هو والسيد «علي الخليف آل الشيخ عيسى» إلى بيت «علي العزاوي» في قرية «العلوة»، كانت قد نزلت عليهم قوة فرنسية على رأسها أحد المتخاذلين العملاء المرتبطين بالاستعمار، وقام بإطلاعه على كتاب يتضمن طلب إلقاء القبض عليه حياً أو ميتاً، وهو موجه من قائد تخوم «الفرات» المستشار الإداري الكولونيل «ديغو» مع جنوده، عندها قام بالعودة إلى «الحسكة» وقابل قائد كتيبة الخيالة العثمانية «إسماعيل بك» والذي دُهش حين رآه، لأن المعلومات التي وصلت إليهم أن الملازم ومن معهم قد هلكوا جميعاً، وقد طلبوا منه الدعم العسكري لمؤازرة مركز الناحية في «الفدغمي» إلا أنه طلب منهم الانسحاب وكان هذا في عام 1919، بعدها على الفور دخلت القوات الفرنسية إلى «الجزيرة»، وتم اعتقال الملازم «زهدي»، ثم ساقوه إلى حلب برفقة اثنين من الجنرالات «فيغان، ديوت»، ولدى عودتهم من حلب مروا على محافظة «دير الزور»، وقد كانت القوات الفرنسية قد اعتقلت هناك أحد أبناء «عبد الرحمن الباشا، وقد طلب منهم الملازم أن يطلقوا سراحه ويقدموه كهديةٍ لوالده.‏
    الشيخ المجاهد عبد الرزاق الحسّو‏
    المجاهد الشيخ عبد الرزاق الحسّو شيخ عشيرة الراشد من قبيلة طي 1915 - 1985 م ، يُعتبر واحد من أهم رجالات الجزيرة السورية ، الذين عاشوا في مرحلة تطلبت منهم الجهاد والنضال من أجل حرية الأرض والوطن ضد الاحتلال ، فكان لهم ما أرادوا بعد أن قدّموا الغالي والرخيص في سبيل ذلك ، ومن الأبطال الذين تحفظهم الذاكرة ، ويدونهم التاريخ في رحلة مليئة بالكفاح والنضال من أجل الجلاء . ولد المجاهد في بادية الجزيرة ، وقد عُرف عنه البر والتقوى ، والكفاح والنضال من أجل وطنه حتّى رآه محرراً مستقلاً ، وما يميز نضاله أنّه عمل على استقلال بلاده سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وفكرياً ، بتاريخ وبتراث وطنه ويدافع عنه بروحه وبولده وبماله ، وبحكمته وخبرته في الحياة كان ينظم أفكاره على أرض الواقع مع المجاهدين ضد الاحتلال وأوّلهم أهل عشيرته .‏
    وقد استطاع الحسّو أن يُشكّل تحالفاً معادٍ للاحتلال الفرنسي ، وعندما أرادت السلطات الفرنسية تنفيذ سياساتها ومخططاتها الاستعمارية في سورية من خلال قيامها بتجزئة سورية إلى دويلات صغيرة ، ونشر لغة التهديد والوعيد لكل وطني ، ولكن المجاهد أعلن موقفه الصريح الرافض لدخول المستعمر الفرنسي ، وكان في طليعة الرافضين لهذا المشروع الاستعماري ، وذلك لقناعته التامة وإدراكه النوايا الحقيقية للفرنسيين ، وفي الاجتماع المشهور الذي سُمِّيَّ بمؤتمر قرية زنود الوطني ، والذي انعقد بقرية ملك عبد الباقي نظام الدين ، وبعد الاجتماع مباشرة كان أول من ألقي القبض عليه من قبل السلطات الفرنسية ووضعه في القائمة السوداء ، لتكون بداية التعذيب الجسدي والنفسي للمجاهد الحسّو ، ولتزداد معه مواصلة النضال من أجل حرية الوطن .‏
    وازدادت حدّة العداء بينه وبين ضبّاط جيش الاحتلال الفرنسي ، وهو بدوره كان قد واصل الليل بالنهار يطوف في عشيرة الراشد التي كان يرأسها ، وعموم عشائر قبيلة طي ليستنهض هممهم ويشرح لهم ضرورة مقاومة الاحتلال ، واعتبر أن الشرف العربي يتجسد شرعاً وقانوناً دنيوياً ووطنياً بمحاربة الاستعمار، وكان على اتصال دائم ومستمر وسري مع جبهة التحرير الوطنية السورية في الداخل والتي كانت يضم كبار الزعماء والثوّار والمجاهدين والأحرار من سياسيين وعسكريين وتجار وأبناء الشعب الوطنيين المخلصين .‏
    وعن أهم مواقفه الوطنية عندما دعا أبناء قبيلته طي عام 1938 م إلى عقد مؤتمر وطني مصغر في بيته بمدينة القامشلي فحضر العديد من أبناء عشيرة الراشد وشيوخ عشائر طي وقرروا مهاجمة الموقع العسكري الفرنسي في القامشلي وتم الاتفاق على ذلك من الجميع ، ولكن أحد الضباط الفرنسيين سمع بنبأ الاجتماع وأمر قواته العسكرية أن يوجهوا نيران المدافع والرشاشات والبنادق دون شفقة إلى بيته وقصفه بمن فيه ، فكان رد الحضور بالرد عليهم بأسلحتهم الخفيفة ، فاستشهد من استشهد وجرح الكثير ، وكان من بين ضحايا القصف كريمة الشيخ عبد الرزاق الشهيدة منيفة الحسو ، وبعد القصف استنفر المرحوم وبدأ بجمع المقاتلين من جميع العشائر ، ليكون الرد سريعاً ، وكانت حملة المحتل أن شن حملة شرسة براً وجواً على عشيرة الراشد بأكملها انتقاماً من المجاهد عبد الرزاق ، وقصفت قريته الحصوية لقتل المجاهد ومن معه من الأبطال ، وقد ألحقوا بالقرية الحريق والدمار وظنوا أنهم قد أبادوها ، ولكن العزيمة والنضال ازداد في نفوسهم ، ورفض جميع الإغراءات والعروض فما كان يريد غير حرية وجلاء وطنه ، وعاش لمدة عشرين عاماً في المنفى خارج وطنه بعد أن عزز روح النضال والجهاد لدى أبنائها من اجل بلده وهو خارج وطنه أيضاً ، وكثيرة هي الدول والزعماء الذين رحبوا باستقباله وهو بالمنفى.‏
    موقعة بياندور ...‏
    يتوضّع موقع تل بياندور أو ( بهاندور ) على مسافة تُقدّر بـ / 12 / كم من مدينة القامشلي على الطريق الذي يربطها ببلدة القحطانيّة ، وهو موقع للقائم مقام المنحاز لسلطات الاحتلال الفرنسي الذي كلّفه هذا الموقف حياته لا حقاً على يد أحد الثوار نتيجة للتنكيل بالمواطنين المعتقلين ، وقد شهد هذا الموقع أهم المواقع الحربيّة بين قوات الاحتلال والثوّار الوطنيين ، وسطّروا بذلك ملحمةً تُعد من أروع الملاحم الوطنيّة في مواجهة الاحتلال وطلباً للحريّة والجلاء ، ومع دخول الفرنسيين إلى المنطقة أسسوا مخفراً لهم في القرية ، بعد أن استولوا على دار أحد سكان القريّة المدعو عبد الله شاهين والواقعة على سفح التل ، لُيتاح لهم مراقبة القرى والمناطق المجاورة للموقع العسكري ( بياندور ) ، وجعلوا الجنرال روغان مسؤولاً عن إدارته دون مراعاة لرضا الأهالي في ذلك ، على الرغم من بعض أساليب التقرّب من الأهالي التي اتّبعها روغان ، حيث استخدام سياسة مرنة معهم لتحقيق أهدافه ومآربه الاستعمارية , فكان يعمل على الاتصال مع كبار رجال القرية وحولها لإيجاد علاقات معهم , ويُذكر أنه استدعى الشهيد محمد عباس شيخ عشيرة الشيتية من دور , وطلب منه التعامل معهم وبالطبع بما يخدم سياسة سلطات الاحتلال لتسهيل بسط نفوذهم على المنطقة ، ولكنه رفض ذلك فأمر بإعدامه دون أن يتراجع الشهيد الشيخ عن موقفه الوطني الكبير .‏
    وتابع السيد أحمد عن نضال قريته ضد الاحتلال قائلاً : لقد استغل أهالي القرية غياب روغان فاتصلوا سراً مع رجال ( حاجو آغا ) لتقديم الدعم لهم ، فجاء مع رجاله وهاجموا المخفر وأصيب القائم مقام بجروح بليغة كانت كفيلة بالقضاء عليه ، فازدادت شرارة وحقد المحتل على القرية ، فاستعمل روغان شتى أنواع القهر والتعذيب بأهل القرية ، وأودع الكثيرين منهم في السجن ، ومنهم الثائران يوسف حسو ، أحمد يوسف ، ولم يكتفِ بذلك فأعدم مجموعة من شبابها بعد التعذيب ومنهم خليل أحمي ، عباس محمد ، وكل ذلك لمعرفة قاتل القائم المقام ، ولكن روغان لم يفلح في ذلك بعد أن تفنن بتعذيب الأهالي ، فقرر القيام بجولة على جزيرة بوطان مع نصف من رجال كتيبته ، و قام بأخذ اثنين من أهالي القرية قسراً ليدلانه على الطريق وهما سلو حسن ، يوسف حسين .‏
    وبقي صمود أهل القرية هو العلامة المميّزة للغيريّة الوطنيّة ضد المحتل الفرنسي و في تاريخ 28 / 7 / 1923 م استغل أهل القرية غياب روغان لينتهزوا الفرصة المناسبة للهجوم على المخفر الذي بقي فيه حوالي 200 جندي ، و 16 دركيّاً بقيادة كاريل ، وتعاونوا يومها مع رجال حاجو آغا ، فهاجموا المخفر وحاصروه ثلاثة أيّام ، ثم أشعلوا النيران فيه ، ودب الرعب والخوف في نفوس جنود المحتل ، فهربوا من المخفر ، وفي الليلة الثالثة من المعركة رد الفرنسيون وقاموا بقصف القرية بالمدفعية ، وعندها فقد فهاجم الأهالي الثكنة واستولوا على السلاح ، واستولى أحد الثوار وهو حج سلي من قرية تل منار على الصندوق المالي للمحتل ، وبذلك خرج المحتل من القرية تاركين الثكنة تحترق ، وتحقق ذلك باستشهاد وجرح البعض من الثوار .‏
    بعدها قام الثوار من أبناء عشيرة الجوالة بقيادة شيخهم‏
    المجاهد سلومي الحميّد ، وبقيّة عشائر طي، و أبناء العشائر الكرديّة من سكان المنطقة ، والتي فيها موقع بياندور وتوجّهوا شرقاً لمنع روغان من الوصول إلى القرية الذي حاول الإفلات منهم أكثر من مرّة ، لتكون المعركة الكبرى بالقرب من موقع قرية تربا سبي عند موقع ري تبي بعد أن طوّقه الأهالي الثوار من كل النواحي ، وبعد مناوشات بين الثوار وسلطات الاحتلال تمكّن الثوار من تحقيق النصر بعد أن أوقعوا في صفوفهم أكثر من ثمانين قتيلاً ، ومن بينهم روغان ، الذي لم يُعرف قاتله في المعركة لكثرة من شارك فيها ، ومعه الضابطان كاريل وروبرتو، وتحقق النصر للثوار باستشهاد عدد من الثوار في تلك المعركة.‏
    المجاهد الوطني نايف باشا.‏
    المجاهد الوطني نايف باشا رئيس عشيرة الكوجر ( الميران ) 1880 م الممتدة على رقعة كبيرة تركزت مؤخرا في منطقة جنوبي جبل كراتشوك في مدينة المالكية التابعة أقصى شمال شرق محافظة الحسكة.، عاش حياة بسيطة قوامها البداوة والترحال ، وقد جمع في شخصيته الشجاعة والكرم ونزعة المقاومة الوطنية ضد المحتل الفرنسي ، وذلك بإتباع سياسة واضحة من خلال توسيع دائرة الاتصال وفتح علاقات جديدة مع أبناء عشائر المنطقة ، وفي العام 1925 م اعتبر الباشا نايف مقاوماً ككل أفراد الشعب السوري واتصل حينها مع الثوار والوطنيين لعرقلة وصول الاحتلال الفرنسي إلى منطقة الجزيرة العليا واستطاع نايف باشا تشكيل تحالف معادٍ للاحتلال الفرنسي مثله مثل بقية الزعامات الوطنيّة ، وعندما أرادت السلطات الفرنسية تنفيذ سياساتها الاستعمارية في سورية من خلال قيامها بتجزئة سورية إلى دويلات صغيرة كدولة دمشق ، حلب ، اللاذقية وجبل العرب ، أرادوا تأسيس دولة على غرارها باسم دولة الجزيرة وذلك بالاتصال مع رؤساء القبائل في الجزيرة السورية ، وقامت يومها بتكليف مندوب خاص للقيام بإقناع قبائل المنطقة لتنفيذ هذا المشروع ، إلا أن موقف الباشا الرافض لدخول المستعمر الفرنسي كان في طليعة الرافضين لهذا المشروع الاستعماري ، وذلك لقناعته التامة وإدراكه النوايا الحقيقية للفرنسيين ، وفي اجتماع مشهور له مع المفوض الفرنسي بحضور عدد من وجهاء الجزيرة أعلن رفضه التام تجزئة البلاد وإضعافها ، و كان جزاء الباشا على ذلك ونتيجة لخلافٍ بينه وبين المحتل الفرنسي بالنفي من منطقته إلى منطقة رأس العين شمالي المحافظة في عام 1928 م ، التي تبعد عن منطقته حوالي 200 كم ، وفرضت عليه الإقامة الجبرية فيها وعن صفحات من نضاله المسلّح ضد جيش الاحتلال فقد خاض عدة معارك كانت أشهرها معركة الحنّاوية ، من أجل التخلص من نير الاحتلال فانخرط الشباب يومها ، ومن كافة العشائر في صفوف الرافضين للاحتلال وأبلوا بلاء حسناً بعد أن استشهد عدد منهم دفاعا عن حرية الوطن إلى أن تحقق الجلاءو بعد الجلاء وخروج القوات الفرنسية عن تراب الوطن سارع أفراد عشيرة الكوجر الميران ورئيسها الباشا ، إلى دعم الحكم الوطني من خلال تقديم المساعدة المالية لتسليح الجيش الوطني السوري ، فقدّم يومها رئيس قبيلة الميران مئة وستون ألف ليرة سوريّة كمساعدة مالية لتسليح الجيش الوطني ، وعملوا من أجل تعزيز الوحدة الوطنية في الجزيرة بعد الجلاء من خلال تمتين أواصر الأخوة مع أبناء الوطن الواحد بمختلف أطيافة وقومياته إلى تراب الوطن والدفاع عن كرامته ووحدته وفي عام 1965 عقد لقاء موسع في مدينة القامشلي ضم جميع الشيوخ والزعماء والتجار وأصحاب رؤوس الأموال في محافظة الحسكة وكان الاجتماع مخصصاً لدعم الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي ، وقد تبرع الحاضرون بمبالغ مالية لدعم الثورة الجزائرية ، ويومها تبرّع الباشا بما يساوي ويقابل كل ما تبرع به من الحاضرين .‏

    متابعة كسار مرعي - دحام السلطان‏

    منقول ( جريدة الفرات )

    سمير حاج حسين

  • #2
    رد: صفحات مشرقة من نضالات مجاهدي الجزيرة ضد المستعمر الفرنسي

    تسلم الأيادي سيدي ...

    تقرير يحمل الفخر و العزة و الكرامة في كل سطر من سطوره...

    أسعد الله أوقاتك بالخير....

    Comment

    Working...
    X