Announcement

Collapse
No announcement yet.

احتفال عراقي سابق بالفنان ناظم رمزي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • احتفال عراقي سابق بالفنان ناظم رمزي


    الفنان العراقي ناظم رمزي في ذمة الخلود
    خالد السلطاني*
    غيب الموت اليوم 7 ايلول 2013 في لندن، الفنان العراقي المعروف ناظم رمزي (1928-2013)، صاحب الابداعات المتنوعة، فهو مصور فوتوغرافي، ومصمم فني، ورسام، واحد اهم المختصين في الطباعة في عموم المنطقة العربية.
    من احتفال عراقي سابق بالفنان ناظم رمزي

    اصدر عدة كتب خاصة بالشأن التصويري، مثل "العراق: الارض والناس" (لندن، 1989)، و"من الذكرة" (بيروت، 2008)، وكتاب "العراق: لقطات فوتوغرافية لبعض ملامح الحياة في القرن العشرين" (بيروت، 2009). واخيرا كتابه "جولتي مع الكاميرا"، الصادر (2010)، عمان/ الاردن. في احدى كتاباتي عن كتبه قلت عنه مرة: "يسبغ النقاد على الشعراء صفة <الرائي>؛ الرائي، الذي بوسعه ان "يرى" ما لا نرى!، وان يستشف في العادي والمألوف، حدثا غير عادي وغير مالوف. من هنا ميزة وتميز ما يقول، رائيا ومستشرفاً الابداع في الكثير بما يحيطنا وما يشكل بيئتنا، مثيرا دهشتنا لما يقدمه لنا من رؤى و..رؤيا. وصفة الرائي بمواصفاتها تلك، يمكن لها ان تنعكس، بسهولة، على ابداعات "ناظم رمزي" المصور الفوتوغرافي المعروف، تلك الابداعات "الرائية" والمدهشة والتى بمقدورها ان تجد وتكشف لقطات ابداعية عالية الفنية في الاماكن العادية نتفاجئ كيف اننا لم يتسنِ، سابقا، رؤيتها. لقد انجز الفنان عددا كبيرا من تلك اللوحات المبدعة على مدار مسار حياته العملية الطويلة. وقلت ايضا "ثمة اهتمام كبير يوليه ناظم رمزي الى بيئة المدن المصورة ومفرداتها العمرانية المتنوعة: شوراعها ومبانيها وتفاصيلها العديدة المؤثثة لفضاء تلك المدن. لكن الاهم في ذلك هو حضور الانسان فيها، الانسان بكل حالاته. ونادرا ما تخلو صوره عن وجود انسان. (في كتابه الاخير، احصيت ست صور فقط من مجموع صور الكتاب المنشورة التى تفتقد حضور القوام الانساني فيها!). ثمة دلالات ترمز الى اهتمام الفنان ببنى شخوصه الملتقطه. فهو متعاطف لفرحهم وترحهم، ومشارك في تجمعاتهم كما انه شاهد امين على تنوع امزجتهم وتعدد مظهرهم المثقل بالايحاءات. من هنا يتعين فهم طبيعة "الرسالة" التى يود ان يبعثها الفنان/ المرسل الى المتلقي. فحالات مدنه من حالات شخوصها؛ هم الذين يمنحوا صفة الحيوية والانتماء والالفة اليها. لقد لاحظ احد النقاد المعماريين مؤخرا، بان تخطيطات المشاريع المعمارية المعاصرة، المشغولة آلياً، تخلو من وجود لرسوم الناس، الذين كانوا في السابق، جزءا لا يتجزأ من مفردات مخططات المشروع المقترح. فبهم يمكن التعرف على مقياس المبنى وتحديد مقاسات عناصره، كما ان حضورهم يضفي على اللوحة المرسومة احساسا بانتماء المبنى لهم ويؤكد علاقتهم به. ويتساءل في الاخير، هل من ثمة دلالة مقصودة بخلو لوحات المشاريع المعمارية من حضور الناس فيها؟ هل ان ذلك الخلو كناية عن "غربة" العمارة المعاصرة عن متلقيها او حتى مستخدميها؟ ولعل نوعية اللوحات الفوتوغرافية المشغولة من قبل رمزي، المسكون باحساس الالفة والانتماء وعدم التغريب، يمكن لها ان تشكل صيغة جواب عن مثل ذلك التساؤل المطروح."
    في حديثي الهاتفي مع ناظم رمزي، مؤخرا، حاولت ان اذكره بقيمة المنتج الفني الذي ابدعه طيلة سنين حياته. بيد انه تحدث بصعوبة وبتواضع جم عن انتاجه وضرورة ان يعرف الاخرون عنه، ذلك النتاج المهم الذي ماانفك معظمه محصورا في كوادر اشرطة افلامه العديدة. المخزونة في بيته اللندني حيث يقيم منذ سنوات. لم تسنح لي الفرصة، في تلك المحادثة الهاتفية التى اجريتها مؤخرا معه، ان احدثه عن قيمة ذلك المنتج والان يمقدوري ان اقول له
    ايها الفنان العزيز، لقد ارسيت بنشاطك واهتمامك، واسست بجهدك جنساً ابداعياً، اثرى خطاب ثقافتنا واغنى ذائقتنا الفنية بجماليات مميزة. نحن ندين لك بهذا. واعيد، هنا، مرة آخرى، ما كتبته عنك، محتفيا بنشاطك وفنك، رائيا فيه ردا مقنعا عن تلك التساؤلات التى اثرتها: " ... ولئن كان البعض الان كما في السابق، لم يقدّر ولا يعير اهمية لطبيعة الثروة المعرفية التى تمثلها تلك الصور للعراق ولتاريخه.. ولمستقبله ايضاً، فان ذلك يدخل في باب الجهل والتجهيل الذي ابتلى به البلد على مدى عقود كثيره. وسيأتي يوم، عاجلا ام آجلا، يقرّ به العراقيون، ولا سيما الباحثيين والمصوريين على وجه التحديد، بالدينّ الذي "لرمزي" عليهم".
    وداعاً، ايها الفنان المبدع، وداعا ايها الفنان العراقي "المهجر". سيظل عطاؤك ومنجزك هاما ومقدراً.
    وداعا ايها الصديق العزيز! ان ذكراك ستظل حاضرة دوما في قلوب محبيك واصدقاءك!

    * معمار واكاديمي
Working...
X