Announcement

Collapse
No announcement yet.

بقلم : ديمة الغزاوي - بين تكسير المعنويات وتسكير المعنويات حروف .....

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بقلم : ديمة الغزاوي - بين تكسير المعنويات وتسكير المعنويات حروف .....



    ‏ديمة الغزاوي‏
    قراءة البارحة : ( بين تكسير المعنويات وتسكير المعنويات حروف ) .....
    بقلم : ديمة الغزاوي
    والنفس البشرية وهواها .... كثيراً ما نسمع ونقابل ونشمئز في حياتنا من الكثرة الذين لايتوانون عن عرض عضلاتهم المهرمنة ... وأفكارهم المسرطنة ... وإنجازاتهم المتوهمة ... والبعض يدرج الأمر تحت نوعين من المرض متساويين بالشدة متعاكسين بالإتجاه لهما الأذى ذاته : داء العظمة المزمن ... ونوبات عقد النقص والتي تؤدي إلى أعراض تضخم الأنا ... وحالات من الهبوط الحاد والمفاجئ للضمير .... وإرتفاع شديد في القامة ... وإهتزاز بالبنية والقوام .... تنظر بألم لهؤلاء المرضى لأنك تجد بأنهم يمتلكون كل مؤهلات التقدير وحُسن التقييم ... ولامعنى لكل تلك الهالات والدوامات التي يضيقون على صدورنا بها بحيث لاتتسع لتقبلهم لشدة تقلبهم لتضادهم وتقابلهم ... روى لي كل ذلك قبل قرابة ثلاثة أعوام ضابط في الجيش عندما رأيته عائداً من التدريب الصباحي منهكاً ومشرقاً وعندما سألته : أي دورة تلك التي تتبعها بعد هذا العمر ووصولك لهذه الرتبة العسكرية ؟ أجابني واثقاً كأي عسكري إنها دورة تكسير المعنويات !!! ضحكت وطلبت منه أن يفسر لي ذلك ؟ ضحك بدوره ووضع يده على كتفي ليجيب : إنها ياعزيزتي من مهام التوجيه المعنوي وتقام كل فترة للضباط القادة والأمراء حتى لايصابوا بالغرور بحكم طبيعة عملهم ومنزلتهم الإجتماعية بحيث يتولى مهام التدريب الشاق ضباط برتبة ملازم وعلينا أن نكون متدربين منضبطين لأوامر المدرب طوال الدورة ، ضحك وتابع قد تشعرين أنتِ ونحن بشيء من الغرابة والفكاهة لذلك لكنه شيء ممتع جداً أن يتبع من يستلم مناصباً عالية مثل هذه الدورات ويعود طالباً ويشعر بشعور من هم تحت أمرته ومشورته وهناك شيء من الترفيه ومن اللياقة البدنية ومن شحذ للهمم وتكسير ضروري للمعنويات ولو أن التسمية غريبة بعض الشيء ولكنه تشبيه مبسط لأستطيع إيصال الفكرة بالضبط . أومأتُ برأسي وإبتسمت بشيء من الدهشة ! وسألت : ولكن ألا يؤدي ذلك إلى تسكير وتراجع في المعنويات لديكم أو تمادي لدى المدرب على قادته ؟ أجابني برحابة صدر : على العكس تماماً ياعزيزتي إن مؤسسة الجيش مؤسسة عقائدية ومن ينتسب لهذه المدرسة يختلف كثيراً عن ماتشاهدينه في المجتمع وفي المؤسسات الأخرى ... بعد إنتهاء هذه الدورة هناك مراسم خاصة وإنتعاش رائع في العودة إلى العمل والمهام والمسؤلية .... وبالمناسبة كل عام وأنتِ بخير فاليوم عيدنا ، شعرت بالخجل لأنني لم أتذكر ومن وقتها وفي كل بداية آب وأنا أتذكر أمراض مجتمعنا وروعة قادتنا وتقنية المعنويات .........
Working...
X