Announcement

Collapse
No announcement yet.

تعرف على ( مقام الخنبات ) - بحث في التراث الغناسيقي العراقي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تعرف على ( مقام الخنبات ) - بحث في التراث الغناسيقي العراقي

    مقام الخنبات العراقي

    شبكة البصرة
    سأبقى اتذكر واتحسَّس تلك اللحظات الخالدات عندما كنت مشغولا في بحث عن - التراث الغناسيقي في الاعظمية 5* قدمته الى قسم الموسيقى في كلية الفنون الجميلة، وقد اتخذت من الفنان شهاب الاعظمي عيِّنة من عيِّناته، عندما كنا نجلس في مقهى السدير على نهر دجلة الخالد في الاعظمية كعادتنا كل مساء من تلك الفترة من عام 1991 فأجده حاضرا قبلي في المقهى دائما، وفي احدى المرات وصلت الى المقهى للقائه وكان في غاية المزاج مع نفسه، فقد سمعته يغني مع نفسه بهدوء بالغ مقام الخنبات فلم اقاطعه وبقيت استمع اليه وهو يغني احدى قصائد ابي نؤاس الى ان اكمل كل المقام حتى تسليمه..!


    نضت عنها القميـص لصب ماء
    فورد خدها فرط الحياء
    وقابلت الهواء وقد تعرت
    بمعتدل ارق من الهواء
    ومدت راحة كالماء منها
    الى ماء مـعد في اناء
    وما ان قضت وطرا وهمت
    على عجل لتأخذ بالـرداء
    رات شخص الرقيب على التداني
    فأسـبلت الظلام على الضياء
    وغاب الصبح منها تحت ليل
    وظل المـاء يجري فوق ماء
    فسبحان الاله وقد براها
    كاحسـن ما تكون من النساء

    وبعد ان انتهى من غنائه، وقد كنت اتمنى لو يستمر اكثر من ذلك، سلَّمت عليه وجلست بجانبه، اردف قائلا، كان مقام الخنبات هذا وبهذه القصيدة قد تعلَّمته من والدي، فقد كان يغنيه دائما بهذه القصيدة مع التذكير ان والدي وعمي مهدي من المتأثرين بالطرق المقامية القديمة التي بلورها رشيد القندرجي الى طريقة منهجية في الغناء، وعليه فقد قمت انا بتسجيل هذا المقام وبنفس القصيدة في اذاعة بغداد..
    ومما يذكر ان هذه القصيدة مغناة ايضا من قبل استاذه رشيد القندرجي، ولكن في مقامه الشهير- مقام السيكاه –

    ملاحظة : كل الاغاني ونوطاتها التي وردت في هذا المحور موجودة في كتابي الموسوم (المقام العراقي باصوات النساء) الصادر في كانون الثاني January 2005 في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.. وكتابي (الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) الصادر في بيروت عن نفس المؤسسة مطلع عام 2009

    الهوامش
    *حدثني استاذي المرحوم شعوبي ابراهيم، ان مقام الاوج لعبد القادر حسون، هو اول مرة يرافق فيها مطرب عازفا على آلة الجوزة..وذلك عام 1951
    2* كانت مناسبة بحثي الذي كتبته عن التراث الغناسيقي في الاعظمية وقدمته الى كلية الفنون الجميلة، قسم الفنون الموسيقية، ان التقي بالمرحوم شهاب الاعظمي مرات عديدة شبه يومية في مقهى السدير على نهر دجلة في الاعظمية بجانب جسر الائمة، حيث كنت قد اخترته احد عيناته، وقد اكتشفت فية شخصية مقبولة جدا، لذيذ المجالسة، منكتا بصورة نقدية ساخرة، بسيطا لكنه عميقا، فاهما جدا في شؤون المقام العراقي، يحفظ الشعر الفصيح والعامي ويتلذذ بهما عندما يلقيهما او يغنيهما، والاروع من كل ذلك انني وجدت فيه راويا للاحداث والتاريخ بشكل يثير الدهشة ولا يمكن ان يمل منه ابدا..! الامر الذي وطد علاقتي بهذا الفنان المقامي الكبير رغم تاخرها، واستفدت من آرائه وافكاره الفنية الشيء الكثير حتى اصبح مجيئنا الى مقهى السدير شبه يومي..
    3* حول قصيدة ابن نباتة المصري حيث لم يغن منها شهاب الاعظمي اكثر من خمسة ابيات من بداية القصيدة، ولمتعة القاريء الكريم وفائدته وجمال وشهرة هذه القصيدة فقد اخرجتها من كتاب الغزل بالنسيب في مناجاة الحبيب..
    4* في منتصف الثمانينات ظهر الفنان شهاب في برنامج (سهرة مع المقام العراقي) الذي كان يعده الحاج هاشم الرجب، اذ ذكر انه قد سجل اكثر من ثلاثين مقاما عراقيا في الاذاعة والتلفزيون..
    5* نفس لقاءاتي اليومية مع المرحوم شهاب الاعظمي واحاديثنا المتنوعة في شؤون المقام العراقي..انظر هامش رقم 2 من هذا الفصل..
Working...
X