Announcement

Collapse
No announcement yet.

كاتب ومخرج "المهند حيدر".. رحالة بين الفنون والثقافة خريج الإدارة الثقافية..- مضر رمضان ..

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • كاتب ومخرج "المهند حيدر".. رحالة بين الفنون والثقافة خريج الإدارة الثقافية..- مضر رمضان ..


    "المهند حيدر".. رحالة بين الفنون والثقافة

    مضر رمضان

    مذ كان صغيراً استطاع أن يرسم لنفسه طريقاً واضحاً في اختيار ما يريد خاصة في مجال دراسته، لذلك حين قرر دراسة "الادارة الثقافية" صارت مشروعه الأهم في حياته، ولتكون بداية الحلم الذي أراده.
    "مدونة وطن" eSyria التقت "المهند حيدر" مدرس مادة الإدارة الثقافية في المعهد العالي للفنون المسرحية في 28/8/2012 وبداية قال: «صراحة أحب أن يقال عني كاتب ومخرج لكن أرى أنه ليس من حقي حيث لم أجمع كماً من الأعمال ما يخولني على حمل هذه الألقاب"».

    وباعتباره أول أكاديمي في مجال الإدارة الثقافية والوحيد في "سورية" حاليا في "المعهد العالي للفنون المسرحية"، اعتبر أن اهتمامه الثقافي يعود إلى أسرته التي حرضته على القراءة منذ صغره حين دار الحديث عن بداياته حيث فقال: «هناك فضل كبير لأسرتي المتمثلة بأبي وأختي في تحريضي على التوجه الثقافي، حيث دفعتني أختي إلى القراءة المتنوعة منذ صغري ما أسس لدي مرجعية ثقافية شاملة ساعدتني على اختيار دراستي عندما كبرت، لهذا توجهت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية لأدرس في قسم الدراسات, وقد كان لي اهتمام كبير في المسرح من جهة التأليف والإخراج، لكن معظم اهتماماتي تلاشت أمام دراستي للإدارة الثقافية التي أصبحت مشروعي الأهم».

    وعند سؤاله عن النتاج المسرحي الذي قدمه كاتباً أو مخرجاً أجابنا قائلاً: «كان النتاج ضئيلاً بالنسبة لي، وذلك بسبب ضيق الفرص وكثرة الشروط التي تحاصر المنتج المسرحي في سورية، حيث يصبح المخرج أو الكاتب بين خيارين الأول هو التنازل عن بعض مقومات عرضه أو أن يبتعد، ومع ذلك كان لي هناك بعض المحاولات المسرحية عن طريق ورشات عمل تنسيقاً مع المعهد العالي للفنون المسرحية، وبشكل عام اهتممت بالجانب العملي من دراستي، لذلك عملت على تأسيس طلبة مهتمين بهذا القطاع من خلال تدريسي مادة الإدارة الثقافية ليستوعبوا قيمة هذا العلم ويتشربونه بطريقة سليمة، لأني أعتبر ذلك اللبنة الأولى لتطوير الفن المسرحي في سورية والمؤسسات المسرحية».


    وعن دوره في الحراك الثقافي السوري قال: «أنا أتوجه إلى الشعر والمسرح وأرى أن الشعر حالة ذاتية مطلقة على عكس المسرح الذي هو حالة عامة مطلقة مع أنني أرى أن الشعر يجب أن ينطلق من الذاتية إلى العموم، وأنا أكتب الشعر في فترات متباعدة ومن غير تخطيط لأن كتابة الشعر دائماً تؤثر في داخلي سلباً، فأحاول الابتعاد قدر المستطاع إلا أنني أتورط في قصيدة جديدة. وفي كتاباتي الشعرية كنت أتجرد عن نفسي لأقرأ ما قد أنجزته سالفاً بعين ناقدة ،لأقوم على تقييم نفسي بحثاً عما هو جديد أو ما هو مطلوب مني الآن، إلى أن وصلت إلى نقطة فهم تقول أن أنطلق من ذاتي إلى العوام على الرغم من أنني

    الدكتورة هزار الجندي أقتنع أن الشعر لا يبحث عن المتلقي، إنما المتلقي يبحث عن نفسه في القصيدة على خلاف المسرح الذي يبحث عن نفسه في الجمهور».

    وتابع: «الشعر هو حالة من حالات المكاشفة، على الرغم من أن الشعراء قد يخترعون حالة لا تلامسهم واقعياً، إنما تعنيهم وتحرضهم، وبهذا أيضاً نجد أن الشعر يعكس حقيقة الشاعر، فقراء تجربة شعرية لشاعر معين لا تعني كشفاً لتجربته وثقافته، بل هي اكتشاف لحقيقته الإنسانية أيضاً».

    وعند سؤاله عن فترة إيفاده لدراسة الإدارة الثقافية قال: «كان ذلك بمحض المصادفة، إلا أني أدركت أهمية هذه الدراسة بعد تعمقي بها وادراكي لحاجة مؤسساتنا الثقافية لهذا العلم، فالإدارة الثقافية لا تهتم فقط بمنحى التنظير الثقافي بل توصف الواقع الثقافي لتصل إلى الحلول المتاحة، وتشرف عملياً على تطوير وتحسين الحال الثقافي في المجتمع وليس المسرح فقط، والمكتبة العربية تفتقر تماماً للمراجع في علم الإدارة الثقافية، لذلك تم إدخال الإدارة الثقافية كمادة تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية بعد عودتي، وأقوم عملياً على تدريسها بغية الوصول إلى جيل يعمل في الشارع الثقافي في سورية بمساره الصحيح».

    في لقاء مع "د. هزار الجندي" عميد المعهد العالي للفنون المسرحية سابقاً تحدثت عن "المهند حيدر" فقالت: «يعتبر حيدر من الأشخاص المهمين للمعهد، فأنا أعرفه مذ كان طالباً وكان من المتفوقين وأصحاب المشاريع الفعالة في المسيرة الفنية في سورية، ولعل اختصاصه في مجال الإدارة الثقافية كان له أهمية أكبر في الحراك المسرحي في سورية لأنه يعتبر أول مدرس لهذا العلم في سورية، ونحن نتعاون في سبيل افتتاح قسم يهتم بهذا المجال بشكل خاص، لكن هذا المشروع بحاجة إلى أرضيات وبحاجة إلى كوادر ووقت حتى تتبلور صيغته الفعلية».

    من الجدير ذكره أن "المهند حيدر" مواليد مدينة "سلمية" عام 1976 وقد تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراسات المسرحية عام 2000 ، وحصل على شهادة الماجستير الاحترافي في الإدارة الثقافية من جامعة بول "فيرلين" في "فرنسا" عام 2006، ويعمل حالياً مدرساً لمادة الإدارة الثقافية في المعهد العالي للفنون المسرحية ومديراً للعلاقات العامة في مديرية المسارح والموسيقا، وله مجموعة شعرية مطبوعة عام 2004 بعنوان "كما لو أني أتيت"، ومجموعة لم تنشر بعد بعنوان "بارانويا"، كما أن له نصين مسرحيين بعنوان "العسكر"، و"احتفال خاص بالمسرح"، وقام بإخراج وكتابة سيناريو فيلم "سياسة politica" عام 2001, كما قام بترجمة وإخراج العرض المسرحي "الفيل يا ملك الزمان" للراحل "سعد الله ونوس" وقدمه في "فرنسا" باللغة الفرنسية عام 2005.

Working...
X