Announcement

Collapse
No announcement yet.

العلاقة بين الفنانين المسرحيين ووسائل الإعلام ملتبسة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • العلاقة بين الفنانين المسرحيين ووسائل الإعلام ملتبسة


    العلاقة بين الفنانين المسرحيين ووسائل الإعلام ملتبسة


    حتى هذه اللحظة لا تزال العلاقة بين الفنانين المسرحيين ووسائل الإعلام ملتبسة ويشوبها الكثير من الغموض وتتقاذفها تجاذبات تفرض شكلاً محدداً من العلاقة بين الطرفين، إذ ما زال مسرحيون كثيرون يعتقدون أن وسائل الإعلام مقصّرة بحق نتاجهم الفني الإبداعي، وأن هذه الوسائل تنتهج نهجاً تمييزياً بينهم وبين فناني التلفزيون وأنها تنحاز لهؤلاء فتعمل على إبرازهم، في الوقت الذي لا تنقصهم فيه الشهرة ولا تنحسر عنهم الأضواء، كما يعتقد هؤلاء المسرحيون أن وسائل الإعلام عامةً تعد الفن المسرحي فناً من الدرجة الثانية بالقياس إلى الدراما التلفزيونية التي تأخذ أكبر الاهتمام من الإعلاميين في مختلف مفاصل عملهم الفني.
    هذه النظرة من قِبَل الفنانين المسرحيين نحو وسائل الإعلام تبدو منقوصة وغير متوازنة في كثير من جوانبها، ذلك أن وسائل إعلامنا المختلفة خصصت الكثير من برامجها وصفحاتها لفن المسرح، وإذا كان بعض فنانينا غير معنيين بمتابعة نشاطاتهم عبر هذه الوسائل فهي مشكلتهم، أما القول إن وسائل إعلامنا تهمل المسرح بقصد أو من غير قصد ففيه الكثير من التجنّي والبعد عن الواقع. ‏
    تلفزيون وإذاعة ‏
    فعلى صعيد الإذاعة والتلفزيون نلاحظ أن معظم البرامج الثقافية تفرد للمسرح حيزاً واسعاً، وهذا الحيز متغيّر المساحة تبعاً لكثافة النشاط المسرحي، فعندما تضجّ خشبات مسارحنا بالنشاط المسرحي نجد أن هذا الحيّز قد اتسع، وعندما ينكفئ مسرحيونا على أنفسهم فسيجد القائمون على هذه البرامج أنفسهم مدفوعين إلى التقليل ما أمكن من حجم اهتمامهم بالمسرح.. وفي أحيان كثيرة خصصت الإذاعة والتلفزيون برامج خاصة بالمسرح، ربما كان أشهرها برنامج «آفاق المسرحية» الإذاعي الذي يعدّه الكاتب والإعلامي لؤي عيادة والذي يتناول في كل حلقة من حلقاته نصاً مسرحياً فيعدّه إذاعياً محتفظاً بقيمته الأدبية وسماته الفنية كنصٍّ مسرحي، وقد قدّم حتى الآن عشرات النصوص من عيون المسرح المحلي والعربي والمترجَم، كما إن التلفزيون يعرض بين الحين والآخر أعمالاً مسرحية سواء للمسرح القومي أو مسرح القطاع الخاص، وقد عرضت القناة الأولى في التلفزيون في العيد الماضي أربعة عروض مسرحية من آخر إنتاجات المسرح القومي. ‏
    الصحافة المكتوبة ‏
    كذلك تبدي الصحافة المكتوبة اهتماماً دائماً بالنشاط المسرحي من خلال صفحاتها الثقافية، ومؤخراً أفردت بعض صحفنا اليومية صفحة أسبوعية خاصة بالمسرح كصفحة المسرح في «تشرين».. ومهمة هذه الصفحات -كما يتضح لمتابعها- تنقسم إلى قسمين، أولها الإحاطة بالقضايا الأساسية التي تشغل بال المسرحيين السوريين كقضايا النص والإخراج والأداء، بينما يتركز القسم الثاني من المهمة على تقديم ثقافة مسرحية ذات طبيعة عامة بعيدة عن الاختصاص الضيق، إضافة إلى رصد النشاط المسرحي حسب توفّره. ‏
    والواقع أن رصد الصحف اليومية للحركة المسرحية لم يقتصر على مدينة دمشق فحسب بل شمل المدن الأخرى التي تشهد نشاطاً مسرحياً بين الحين والآخر، وهذا الأمر يعود أيضاً إلى مدى اهتمام المراسلين المحليين بالنشاط الثقافي عامة والمسرحي خاصة في محافظاتهم، وبالتأكيد فإن هذا النشاط سيفرض نفسه عندما يكون مؤثراً وقادراً على خلق حراك ثقافي وفني فعّال ولن يكون بإمكان أحد تجاهله أو القفز فوقه. ‏
    في جوهر العلاقة ‏
    إن جوهر العلاقة بين المسرح والإعلام يقوم على المصلحة المتبادلة بشكلها الراقي الذي يؤدي إلى الوصول إلى مرحلة التكامل، فرجل المسرح بحاجة إلى وسيلة إعلامية كي تروِّج لنشاطه المسرحي، نصاً وعرضاً، وهو من دون هذا الترويج لن يتمكّن من تحقيق الأهداف المرجوة من عمله الإبداعي.. كما إن وسيلة الإعلام بحاجة إلى أن تقوم بالدور المناط بها بكل أوجهه، وما رصدها للنشاط الثقافي المعبِّر عن حضارة البلدان والشعوب إلا ترجمة حقيقية لقدرتها على أن تكون وسائل إعلام عصرية وحضارية، تحظى بالاحترام والتقدير. ‏
Working...
X