Announcement

Collapse
No announcement yet.

السوريون دائما يعملون بصمت وبلا ضجيج - اللوجستي باللوجستي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • السوريون دائما يعملون بصمت وبلا ضجيج - اللوجستي باللوجستي

    توفيق اسكندر


    قصي محمد
    اسرائيل تفشل في رد التحية وتنكفئ على وقع الياخونت والاسكندر والاس 300:

    حاولت اسرائيل اللعب في الواقع اللوجيستي للجيش السوري من خلال ضرب شحنات السلاح التي يتزود بها, وبالفعل نفذت غارتين استخدم في أحداها قنبلة نووية تكتيكية في جمرايا.
    بعد الغارة على قاسيون عاد السوريون ليدرسوا خياراتهم والمعروف عنهم أنهم لم يلعبوا يوما بتوقيت أو بشروط أعدائهم وهذا جزء من غموضهم . كان الخياران: هل يجبر على العمل في ظروف معادلة تقود الى حلول وبمجاهيل رتبها العدو أم يدخل في معركة كسر عظم "جانبية"؟! من هنا جاء القرار بضرب مستودعات بحرية في ايلات, ولنفهم ماذا أراد القول في هذه الضربة علينا أن نعرف طبيعة الهدف الذي انتخب للضربة : المستودعات التي ضربت هي للجيش الاميركي وهي تشكل نقطة دعم لوجستي للجيوش الاميركية العاملة في المنطقة اضافة لإمكانية استفادت الاسرائيلي منها عند الضرورة. اذا الآن نحدد بصدد شروط عمل جديدة تحت عنوان "اللوجستي باللوجستي ".
    اراد العدو التذاكي قليلا بترسيخ تفاهم (اللعب تحت الطاولة بلا شروط) فلم يتم الاعلان عن الضربة, وهنا لم نجد الاميركي يسرب معلومات للوكالات العالمية, الضربة الصاروخية توحي بأن من أدارها دماغ متمكن من التكنولوجيا المعقدة وتتقاطع في بعض تفاصيلها مع الضربة الصاروخية التي دمرت الرادار في عناقيد الغضب من حيث قدرة الصواريخ على تغيير مسارها وصعوبة رصدها حتى بأجهزة الانذار المبكر ودقتها الفائقة والقدرة التدميرية الكبيرة للتحصينات .فجأة يجد العدو نفسه في وضع المتلقي للضربات وعليه أن يفعل شيئا لمسح الاهانة..
    السوريون ضربوا مستودعات لمعدات استراتيجية لذلك كان القرار بضرب مخازن سلاح استراتيجي, تدميره يجعل البحرية السورية تتحرك تحت نيران الناتو بلا امكانية فعالة, طبعا بشرط ضمان عدم تعويض الفاقد, فضرب مايعتقد أنه مستودعات للصاروخ البحري الياخونت في قرية السامية. وهذا حقيقة ما فاجئ الكثير من المعنيين في المنطقة في مقدمتهم الدماغ العسكري السوري, المفاجئة لم تكن في التكنولوجيا المستخدمة في الهجوم ولا في التوقيت انما في حجم كل هذا الغباء الذي يحمله الدماغ الامني الاسرائيلي!,,, حقيقة الضربة كشفت أن الصهاينة لا يعرفوا عدوهم بالقدر الكافي بل وبعد أربعون عاما من "العشرة" لم يتمكنوا من فهم آلية تفكيره وما الذي يؤثر في مزاجه. اعتمدوا في تحديد أهدافهم على نتيجة خرجوا بها بعد العديد من التجارب هي "توقع من السوريين مالا تتوقعه" وهذا أمر شاق بالطبع. العمل بهذا النتيجة وذكائهم التكنولوجي والبشري التراكمي قاداهما للقول بأنه في مستودع مكشوف تماما, بلا حماية كافية حيث يوحي المكان بأنه شبه مهجور توجد الاسرار الكبيرة ..
    ملاحظة صغيرة: أصبح لدي قناعة بأن جهاز الموساد كالقطاع العام في سورية في بعض أجزائه, استنزاف كبير لخزينة الدولة وإنتاجية لا تعادل جهد ثورين يفلحان.
    شدة انفجارات ذخيرة المستودع المتواضعة قياسا بالعنوان العريض "سلاح إستراتيجي" كانت كافية ليدرك الاسرائيلي أنه في هذه اللحظات هناك رجال بعضهم اغرورقت عينيه وبعضهم انقلب على ظهره من شدة الضحك في غرفة عمليات شديدة التحصين في الشام , فقرر تدارك (الاسرائيلي دائما لديه خطط بديلة لإخلاء مسرح العمليات او للدعم جاهزة للمباشرة) اخفاق أمني بحجم فضيحة فتحرك سلاح الجو على الفور ليبدأ عملية اوسع وتحمل صفة اعمال حربية مفتوحة لكن مزاج السوريون في ذلك اليوم كان عال ويبدوا أن لديهم وقت كافي ليديروا معركتين داخلية وإقليمية بآن معا, فبمجرد صعود الطيران الحربي الاسرائيلي في الجو وبدأ تشكيل السرب القتالي كانت المفاجئة الاستراتيجية الثانية عندما تدخل لأول مرة في الصراع صاروخ الاس 300 وأنهى النقاش الحاد وبرد الرؤوس الحامية فأسقط المقاتلة الأهم في سلاح الجو العبري, ولهذه الحادثة دلالات الوقوف عندها أمر لابد منه :
    أولا مازلنا نملك امكانية المبادرة ومازال لدينا مفاجئات غير سارة للعدو .
    ثانيا اسقاط المقاتلة فوق سواحل فلسطين رسالة كبيرة وضعت في بريد الناتو وقرأت بعناية , اذا مساحة عمل الطيران العبري بالكاد تكون فوق مطاراته والبريطاني قبل غيره أدرك أن طائراته التي كان يستعرض بها فوق المتوسط انما كانت بط في حقل رماية .
    ثالثا تخلف التكنولوجيا الغربية عن نظريتها الروسية بعد أشواط.
    رابعا كشف أنه في أية حرب مقبلة على نتنياهو أن يربط طياريه مرة أخرى بمقعد الطائرة تماما كما فعل أسلافه في حرب تشرين التحريرية .
    أمام هذا السلوك السوري الغير متوقع تراجع العدو للوراء خطوة ولحس بصاقه مرة أخرى واكتفى بنشر الباتريوت في ايلات .
    هكذا هم السوريون دائما يعملون بصمت وبلا ضجيج وعندما يتعلق الامر بالاصدقاء فانهم يغادروا المكان بخفة ولا ينتظروا كلمة شكر . عاشت سوريا الأسد عزيزة كريمة ...
Working...
X