Announcement

Collapse
No announcement yet.

الخيال بالفكر المثالي المعاصر - هنري برجسون - جون ديوي - جان بول سارتر - إعداد عبد الكريم سليم علي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الخيال بالفكر المثالي المعاصر - هنري برجسون - جون ديوي - جان بول سارتر - إعداد عبد الكريم سليم علي

    الخيال والابتكار

    إعداد عبد الكريم سليم علي


    الفكر المثالي المعاصر
    هنري برجسون ( 1859 – 1841 ) فيلسوف فرنسي
    يؤكد برجسون على ان الاغتراب عن العالم المادي والاني هو حقيقة وظاهر شخصية المتخيل ، ويرى ان انفصال الفنان عن الواقع المادي الحياتي المحسوس يخلق صورا تعبر عن رفضه ، وتبني اشكالا ومظاهر وعلاقات جديدة ، وهذا لا يتم الا بمخيلة خلاقة تركب وتبني ما موجود بشكل اخر ، وبعلاقات اخرى فهي ضرب من الحدس بحسب تعبيره . ان الخيال رغم ارتباطه الحدسي ، فعالية قصدية في رفضها وفي اغترابها تعي بنية المرفوض وتستخدمه لبناء الجديد .
    عالج برجسون مفهوم الصورة والذاكرة وتصوره للادراك الحسي والعملية التخيلية في كتابه " المادة والذاكرة " والمعنى الذي يقصده برجسون بالصورة انها وجود وسط بين المادة والشعور . بين الامتداد الهندسي والفكرة الخالصة ، انها اكثر مما يسميه المثاليون تصورا ، واقل مما يسميه الواقعي شيئاً ، انها وسط بين الشيء والتصور ، ويعرف برجسون الادراك الحسي بانه مثول ذكريات في الشعور من اجل الاستجابة للموقف الراهن . والفرق بين الادراك الحسي والتصور الخيالي ، ان الادراك مرتبط بمقتضى الحاجات العملية للانسان ، ويتطلب جهداً لتحقيق الاستجابة للمؤثرات الحاضرة ، اما التصور الخيالي فأنه مثول صورة الذاكرة دون توفر مايلائم هذه الصور من الحاجات العملية والمؤثرات الراهنة . يتضح من هذا ان الصور التي تمثل في النفس في حالتي الادراك الحسي والتصور الخيالي هي اصلا موجودة في الذاكرة ولكنها ليست مدركة ، والتصور أي تحول الصورة من القوة الى الفعل لا يضيف اليها خاصية او زيادة ، وانما يعني ان صورة ما تنفصل عن اخرى ، والصور التي تنفذ في مجال الشعور في حالة التصور الخيالي تبقى في مستوى الحلم دون ان تتعدى ذلك الى مستوى الفعل ، ان الطبيعة لايمكن ان يكون لها في حالة التصور الخيالي كما هو الامر في حالة الادراك الحسي قاعدة صارمة في تحديد تصوراتنا . والصورة لدى برجسون قد تكون فكراً وروحاً وقد تكون مادة وجسماً باعتبار التكثف والتخلخل أي الاتحاد والافتراق ، وهاهنا فكرة عن الصورة تئول الى التميز بين وضعين وضع التوتر ، ووضع الاسترخاء ، فالتوتر والتكثيف مما يميز الفكر والروح ، اما المادة فتكشف عن استرخاء وانفراط .

    جان بول سارتر : فيلسوف الوجودية الفرنسي

    ينتقد سارتر نظرية برجسون في الصورة ، ويرى ان خطأ برجسون انه وضع للصورة وجودين متميزين بأعتبارها شيئاً ، والصورة بأعتبارها ذكرى .اما سارتر فقد انتهى في كتاب " الخيال " الى ضرورة التمييز بين الادراك الحسي و الخيال ، فالادراك الحسي : تمثل الاشياء بحضورها الفعلي ، او هي حاضرة كما يقول هوسرل بلحمها وعظمها ، اما الخيال فانه تمثل لهذه الاشياء في غيابها غيابا حقيقياً وكانها غير موجودة بالفعل .
    يرى سارتر ان دراسة الخيال تقتضي ان لانتيجة الى فعل الخيال ، وانما الى موضوع الخيال ، ونصفه وصفاً مباشرا وفي هذا الوصف ينتقل سارتر في الموضوع الخيالي أي مما ليس موجودا الى دراسة الوجود . ان الموضوع الخيالي يمثل في الذهن كانه غير موجود انه لايقوم في زمان او مكان معين كما هو الامر في الصورة التي تسترجعها الذاكرة وبما ان الموضوع الخيالي غير قائم في الوجود أي انه عدم ، فاننا عندما نتخيله ندرك ان هناك عدما يتخلل الوجود اننا في الوقت نفسه نتخيل الموضوع أي نقرر حضوره ووجوده انما نتخيله غائبا أي نقرر عدمه فالوجود اذن يتخلله العدم والعدم يقوم في الوجود .
    بكلمة اخرى : ان سارتر جعل فعل الخيال كاشفا عن العدم كما تصورته الفلسفة الوجودية فالموضوع الخيالي يمثل في الذهن كانه غير موجود وهذا الموضوع لا يقوم في زمان معين او مكان محدد مما يعني ان الموضوع الخيالي غير قائم في الوجود أي انه عدم ، واننا عندما نتخيل ندرك ان هناك عدماً يتخلل الوجود ، ولكن سارتر لايقول ان الموضوع الخيالي كاشف عن العدم فحسب ، فبمجرد التخيل فيه تقرير لحضور الموضوع ووجوده ، وعلى هذا النحو يبدو الموضوع الخيالي نسيجا جامعا بين الحضور والغياب بين الوجود والعدم من حيث يكونان الحوار الخلاق والحركة الديناميكية المبدعة .
    جون ديوي : ( 1859 – 1952 )
    فيلسوف امريكي طور الفلسفة الذرائعية او البراغماتية ، له عدة مؤلفات منها " الفن خبرة ، وكيف نفكر " . يؤكد جون ديوي على ان الفعل الخيالي هو في حقيقته خبرة تسمى " الخبرة التخيلية " ، وهي خبرة ناتجة عن قصد وتوجه وتدرب فالخيال والمخيلة تبنى وتتكون بفعل اقرار وعملية وارادة ، ويرى ديوي ان الخيال يشير الى كيفية خاصة تشيع او تنتشر في كل عمليات الصنع والملاحظة ، فهو عبارة عن طريقة في النظر الى الاشياء والشعور بها من حيث هي تؤلف كلا متكاملا . ان تاكيد يوي على مايسميه " بالوعي في الفن " هو في حقيقته عملية الاداء المعجل للخبرة ، او التوسيع السريع للتجربة ، وهو رد رافض لكل اشكال الحدس والالهام والموهبة او الشكل السيكولوجي والفسيولوجي الخاص او الشاذ في الخيال او في الابداع .
    * في كتابه كيف نفكر حلل ديوي مراحل النشاط المتظمنة في التفكير التاملي لحل المشكلة الى : 1. الشعور بالمشكلة ، 2. حصر وتحديد المشكلة ، 3. اقتراح حلول للمشكلة ، 4. استنباط نتائج الحلول المقترحة ، 5. اختبار الفروض عمليا .
    عبير
    :p
Working...
X