Announcement

Collapse
No announcement yet.

نزف الأرض - للأديبة الشاعرة سميرة رباحية طرابلسي - نجاح حلاس‏

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • نزف الأرض - للأديبة الشاعرة سميرة رباحية طرابلسي - نجاح حلاس‏

    في (( نزف الأرض ))


    مواجع إنسانية تتماهى


    مع جراح الوطن الكبير


    للأديبة الشاعرة


    سميرة رباحية طرابلسي

    نجاح حلاس‏
    (( نزف الأرض )) مجموعة نصوص نثرية للأديبة الشاعرة سميرة رباحية طرابلسي وهي باكورةأعمالها الابداعية
    ولا ندري لماذاتأخرت بإصدارها إلى الآن رغم أنها عشقت إشعاع الحرف منذ أن وعت القراءة ، كما عشقتالكتابة المتأنية واندغمت في دروبها ونشرت في الصحف والمجلات المحلية والعربية منذسنوات عدة وكانت لها مساهماتها في مختلف الأجناس الأدبية ... ومما يذكر في هذاالصدد ما للأديبة من اهتمام كبير في كتاباتها بقضايا المرأة وتحررها - كما يقولالاديب والناقد عيسى فتو ح في مقدمة المجموعة - يضاف إلى هذا اهتمامها بأدب الأطفال، كماقدمت برنامجاً إذاعياً للأطفال من إذاعة دمشق ، وعملت في مجال المسرح المدرسيفي وقت لم تكن الحركة المسرحية قد تبلورت في سورية .. وشكلت فرقة مسرحية في المدرسةالتي كانت تديرها ، وقدمت أربع مسرحيات تربوية من خلال الموسيقا والرقص والغناء ،ونالت عدة جوائز منها جائزة عمر البطش الذهبية لتدريب الرقص الشعبي ، وتصميمالرقصات . وكتاباتها في هذه المجموعة النثرية بوح شفيف ، ورقيق خارج من أعماق روحتعشق الأرض والوطن والأسرة بكل ما فيها من دفء ...كما تعشق كل من يحيط بها من أناسأحبتهم وأحبوها وتتمنى التواصل معهم بنبضات الكلمة الصادقة ... الكلمة التي لا تعرفالرياء ولا الكذب ولا المواربة . من يقرأ نصوصها النثرية في « نزف الأرض» وهي التيأطلقت عليها هذه التسمية وسجلتها على الغلاف ، لأنها كما يبدو تريد أن تبقى في خانةالنثر حيث الموسيقا التي تنبع من الروح لتعزف على أوتار الحروف وجع الأرض دونالتقيد بالأوزان الخليلية ، أو أوزان التفعيلة ... من يقرأ نصوصها يشعر أنها تريدلنزيف أوجاعها أن يتعانق مع نزيف الأرض ، وأن يتماهى مع تربتها ، وأن يغني للحلمالذي تستعجل تحقيقه تقول في « المدينة الهوية » وتعني القدس التي لازالت تناضلوتقاتل من أجل الحفاظ على هويتها وتراثها ، ومقدساتها : هتاف من المرابع يناديوَجْدٌ ينبض .. ودفتر عشق يكتب طائر ضائع حزين غنيت تربتك ياقدس .. الأمل المرتجىالوطن والهوية ... متى أعود ؟؟ ولأنها مدينة مقدسة تناديها « يا منبت الأنبياء » ولأنها مدينة مناضلة تقول لها « ترسمين درب الفداء ، ولأنها مجروحة تقول لها « تتكئين على جرح ثخين يكابر الألم ويمضي » ولأنها المدينة التي صلى فيها الأنبياء فيرحلة الإسراء والمعراج تقول لها : يا مدينة الأنبياء يا صخرة المعراج يا مدينةالقيامة يادرب الآلام أنت الأرض والسلام كما تحاول الأديبة سميرة طرابلسي في نصوصهاالنثرية وبلغة أنيقة راقية أن تدمج ما بين وجع الأرض ووجه أمها فتنعكس صورة الوطنالذي يحضن أبناءه على وجه الأم الحانية أيضاً على أولادها وكأنّ هناك علاقة متلازمةأو متشابهة ما بينهما وهي علاقة الحب ضمن دائرة العطاء : في وجه أمي أرى حجارةالقدس خارجة من ماء العصور في انبعاث الميلاد يضيء في وطن يفتدى ودائماً تبقىفلسطين حاضرة في نصوصها بمدنها الحزينة الجريحة المناضلة ... بشهدائها .. بأشلاءضحاياها ... بكل الوجوه المخضبّة بالدماء .. وكما يبدو أن فلسطين لاتبارح ذاكرتها .. بل تبقى قابعة في ساحة وعيها لأنها عاشت ولازالت تعيش مأساة هذا الشعب الذي ظلّيناضل ويقدم الشهداء على دروب الحرية ولازال تقول في « بيت لحم » : بيت لحم ! تشربليلها المكفهر توابيت من الظلمة.... أشواك تغرز .. قهر يتجدد صلوات للأم المحتشمةوجه مريم حزين .... معفر أشلاء الضحايا بلا انتهاء ملتفة... مخضبّة كما ترصد شوارعهذه المدينة .. وتقرأ وجوه أبنائها ... وأعيادها الحزينة ، وزنابقها ، وحبقها ،وبرتقالها ، وزيتونها ، والعيد الذي أصبح أملاً لإنسان هذه الأرض هو عيد تقرع فيهأجراس الكنائس دون أن يكون هناك قتل أو مذابح أو تدمير .. وكأنها تود أن تقول إنهذه المدن الحزينة كرهت ثوب القهر والجراح وتتمنى أن تخلعه لتتعطر بزهر نيسان ،وتغفو على زند نسيم الصيف ، وتركض مع وريقات الخريف وهي تتطاير على الدروب ، لعلالشتاء يجيء بأمطاره وثلوجه لتحيا الأرض من جديد فتعشب وتزهر وتثمر : بيت لحم ! شوارع جافة .. مهشمة أعيادها .. تغرب في البحر زنابق جاثية .. راثية قطرات من رسومقانية زيتونك والحبق برتقالك والريحان قربانٌ للأم الباكية إنسان لعيد « محكومبالأمل » محاصر بالألم . ولأخيها كم في « وداع » تتحدث عن لحظات قاسية .. لحظات مابين الحياة والموت .. لحظات يودع فيها الإنسان دار الحياة ليمتطي دفة المجهولتاركاً أحبة تقرحت أجفانهم من كثرة البكاء وتمزقت قلوبهم على الفراق : يا أخاً أبيّالنفس رافعاً جبيناً مفتوحاً للألم يا جبلاً شامخاً يرسم جهات العاصفة الواقفة فيمهب الريح سألت الحب أن يعطيك قيثارته سألت البحر أن يمنحك مجدافه سألت الكواكب أنتمسك بيد الموت أن تمنح جراحك ضياءها لتخفف جمرها .. وتمتزج مع الصمت تضرعت إلىالورد أن يهديك شذاه فأغلقت دونه كوى الحياة ففي هذه اللحظات القاسية المثخنةبالألم لاتنفع التضرعات ولا التوسلات لأن القدر المحتوم يكون قد وقع ، ولأن الموتعندما يجيء لا يأبه لنداءات الأحبة وتوسلاتهم .. وأمام فلسفة الموت نقف مسلِّمينبالقدر وبحتمية انتهاء كل كائن حي . ولا تنسى أديبتنا أن ترش عطرها الإبداعي علىأسرة أرادتها أن تكون مثالية بأخلاقها وعلمها وتربيتها تقول في قصيدة لابنها الطبيبالجراح تحت عنوان« ولادة » : ليديك مشية الهدهد يتمهل على النسيج وبكفيك يذوب عنبرالشتاء وأجيج الحنين ينساب بهدوء على الجروح بدمه تترع بالجراح يداك بكفيك تتفتحبراعم الحنان علىوريقات النسيج المفتوحة ناراً مرتعشة ، فتنهض معافى ورغم العذاباتالقابعة بداخلها ، وتماهيها مع آلام الحياة نراها دائماً تقف على جرح الوطن لتضمدهذه الجراح الكبيرة التي هي جراح العرب تقول في غزة الجرح الذي أزهر بطولة وثباتاًورباطة جأش رغم غطرسة الصهاينة وقنابل طائراتها ودباباتهم: حسبي أنا عشق الأرض هوالحب لأميرات غزة الصغيرات قوة ومضاء لفرسان غزة في رحاب هجرة لا تعرف التصدع فيرحاب نمور يرومون نور النشور ولأنها الأديبة العاشقة لفسحة الضوء...للشمس ... لأمنيات تتمناها أن تنعتق إلى حيث الحرية والمدى الأرحب نراها تنادي الكواكب قائلة : تعالي أيتها الكواكب نتماهى مع السماء قطرة ... قطرة نتجذر ... نتجدد غربة ، فضاء، ورباناً ممالك متشحة بأظافر الوحدة وأنا بضفائري الجذلى أنشد الألق وأناجي البهاء . ٭ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    نزف الأرض - للأديبة الشاعرة سميرة رباحية طرابلسي - نجاح حلاس‏
Working...
X