Announcement

Collapse
No announcement yet.

القاص ( صبحي أحمد خليل فحماوي ) باحث وروائي أردني

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • القاص ( صبحي أحمد خليل فحماوي ) باحث وروائي أردني

    صبحي الفحماوي

    ولد صبحي أحمد خليل فحماوي في أم الزينات عام 1948، حصل على بكالوريوس هندسة زراعية من جامعة الإسكندرية عام 1969 وعلى دبلوم دراسات عليا في هندسة الحدائق من جامعة لوس أنجلوس –أمريكا عام 1983، عمل محرراً في جريدة الرأي خلال السنوات 1975 – 1980 ومنذ ذلك التاريخ ولغاية الآن وهو يعمل في مجال هندسة الحدائق، بالإضافة لعمله سابقاً مديراً لتحرير مجلة سامر للأطفال، ورئيس تحرير لمجلة المهندس الزراعي التي تصدر عن نقابة المهندسين الزراعيين، ورئيس تحرير مجلة الزراعة في الأردن التي تصدر عن وزارة الزراعة ورئيس تحرير مجلة المزرعة والحديقة التي كانت تصدر في قبرص وتطبع في الأهرام.
    وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، وعضو نقابة المهندسين الزراعيين، وجمعية مهندسي الحدائق الأمريكية، وجمعية البيئة الأردنية.
    كتب نصوصاً مسرحية، منها مسرحية ثورة الفلاحية التي حازت على الجائزة الأولى في جامعة إسكندرية مصر وحصلت على الميدالية الذهبية عام 1969، ومسرحية في انتظار الضوء الأخضر المنشورة في مجلة الموقف الأدبي السورية عام 1974، ومشاهد مسرحية المنشورة في مجلة أفكار.
    مؤلفاته:
    1. موسم الحصاد الحزين (قصص)، دار الكرمل، عمان، 1986.
    2. رجل غير قابل للتعقيد (قصص)، بدعم من وزارة الثقافة، عمان، 1997.
    3. عذبة (رواية) مطبعة الندى، عمان، 2002.
    4. صبايا العشرينات (رواية) مطبعة الندى، عمان، 2003.
    صبايا في العشرينات
    لطمت أم إبراهيم خديها لطمات متلاحقة، ودموعها تنهمر مبللة شعر ذؤابيتها اللتين يختلط بشعرها الأسود قليل من الشعر الأبيض، وهي تقول: الحق.. كل الحق علي أنا.. أنا السبب.. أنا التي قلت له: البنات كبرن يا أبو إبراهيم ويجب أن نبحث لهن عن عرسان.. ولا حل أمامنا سوى العودة لبلادنا، لبلاد العرب ونعيش هناك لنجد لهن عرساناً يتزوجوهن.. وأنت تعرف أن البنات في أمريكا لا يتزوجن.. ولا (يتنيلن) وكل واحدة تضطر أن تبحث عن صاحب يعرفها اليوم ولا يتعرف عليها غداً، وكان الله بالسر عليما، ونحن العرب لا نقبل بهذا، ونريد لبناتنا ستراً وغطاء.. وسمع أبو إبراهيم الكلام وسافر للأردن واشترى أرضاً في غرب عمان وبنى عليها بيتاً فخماً.. وهكذا ترددت زياراته إلى الأردن.. يغيب شهرين هناك ثم يعود ليقضي شهراً هنا.. إلى أين ذاهب يا أبو إبراهيم؟ إلى الأردن، ومن أين أنت قادم يا أبو إبراهيم؟ من الأردن.. أصبح وكأنه يشتغل على الخط (عمان-سان فراسيسكو-والعكس).
    وأنا التي تحمله بالهدايا والأغراض.. أمانة يا أبو إبراهيم أن تأخذ معك دولارات مساعدات لأطفال الحجارة في فلسطين.. هؤلاء يا قلبي حيث لا طعام ولا شراب.. تراهم يطبخون الحجارة ويشربون ماءها ثم بعد ذلك يرمون عظم الحجارة على الإسرائيليين محتلي ديارهم.. خذ معك دولارات وأنفقها في سبيل الله أدفع لأطفال الحجارة دواءهم وطعامهم وكساءهم، اذهب يا أبو إبراهيم للقدس وصلي هناك عند المسجد الأقصى وادفع للصامدين يدفع الله عنك البلاء والمرض والعوز.. لكن أبو إبراهيم لم يكن يذهب لأطفال الحجارة.. كان بشرق على بناء البيت في النهار ويسهر وينام الليل في بيت (أبو سوسن)، وفي المساء تأتي بنت السلطان إلى (أبو إبراهيم) رجل الكاوبوي المتأمرك.. وتنحني أمامه وبيدها صينية الشاي أو القهوة وهي محجبة.. ابنتنا لا تسلم يا (أبو إبراهيم).. بالقوة استطعنا أن ندفعها لتظهر عليك وتقدم لك الشاي في الصالة.
    ابنتنا ليس لها فم يا أبو إبراهيم.. سوسن كانت الأولى في المدرسة لكن نحن لا تريد علم فكما يقولون: إنهم فضلوا الأدب على العلم، سوسن (ما باس فمها إلا أمها).. سوسن (يا أبو إبراهيم) تطبخ كل أنواع الأطعمة العربية الشهية.. طبيخها لذيذ تأكل أصابعها وراء الأكل..
    البنت خجولة.. الملعونة جمالها ساحر عيناها بحيرتان صافيتان! خداها كالتفاحتين ما شاء الله وتبارك! سوسن لا ترضى أن تزور صاحباتها، نحن لا نتركها تذهب خارج بيتها، ولذلك تزورها صاحباتها، نحن لا نتركها تذهب خارج بيتها، ولذلك تزورها صاحباتها ويصنعن ملابس صوفية ويلعبن فتسمع أصواتهن من قاع الدار إلا صوت سوسن فلا تسمعه أبداً.
    كانت مهمة أبو إبراهيم هي التحضير لهبوط اضطراري أمريكي لأفراد أسرتنا في الأردن بعد قضاء حياة زوجية في أمريكا مدتها خمس وعشرون سنة.
    وأبو إبراهيم الذي كان في الخمسين وادعى بأنه في الأربعينات من عمره وقال لا بالاقتباس من نزار قباني:
    لو تعلمين ما الأربعين وما الذي يعنيه حب الأربعين.
    وهكذا قرر أبو إبراهيم والد البنات الأربعة والشابين العملاقين إبراهيم وخليل اللذين يعملان مع والدهما في نفس الدكان في سان فرانسيكسو.. استطاع أن يحول خطته الدفاعية إلى خطة هجومية.. فبدل أن يدافع الضغط الذي تتعرض له بناته العربيات المسلمات في سان فراسيكسو، حيث أصبحن صبايا في العشرينات من أعمارهن، وأصبح الجنس يطرح أجسادهن طرق الطبول المتوحشة في قاعات رقص (الروك آند رول) الصاخب، بدل أن يدافع عن أجساد بناته الذي بدأ يلتهب في حر أمريكا المدهش والذي يجنن العاقل، تحول للهجوم على جسد سوسن، وقرر أن يخطب ست الحسن والجمال وأن يتزوجها وأن يعود بها إلى أمريكا ويقدمها أختاً خامسة لبناته، وأي أخت؟ عاد أبو إبراهيم إلى سان فرانسيسكو كما يعود القائد المنهزم في ساحة الحرب، وأما هو فقال أنه ترك بيتنا غرب عمان بعد أن اكتمل بناؤه وعاد كالقائد المنتصر في ساحة الحرب كان رأسه منخفضاً وعيناه باتجاه الأرض لأن أبناؤه وبناته وأنا (الملطوشة) زوجته كنا جميعاً نقف مشدوهين لمشاهدة العروسين الشريرين أبو إبراهيم وسوسن ينزلان على سلم الطائرة وقد فرشنا لهما البساط الأحمر واصطف حرس الشرف وأطلقت المدفعية من فمي إحدى وعشرين طلقة وقدم أبو إبراهيم زوجته سوسن إلى حرس الشرف المكون من إبراهيم وخليل وأم إبراهيم وعائدة وماجدة، وناهدة وساجدة، ثم ذهب العروسان إلى شهر العسل وذهب إبراهيم وأخوه خليل للدكان للعمل بدل أبيهم الذي تقاعد على أحضان سوسن بدل أن يتقاعد على سجادة الصلاة، وأما البنات الأربع فقد انتشرت كل منهن تبحث عن صاحب تقضي معه وقتها يعرفها اليوم وينساها غداً، فهذا لا يهم المهم أن تعيش يومها بعد أن فقدت ربان سفينتها، وأما أنا (الملطوشة)، أم إبراهيم فبقيت واقفة مهدودة الجهد في أرض المطار غير قادرة على التفكير في شيء.
Working...
X