Announcement

Collapse
No announcement yet.

الفنان ماهر رابعة... الرسم التصويري بالألوان الزيتية - نورس علي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الفنان ماهر رابعة... الرسم التصويري بالألوان الزيتية - نورس علي



    "ماهر رابعة"... الرسم التصويري بالألوان الزيتية

    نورس علي

    ريشة زيتية طوعها التشكيلي "ماهر" لألوانه ورسومه التصويرية التي أدخل لها عناصر رمزية طبيعية فغدت أقرب إلى الواقعية.
    مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 27/8/2013 الفنان "ماهر رابعة" المقيم في مدينة "بانياس" وأجرت معه الحوار التالي:

    * كيف كانت البدايات التشكيلية وتناغمها مع واقع الحياة الاجتماعية؟

    ** كانت بداياتي كأي هاوٍ للفن التشكيلي، وكنت على الدوام أسعى إلى تنمية موهبتي وتطويرها، وهذا لشعوري الدائم بالنقص في الأدوات والمهارات، وكانت ميولي لرسم الأشخاص أكثر من رسم الطبيعة وسواها، وبالعموم هي مرحلة اتسمت بالكثير من الأخطاء الفنية التي أدركتها من خلال مقارنة اللوحة التي أرسمها بالواقع الذي حلمت بتصويره بدقة فائقة بريشتي الزيتية.

    * بما أنك لم تتلق علوم الفن التشكيلي أكاديمياً، كيف حاولت الحصول عليها؟

    ** حاولت من خلال متابعة مختلف المواقع المنتشرة على شبكة الانترنت المختصة بالفن التشكيلي ومواقع شخصية لفنانين تشكيليين مشهورين التعرف على تجارب الفن التشكيلي، وتابعت لوحات وإنتاجات كثيرة جديدة ومتجددة، واطلعت على مختلف المدارس الفنية التشكيلية، إضافة إلى مطالعة العديد من الكتب التخصصية في ذات المجال لفنانين معروفين محليين وغربيين، وكيف يعملون على لوحاتهم كنوع من التثقيف الذاتي، فانبهرت بها انبهاراً كبيراً وشدتني إليها.

    * توجهت ميولك ومواهبك نحو رسم البورتريه، ولكن بلمستك الخاصة، حدثنا عن هذه المرحلة؟

    ** في مرحلة ما توجهت إلى رسم الأشخاص بتفاصيل دقيقة جداً معتمداً على التصوير الدقيق للملامح والتفاصيل الوجهية، ولكني وجدتها لوحة جافة، فبدأت بإدخال بعض التفاصيل إليها وكأنها صورة شخصية في الطبيعة، وأدخلت إليها بعض تفاصيل الفن الرومنسي أي بمعنى دمج الطبيعة مع الواقع كتفاصيل طبيعية وزهور وغيرها، وهذا أبعدني في اللوحة عن الحس المتجرد، ورغم هذا لم أشعر بالاكتفاء تجاه تفاصيل اللوحة.

    * الموهبة المتجردة هي محاولة توجيه الواقع لخدمتها؟

    ** بعد الثانوية درست ثلاث سنوات هندسة زراعية ولم أجد نفسي بها ولم تخدم موهبتي أو تطورها، فقررت التوجه نحو العمل بالديكورات لتأمين مصدر دخل والغوص في عالم الابداع والتفاصيل الفنية والألوان، وتوجتها بتقديم معلوماتي وموهبتي في دروس خصوصية لكل محب للفن والرسم، وما ساعدني على هذا، هو الخوض في كتب الطب التشريحي المتخصصة بإظهار تفاصيل الجسد ككتلة عضلية وتفاصيل حركاتها الدقيقة، وأنا لن أكتفي هنا وسأبحث في كتب تشريح الشرايين لأنها ستخدمني في إظهار ظل الحركة ضمن البشرة وتعاملاتها اللونية الدقيقة وأثر الظل والنور.

    * كيف تتعامل مع الألوان الزيتية في ظل هذه الأفكار التي تتحدث عنها؟

    ** اللون هو إحساس أو تجربة أو دراسة، لأنه لا يمكن الوصول إلى اللون المطلوب دون التجربة ومعاينة النتيجة بكل دقة، وأنا قمت بالكثير من التجارب تجاه اللون للوصول إلى اللون المطلوب، ولكن هذا لم يمنعني من الاطلاع على مختلف الكتب التي
    لوحة أبو النواس
    تتحدث عن اللون وخصائصه، حيث أدركت أن قدرة الفنان من قدرته في إظهار لونه المطلوب في اللوحة وخاصة ممن يرسمون بأصالة بالألوان الأربعة الأساسية "الأحمر والأزرق والأصفر والأبيض"، وهنا كان لابد من الاهتمام بدرجة اللون وموجته للوصول إلى لوحة تصويرية زيتية للواقع عبر خداع البصر وإبهاره، وتنبيه نقاط معينة في شبكة العين للوصول إلى حالة عدم فصل بين الحقيقة في اللوحة والواقع في الطبيعة، فالفنانون القدامى كانوا يقدمون التصوير والتوثيق للواقع عبر الرسم التصويري وإظهار دسامة اللون وواقعيته.

    * في أغلب لوحاتك أطفال بحركات معينة وأسلوب معين، فهل من هذا رسالة خاصة لك فنياً؟

    ** أساس الجمال في الكون المرأة والأطفال، فهما خلاّقا الجمال والإنسانية، وأردت من وجود الأطفال في لوحاتي أن أحارب كل من يحاول المساس بطفولتهم وبراءتهم، فكثير من الحالات الاجتماعية تساهم في ضياع الأطفال وتشردهم، وهذا ينم عن حالة عدم توازن اجتماعي في جانب ما من الجوانب الحياتية، لذا يجب الاهتمام به.

    * تعاملت مع اللون الغامق لإظهار حالة نفسية واقعية توحي بالحالة الاجتماعية التي تطولها الفكرة في اللوحة؟

    ** استخدمت اللون الأصفر مع اللون الأحمر ليعطني لوناً أشبه باللون الأسمر الشاحب، فهو لون التعب والشقاء الذي يعبر عن الحالة النفسية والاجتماعية التي أهدف إلى محاورتها في لوحاتي، اعتماداً على طول موجة اللون وانعكاساتها على البصر والمتلقي، للوصول إلى الحالة النفسية المطلوبة تجاه الفكرة العامة عبر اللون.

    * حدثنا عن توظيف الحركة لخدمة اللوحة وإظهار التفاصيل؟

    ** توظيف الحركة في اللوحة التصويرية توحي بالرسالة المراد إيصالها إلى المتلقي والمجتمع، فمثلاً في إحدى لوحاتي يوجد طفلتان هما اختان تحتضن إحداهما الأخرى في حالة انعدام الأمان وفقدان الشعور به، فهما إلى جانب بعض الغيوم الداكنة والأمواج العاتية توحيان بالضياع الذي يعنيه المجتمع.

    إضافة إلى لوحة أخرى رسمتها بكل ابداع لشخصية معروفة هي أقرب بنظرة عامة لها إلى شخصية "حنا السكران"، ولكن رسمتها برمزية واقعية جسدت فيها شخصية من لوحاته"أبو النواس" هذه الشخصية الحكيمة الذكية، فمن خلال بعض التفاصيل قدمت بعض صفاته، كأن رسمت الشخصية بنظرات تحوي الكثير من الذكاء، وطول لحية بيضاء تمثل الحكمة، وطريقة وضع يده على خده جسدت عقلانيته، وأشعر بأن هذه الشخصية قريبة مني وأحبها جداً، لذلك قمت بتجسيد هذه الصفات بهذه التفاصيل.

    بشكل عام عندما أريد تجسيد شخصية ما تاريخية مثلاً أقوم بالاطلاع على خفايا هذه الشخصية وتاريخها السابق لأدرك مختلف تفاصيلها، وهنا أقوم برسمها وفقاً لهذا التاريخ ومحاكاته بالصورة الواقعية له.

    * ما هي أفضل الألوان بالنسبة لك والتي تعتمد عليها في جل لوحاتك؟

    ** اللون الأبيض، فهو لون قريب من شخصيتي الواقعية وأحاول إدخاله في مختلف جوانب اللوحة، وحتى على مستوى مزجه مع بقية الألوان، وهذا نتيجة شعور داخلي بأنه يجب أن يكون موجوداً في كل شيء انطلاقاً من صفائه وطهارته، ناهيك عن أنه يمنح بقية الألوان عند المزج بها سماكة وتغطية مختلف المساحات بقوة.

    طبعاً هذا لا يعني أني لا أرسم بالألوان الداكنة التي تقترب من كل شيء في الطبيعة ضمن تضاد لوني باهر وجاذب، فاللون الفاتح لا يظهر جلياً إلا عندما يكون بجانبه لون داكن.

    * حدثنا عن الجانب المهني وتماهيه مع الجانب الفكري أي موهبة الرسم؟

    ** محبتي للرسم والتشكيل أدخلتني في عالم التصاميم والديكورات الخاصة بالمنازل، والرسم على الأسقف والجدران وتركيب الأسقف وترخيمها وتعتيقها بالألوان والمعاجين، وهذا وفقاً لتقسيمات المنزل الداخلية أو رغبة مالكه، فالبعض يقول إن المنزل لك ضع التصميم الذي يناسبه واطلعني عليه، وهنا أبدأ بقياس المسافات وما يجب ان يكون في كل زاوية وجدار وسقف، وأشجع على الرسم على الجدران رغم صعوبتها بالنسبة لي على السطح الأسمنتي.

    وفي لقاء مع الفنان "محمد رجب" قال: «من خلال معرفتي وعلاقتي بالفنان "ماهر رابعة" أجده فناناً مبدعاً يملك حساً مرهفاً وخيالاً واسعاً وبراعة في التعامل مع الألوان، ويظهر هذا من خلال لوحاته التي تحاكي الواقع بمختلف جوانبه وخاصة منها الإنسانية».

    يشار إلى أن التشكيلي "ماهر حسن رابعة" من مواليد محافظة "حمص" عام /1983/ وهو مقيم بحكم عمل والده في مدينة "بانياس".


Working...
X