Announcement

Collapse
No announcement yet.

المتألقة ( جفرا يونس ) /في بار بشارع الحمرا/ مقاربة مسرحية لواقع السوريين في بيروت

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المتألقة ( جفرا يونس ) /في بار بشارع الحمرا/ مقاربة مسرحية لواقع السوريين في بيروت








    البعث ميديا - سانا

    /في بار بشارع الحمرا/ مقاربة مسرحية لواقع السوريين في بيروت
    لا يذهب الفنان كفاح الخوص في عرضه الجديد "في بار بشارع الحمرا" إلى الزجل والحكاية الشعبية كما في عروضه السابقة "بلاد ما فيها موت" و"صندوق الحرير" بل يعتمد على النص الذي كتبه وطوره مع ممثليه بالتعاون مع الدراماتورج المهند حيدر فبعد قرابة شهرين ونصف من البروفات المتواصلة على مسرح القباني خلص فريق المسرحية إلى صيغة أقرب ما تكون إلى الواقع في شروطها الفنية.
    المسرحية التي افتتحت أمس على خشبة القباني بمشاهدة خاصة للصحفيين والنقاد ستفتتح عروضها يوم السبت القادم وببطولة كل من الفنانين علي صطوف أسامة تيناوي وجفرا يونس وأيمن عبد السلام ويزن خليل حيث عمل هؤلاء على زمن البروفة جنباً إلى جنب مع كل من مخرج العرض ودراماتورجه لإيجاد أرضية مسرحية قادرة على الدفع بحكاية مجموعة من الشبان السوريين الذين يعملون في بار وسط بيروت لتدور حكاية بسيطة بينهم تكشف عن الاغتراب الداخلي لدى شخصيات هذا العمل عبر حوار عالي الجودة حققه الفريق بمصداقية لافتة على خشبة المسرح.
    ويعتمد العرض الذي صمم له الإضاءة الفنان نصر سفر وحقق له الديكور حسن الشيخ صالح على مواجهة درامية صادمة قوامها الصداقة والحب بإطلالة على واقع اللحظة السورية وانعكاسها على طبيعة العلاقة بين الأصدقاء وفق خطأ تراجيدي يقع فيه جلال.. علي صطوف بحبه لصديقة رفيقه ميديا.. جفرا يونس واكتشاف هذه لخدعة الحب الذي عاشته ثماني سنوات مع عامر.. يزن خليل إذ تتوضح خطوط اللعبة المسرحية من خلال هذه الثيمة ليبرز الصراع الداخلي متحققاً في حوارية لافتة تضع الجميع أمام واقع الراهن السوري بكل متناقضاته الاجتماعية والإنسانية.
    وقال الفنان كفاح الخوص ان العرض محاولة لإيجاد معادل درامي مسرحي لما يعيشه السوريون اليوم من أحداث استثنائية ومن شعور جمعي بحجم الكارثة وجسامتها عبر الابتعاد عن اللغة الشعرية الزجلية التي كنت أتكئء عليها في عروضي السابقة فلقد تحول كل ما يقوله السوريون في حياتهم العادية إلى شعر.. يكفي أن تستمع إلى هذا الحنين اليومي على لسان أي سوري لتعرف كم صارت الحياة معادلاً للمسرح لذلك أذهب في مسرحيتي /في بار بشارع الحمرا/ إلى خيار المسرح الواقعي من خلال العمل مع الدراماتورج والممثلين على تطوير النص الذي كتبته وفق مبدأ الارتجال الجماعي وبالاشتغال مع كل ممثل على الشخصية التي يقوم بأدائها بعيداً عن أي زخرفة فائضة أو محاولة لمسرحة ما هو مسرحي بالأصل.
    وأوضح صاحب "بلاد ما فيها موت" في حديث خاص لسانا أن التعويل على ديكور يقارب المكان الحقيقي أتى من ضرورة تحويل الخشبة والصالة في آنٍ معاً إلى محل سهر في العاصمة اللبنانية للتعامل مع الفضاء على أنه فضاء كلي للعب الممثل وخياراته في أداء أقرب إلى مسرح طبيعي خال من التكلف والاستعراض المجاني لذلك استثمرت كل شيء في مسرح القباني لإيجاد سينوغرافيا البار بداية من دخول الجمهور إلى باب المسرح وانتهاءً بالخشبة ليكون المتفرج في خضم اللعبة وليس محايداً على الإطلاق إزاء ما يحدث بين شخصيات العرض.
    وقال الخوص إن هذه التجربة تحقق إطلالة على الأزمة في سورية بعيداً عن تبني أي تيار أيديولوجي أو حزبي أو سياسي من خلال التحزب لخصوصية الإنسان السوري وقدرته على تحويل المرارة إلى أمل في ظل ظروف لم تدع أحداً خارجها لكن هذا العرض لا يسعى لتوجيه إدانة لأي طرف بل يسعى إلى تقديم مقطع عرضاني من حياة مجموعة شباب سوريين يعملون في احد محلات السهر ببيروت حيث انطلق هنا من الخاص إلى العام محاولاً مقاربة ما يحدث من وجهة نظر إنسانية يكون فيها الحب والصداقة حاملين أساسين بين كل السوريين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم.
    الدراماتورج المهند حيدر قال بدوره ان اشتغاله مع فريق العرض جاء عبر العمل مع الممثل على عالمه الداخلي وقدرته على إنجاز نسخته الخاصة عن الشخصية التي يقوم بأدائها فالنص يحتاج إلى جهد جاد وحقيقي من كل فريق العمل للوصول إلى صيغة العرض المسرحي فبناء العلاقات بين الشخصيات وحياكة حوار بينها يتطلب تأملاً جماعياً بملامح كل شخصية ودورها في تصعيد الصراع على الخشبة وقدرتها على أخذ مساحتها الفردية بروح جماعية ورغبة باللعب المستمر لإتاحة الفرصة مع كل يوم بروفة لتعمير الفضاء وبنائه.
    واستطاع عرض في بار بشارع الحمرا ملامسة الجمهور عبر بنية واقعية طبيعية اعتمدت على إضاءة بعيدة عن المسرحة وعلى ديكور من جنس المكان الذي تجري فيه الأحداث ليكون الجمهور أمام مقاربة مسرحية لواقع السوريين في عاصمة بلاد الأرز حيث برع الممثلون في معايشة شخصياتهم للوصول إلى خاتمة مؤثرة للعرض تجلت في رفض العنف والاقتتال بين أبناء البلد الواحد والركون إلى العقل والحوار والإصغاء للآخر رغم التراجيديا التي يفقد فيها الصديق صديقه والمحبوب شريك عمره.
    يذكر أن مسرحية في بار بشارع الحمرا من إنتاج وزارة الثقافة المسرح القومي وسيفتتح عروضه الجماهيرية في الساعة الخامسة مساء من يوم السبت القادم على مسرح القباني.
    البعث ميديا - سانا
Working...
X