Announcement

Collapse
No announcement yet.

يحرصون الدمشقيون على ممارسة طقوسهم الرمضانية رغم الأزمة الاقتصادية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • يحرصون الدمشقيون على ممارسة طقوسهم الرمضانية رغم الأزمة الاقتصادية

    الدمشقيون يحرصون على ممارسة طقوسهم الرمضانية رغم الأزمة الاقتصادية

    دمشق-سانا
    مع حلول رمضان شهر التعبد والتضرع لله وصلة الرحم بدأ الدمشقيون يمارسون طقوسهم الجميلة في أحياء هذا الشهر الفضيل كل على طريقته وحسب عاداته وإمكاناته وهم كخلية النحل يصلون إفطارهم بسحورهم مع متابعة ما يعرض من مسلسلات رمضانية على الشاشة الصغيرة.
    وكما هي العادة في النهار يذهب الناس للتبضع لموائد رمضان العامرة دائما بما لذ وطاب أما بعد الإفطار فيرخي الليل شجونه وروعته وتحلو السهرات مع وجود الأهل والأقارب والأصدقاء ما يخلق لدى الدمشقيين أمنيات بعودة الحال كما كان عليه قبل هذه الأزمة كما يقول ياسين العمري وهو يجلس أمام خضاره وفاكهته التي نسقها بعناية ملفتة للأنظار في سوق الخضار.
    ويتابع العمري أن الناس يأتون إلى السوق لشراء حاجات رمضان رغم ارتفاع الأسعار ومرورهم بظروف صعبة لان لهذا الشهر الكريم عادات لا بد أن تقام حتى لو ضمن الحدود الدنيا ودائما ضمن إمكانيات كل شخص.
    ويقول ياسر وهو يبيع الناعمالذي يعتبر من الحلويات الخاصة برمضان إن الناس يحبون هذه الأكلة في رمضان وهي تزين موائدهم ولايستغنون عنها رغم وجود أصناف كثيرة من الحلويات لأنها تمثل بالنسبة اليهم إحدى عاداتهم التي ورثوها عن أجدادهم وهم يشترونها لتناولها بعد الإفطار وحتى على السحور.
    أما محمد السعود وهو يشتري الناعم "أنه يستيقظ باكرا ليذهب إلى عمله وعند انتهائه يشتري لوازم الإفطار التي أعدتها له زوجته صباحا وهي تمطره بكلماتها التي تذكره أن لا ينسى شيئا من القائمة التي تطول وتقصر حسب وجود الضيوف أو المال المتبقي لديه وبعد أن ينتهي من إفطاره يذهب للصلاة في المسجد".
    ويفضل محمد الجلوس وتمضية أوقاته بعد الصلاة مع أهله وعائلته ومتابعة مسلسلات رمضان وتناول المأكولات الخفيفة أو الذهاب أحيانا إلى بعض المتنزهات القريبة والتي تكون أسعارها مناسبة له.
    بدورها تقول أم عمر التي تنتقي حاجيات الإفطار بنفسها إن رمضان في دمشق حكاية أخرى تتعلق بالعادات والتقاليد والتراث والاصالة ومهما تطورت الايام وزادت معالم الحضارة إلا أن طقوس رمضان لا تزال متجذرة في نفوس أهل دمشق يسعون لإحيائها من خلال المأكولات التراثية وزيارة الأقارب والذهاب إلى المطاعم والمقاهي والمتنزهات ضمن الإمكانيات المتاحة.
    وتتابع أم عمر بالرغم من قساوة الظروف التي يمر بها أهل دمشق والسوريون عموما إلا أن إصرار الناس على متابعة حياتهم الطبيعية وتحديهم للواقع يجعلهم يعيشون في هذه الأيام الفضيلة حسب المعتاد متناسين همومهم وتعبهم وأحزانهم.
    وفي مكان آخر من دمشق في حاراتها وأزقتها القديمة يحلو السهر من الإفطار حتى السحور في مقاهيها ومطاعمها القديمة التي تشهد إقبالا يدخل الفرح الى القلوب وخاصة مع عودة المغتربين عن بلدهم الذين جاؤوا خصيصا لإحياء طقوس رمضان في بلد الحضارة والأصالة سورية.
    ويقول نافذ الذي يمتلك مطعما في دمشق القديمة : إنه منذ بداية شهر رمضان ومطعمه الكائن في حي المسبك يشهد إقبالا جيدا من مختلف الفئات العمرية وهو يحرص على نوعية الطعام المناسب للإفطار والسحور من خلال تقديم المأكولات الدمشقية القديمة والفتات ومشروبات العرق سوس والتمر هندي إضافة إلى المعروك وغيرها.
    وتبدو حارات دمشق القديمة كشلالات تتدفق بنبض السوريين الذين يصرون على ضخ كميات لا تتنهي من الحب في هذا الشهر الفضيل فنجدهم بكل أطيافهم يعيشون طقوس رمضان بتآلف لافت يتحدون الأوضاع والظروف الاقتصادية الصعبة التي أرهقت الكثيرين والمترتبة عن الأزمة التي تمر بها سورية.
    واعتادت عبير وهي مهندسة في كل عام خلال شهر رمضان أن تأتي مع رفيقاتها لتناول وجبات الفطور في مطاعم دمشق لأن أجواءها ساحرة في رمضان وهي تشعرها بالأمان وتعطي جوا من الألفة والمحبة.
    وتقول عبير رغم إن الكثير من الدمشقيين لم يستطيعوا العيش كما اعتادوا في رمضان بسبب الأوضاع ونقص السيولة إلا أنهم يصرون على عيش طقوس رمضان على طريقتهم.
    أما أمجد فيرى أن أهل دمشق حريصون على العيش في أجواء رمضان التي ينتظرونها من عام لعام فنجد الحارات قد ازدانت بالاضواء الملونة وبالعبارات الجميلة كما نجد المقتدرين من الناس يساعدون الفقراء من خلال سلات غذائية تحتوي على المواد الغذائية الأساسية التي تساعدهم في التغلب على ظروفهم الصعبة.
    ولا يختلف مشهد مقاهي ومطاعم دمشق القديمة المكتظة بالناس عن مقاهي الربوة ومطاعمها التي ازدحمت موائد الإفطار فيها بالصائمين وضيوفهم منذ اليوم الأول من رمضان وكذلك الأمر بالنسبة لمقاهي ومطاعم دمر والتي واصل الناس إفطارهم بسحورهم فيها.
    مي عثمان
Working...
X