Announcement

Collapse
No announcement yet.

القاص ( سعود مصبح قبيلات ) أديب أردني

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • القاص ( سعود مصبح قبيلات ) أديب أردني

    سعود قبيلات
    ولد سعود مصبح قبيلات في مليح/مادبا عام 1955، حصل على بكالوريوس علم نفس من الجامعة الأردنية عام 1982 مارس بعد تخرجه العمل النقابي، وعمل محرراً في جريدة آخر خبر، ويعمل حالياً معداً ومقدماً لبرامج ثقافية في إذاعة عمان، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ومنتدى الفكر الاشتراكي.
    مؤلفاته:

    1. في البدء ثم في البدء أيضاً (قصص) رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1981.
    2. مشي (قصص) دار أزمنة، عمان، 1994.
    3. بعد خراب الحافلة (قصص) المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2002.

    مشي
    سعود قبيلات
    كان رجل يمشي، أدخلوه السجن، فقال: اربط حذائي.
    ومرت سنوات، أنهى الرجل ربط حذائه، وبينما هو خارج من السجن، قال: الآن، أواصل المشي.

    بحث

    كانت امرأة دافقة.
    ذات مرّة، تركها وحيدة ودخل السجن، فماتت.
    عندئذ، تساءل حائراً: كيف يمكن أن يكون شكل الحياة إذن، في الخارج؟
    ومرت سنوات. خرج الرجل من السجن؛ وحين ذهب إلى بيتها، قابلته امرأة غريبة وقالت: عفواً، تلك المرأة ماتت منذ سنوات، ألا تعرف؟
    فكر السجين هنيهة، ثم قال: أعرف، أعرف ولكن من فضلك أين أجدها؟
    ليست هي
    عرفها من خلف القضبان فصارت امرأته وحين خرج من السجن، بعد سنوات استقبلته عند الباب وقالت له: أنا امرأتك.
    لم يقل لها شيئاً، لكنه فكر في نفسه.. بالتأكيد ليست هي.
    حلم
    منهكاً، متألماً، نام السجين في زنزانته، فرأى أطفالاً، يجلسون من حوله، وما لبث أن رأى رأسه في حضن أحدهم، بينما كانت تنساب في المكان موسيقى ناعمة، تتغلغل تغماتها في أعماق النفس، فاطمأن وتدفق الحنان في صدره.
    وعندئذ أحاطت يدا الطفل برأس السجين طريتين، سحبتاه إلى الأعلى، فغمره الدفء ولكنه خشي أن يثقل رأسه على الطفل، فرفعه مع اليدين الصغيرتين، وأداره حين بدا له أن الصغير يريد ذلك، وعندئذ، إلتقت عيونهما، ففرح السجين كثيراً. ثم، مثلما واد جميل مليء بالشجر والمياه الصافية الرقراقة وخيوط الشمس المتساقطة من خلل الأغصان وأغاريد العصافير، أضاءت إبتسامة نورانية شفتي الطفل، فنفذت من فورها إلى أعماق السجين، فوجد نفسه يبتسم هو أيضاً بشكل حقيقي إلى درجة أنه، بسبب تحرّك شفتيه وهما تبتسمان غاب الطفل والموسيقى والفرح والابتسامة نفسها.. وعادت الزنزانة بجدرانها الكئيبة الخانقة لتحاصره.
    نبض
    مدفأة، وفراش وثير، وامرأة جميلة متمددة إلى جانبه، تضع حبات الكستناء على صفيح المدفأة. يقشران الحبات الناضجة، ويتبادلان حديثاً هامساً جميلاً. وفي خلفية تفكيرهما شعور بمتعة الدفء، بينما يأتي من الخارج صوت الريح مزمجراً وطرق المطر للجدران وزجاج النافذة.
    تناهى إليه صوت حذاء ثقيل. وسجلت أنصاف حواسه، حضور شبح دخيل، وفجأة، تلاشت المدفأة والفراش الوثير والمرأة الجميلة وحبات الكستناء والأحاديث الهامسة والدفء.. وحلّ بدلاً منها جميعاً، (برش) وصقيع وقضبان، خلفها يقف متأهباً، شرطي بحذاء ثقيل.
    *من مجموعة "مشي"
Working...
X