Announcement

Collapse
No announcement yet.

المخرج يلماز غوني بذكرى رحيله الـــ27 الذي جعل عدسته سلاحاً يقاوم فيها = إدريـس محمد

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المخرج يلماز غوني بذكرى رحيله الـــ27 الذي جعل عدسته سلاحاً يقاوم فيها = إدريـس محمد

    يلماز غوني الثائر الذي جعل من عدسة السينما سلاحاً



    الثوري الذي أصبح شيوعياً قبل أن يعرف الأفكار الشيوعية العلمية و دفاعها عن كل مظلوم و جائع في هذه الدنيا الذي انتسب الى ثوارها بدون أن يحرضه أحد على قول الحقيقة و مجابهة الواقع المتوحش الذي...مشاهدة المزيد








    كي لا ننسى مبدعينا الكورد ...Avin Barazi
    اليوم يصادف الذكرى ال29 لرحيل المخرج الثائر والممثل السينمائي الكردي يلماز غوني ...
    يلماز الذي مثل وأخرج 110 أفلام سينمائية ،وسجن مرات عديدة بسبب مواقفه السياسية من النظام العسكري التركي.
    حصل على 17 جائزة سينمائية أهمها جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي العالمي سنة 1982 عن فيلمه الشهير :يول "الطريق "






    يلماز غوني الثائر الذي جعل من عدسة السينما سلاحاً
    إدريـس محمد
    الثوري الذي أصبح شيوعياً قبل أن يعرف الأفكار الشيوعية العلمية، ودفاعها عن كل مظلوم وجائع في هذه الدنيا، والذي انتسب الى ثوارها بدون أن يحرضه أحد على قول الحقيقة ومجابهة الواقع المتوحش الذي فرضته الرأسمالية على حياته وحياة شعبه.
    هناك من الثوار من رفع البندقية ووهب حياته وجسده للثورة وللشعب وعلى رأسهم الرفيق جيفارا. وهناك من ناضل سياسياً وحفر في الصخر وانشأ أجيالاً لا تعرف اليأس ولا الهزيمة ومنهم الرفيق خالد بكداش. وهناك من ناضلوا بالقلم وحرض الألاف من الثوار والمظلومين فكان صدى كلماتهم اقوى من صدى المدافع ومنهم شاعر المقاومة الرفيق بول الوار. وهناك من سخَّر الفن وعلوم الصورة كسلاح للدفاع عن معاناة ملايين البشر من ابناء شعبه فنال إحترام الأعداء قبل الإصدقاء مقدماً حياته شمعة تضيء الطريق امام المسحوقين، ومنهم يلماز.
    لمحة عن حياته
    عاش يلماز غوني (47) عاماً قضى منها (11) عاماً في غياهيب السجون وعام ونصف العام في المنفى وخدم في الجيش سنتين في سرية الإنضباط و تشرد ثلاثة أعوام في ديار الغربة وقد منحه القدر وقتاً قصيراً للإبداع.
    خلال الوقت القصير الذي قضاه من حياته حراً كتب سيناريو (17) فيلماً و نشر (40) رواية ومئات من القصص، فكم كان بإمكان هذا الكاتب أن يبدع لو عاش اكثر؟
    ولد يلماز حميد بيتون الملقب (يلماز غوني) في 1-4-1937 في قرية بنيدجة قرب اضنه.
    والده من اصل كردي هاجر الى اضنه خلال فترة الحرب بين روسيا القيصرية وتركيا العثمانية.
    يقول غوني خلال احد المقابلات الصحفية معه انه عاش طفولة سعيدة حتى السابعة من العمر الى ان تزوج والده مرة ثانية وهنا فقد السعادة و الراحة في حياته.
    من عمر السابعة كان هو وعائلته يعملون لدى أحد الملاكين في البساتين في قطاف القطن وحمالاً حتى انهاء دراسته الثانوية، وأستثمر مايتاح له من الوقت في الدراسة.
    في البداية كان يبيع الكرز والبندق في الشوارع ثم بائع جرائد، بعدها عمل ميكانيكياً لآلات التشغيل السينمائي في شركة (اند فلم) وثم في شركة (كمال فلم) فكانت أن شكلت هذه التجربة بداية لدخوله الى عالم السينما.
    في السنة الثانية من المرحلة الإعدادية كتب للنشرة المدرسية (الجدارية) قصة قصيرة عن فلاح فقير يأخذ زوجته الى المدينة قاصداً الطبيب ولم يكن لديه مال، فعرض ديكاً بدل المال على الطبيب. يقول يلماز: رفضت هذه القصة بحجة انها يسارية علماً انني لم افهم في ذلك الوقت معنى (اليسارية).
    في عام (1953) بدء بكتابة القصص وأول ما نشر كانت قصة (أبناء بني الموت – لا حدود للإذلال). يقول غوني: وقتها ختمت الرجعية على بطاقتي بالشمع الأحمر كلمة (متمرد) وتعرضت للملاحقة طوال حياتي وفي عام (1957) نشر قصة في جريدة دخل بسببها السجن وهي بعنوان ( ثلاثة عوامل خفية للامساوى الإجتماعية)، وصودرت كل اعداد الجريدة وأعتقل يلماز غوني بتهمة نشر الأفكار الشيوعية وأصدر بحقه حكم بالسجن لمدة (سبعة اعوام و نصف)، لأن القانون التركي كان يعتبر الدعاية للشيوعية وللصراع الطبقي جريمة لا تغتفر.
    في عام (1958) تم أستئناف الحكم وخفض الى سنة ونصف ونفيه نصف سنة تحت رقابة الشرطة السياسية المشددة.
    في السجن كتب عدة روايات منها (الأعناق الملتوية – ماتو و رؤوسهم محنية) وكانت تعبير عن حياة الناس القرويين الذين وُلِدوا وماتوا بين براثن الفقر.
    في عام (1963) عاد يلماز بيوتون الى استنبول وقد تركت واقعة سجنه بسبب الدعاية الشيوعية عدة مشاكل له من قبل الرجعية التركية، وفي هذه الأثناء أقترح عليه صديقه (فريد جيهان) بأن يوقع يلماز مقالاته ورواياته بأسم مستعار واقترح عليه أسم غوني (معنى غوني باللغة الكردية المسكين).
    في عام (1964) مثل يلماز غوني في (11) فلماً، وفي عام (1965) مثل في (22) فلماً وكتب سيناريو (8) افلام ووقتها لقبوه بملك الشاشة القبيح لأنه لم يكن ينتمي الى الطبقة الإرستقراطية. و في عام (1967) مثل أحد أشهر أفلامه (سيدخان) ووصل عدد الذين شاهدوا الفلم الى ثمانية ملايين مشاهد وهو رقم لم يكن أحد قد سجله في تركيا قبله، والفلم اخذه يلماز من احدى مسرحيات الشاعر الكبير (ناظم حكمت) فكان تعاون بين عملاقين انتجا تحفة فنية.
    في عام (1968) تقرر السلطات تجنيده للخدمة الإلزامية ويساق الى كتيبة الإنضباط كمجند،علماً انه أنهى دراسته الثانوية التي ترشحه لرتبة ضابط التي حرم منها بسبب الحكم الصادر بحقه بتهمة الدعاية للشيوعية.
    الفترة المحصورة بين عامي (1970- 1971) كانت مشبعة للغاية بنجاحات يلماز غوني، فقد شارك في (20) فلماً و كتب (9) افلام ونشرت له لأول مرة رواية كاملة (ماتوا ورؤوسهم محنية).
    كان يلماز غوني المخرج الأول الذي إستطاع ان يقول الحقيقة عن المافيا التركية يجرأة بأنها من رذائل المجتمع الرأسمالي.
    شارك في عام (1976) في المهرجان الرابع لدول اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية المقام في الاتحاد السوفياتي في طشقند.
    إعتقل يلماز للمرة الثانية في (17-3-1972) بتهمة الدعم المالي وشراء اسلحة للشبيبة اليسارية التركية، ويقول يلماز في التحقيق (انه اعطا مسدس و 4000 ليرة و بعد شهر 10000 ليرة وخمسة مسدسات وخمسة مدافع رشاشة الى الشبيبة اليسارية) رغم انه كان بمقدوره أن ينكر ذالك لعدم توفر الدليل المادي ضده.
    لكنه أعلن هذا الكلام في كل لقائاته وحواراته مع القضاة وفضلاً عن ذالك في أجتماعات المجالس العسكرية ويقول (لو انهم طلبو مني المساعدة الآن لسلكت نفس السلوك).
    أصدر بحقه الحكم (7) سنوات مع الأشغال الشاقة وأخذ الى سجن (سليميه).
    وفي عام (1974)، وصلت الى السلطة حكومة إئتلافية في تركيا وإعفي عن يلماز غوني، وأحتشد المئات من الناس لأستقباله.
    و قد قضى في سجن (سليميه) فترة تزيد عن السنتين كانت من اكثر السنوات رعباً في حياته فقد كانوا يحرمونه من النوم و توجيه الإهانات الا إنسانية.
    أنظم يلماز الى حزب العمل الشيوعي التركي بعد خروجه من السجن وفي (14-9-1974) إعتقل للمرة الثالثة بتهمة قتل مدعي عام (سف موتلو) بالرغم من ان ابن عم يلماز غوني (عبد الله بيوتون) قد سلم نفسه الى الشرطة وأعترف باقترافه للجريمة.
    في جلسات المحاكمة إستجوب الشهود وأفاد (33) منهم أن عبد الله بيوتون هو القاتل و (5) آخرين قالوا انهم لم يشاهدوا يلماز يطلق النار وواحد فقط منهم أفاد بأن يلماز هو القاتل فكان ذلك كافياً للرجعية لأن تصفي حسابها مع من كانو يسمونه (بالمتمرد).
    هرب يلماز من السجن في (12 -10-1981) الى اليونان وطلب اللجوء السياسي في سويسرا ولم تعطيه. وحصل على اللجوء في فرنسا ومنذ ذلك الحين أصبح لاجئاً سياسياً.
    في عام (1982) تم تجريده من الجنسية التركية وفي فرنسا أخرج أهم الأفلام التقدمية في العالم (الجدار) و في أيلول (1984) توفي في باريس المخرج والمناظل والاجيء السياسي يلماز غوني ودفن في مقبرة (بيرلاشيز) بين أبطال كومنة باريس 18 أذار1871.
Working...
X