Announcement

Collapse
No announcement yet.

بسام المصري المخرج الأردني - الدراما تراكم يحتاج إلى إخلاص وتفاعل مع المحيط

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بسام المصري المخرج الأردني - الدراما تراكم يحتاج إلى إخلاص وتفاعل مع المحيط

    المصري: الدراما تراكم يحتاج
    إلى إخلاص وتفاعل مع المحيط
    جريدة الرأي


    محمد جميل خضر
    وهو على مقاعد الصف، أطلت إرهاصات البدايات الأولى للمخرج الأردني بسام المصري. وتجلى ذلك بحرصه الدائم والمستمر على المشاركة في النشاطات المدرسية، بخاصة في مجال التمثيل.
    مخرج مسلسل «نمر بن عدوان» بطولة صبا مبارك وياسر المصري، يتذكر أنه أدى في المرحلة الابتدائية دور ضباب بين الأرت في مسرحية مدرسية، كما شارك بالمرحلة الإعدادية بمسرحية «شريعة الغاب» للشاعر أحمد شوقي وعديد من النشاطات المدرسية الأخرى.
    في المرحلة الثانوية لم يتمكن المصري مخرج مسلسل «عودة أبو تايه» اجتياز امتحان القبول في معهد التمثيل التابع لوزارة الثقافة الأردنية.
    ظروفه المادية الصعبة، حالت دون تمكنه بعد حصوله على الثانوية العامة، الالتحاق بأي جامعة أو معهد فني نظراً للظروف المادية الصعبة إلى أن استحدثت كلية الخوارزمي في عمّان، ثمانينيات القرن الماضي، قسم الإنتاج والإخراج التلفزيوني، و»الحمد لله كنت موفقاً جداً واستطعت إنهاء الدراسة بتقدير ممتاز وكنت الأول على دفعتي»، يقول المصري في حوار أجرته معه «الرأي».

    خلال فترة الدراسة في كلية الخوارزمي شارك ببعض الأعمال المسرحية والتلفزيونية يتذكر منها مسلسل «الوعد» مع المخرج أحمد دعيبس ومسرحية مع المخرج هاني صنوبر ومسرحية «أفكار جنونية من دفتر هاملت» مع المخرج حاتم السيد، ومن خلالها جاءت أولى مشاركاته العربية الخارجية، عندما سافروا بها لمهرجان بغداد للمسرح العربي الأول في عام 1988.
    في العام 1989 أخرج المصري صاحب المسيرة الممتدة على مساحة زهاء ربع قرن عمل مسرحي سياسي حمل عنوان «قرية العشاق» وشارك من خلالها في مهرجان كليات المجتمع الثاني الذي كانت تنظمه وزارة الثقافة آنذاك وحصل من خلال العرض على جائزة أفضل مخرج.
    معترك الحياة الفنية، دخله المصري بقوة بعد ذلك؛ إذ اختاره المخرج أحمد دعيبس لدور رئيسي في المسلسل البدوي «العرب القادمة»، كما عمل مرة مديراً للمسرح، ومثّل في مسرحية «البلاد طلبت أهلها» مع المخرج المنصف السويسي وعرضت المسرحية في عمان والقاهرة.

    حتى العام 1994، عمل مخرجاً مساعداً مع المخرج أحمد دعيبس وعدداً من المخرجين الأردنيين في كثير من الأعمال التلفزيونية بعدها قام بإخراج أول عمل تلفزيوني بعنوان «القصير» لصالح مؤسسة الأندلس ومنها كما يورد كانت الانطلاقة.
    أخرج المصري بعد ذلك أعمالاً درامية في الأردن والسعودية وسوريا والإمارات أهمها: «عيال مشهور»، «رياح المواسم»، «الأماني المرة»، «ورد وشوك»، «سيف الحق»، «الرحيل الأخير»، «الفنجان»، «المنسية»، إضافة لفيلم الأطفال التلفزيوني «رسالة الطير».
    في العام 2005 شارك مع المخرج أحمد دعيبس بإخراج جزء من مسلسل «راس غليص»، وتحديداً الجزء الأول الذي لاقي صدى ونجاحاً منقطع النظير، وشكّل بداية العودة الأعمال البدوية للساحة الفنية العربية، وهي إلى ذلك بداية تعاون المصري مع المركز العربي، إذ شارك معهم في مسلسل «نمر بن عدوان» الذي عزّز نجاح الدراما الأردنية لتعود إلى الشاشات العربية بخطى واثقة واضحة لمعالم نظراً للنجاح الجماهيري الذي حققه هذا المسلسل وبروز نجمين أردنيين للساحة العربية هما ياسر المصري وصبا مبارك. في العام 2007 أخرج مسلسل «عودة أبو تايه» الذي شارك بمهرجان القاهرة للإعلام العربي الرابع عشر وحصد أهم جوائز المهرجان حيث حصل المسلسل على سبع جوائز إبداع ذهبية وأكد نجومية منذر رياحنة بحصوله على جائزة الإبداع الذهبية كأفضل ممثل دور أول وحصل المصري فيه على جائزة الإبداع الذهبية كأفضل مخرج وحصل المسلسل على جائزة الإبداع الذهبية كأفضل عمل متكامل من بين ما يقارب 80 عملاً عربياً شاركت بالمهرجان.
    المصري واصل تسليط الضوء على شخصيات أردنية بارزة، مثل الشيخ إبراهيم الضمور الذي قدمه المصري عبر مسلسل «عطر النار» الذي يلقي الضوء على حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام عام 1836.
    «خلال شهر رمضان المبارك الماضي كنت الوحيد المتواجد على الساحة العربية بعمل أردني بعنوان «المرقاب» الذي عرض على أربع فضائيات عربية إضافة إلى التلفزيون الأردني»، يقول المصري.
    وقبل أسابيع قدّم المصري مخرجاً، مسرحية افتتاح مهرجان الدمام المسرحي للمسرحيات القصيرة بدورته الثامنة في المملكة العربية السعودية، وحملت المسرحية عنوان «لغز الرواية». كما ألقى في المناسبة نفسها محاضرة عن التأجيل في المسرح العربي وأدار دورة متخصصة عن الإخراج، وكان رئيس لجنة التحكيم في المهرجان.
    حول ما يجتاح العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص من موجات تغيير على أكثر من مستوى، يرى المصري أن الفنانين أسهموا بشكل فعال في مساعي التغيير تلك.
    المصري يرى في سياق متصل أن للفن «دور مفصلي في تنمية الحس الوطني والتأكيد على المكتسبات الإيجابية مع المحافظة على العادات والتقاليد وتوجيهها لخدمة الوطن والمواطن».
    الدراما المحلية وصلت، بحسب المصري، ذروتها ثمانينيات القرن الماضي، بفعل تضافر الجهود الرسمية وغير الرسمية: مركز الإنتاج في التلفزيون الأردني والشركة الأردنية(استوديوهات الأردن).
    المستجدات السياسية على الساحة العربية في عام 1991 أدت كما يوضح، إلى إقصاء الدراما الأردنية عن الساحة العربية لصالح دول عربية أخرى، كما ظهرت الفضائيات العربية وتطورت بعيداً عن الدراما الأردنية مما أدى إلى تراجع في مستوى الأعمال الفنية الأردنية.
    «والآن وبعد ما حل بالمركز العربي ما حل»، يقول المصري مشيراً إلى تراجع دوره الإنتاجي، «تعود النكسة الدرامية الأردنية من جديد، رغم جهود نقابة الفنانين الأردنيين ومطالباتها الدؤوبة لعودة الإنتاج الدرامي وتحسين ظروف الفنان المعيشية وفسح المجال له للقيام بدوره الحقيقي في بناء وطنه إلا إن أجهزة الحكومة الرسمية بعيدة كل البعد عن الهم الأردني وكأن هذه الأمور لا تعنيها أو على الأقل لا تعي القيمة الحقيقية للفنان أو الدور الذي يمكن أن تقوم به الدراما الأردنية في البناء والإصلاح على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والسياحية والتربوية».
    المصري لا يشك «بحرص جلالة الملك ووعيه لهذا الدور ففي كثير من خطاباته ولقاءاته الرسمية وغير الرسمية أكد على ضرورة تفعيل دور الفنون والثقافة وإتاحة المجال أمامها لكي تسهم في مسيرة الأردن الغالي ولكن للأسف لا فهم ولا تفهم من جانب كثير من المسئولين حتى بات الأردن من المتأخرين عن ركب التقدم في المسيرة الثقافية والإعلامية رغم بدايتنا المتقدمة عن غيرنا في كثير من الدول العربية الشقيقة فنياً وثقافياً ومساحة من حرية الرأي والتعبير».
    المصري يسأل ألم يكن الفنان الأردني سفيراً حقيقياً للأردن تاريخاً وسياحة وعادات وتقاليد واستثمارات فنية وسياحية وصاحب دور في تكريس روح الانتماء عند الشعب الأردني وصاحب دور في التنمية على الصعد كافة؟ وخالصاً إلى إجابة إيجابية، يعلق بسؤال آخر: إذن لماذا التهميش الآن بحجـج واهية مثل عدم وجود ميزانية لأي عمل فني، ولا مجال لرعاية فنان أو جهة فنية، وليس هناك خطط دعم، وأن اهتمامات الحكومة تنصب على الجانب الاقتصادي وليس الفني.
    نحن كفانين، يقول المصري، «نعي ما يمر بت العالم من أزمات ونعي أكثر كل ما يتهدد الأردن العزيز من مخاطر داخلية وخارجية، ونعي أيضاً أنه آن الأوان لنأخذ دورنا الحقيقي ونكون جزءاً من خطط الإصلاح، فالدراما يمكن أن تكون سلاحاً ناعماً من أجل التنمية والتغير نحو الأفضل إضافة إلى دورها الاقتصادي من خلال ما تجلبه من إرباح وإيرادات».
    للإبداع أدوات عديدة، بحسب المصري، منها بشري وهي متوفرة في الأردن بشكل كبير فالنجوم الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور لا يزالون ينتظرون عودة الدراما الأردنية إلى سابق مجدها، والفنيون الأردنيون قامت على أكتافهم محطات عربية كثر، وهناك أعداد سنوية من الخريجين الأكاديميين من مختلف المعاهد والجامعات الأردنية والعربية والعالمية الذين لازالوا يتوافدون للساحة الفنية مطالبين بدور لهم في الفن الأردني وينتظرون من يقرع جرس عودة الفن الأردني. والعامل الآخر هو العامل التقني ويتكون من آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية من تطور في الأجهزة الفنية من كاميرات وأجهزة مونتاج وأجهزة مساعدة أخرى، وهذه متوفرة بشكل ممتاز في الشركات الخاصة، فالأجهزة والمعدات التي يملكها المركز العربي، على سبيل المثال، هي آخر ما توصلت إليه أهم الشركات العالمية المتخصصة، أما على الصعيد الرسمي فلا يزال التلفزيون الأردني فقيراً في هذا الجانب فأجهزته ومعداته متأخرة كثيراً عن ركب التطور.
    إذا كان هناك قرار حقيقي بعودة قوية للدراما الأردنية إلى الساحة العربية فلا بد، كما يرى المصري من الاهتمام بالبنية التحتية لهذه العودة وإشراك المتخصصين في بناء الخطط لهذه العودة من كتاب وفنانين ومسئولين بحيث تجد هذه الخطط لنفسها مكاناً ضمن ميزانيات الحكومات.
    عن جديده يتحدث المصري عن عديد الاتصالات بينه وبين عدد من المنتجين في عدد من الدول العربية، ويكشف عن توقيعه عقداً يخرج من خلاله مسلسلاً ضخماً يحكي عن القيمة التاريخية والاقتصادية لمنطقة الخليج العربي ولكن دون تحديد لزمن التنفيذ، فالعالم العربي يعيش الآن، كما يقول، فترة «عدم استقرار والخطط الإنتاجية متبدلة ومتغيرة ومن المؤكد أن الكم الإنتاجي للأعمال العربي سيكون منخفضاً هذا العام عن الأعوام السابقة ناهيك عن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية».
    «التطور الإبداعي يمتاز بالتراكمية»، يقول المصري، ويحتاج إلى تنمية روح المنافسة بين المبدعين سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو الدولي، ومن هنا تنبع، برأيه، أهمية المشاركات الخارجية للمبدع الأردني إضافة إلى رسالة الفنان الحقيقية في تعزيز روح الوحدة العربية والتكامل العربي، ولأن للفن رسالة إنسانية، والفنان معني بالإنسان أينما وجد فلا بد إذن من تبادل الخبرات على الصعيد الدولي.
    عن حبه لموقعه خلف الكاميرا، وهل يفكر بالوقوف أمامها؟ يكشف المصري أنه شارك ممثلاً في عدد كبير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية وخصوصاً في بداياته، ويقول «لا أزال أحب التواجد أمام الكاميرا وليس خلفها فقط، وفي كل عمل أقوم بإخراجه أعيش لحظات من المتعة والاكتفاء وأشعر بالحنين إلى التمثيل، فانا أرى نفسي في كل من يقف أمام كاميرتي وأشاركه الفرح والعشق والهم وهذا قد يكون سر نجاح علاقتي بالممثل الذي هو أهم عنصر من عناصر العملية الإبداعية».
Working...
X