Announcement

Collapse
No announcement yet.

من الفترة البيزنطية برج (بجمعاش)... على وادي نهر الغمقة ..كان حامية دفاعية من الغزاة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • من الفترة البيزنطية برج (بجمعاش)... على وادي نهر الغمقة ..كان حامية دفاعية من الغزاة

    برج "بجمعاش"... حامية دفاعية من الفترة البيزنطية

    نورس علي

    برج دفاعي من الفترة البيزنطية، معاد استعماله في الفترة العثمانية، غطته أشجار السنديان الكثيفة، وظّف كحامية دفاعية عن وادي "نهر الغمقة" وحامية إشارات بصرية تنذر بالخطر.

    مدونة وطن eSyria زارت "برج بجمعاش" بتاريخ 3/4/2013 والتقت الأستاذ "بسام القحط" رئيس شعبة "آثار صافيتا" حيث أوضح لنا بداية تاريخه الأثري فقال: «يعود "برج بجمعاش" الأثري كمرحلة تاريخية إلى فترة العصور الوسطى، وحتى قبل هذه الفترة باعتقادي، حيث نطلق على هذا النوع من الآثار بشكل عام "بيزنطي معاد استعماله" ويعود في الفترة التاريخية إلى حوالي /430/ ميلادي، أي في منتصف القرن الرابع تقريباً، وهي فترة فاصلة في التاريخ وقد أرختها شخصياً بالملك "قسطنطين" الذي أعطى حرية ممارسة الطقوس الدينية للجميع، حيث كان هذا البرج قبل هذه المرحلة تحت مستوى سطح الأرض ومن ثم أعيد استعماله فيما بعد كبناء برجي فوق سطح الأرض، وهذا يؤكد أنه كان عبارة عن طبقتين متتاليتين في الارتفاع.

    وهو بشكل عام يعتبر مخفراً دفاعياً أو حامية دفاعية لحماية وادي و"نبع الغمقة" من قرية "كفريخا" شرقاً إلى "الغمقة" غرباً، وهذا يُدرك من طبيعة الحجارة التي ما تزال قابعة تحاكي الحاضر بترتيباتها التاريخ، فمن طريقة بنائها أيضاً يمكن معرفة أن هذا النوع من
    الأستاذ "بسام القحط" الأبراج يصنف من الأبراج الدفاعية.

    وقد يكون "بجمعاش" مرتبط "ببرج صافيتا" مباشرة وفق نظام الاتصالات الذي كان متوافراً في تلك الحقبة، وهو نظام الدخان والنار أي نظام بصري».

    وعن موقع "برج بجمعاش" أضاف: «كانت مواقع هذه الأنواع من الأبراج الدفاعية تختار بكل عناية، ومن أهم مقوماتها أن الأحوال الجوية والمناخية المتقلبة والغائمة لا تؤثر على عملية المراقبة فيها، وهذه ميزة لا تتوافر في بقية أبراج المنطقة، مما يضيف إلى عراقته التاريخية خصوصية الموقع، إلا أنه يشترك مع بقية الأبراج الدفاعية المنتشرة في المنطقة ككل بطبيعة بنيته المعمارية المتمثلة بقاعدة مربعية وانسيابية طولانية.


    يتميز هذا البرج الأثري بحاميته البسيطة- عدد جنوده- المتناسبة مع حجمه المتوسط، لأن دوره الدفاعي لا يحتاج إلى الكثير من الجنود فيه، بل على العكس انحصرت مهمته بالإنذار المبكر عبر إشعال النار في الليل وإثارة الدخان في النهار».


    وفي لقاء مع المهندس "مروان حسن" رئيس دائرة "آثار طرطوس" قال: «بناء على الكشف الأثري على "برج بجمعاش" ومحيطه وإتمام أعمال التوثيق والتصوير للكتلة الأثرية الموجودة جدار البرج من الداخل وتظهر فيه الفتحات على أرض الواقع تم توصيفه بأنه بناء مستطيل الشكل مبني من حجارة كلسية متوسطة الحجم غير مشذبة، يقع ضمن أشجار كثيفة جداً من السنديان، لدرجة أنه لا يمكن رؤيته إلا بعد الوصول إليه، وهذا البناء بما أنه من الفترة البيزنطية فيعتقد أن استعماله كان في الفترة العثمانية».

    أما عن كتلة البرج المعمارية وأبعادها فقال: «سقف هذا البناء قوسي أبعاده حوالي /7.20/ أمتار طولاً وحوالي /5.60/ أمتار عرضاً وحوالي /5.60/ أمتار ارتفاعاً، أما سماكة جدرانه فهي بحدود /1.30/ متر، مترابطة مع بعضها بعضاً بطينة قاسية ملونة من الكلس والتراب، وهو حالياً غير واضح المعالم من الخارج بسبب الردميات المحيطة به التي منعت ظهور كامل تفاصيله كما ظهور السقف المبني بطريقة العقد الحجري.

    وقد تعرض جداراه الشمالي والجنوبي للانهيار ولم يبق منهما سوى جزء بسيط، كما أن أرضيته تحتاج إلى إظهار بشكل كامل لمعرفة موقع مدخله الأساسي وحتى نوعية هذه الأرضية.

    أما الجدار الشرقي للبرج فيتخلله ثلاث فجوات جدارية موجودة على مستوى واحد ارتفاعه حوالي /1.50/ متر من موقع البرح على كوكل إرث ضمن المثلث الأسود الأرض، وأبعادها حوالي /30×50/ سنتيمتراً، ويقابلها فتحة واحدة في الجدار الغربي أبعادها /50×70/ سنتيمتراً، وهي غير نظامية، بالإضافة لوجود فتحات أخرى».

    وعن موقع البرج الجغرافي تحدث الأستاذ "مروان": «يقع البرج شمال مدينة "صافيتا" ويحده من الشمال قرية "سنديانة عين حفاض" وقرية "عين حفاض"، ومن الغرب قرية "الجروية"، ومن الجنوب قرية "ظهرة علي" ووادي "نهر الغمقة"، أما من الشرق فيحده قرية "كرم مغيزل" وقرية "الناعمة"».
Working...
X