Announcement

Collapse
No announcement yet.

ناجي العلي - اليوم ذكرى استشهاده - ذكرى استشهاد - مرثية لأنهار من الحبر الجميل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ناجي العلي - اليوم ذكرى استشهاده - ذكرى استشهاد - مرثية لأنهار من الحبر الجميل

    قامت ‏‎Artist Layla‎‏ بمشاركة ‏صورة‏ ‏‎Rahal Meftah‎‏.
    • ناجي العلي شخصيه لا يمكن ان تنسى ابدا



      اليوم 22 جويلية ذكرى استشهاد ناجي العلي
      الى روحه المقاومة
      مرثية لأنهار من الحبر الجميل
      مظفر النواب

      ..........

      يسافر في ليلة الحزن صمتي

      غيوما ، تتبعته ممطرا
      واشتريت دروب المتاعب

      ألوي أعنتها فوق رسغي

      ليلي أطول من ظلمات الخليقة

      " خال سوى من فتات من الصبر "

      في الركن زوادتي

      والدجى ممطر

      والغيوم الخطيرة تمطر

      والسيل والناس

      أين يريد بهمي الرحيل !

      كأن المدى والهواء اختناق

      أأنت الوديع كساقية

      من خبايا الربيع قتلت !!

      وغص بنعيك من قتلوك

      كأنك مقتلهم لا القتيل

      تؤرق ليلهم ما اطمأنوا

      ترابا غريبا أمض من القبر قد أنزلوك

      فوا غربتاه

      إن كان ندفن قسرا كما يشتهي القاتلون



      ووا غربتاه

      كما يشتهي القاتلون وبطش الظلام

      وصاح من الشرفة

      وا وطناه النزيل



      بقطرة حبرك

      بقطرة حبرك أسطع نجم يضيء الطريق

      تصاغ القناديل منها

      وجمر الشتاء

      وتبحر في هديها ذكريات الشعوب

      نواصل مهما الثرى والعناء الممل يطول



      ألا أيها العربي القليل المحارب

      في الزمن الأجنبي

      فتلت تمائمهم لاصطيادك حبلا

      وألقيته في المدى

      قنصا قانصيك

      تخططهم في الخطوط فتصطادهم

      وكأن الخطوط شباك

      وأنت أمير الصراط الجميل



      على كفك الناتيء العظم

      سددت من رقعة الماظبين الطوى

      نجمة ، دونها أنجم الليل

      لست مسيحا كما فسروك

      إنما ، تقرأ الظلمات العواصف كاتمة

      وتنغم في المستحيل فلا يستحيل



      وحيدا أمام جيوش الليالي الضخام

      تفردت تأبى صداك

      فما أنت ممن يحب الصدى

      لم تحارب بشيء سوى ضوء عينيك والخلجات

      تشن الضياء

      فتهرب هدن

      ثقافتهن الخنوع وألسنهن لجام قتيل



      ورغم سهولة قتلك

      تحرس نفسك بالبسمات الحزينة لا غيرها

      رغم سهولة قتلك

      أرسل القمع قاطبة لاغتيالك

      واتفق الشارع الأجنبي مع القاتلين

      فأغمض عن قاتل من صنع كفيه

      وأراه خلف برود المساجد

      ما كان ليل ضباب

      ولا في الضياء التباس

      ولا عتمة غير ليل الضمير

      وكنت دم الناس

      فوق الرصيف الحزين يسيل



      ألست القتيل بدون التباس ودون شهود !

      كذلك دون شهود وأسئلة قاتلوك

      وإن كان واحد

      وإن واحد ظل يركض عير الشوارع

      كانت شوارع ( لندن )

      تفضي إلى ( تونس ) في الظهيرة تلك

      وكان مخيمنا تحت رأسك في غرفة العمليات

      لله بأسك مما الهموم ثقيل

      وعودك مما نحيل !!!

      وبين حديث المباضع واليأس

      كانت أزقتنا في مدى الصبح

      تلثم كفك ألا تموت

      وحاولت ألا تموت

      وما زال موتك يرتاب في نفسه

      واستقامت عيونك

      مثل صلاة الجماعة صوب المخيم

      لولا انحراف جميل

      إلى كرمة

      نزعت ثوبها للجنوب ضمادا

      أأنت تميل جنوبا بكل اشتياقك !

      أم كل هذا الجنوب إليك يميل !!!!!



      تحاول أن تنهض الشلل المر

      ترسم أوراقها

      والقبابر

      والطرقات التي تتوجه صوب مساقط رأسك

      واختلجت من أساس الملاءة

      ليت الأصابع تقدر أن تتثبت بالطرقات

      وريحانها والحدود

      وران على راحتيك المقاتلتين سكون جليل

      رسمت … فعريت

      رسمت فعريت مختلقا للمعارك

      أما كل معركة في الجنوب فلسطين أم أي شيء !

      لقد طفح الكيل

      والناس تدري

      وتحمل أسلحة الجهل

      إن نطق الجهل بالراجمات

      فماذا لسان صغير يقول !!!



      لقد أرسل الجهر

      حتى الذي قتلوك

      يريدونك تنهض

      لم يكفهم مرة قد قتلت

      يريدون قتلك في كل يوم

      يريدون أن يطمئنوا

      بأنك لست وراء شبابيكهم

      لست في مطر الليل والبرق

      تدخل مثل الهواء النقي

      تبلبل أفكارهم

      تتسامق تحت ضمائرهم

      تاركا رزمة من هدوء وعشب

      ورائحة الأرض والصلوات القديمة

      تمسك كالطفل فيما يجنون تخمتهم

      ورصيد حواصلهم

      قتلــــوك

      لأنك تسكنهم

      ونشرت غسيلا يخبؤه بعضهم خلف بعض

      فصاح من العفن المستميت الغسيل



      ومن وحل في دروب المخيم

      كحلت عيني زمان عصي القناة

      وحددت من بؤبؤيه الحكيمين

      ترسم مستقبلا حاضرا

      منك ينظر للدهر

      أم منه ينظر فيك !!!

      لقد يجعل العشق فردا زمانا

      خطوط البروج على راحتيه تبيل



      أظنك بين الحضور

      وفي ذلك الركن

      تلبس ظلمة قبرك

      وترفع كفك بالدم

      مما كثيرون قد موهوا قاتليك

      رجوتك

      تسمعني للنهاية يا سيد الحزن

      حفر الرصاصة

      أرحم من عربات الرثاء التي لا تشخص

      إلا بأنك أنت القتيل

      ولا شيء

      إلا بأنك أنت القتيل



      على نفس دربك مستهدفون

      حس الرصاصة قادمة

      نحن نرثي الذين يطلقون الرصاص علينا

      ونحمل زهرتنا شامخين

      برغم الركوع الشمولي

      نستقبل النار

      والشائعات الأشد من النار

      إنا هنا دائما

      كل جرح بنا علم للهجوم

      وصمت الدماء دليل



      كأيقونة

      لوحتها المباخر وجهك

      والضوء في غرفة الموت طفل

      ينام على قصة لم تتم

      تداعب كفاه خصلة حزنك

      في رقة ومعاد قصيين

      لم تستطع قسوة الموت

      تمحو صبح المخيم من نظرتيك

      من نظرتيك المثبتتين إلى السقف

      صمت .. نعاس .. قصيين

      في أي شيء تحدق !

      في أي شيء تحدق !

      في أي لا شيء تقرؤنا دون معنى !!

      أأنت تصب المساحيق والقطن والصمت

      في صحوه والشرود الطويل !

      أأنت تنام وقلبك ممتلئ بالسرى !!

      كيف لم يخجل القتل ؟؟!!!

      كيف لم يخجل الطب ؟؟!!!

      كيف لم يخجل الموت ؟؟!!!

      أي أب للعقارب أفتى بقتلك !

      ما ملة المجرمين ومن أي روث ؟؟؟؟؟



      لماذا أشاعوا وما زلت تنزف

      طهران قد قتلتك ؟!

      مجاملة للأساطيل !

      أم للكويت التي قد نفتك ؟!

      لم استفردوك بقبر عدو وراء الضباب !!

      وفيم تساءلت ذات مساء من الحزن

      عمن سيأخذ ثأرك !!

      هل كنت تعرف أن الرجال قليل !

      هل التصفيات بديل عن الأرض والفشل المستمر ؟

      وأي مقاضية تلك !

      خير الرجال بشر النقود

      ومن شركاء الجريمة !

      ما هذه المسرحية بالدم والمال !

      تبكي التماسيح فيها

      لقد طالت المسرحية

      والصبغ سال على أوجه البعض

      شاربه المستعار

      تدلى إلى خصيتيه

      ألا ننتهي !!

      صار صوت الملقن أعلى من البهلوان المهرج

      فوق رأس الجماهير

      هل سوف نخرج مما على نفسنا

      نتضاحك

      أم هل ستطول الفصول !!!



      يقولون يا زهرة الحزن مت

      وضاع أريجك خلف الضباب

      وأغلق عمر جميل من الحزن

      والاحتجاج الطفولي

      عمر حكيم من العشق

      تحضن في جانحيك فلسطين

      دافئة كالحمامة

      تطعمها بشفاهك

      تسمع نبضاتها

      تتبور قبل تبورها

      تحرث الأرض والطب والصيدليات

      تبحث عما يداويكما

      طبنا العربي تخلف

      والصيدليات مملوءة بالتحاميل

      أو بالشعارات

      وهي تحاميل يا سيدي

      والدواء طبول



      تئوب

      كما طائر العشق مضنى

      قد اغلق الجو

      لم يبق إلا الحراسات

      والبدلة العسكرية خلف الشبابيك

      ترسم صمتا نظيفا

      فإن المدينة تحتاج صمتا نظيفا

      وترسم نفسك متجها للجنوب

      البقاع

      العروبة

      كل فلسطين

      أنت المخيم وحدتنا

      مثلما وحد العرب الضائعين الرسول

      تموج العواصف بالأغنيات العذاب

      وتدفع قبرك دفع الزوارق في البحر

      يستقبل الله حجرة عرسك هذي

      على الماء عائمة

      في المياه العميقة

      أيتها المطمئنة عودي لربك راضية

      أدخلي جنتي

      تتبسم ………

      هل جنة غير هذي فلسطين !!!!

      أنهارها عسل

      والشهادة من أجلها عسل

      والعذاب وصول



      لم استفردوك بقبر عدو

      يكبلك الثلج والظلمات

      ولون السماء كثقل الحديد

      ولا يفهم الميتون صراخك بالوجع العربي

      ومن ظل حيا بتلك البلاد

      سيفهمنا بتراجم عبرية





      آآه من وجع الروح

      لو كان هذا العراق بدون قيود

      أتم مرارته وجذور النخيل

      لضمك بين جوانحه كالفرات

      ويأخذ ثأرك

      من زمن لا ضمير له

      ليس يكفي دماء الذي قتلوك

      لكن دماء مناهجهم

      ويكون البديل



      على كل ماء السماوات والأرض

      يبحر قبرك

      حتى يمس سواحلها

      تترجل من قارب الطين

      تتلو المنافل والحزن قبل الدخول

      وتنزع موتك

      تغسل وجهك بالماء

      أو بالتراب الأرق من الماء

      لكن جرحا برأسك

      إن لم يطل دمه

      لا يكف الصراخ الوجود

      لكم في القصاص حياة

      وجرح الشهيد كفيل
Working...
X