Announcement

Collapse
No announcement yet.

من "باب توما" إلى "باب شرقي" مشروع ترميم وتجميل دمشق القديمة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • من "باب توما" إلى "باب شرقي" مشروع ترميم وتجميل دمشق القديمة

    وجه جديد قديم لـ"دمشق"
    يبرز في "باب توما"
    هيسم شملوني
    مشروع ترميم وتجميل المنطقة الممتدة من "باب توما" إلى "باب شرقي" يدخل ساعاته الأخيرة بعد جهد كبير بذل من قطاعات مختلفة وأبرزها المبادرة والدور التطوعي لاتحاد طلبة سورية.

    موقع eSyria كان في الموقع وأطل على صيغة المشروع من جهات مختلفة وكان أولها مع د. "غزوان ياغي" مدير آثار "دمشق" الذي تحدث حول المشروع فقال: «الحقيقة إن المشروع القائم هو مشروع متكامل يهدف إلى إحياء هذا الجزء الممتد من "باب توما" حتى برج "الصالح أيوب" باتجاه "دمشق"، أقول متكامل لأنه يوجد لأول مرة جملة من الأعمال المشتركة التي تتم بالتعاون وبتشاركية بين الجهات المعنية كلٌّ حسب اختصاصه، الحقيقة قائد الفريق العام ومدير المشروع ومهندسه بالأساس كان الاتحاد الوطني لطلبة سورية الذي دعا هذه الجهات الوطنية إلى التشاركية كلٌّ حسب وظيفته واختصاصه والمهمة الموكلة إليه طبقاً للقوانين والأنظمة المرعية للقيام أو المساهمة بعمل تطوعي تشاركي يهدف لإبراز الدور التشاركي في هذه الجهات للوصول إلى واقع أفضل في منطقة المشروع.
    وعن تفاصيل المنطقة تابع حديثه: «منطقة المشروع هي منطقة واسعة تمتد من "باب توما" باتجاه الشرق حتى مقام الشيخ "رسلان" تقريباً، هذه المنطقة كانت عبارة عن منطقة مهملة إذا صح القول، رغم أنه فيها جزء هام من التراث الثقافي الدمشقي ويتمثل ببوابة مهمة هي بوابة "باب توما"، وباقي السور بالكامل الممتد من هذا الباب إلى البرج ثم باتجاه "باب شرقي"، الجزء من السور هو جزء من السور الشمالي، وهو جزء مهم من هذه الأسوار، باعتباره أنه يحتوي على عناصر متكاملة من الناحية الفنية والأثرية والتاريخية، ويعكس في الحقيقة الفترات التاريخية المتراكمة التي مرت على مدينة "دمشق" وعكسها سورها، بدءاً من تأسيس هذا السور في الفترة الرومانية، بينما السور الآرامي فقد كان أضيق للداخل، بينما السور الحالي هو الذي أسسه هم الرومان، وأيضاً عمل عليه البيزنطيون بالترميم والصيانة لأنه كان يحمي المدينة، والمسلمين بعد 634م، عنوا به عناية خاصة، وخاصةً "نور الدين الزنكي" بدءاً من عام 1154م، والفترات التاريخية اللاحقة بدءاً من العصر المملوكي من 1260 ثم نهاية المملوكي وبداية العبثماني عام 1516، كل هذا حقيقةً بائن للمختص بشكل الأحجار والمداميك المتداخلة التي يعكسها هذا السور، لذلك قلت حقيقة أنه سور مهم لأنه يعكس التراكم الثقافي والتاريخي والآثاري للمدينة، السور كان بوضع سيئ من الحفظ، تملؤه التعديات، لأننا نعرف حقيقةً أن الأسوار الدفاعية المنتشرة في العالم فقدت قيمتها الدفاعية بدءاً من القرن السادس عشر، بسبب تطور أساليب الهجوم ووسائطه، وبالتالي فإن الحكومات آنذاك لم تعد تُعنى بتطوير هذه الأسوار أو حمايتها أو ترميمها بشكل دائم، فتاريخياً منذ القرن 16 أمست هذه الأسوار مندسة أو متداخلة بين الأحياء أو مركوبة من قبل العمارات والبنايات التي أنشأها الناس عليها، وهذه الحالة ظاهرة بقوة في هذا الجزء من السور».
    وعن كيفية التصدي لهذه المهمة تابع بالقول: «كنا أمام مهمة صعبة في الحقيقة، وتتمثل بوجود جزء حساس جداً بهذا المشروع وهو مرتبط بالآثار، مرتبط بالباب والسور والأبراج الموجودة والتعديات الهائلة الموجودة نتيجة التراكم العشوائي، ومنهم ما هو محدث وليس تاريخي على السور، وبالتالي كان لا بد من تدخل واضح من البداية، هذا التدخل شمل بالتنسيق مع قيادة المشروع ومع إدارته على عمل مصور عن التعديات الكاملة الموجودة بدايةً، وعمل مصور عن الأشياء التي تحتاج لإزالة، وعرضت هذه المصورات على لجنة فنية والسيد المحافظ والجهات ذات الصلة، أخذنا الموافقات وتم تنفيذها من

    غزوان ياغي
    قبل الجهات المعنية من البلدية ومكتب "عنبر" المسؤولين عن هذه النوعية من الإزالات داخل المدينة وعن حماية "دمشق"، وإن كل هذه المخططات أنجزت من قبل دائرة آثار "دمشق" التي تعد الجهة الوصائية، ثانياً قدمنا كدائرة الآثار مخطط كامل لعملية الترميم وحجم التدخل اللازم الذي ظهر أيضاً بعد إزالة التعديات والتشوهات التي كانت موجودة، هذا المخطط أيضاً أقر باللجنة الفنية وصودق عليه أصولاً من قبل المعنيين حتى وصل إلى تنفيذه بأيادي الجهات التي رسى عليها المشروع للتنفيذ، ومن إشراف مباشر من السلطة الأثرية ومن المدينة القديمة والمسؤولة عن حمايتها وإدارة المشروع، حتى وصلت بالواقع العام لهذا السور إلى ما ترونه من سور خالي من التعديات والتشوهات، مرمم بكل أجزائه، ظاهر بشكل لائق بالمدينة وبتاريخها وتراثها».
    وعن الأعمال الأخرى التي يتم العمل عليها، يضيف د. "غزوان ياغي": «الأعمال الأخرى التي كانت مهمة، كموضوع الحديقة بما فيها من مساحة غير قليلة، بما فيها من أشجار، بما فيها من مقام مهم أو تربة مهمة تتضمن ضريحين لأبرز الصحابة وأيضاً المجاهدين، وكان لهم دور كبير بعملية الفتوحات آنذاك، والذين قاتلوا بفتح "دمشق" عام 634م. عندما كان خالد بن الوليد يقف مع سراياه من جهة الشرق والشمال الشرقي كان الصحابي "شرحبيل بن حسنة" على رأس الكتيبة التي دخلت "دمشق" من "باب توما"، وكانت الصحابية "خولة بنت الأزور" الموجودة في الضريح الثاني تقاتل دفاعاً عن زملائها وعن أخيها الذي أسر في تلك اللحظة، وكل ذلك حقيقة يمكن تقديمه برواية عند هذا الأثر (الضريحين)، وتم تجديده بالكامل والإضافة عليها بشكل لائق والترتيبات الرخامية على القبرين، مع تعريف أفضل، تم دمج هذه التربة مع باقي الحديقة التي أهلت بشكل كامل بما فيها من أشجار وأرضيات واستبدال التربة بتربة صالحة للزراعة وفرشها بالكازون، وإحداث منطقتي استعلام سياحي لائقة أيضاً بما أن هدف المشروع سياحي بالإضافة لأهدافه الأخرى، ويضاف أيضاً على ذلك إنشاء بعض المساحات المتخصصة للنشاطات الحيوية للمواطنين كمكان لألعاب الأطفال الآمن والذي زوّد بما يناسبه، وساحة بسيطة، وبعض البرك المائية، ومظلات لاستراحة لطيفة، مع لوحات دلالة متكاملة قدمت لأول مرة بطريقة استخدم فيها مواد قريبة للطبيعة وهي "البلكسي" التي كتب عليها المعلومات، قمنا بتدقيقها بشكل كامل قبل أن تنسق وتطبع على هذه اللوحات الشفافة، وأيضاً يضاف إلى ذلك إحداث بعض المساحات للنشاطات السياحية كمقهى صغير ومكان يقدم مشروبات بسيطة لخدمة السياحة وتسهيلها، لا نريد أن ننسى أن المشروع شمل أيضاً إعادة تأهيل الجزء الظاهر من مجرى نهر بانياس بالكامل، بدءاً من "باب توما" وصولاً لمنطقة نهاية المشروع باتجاه الشيخ "رسلان"، تأهيل كامل للمجرى بالكامل، وتأهيله بشكل أفضل بالإنارة اللازمة والفلترة اللازمة لمياهه بما يتناسب مع غاية الإظهار والإحداث والتطوير الذي يتم بكل أجزاء المشروع والحديقة».
    "منح سمارة" رئيس فرع جامعة دمشق في الاتحاد الوطني لطلبة سورية، يقول: «يقوم الاتحاد الوطني لطلاب سورية بالتعاون مع محافظة دمشق وبعض الجهات المعنية بتأهيل حديقة "خولة بنت الأزور" في "دمشق" وقد أنهيناها تقريباً، فتحنا سبع حدائق مجاورة إضافية، وأنزلنا طلابنا بكثافة عالية على خمسة محاور، حول "باب توما" وقمنا بتنظيف الشوارع وإزالة الملصقات عن الجدران وزراعة بعض الأشجار، واليوم يوجد أعداد وأساتذة مختصين من جامعة "دمشق" ومعاهد "دمشق"

    لقمان أوسي
    يأتون ويساعدونا بالناحية الإشرافية والهندسية، هناك أساتذة من كلية العمارة وكلية الفنون وكليات الكهرباء وكلية الزراعة، طلاب كلية الزراعة يقومون بمساعدتنا بفرش "الكوزون" في الموقع داخل حديقة "خولة بنت الأزور"، لاحظنا مساعدة بعض الأهالي وأصبحنا نقوم بتوزيع دعوات للأهالي للمشاركة بالعمل التطوعي، لاحظنا الإقبال من الأهالي والجوار لمساعدتنا، هذا ينمي روح التعاون والتشارك المجتمعي، الطلاب تتشارك لربط الجامعة بالمجتمع، وهناك إشراف مباشر من الزميل الدكتور "عمار ساعاتي" رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية واهتمام خاص منه، ونحن مسرورن بهذا العمل التطوعي لخدمة الوطن، كلنا أتينا بروح تطوعية، هناك توزع في المنطقة، وأيضاً يوجد عمل إضافي بالتعاون بين كلية الفنون وكلية الهندسة المدنية لإقامة مسلة بطول 12 مترا (السارية)، تركز على حضارة "دمشق" القديمة».
    الدكتور "مأمون الورع" من كلية هندسة العمارة، وعميد كلية العمارة سابقاً يضيف: «الفكرة الأساسية بشأن المداخلات على المناطق التراثية، قبل أن يعمل الشخص مداخلة، عليه دراسة الموقع بالتفصيل وبكل أجزائه، ولاحظت أن هذا الشيء تم عمله في مديرية الآثار قبل حدوث أي مداخلة، وبعد البدء بعمل المداخلات يجب أن يتم العمل بحرص شديد، كما لو أن الواحد يحفر بيديه، والعمل بالترميم مثل الغزل، كل جزء له معالجة تختلف عن الجزء الآخر، كل مكان له معالجة مختلفة عن الآخر، لا يصح القول بأن العمل يتم بشكل مشابه في كل الأماكن، ولذلك نلاحظ أن هذه البيوت القديمة التي تركب على السور وأعتبرها جزء من التراث الموجود، جزء من تاريخ السور الموجود هنا، أعيد تأهيلها بنفس المنطق الذي نشأت به لأنها نشأت بشكل عفوي من قبل الناس والسكان، كي تبقى شاهداً على ما يحدث، ونحن نرى السكان الذين يأتون وينظرون للأسفل يحسون بزيادة أهمية البيوت التي يسكنوها والسور الذي أقاموا بيوتهم عليه، المنطقة التي يوجد فيها السكن كانت تاريخياً متواصلة مع أحياء من الخارج، وتم إزالة الأحياء من قبل المحافظة في التاريخ القديم، كان السكن عشوائي، الناس الذين يقطنون على السور أحسوا بأهمية وجودهم، وطريقة إعادة التأهيل مهمة لأنها بنفس الأسلوب القديم، كان بالإمكان إزالة الدعامات الخشبية ووضع بدائل عنها، ولكنهم فضلوا أن نبقي على الروح الذي أنشئت عليه البيوت».
    "لقمان أوسي" خبير مستشار مع اليونسكو في المدن القديمة ومستشار بالعمارة الرومانية، لإعادة التأهيل وعمليات الترميم ودراسة المواقع الأثرية بشكل جيد، وأكثر ما أختص به هو دراسة البنية والأساسات القائمة عليها بعض الأسوار أو المواقع الأثرية،
    التصميم العام لـ"باب توما" والساحة هنا هو تصميمي، كان لدينا زاوية رؤية معدومة من مستوى الإسفلت إذا اعتبرناه يقع على المستوى صفر، فإن منسوب أسفل الباب كان يقع تحت (-135سم) ، وإذا أضفنا الحواجز والزراعة (الأعشاب والنباتات) التي كانت موجودة هنا يصبح المنسوب ناقص مترين، فنحن قمنا بإزالة هذه الأسوار بتوجيه من المحافظ عن كل المسطحات الخضراء الموجودة هنا، ولكن زاوية الرؤية ما زالت -135، أي أن المارة لا يستطيعون مشاهدة الباب بشكل كامل، فقمنا بتصميمه بشكل مخروطي وأعدنا منسوبه إلى منسوب حجر البازلت الفرنسي القديم أي منسوب الطريق الحجري الذي تم ترصيفه في العشرينات أو الثلاثينات، وبشكل مخروطي كي يرى المارة الباب بشكل كامل على بعد 10- 15 متراً منه، ونعمل على وضع إنارة جيدة وقد تكون من أفضل

    د مأمون الورع
    المواقع الأثرية في سورية إنارةً.
    وعن الطريقة الهندسية التي اتبعوها، يضيف: «المسألة الهندسية تعتمد على الهندسة الفراغية، لعبنا على الرؤية وأزلنا الردم والأمور الأخرى التي كانت موجودة لإظهار الباب بشكل مخروطي كي تظهر زاوية الرؤية بشكل جيد، تفاجأت بأن بعض الناس بدؤوا يسألون إن كنا زدنا بحجم الساحة أم بحجم الباب، بينما فعلياً لم تكبر الساحة ولا الباب ولكن المدى البصري أصبح أكبر، وطلاب الآثار من السنة الثانية أو الثالثة موجودين وأحاول أن نقيم ورشة عمل لوضعهم على واقع المحك العملي حتى يكونوا على تواصل في المستقبل على نفس هيئة العمل، نعطيهم الأساسيات، كيف تكون البنى، وكيف تكون طريقة التعامل مع الحجر والكشف والترميم،.الخ، ليكون لديهم بعد التخرج على الأقل خلفية وتجربة سابقة عن الموضوع، الطلاب الموجودين في موقع الباب عددهم عشرون.
    السيد "سعيد الناجي" أحد المارة من أمام المشروع يقول: «إن ما نشاهده من حالة تحسين وتأهيل المنطقة الموجودة في "باب توما" مفخرة وطنية حقيقة فأنا ألاحض من حوالي شهرين حياة مختلفة في هذا المكان فهناك عمال الصيانة والترميم والرسم ..إلخ.. الكل يعمل ليل نهار كخلية النحل».

  • #2
    رد: من "باب توما" إلى "باب شرقي" مشروع ترميم وتجميل دمشق القديمة

    تسلم الأيادي عالخبر و بالتوفيق انشالله,,,,

    ذكريات و ذكريات تأخذنا الى باب شرقي و باب توما....

    يسعد أوقاتك غاليتي...

    Comment

    Working...
    X