Announcement

Collapse
No announcement yet.

القاص ( سمير أحمد الشريف ) باحث أردني

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • القاص ( سمير أحمد الشريف ) باحث أردني

    سمير أحمد الشريف

    اسم الشهرة: سمير الشريف
    الاسم الكامل: سمير احمد الشريف
    تاريخ الميلاد والمكان:1955/ النويعمة
    العمل الحالي: وزارة التربية والتعليم
    التحصيل العلمي: بكالوريوس إنجليزي
    العضوية:
    • رابطة الكتاب الأردنيين
    • اتحاد الكتاب العرب

    الإنجازات الكتابية:
    • الزئير بصوت مجروح /قصص /وزارة الثقافة 1994
    • عطش الماء قصص/ أمانة عمان /2005

    أعمال أخرى:
    • كتب للبرامج الثقافية والأدبية للقسم العربي بإذاعة لندن
    • عالم الأدب
    • الحديث الثقافي
    • ثمرات المطابع
    • عمل مراسلا لمجلة أقلام العراقية وآفاق عربية ومجلة الحرس الوطني

    الجوائز:
    • جائزة رابطة الكتاب الأردنيين لغير الأعضاء في القصة القصيرة عام 1982
    • جائزة رابطة الكتاب الأردنيين لغير الأعضاء في القصة القصيرة عام198
    • المركز الأول في القصة القصيرة لمسابقة نادي جيزان الأدبي لعام 1409
    • المركز الثاني لمسابقة القصة القصيرة لمجلة المنهل عام1992
    • المركز الثالث لمسابقة القصة القصيرة لنادي أبها الأدبي المسابقة رقم 24

    العنوان البريدي: عين الباشا 19374 ص. ب 319
    العنوان الإلكتروني: [email protected]هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و spambots, تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
    الهاتف الخلوي:
    ولد سمير أحمد الشريف في النويعمة عام 1955، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الانجليزية، يعمل معلما في مدارس البقعة الثانوية، يكتب القصة والمعالجات النقدية.

    له مجموعتان قصصيتان:
    1. الزئير بصوت مجروح
    2. تداعيات في زمن الحرب

    الزيارة
    سمير أحمد الشريف
    أصبح وجه المدينة كئيباً كالحاً، كل شيء تغير، السماء تلبدها الغيوم، الصدور مقفلة على هم كبير، الوجوه عابسة، الصمت الأخرس يلف الطرقات، حتى صياح العربات المتجولة اختفى، فلم تعد قارعة الطريق تغص ببائعي الكعك والبيض والعرقسوس.
    المارة يسيرون في صمت قاتل لا ترتفع أطرافهم إلا ليحملقوا في سيارة مسرعة تمر من جانبهم محملة بأرتال من جنود يشع من عيونهم بريق الخوف، يقبضون على أسلحتهم بأيد صلبة كأنما يخافون أن تهرب. أفاقت، رمقت ساعة معصمها لم يكن لموعد بدء منع التجول غير ساعة، "همست" باستطاعتي أن أعودها، أطمئن على جرحها ثم أعود.
    سارت في الشوارع العريضة، الصمت يطبق في خوف شديد، السيارات تمر مسرعة مجنونة، الجدران بحجارتها الكابية تزيد النفس قتامة وتضاعف من عذاب الوحدة... الخربشات على الجدران تمسح ما يترتب في القلب من ملل وأحزان، فوهة بندقية مرتسمة بشكل بدائي بسيط، مفردات كثيرة تنتشر هنا وهناك تؤكد معنى الوحدة... أصابع كثيرة ترتفع فوق رؤوس صغيرة تحمل شارات النصر.
    تسير في خطى أقرب إلى الوثب ترمق المارة تقطع الشارع القريب من البيت، تعبر شارعاً، تدخل حارة، تدور في منعطف يوصل إلى زقاق.
    مبهورة الأنفاس، وقفت بالباب، انتظرت تستعيد أنفاسها الهاربة رفعت يدها، ضغطت الجرس المرتفع بعد أن تحاملت على أطراف أصابعها، غزتها موجة فرح... مرت لحظة، فتح الباب بيد معروقة لعجوز ذات فم أدرد..
    خطت نحو غرفة صديقتها، الفتها ممدة على الفراش، معصوبة الرأس، تحسن وضعها بعد رحيل موجة الإصفرار التي لونت وجهها بالأمس.
    هربت اللحظات بها بعيداً إلى أجواء الإضراب والحجارة والعجلات المحروقة.
    تنهدت بعد أن نظرت إلى وجه صديقتها الجريحة كأنما تحسدها على هذه النومة التي تؤكدها فيها صديقتها حب الوطن...
    حانت منها التفاتة مفاجئة لساعتها التي نسيتها تحتضن رسغها البض الأبيض، أخرجت آهة ندم، مذكرة صديقتها بضرورة العودة، لم يبق لسوء الحظ على موعد منع التجول سوى دقائق عشر.
    نهضت كرمح، ودعت صديقتها التي لم تستطع النهوض رغم محاولتها اليائسة حاولت أن تداري دمعة فرت من عينيها، أثارت انتباه صديقتها التي تساءلت بفرح فيما إذا كانت تلك دمعة حزن أم دمعة فرح!
    عندما طبعت على خد صديقتها قبلة دافئة قفزت كغزال مغادرة. داهمتها نسمة خوف عندما اكتشفت نفسها وحيدة في الشارع العريض لأول مرة.
    سارت بخطى واسعة مرتبكة تتلفت بين الفينة والأخرى إلى الوراء. كأنها تستوثق من عدم وجود خطر، وهي تنظر برجاء إلى عقارب ساعتها التي تدور بسرعة كبيرة فيتلون وجهها نتيجة ذلك بانفعالات شتى سمعت دقات قلبها المتسارعة، أحست ببداية دوار يغزو رأسها، تخيلت الطريق يمتد أمامها ويطول...
    صكت أذنيها قهقهة عالية، رمقت الرصيف المقابل بوجل، جف ريقها، رعدة سرت في شرايينها، تساءلت في نفسها "من تراه يكون؟".
    تجمدت الدماء في عروقها رأته يذرع الشارع في سكون.. لم تدر ما تقول.. هل تهرب؟ لكن الرصاصة حتما ستسبقها لا... ستتوقف، ستشرح الموقف.
    -قف.. لا تتحرك.. كم الساعة الآن؟ الآن!!
    هربت كل المفردات من فمها، ارتبكت، لم تدر ما تقول.
    التفت الجندي إلى رفيقه الذي يقف بعيداً، تراطنا بصوت عال، ابتعد الواقف، تقدم الآخر، بتودد قال: اقتربي، لا تخافي.. هيا:
    -ولكن ساعتي عاطلة منذ الصباح، لم...
    اقترب منها أكثر، أمسكها من يدها، حاول تفتيشها، حدق في عينيها، انزلقت يمناها عبر فتحة صدرها، ابتسمت له بمكر، لمع ما في يدها تحت ضوء مصباح الشارع.
    مرت اللحظات سريعة متلاحقة تكوم المجند بعد أن أخرج آهة مخنوقة، رمقته بنظرة احتقار، بصقت في وجهه بغيط.. ركلته بمقدمة حذائها. تلتفف في جميع الاتجاهات ثم غابت منسابة بخفة في أحشاء الليل وقد تناهى إلى سمعها زعيق سيارة النجدة القادم من بعيد.
    *من مجموعة "الزئير بصوت مجروح"
Working...
X