Announcement

Collapse
No announcement yet.

الشاعر اللبناني عباس بيضون في لقاء معه - حاوره من بيروت عدنان الهلالي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الشاعر اللبناني عباس بيضون في لقاء معه - حاوره من بيروت عدنان الهلالي


    كاتب الموضوع: عدنان الهلالي


    لقاء مع الشاعر اللبناني عباس بيضون

    حاوره من بيروت : عدنان الهلالي
    · على الكاتب ان يتعلم كيف يكون صحفيا.
    · قصيدة النثر نثرية بمعنى انها تمرين في الكتابة النثرية.
    · القصيدة فن مكبوت.
    · السياسة هي خبزنا اليومي .
    · اهمال السياسة هو نوع من سياسة سيئة .
    · أغلب النقد هو مهنة بدون مواصفات.
    · من الممكن ان تُصاب قصيدة النثر بالانسداد حالها حال قصيدة الشعر.
    · نحن نعيش في اطراف الغرب ولا نملك كيانا خاصا بنا وخارج دائرة الاهتمام.
    · القارئ العربي غير موجود،وممثلوه بالمؤسسة الادبية مفقودون.
    · التجربة العراقية من التجارب العربية النادرة.
    لايبدو عليه ذلك ، ولكن حين تقرا قصائده تتفاجأ بالتفاصيل العادية التي يوظفها في نصوصه ، الشعراء والكتاب عموما هم اكثر الناس انتباها ورصدا لما يدور حولهم من متغيرات سياسية و ثقافية و اجتماعية تنتقل لداخل العقل فتصبح جزءا من حاضره و مستقبله، فَهُمْ في محاولة جادة لتثبيتها بتفاصيلها الدقيقة،جميل جدا ان تتحدث مع هذا الرجل عن قرب لتكشف عما يدور داخل عالمه الشعري من رؤيا وحدس و أسئلة قلقة، قد تجد لها أجابة أو لا تجد في واقع عربي تداخلت فيه أزمنة ثقافية مختلفة...
    · لماذا الاهتمام بالعادي والمهمل؟؟
    ليس هذا الاهتمام واعيا ولا مقصودا ولم يكن اختيارا حرا بالنسبة لي وجدت ان اللغة بكامل مفرداتها تملك جاذبية ما،وتدخل بسهولة في نظام أدبي وحين يتم استداعها دون افتعال بمعنى إن الكلام عن الأشياء المهملة والعادية بالشعر يبدو لي طبيعيا وبديهيا،ما من لغة خاصة بالشعر وما من مفردات عادية أكثر من سواها الشعر يسحب أي عبارة او مفردة ويحولها الى موضوع شعري،المهم تماما هو هذا المسّ الشعري،بامكانك ان تتحدث عن القدر في كاس خمر وان تجد صوت العدم في سقوط زر، وان ترى لغزا في نصف تفاحة ،توسيع العالم الشعري يجري باطراد مثلما تتم في الفن التشكيلي أي قنوات مهملات وعناصر غير فنية، هذه العملية أسهل بالشعر لان اللغة لا تحوي تراتبا في الألفاظ، فالتراتب اجتماعي ما يجعل من كلمة "حذاء" اقل في الرتب من كلمة "مصير"مثلا
    التراتب يوجد خارج اللغة بمعنى انه تراتب ناتج من المجتمع والايدولوجيا اكثر منه للغة.
    · ماذا تمثل لحظة الكتابة ؟؟
    هي لحظة انتظار طويل اكون في الارجح أعانيه،فالشعر انتظار واستدعاء، انا اكتب وقتا معينا من السنة واكتب فيه يوميا ذلك يحدث ما ان اتوسل الى العبارة الاولى ولا اتوصل اليها الا بعد مكابدة طويلة وبقاء اسابيع بحالها لا اجد فيها عبارة وغالبا ما انتهي الى خواء داخلي، اسمع اصواتا في راسي احاول ان اجسدها في عبارة. وغالبا ما اجد نفسي عاجزا بكل معنى الكلمة وغير قادر على تصريف الكلمات أو اجد نفسي وانا اكتب جملا عقيمة سرعان ما انتبه الى لا جدواها.
    غالبا ما اجد في اواسط النص او نهايته وقد تحررت تماما من خوفي وبتُ مسيطرا على موضوعي وعلى لغتي ،في تجربة (مدافن زجاجية) وهي قصيدة سجن إسرائيلية، هذه التجربة شاهدة لقد كتبت بعد فترة من الخروج من السجن الاسرائيلي لكن حصيلة السجن وذكرياته كانت أساسا في لغة شبه( كافكاوية) في الشعر من حيث قصائدي الطويلة كتبت بروح مختلفة.
    · قبل الكتابة بمَ تفكر بالإيقاع، بالصورة الشعرية ،أم بالمتلقي؟؟
    لا أفكر بشئ لكن الجأ الى القراءة قبل الكتابة واقرا موضوعات شعرية وروايات ومتوخيا ان القراءة تجعلني على تماس أكثر مع الشعر وهذا معروف عني بان اقرا قبل الكتابة ،اكتب كما استطيع ان اكتب، ولست او قادرا على تقييم نفسي وهذا بالتاكيد عمل الاخرين.
    · هل الصحافة مقبرة الادباء فعلا ؟؟
    مارست الصحافة، في لبنان الصحافة، ومازالت مصدر رزق لعدد من الشعراء والكتاب والغريب مثلا ان الشعراء يتصدرون صفحات الثقافة في لبنان ربما يدلل ذلك رغم تراجع الشعر لا تزال له مكانة،صرت صحفيا بدون دافع سوى طلب العيش في البداية لم اسعَ للتحول الى صحافي فعلي ربما، ان الكاتب لا يحتاج لان يكون صحفي فهو صحفي،مع الوقت تبين ان هذا المفهوم بلا اساس ان الصحفي غير الكاتب وان على الكاتب ان يتعلم كيف يكون صحفيا،بالفعل منذ سنوات بدات اهتم بموقعي الصحافي ربما حفزني لذلك انني وجدت لاول مرة قراءا . الكتابة السياسية كانت لها الاثر الكبير في ذلك فهكذا بدات اتعلم كيف اكتب مقالة محكمة تقريبا وكيف اكتب الى قارئ غير نخبوي بمعنى ان تكتب مقالا ذات قوة سجالية مقالة تقبض على موضوعها للحظة الاولى بدون تشعيب او تفريع .
    وتعرف من اللحظة الاولى ماذا تكون ركيزتها,هذه التجربة جعلت مني ناثرا لا شاعرا فحسب ويمكن ان اقول اني كتبت اكثر من روايتبن نشرتا في بيروت وهما (تحليل دم) و (صندوق الرغبة) .
    · تهتم بالفن التشكيلي هل تحاول رسم لوحة بواسطة اللغة ؟؟
    لا ارسم احيانا اخرتش على أوراق أشكالا ووجوها وخاصة حين اكون وحيدا والمهم اني لم اوظف هذه الرسوم في شئ ولا اطمح لاستثمارها فانا اعرف إني لست رساما ولكن أحب الرسم وبدا هذا من فترة مبكرة جدا فتعرفت على الرسم في اوائل مراهقتي واظن ان هذا بدا مصادفة بمقال قراته بمجلة العربي التي كانت رائجة انذاك وهي مجلة ملونة رايت فيها مقالا عن رسام فرنسي،وسحرت بالوانه كانت هذه بداية الرسم وبحثت عنه في الكتب والمكتبات خاصة حيث كنت ادوام ساعات في مكتبة لبنان ومكتبة انطوان في وسط البلد ،اتكلم عن سنوات نهاية الخمسينات وبداية الستينات وبالفعل كانت هذه الجولة بالمكتبات جعلتني اكتشف فنانين و أغذّي طاقتي البصرية واستمر هذا الاهتمام بالفن حتى هذا اليوم، اما هل هناك من تاثير للفن التشكيلي على عملي الشعري؟ هناك اسماء فنانين نفذت في قصائدي واحيانا هناك قصائد تهتم برسامين أتذكر مثلا فيرتر ،يكن،بيكاسو الاسباني وغيرهم كما ان هناك قصائد عن رسامين كالتي عن الرسام اللبناني سمير خداج .
    · الشاعر يكتب ليشفى، من أي شئ تشفى؟
    أشفى من معاناة عصبية من انهيار عصبي لازمني سنينا طويلة وأظن انه سيبقى يلازمني،كانت الكتابة مثل الزواج ذلك الحين كانت محاولة لتجذير نفسي بمعنى الخروج من الإحساس بالاقتلاع كان عليّ ان اجد سببا لبقائي حيا،لم اقم باي محاولة للانتحار كان هدفي وسعي هو تماما العكس كنت اسعى لأتخلص من رعب الانتحار ان الكتابة أعانتني كثيرا وكذلك الأسرة لان المشاكل التي القيت علي وتحتاج الى اهتمامي كانت كبيرة جدا بحيث كان علي ان انسى نفسي.
    · هل الشعر يعبر عما في داخلك تماما ؟؟
    القصيدة تقول عن نفسها وهذا ما يجعل الشاعر يحس غالبا بانه لم يستطع ان يقول نفسه، لا يمكن ان يوجّه القصيدة الى المحل الذي يريد فالقصيدة تملك غالبا قدرة على الاندفاع الى حيث لم يفكر الشاعر الا بمقدار ويبقى هناك هذا الاحساس بان الشعر يذهب ابعد من الشاعر وان الشاعر لا يوجد في قصيدته الا على نحو مبعثر ومتناثر.
    القصيدة فن مكبوت الى حد اذ ان القصيدة قلما تتحمل الإعلان ،الشعر لا يخرج ولا يطابق لا من قريب ولا من بعيد ما بداخلنا،نقل الذات الى لغة لا يتم مباشرة على نحو حرفي ولا يمكن ان تتحول القصيدة الى ترجمة للذات فالقصيدة ليست وثيقة سيكولوجية والبحث عن صاحبها فيها لا يعدو ان يكون تجسسا،النثر يسمح بقدر اكبر من التدخل،ليس هذا سيبل الشعر الذي هو جوهر ومهما يكن في الشعر فان هناك دائما هو الأساس، في العبارة المهملة كما تفضلت تتحول الى عناصر أساسية بينما في النثر قدر اكبر من التراتب الداخلي، ولابد من الإشارة إلى ان قصيدة النثر نثرية بمعنى اخر انها تمرين في الكتابة النثرية.
    · قصيدتك التي غناها مارسيل خليفة هل هي محاولة للربط بين السياسة والشعر؟
    هذه القصيدة ذات غرض تحريضي وأدته سواء بقراءتها او بالقاءها في ندوات عامة في سنة 1974. بالواقع هي تكريم لارهابي كما نسميه اليوم وتكريم للشعب الجنوبي،(علي شعيب) الذي قتل في عملية محاصرة البنك الامريكي في بيروت خلال حرب العبور (رمضان) واستهلكت واستنفذت غرضها خاصة عندما غناها مارسيل خليفة،اما الشعر،قد رفضت الموقف الذي اقامته مجلة (شعر) للفصل بين السياسة والشعر وأظن ان هذا الراي رد فعل على ما يسمى بالشعر الوطني كما كان ردة فعل على الادب الجماهيري والملتزم،اظن ان هذا الموقف ساذج الى حد بعيد فالسياسة هي خبزنا اليومي وتمثل جزءا اكبر من وجداننا واندفاعنا ثم ان السياسة موجودة على نحو ما في كل خلية اجتماعية وتتصل بالميتافيزيقيا او بالنفسي.
    أدب كافكا هو ادب سياسي بقدر ماهو ادب ذاتي لان الخوف من الله والسلطة والأب هي اقانين متقاربة ،اهمال السياسة اذن هو نوع من سياسة سيئة .
    · هل انقطعت عند الكتابة لفترة زمنية معينة ؟
    توقفت عن الشعر سبع سنوات وارجع هذا الأمر الى انشغالي السياسي ربما يكون العكس قد يكون انشغالي حجة لترك الشعر لا استطيع الان ان اميز هذا الانقطاع ولكن الانقطاع الثاني دام اربعة سنوات بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان هذه الحرب جردتني من لغتي وبدات غنائيتي في قصيدة صور غير ملائمة لواقع جديد بين الزمان والمكان ،اصبح المكان حجرة واحدة والزمان لحظة واحدة،صور الذي يلعب في فنائها زماني ومكاني وأصبحت هذه القصيدة لم يعد بالإمكان كتابتها بالحرب.
    وعندما وقعت على قصائد للشاعر اليوناني ردسيس شعرت ان شعر هذا الرجل يمكن ان يخرجني من عجزي وهكذا كان بعد قرات ردسيس استعدت بعد اشهر القدرة على الكتابة.
    · قصيدة الحب هل هي الى امرأة محددة ؟
    لا استطيع ان اكتبها عن امرأة غير محددة أو غير موجودة بالنسبة لي لا استطيع ان اكتب قصيدة حب الى لا احد .
    اذا كان الامر كما يقول محمود درويش : ((اننا نصنع المراة التي نكتب عنها بقدر ما نصنع انفسنا)) فهي صحيحة لكن الادب كله هذا اذا كان الشعر هو دائما اعلاء فلا ضير ان اكتب لهفتنا لكن قصائد الحب هي أيضا قصائد أسئلة قصائد الحب لا تتكلم عن الحب كمعطى بديهي ولا تكتفي بمدح الحب او التغني به من الواضح ان الحب ايضا إشكالي ذو طابع مشكلي ومشكلته متناقضة.
    · كيف تقرا النصوص القديمة والحديثة للشعراء وما هو معيارك الشخصي بالنقد؟؟
    لا أقوم ومنذ فترة بالنقد ،ان تكون شاعرا وناقدا صعبا دائما لان الشاعر والناقد عليه ان يتجاوز قصيدته وان يقرا الشعر بدون ان يكون هو صاحب القراءة الأولى والأخيرة لذلك اكتب النقد بقلة وغالبا ما اكتب نصا صغيرا لدعم كتاب لم ينل حقه مع ذلك أفكر بطباعة بعض مقالاتي النقدية بكتاب لان جيلي والأجيال التي تكتب لم تستغل النقد كما ينبغي،تبقى الإشارة الى ما ندعوه نقدا في ايماننا هو في الغالب سجع وسطحي وبدون ذائقة اذا لا يزال النقد الا القليل منه مهنة بدون مواصفات،بعضها يعنيني واقرأه اما الأكثر فلا يعني لي شيئا أبدا.
    اقرا لطرفة بن العبد، عمر بن ابي ربيعة،النابغة،ابي نؤاس ،المتنبي والمعري بدون ان ننسى ابن الرومي.اما الجدد ، قرات للجميع تقريبا وليس شعراء هذه الآونة فقط،قرأت السياب، ،ألبياتي ،ادونيس، انس الحاج وسعدي يوسف قراتهم جميعا والشعر ليس هؤلاء فقط هناك سركون بولص ومظفر النواب
    · ماذا يعني لك التراث ومن أي خلفية انطلقت للكتابة ؟
    هناك شعراء مؤثرون بطبيعة الحال في مسيرتي،كتبت في البداية تقليدات كثيرة للشعراء مثلا لنزار قباني وللسياب وخليل حاوي كل ما كتبته في البداية من قصائد هي تمارين وتقليدات لكتاب آخرين ثم اخذت منحى خاص بي نجحت في بعضها ولم انجح في بعضها الاخر،وبطبيعة الحال كان هنالك عدد من الشعراء الغربيين آليوت، بابلو نيرودا،وتمان،ردسيس اليوناني،ريلكه،ترومر...
    اما التراث منفصل ونحاول ان نستعيده فهي فكرة خيالية،بيننا وبين التراث قطيعة من مئات السنين ولكن هذه القطيعة ليست مفرغة او خاوية فقد كان اتصالنا بالتراث قائما فيها على نحو ما.
    التراث في النهاية ليس بالمكتبات ولكنه بما يتبقى منه في الحاضر،لا يشبه شعري بطبيعة الحال شعر المتنبي او أبو نؤاس او غيرهم ولكن ازعم بان قراءتي لهؤلاء ليست برئة ولا مجانية .
    · هل تعتقد بأنك قطعت بقصيدة النثر شوطا من النجاح والمثابرة ؟؟
    لا اعرف كيف أجيب،قصيدة النثر مثلها مثل قصيدة الشعر تعاني من الشروط التي تفرضها الثقافة العربية فهنالك اولا التهميش ثم الأعمال الحديثة ولا جماهيريتها هناك أيضا سرعة تكون أنماط كتابية مهيمنة ثم كثرة الخائضين في وجهة مفتوحة وقلة السؤال النظري عن الشعر.
    كل هذا قد يجعل قصيدة النثر في ذات حالة تشبه الى حد بعيد قصيدة الشعر أي ترسيخ أنماط كتابية بدون البحث الفعلي والجدي،من الممكن جدا ان تصاب قصيدة النثر بالانسداد الذي أصيبت به قصيدة الشعر والواقع ان الشعر بجناحيه (قصيدة الشعر_قصيدة النثر) يعاني من ركود هناك كثرة تكتب ولكن ليس المهم الكتابة بل مدى البحث والابتكار والخروج من وجهات جاهزة.
    · هل نتاجنا كعرب خارج الحداثة ، بالأحرى ما علاقتنا بالغرب الثقافي؟؟
    الحداثة كلمة متآلهة عندنا كعرب وباتت من مرتكزاتنا العقائدية بدون ان يطرح سؤال فعلي كإمكان فكري او اجتماعي والواقع الحداثة العربية منيت بفشل ذريع زمن كان يعتقد بان الحداثة تخسر في كل مجال وتربح في الادب فهذه معادلة مضحكة اذا كنا نخسر في كل مجال سنخسر بالأدب ايضا.
    الاشكال الجديدة لا تكفي ولكن ينبغي ان يوجد محيط ثقافي ملائم،هذا المحيط مفقود تقريبا مما يجعلها بدون سند ثقافي وبدون تبرير فعلي_نظري_. ثم انه وجود ما نسميه بالحداثة على شكل مبادرات فردية هو امر مهدد دائما متفرقة ولا تنتظم بمحيط واحد او قاعدة واحدة، العالم تجاوز الحداثة الان الكلام ما بعدها، نستعير ما بعد الحداثة في الشعر ايضا أصبحنا نتكلم عن قصيدة الكمبيوتر الرقمية،قد نكتب مثل هذه القصيدة لكن هذه لا يعني انها تجد مناخ مناسب ما من مناخ فعلي لا للحداثة ولا لما بعد الحداثة.
    باتت الثقافة عملا نخبويا بدون ان تكون جامعة مثلا محيطا طبيعيا ،اظن ان المشكلة قائمة ونجاح الشعر او الرواية لا ينقذنا على الإطلاق والواقع ان المحيط الثقافي يزداد ضحالة.
    اما الغرب فيمكن الاشارة الى امور اولها نحن نعيش في اطراف الغرب ولا نملك كيانا خاصا خارج الغرب نحن اطرافه وهوامشه ،المشكلة ان هذا الغرب يقل اعترافه بنا يوما بعد يوم ثم ان الغرب موجود بين انفسنا فنحن لا نغير شيئا بتراثنا اذا لم يغير الغرب،البعض كان يقول اننا في زمن ماقبل البرجوازية والان سنكون بزمن بدون القدرة على تزمينه فالنظر الى مابعد الحداثة يجعلنا بلا زمن وبدون معيار زمني لان ما بعد الحداثة تجاهلنا تماما اذا كان هناك اهتمام بالصين كبلد اسيوي فنحن خارج دائرة الاهتمام.
    · تقول : بانّ القارئ العربي غير موجود الا ترى شيئا من القسوة في ذلك؟
    الارقام تقول ان القارئ العربي غير موجود وليس انا شخصيا والقارئ غير موجود ليس عدديا فقط بل معنويا ايضا،فعندما تكتب تفكر ان هناك قارئا يقول لك هذا اريده وهذا لا اريده وهذا الجمهور مفقود وممثلية بالمؤسسة الادبية مفقودون مثلا على سيبل المثال لم اجد محررا داخل دار نشر يعيد ترتيب النص بعد كتابته الاولى.
    · هل من مشروع شعري قادم وهل فكرت بكتابة أشياء غير الشعر؟؟
    لا اعرف بالضبط ولكن منذ فترة لم اكتب مما يجعلني مستاءا وسلبيا للغاية وكالعادة اخشى ان اتوقف وهذه خيبة كبيرة لم تسعفني السنوات الكثيرة بالنشر خوفا من ان انبض ولم يعد لدي ما اكتبه.
    · ماذا تقول للتجربة العراقية الجديدة ؟
    العراقيون يعنوني اقول للعراقيين تجربتكم الدامية والمؤلمة قد تكون من التجارب العربية النادرة التي استوعبت دروسا وعبرا،العراق البلد الوحيد الذي تخلص من الحرب الاهلية والبلد الوحيد الذي باتت امكانية اعادة الدولة واضحة للكل، الانتخابات الاخيرة للمحافظات العراقية كانت مفرحة بالنسبة لي شخصيا لانها افرزت وجها جديدة في الانتخابات وهو امر مبارك ومهم ومحوري جدا.
    هل سيكون العراق البلد العربي الوحيد الذي اقام المشروع السياسي مشروع مصالحة حقيقة ومشروع دولة وموازنة بين الاثينية والمذاهب؟لذلك اطلب واتمنى ان العراق ولمصلحة العرب جميعا ان يتحرر من حربه وان يكون نموذجا في الدولة والمصالحة ليغدو مثالا لنا كدول عربية عما قريب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ·عباس بيضون ، شاعر وصحافي لبناني ومسؤول الصفحة الثقافية في جريدة السفير.
    · صدر له :
    _ صور : مجموعة شعرية في سنة 1985.
    _ نقد الالم :
    _ زوار الشتوة الاولى :
    _ حجرات :
    _ أشقاء ندمنا :
    _ الموت يفصل مقاستنا : مجموعة شعرية .
    _ تحليل دم : رواية

Working...
X