Announcement

Collapse
No announcement yet.

المجاهد إبراهيم هنانو من أبطال الإستقلال((1869 -1935 )) - إعداد : فريد ظفور

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المجاهد إبراهيم هنانو من أبطال الإستقلال((1869 -1935 )) - إعداد : فريد ظفور


    المجاهد إبراهيم هنانو
    من أبطال الإستقلال
    ولد إبراهيم بن سليمان آغا هنانو
    في بلدة كفر تخاريم غربي مدينة حلب عام 1869
    في 21 تشرين الثاني 1935 فجعت البلاد بوفاة الزعيم
    إعداد : فريد ظفور
    علام العبد - منقول
    حازم مهتدي


    117 معركة قادها المجاهد إبراهيم هنانو ضد الاحتلال الفرنسي في جبل الزاوية
    هنانو في سطور
    ولد إبراهيم بن سليمان آغا هنانو، في بلدة كفر تخاريم غربي مدينة حلب عام 1869 عائلته من العائلات القديمة العريقة التي لها زعامتها ووجاهتها التقليدية منذ القدم، فوالده سليمان آغا أحد أكبر أثرياء مدينة حلب ووالدته كريمة الحاج علي الصرمان من أعيان كفر تخاريم. ‏
    تلقى إبراهيم هنانو دروسه الابتدائية في كفر تخريم، رحل بعدها إلى حلب لاتمام دراسته الثانوية ثم التحق بالجامعة السلطانية بالآستانة لدراسة الحقوق، وبعد أن نال شهادتها عين مديراً للناحية في ضواحي استانبول، وبقي فيها مدة ثلاث سنوات وخلال هذه الفترة تزوج فتاة من مهاجري أرضروم، ثم أصبح قائمقاماً بنواحي أرضروم وبقي فيها أربع سنوات ثم عين مستنطقاً في كفر تخريم وظل فيها زهاء ثلاث سنوات، وانتخب عضواً في مجلس إدارة حلب وبقي فيها أربع سنوات وأخيراً عين رئيساً لديوان الولاية وبقي فيها زهاء سنتين، ثم انسحب منها وأعلن الثورة ضد الفرنسيين المستعمرين يذكر أن هنانو كان عضواً في جمعية العربية الفتاة السرية في تركيا. ‏
    بعد انتهاء الحكم العثماني رجع هنانو إلى حلب، فانتخب ممثلاً لمدينة حلب في المؤتمر السوري الذي اجتمع لأول مرة في دمشق عام 1919م، وكان هنانو من الأعضاء البارزين في المؤتمر في دورته «1919 ـ 1920». ‏
    في 21 تشرين الثاني 1935 فجعت البلاد بوفاة الزعيم إبراهيم هنانو إثر مرض عضال «السل» وقد روع هذا النبأ جميع الأقطار العربية والمدن السورية، وأقيمت له مراسم تشييع ودفن في المقبرة المعروفة باسمه في حلب، ثم دفن إلى جانبه سعد الله الجابري. ‏
    في الذكرى الرابعة والخمسين لعيد الجلاء لا بد أن نذكر بكل الفخر والاعتزاز أولئك الذين قادوا حركات ثورية ضد الاحتلال الفرنسي لسورية ومنهم المجاهد إبراهيم هنانو قائد ثورة الشمال فقد بلغ عدد معارك ثورته التي قادها في جبل الزاوية ضد الاحتلال الفرنسي 117 معركة.
    تشكيل الثورة
    فعندما احتل الفرنسيون مدينة انطاكية، اختير هنانو لتأليف عصابات عربية من المجاهدين تشاغل القوات الفرنسية، وجعل مقره في حلب، إذ كان يعمل رئيساً لديوان والي حلب رشيد طليع الذي شجع الثورة في الشمال بإيعاز من حكومة الملك فيصل، وقام هنانو بتشكيل زمر صغيرة من المجاهدين قليلة العدد سريعة التنقل، مهمتها إزعاج السلطة الفرنسية في منطقة الاحتلال الفرنسي وقد حققت نجاحاً كبيراً في تنفيذ واجباتها وذاع صيت هنانو وكثر أتباعه وانتشرت الثورة وتزايد الضغط على فرنسا. ‏
    لدى دخول الفرنسيين دمشق عام 1920ومن ثم حلب، لجأ هنانو وجماعته إلى جبل الزاوية.وهو موقع متوسط بين حماة وحلب وإدلب واتخذها مقراً له وقاعدة لأعماله العسكرية كما ضم إليه العصابات التي كانت قد تشكلت هناك لمواجهة الفرنسيين وتولى قيادتها بنفسه ولقب المتوكل على الله. ‏
    كثرت جموعه واتسع نطاق نفوذه فلجأ إلى تركيا لطلب الدعم من الأسلحة وعتاد الحرب، وخاض هنانو سبعاً وعشرين معركة لم يتعرض فيها لهزيمة واحدة وكانت أشدها معركة مزرعة السيجري التي تمكن فيها المجاهدون من أسر عدد كبير من الجنود الفرنسيين ومعركة استعادة كفر تخاريم ومعركة قرية أورم الصغرى وقد تكبد الفرنسيون في هذه المعارك خسائر كبيرة في الأرواح وكذلك في الأسلحة والدواب والذخائر والمواد التموينية ما ساعد هنانو على الاستمرار في ثورته. ‏
    بعد أن تضايق الفرنسيون من ثورة هنانو، عمدوا إلى أسلوب الخداع إذ عرضوا عليه أن يكون رئيس دولة للمناطق التي تضم ثورته وهي (إدلب وحارم وجسر الشغور وأنطاكية) إلا أنه رفض، ووضع في أول شروطه إلحاق دولة حلب بالدولة العربية وضمها إليها واستمرت أعمال القتال والكفاح. ‏
    عزز الفرنسيون قواتهم في مناطق ثورة هنانو، وضيقوا الخناق على الثورة، فضعفت إمكانات الثورة المادية، ما دفع بقادتها إلى التفرق.
    اطلع هنانو على بيان أذاعه الشريف عبد الله بن الحسين يقول فيه انه جاء من الحجاز إلى الأردن لتحرير سورية فكاتبه هنانو ثم قصده للاتفاق معه على توحيد الخطط. ‏
    ولما كان هنانو في منطقة قريبة من حماة مع عدد من فرسانه اعترضته قوة كبيرة من الجيش الفرنسي، فقاتلهم ونجا وبعض من كان معه وتابع سيره إلى الأردن فلم يتفق مع الشريف عبد الله فتوجه إلى فلسطين، وهناك اعتقلته الشرطة البريطانية في القدس، وسلموه للفرنسيين فنقل إلى حلب لمحاكمته بتهمة القيام بأعمال مخلة بالأمن، حوكم هنانو محاكمة شغلت سورية عدة شهور وانتهت بإخلاء سبيله باعتبار ثورته ثورة سياسية مشروعة. ‏
    تولى هنانو زعامة الحركة الوطنية في شمال سورية خصوصاً أثناء الثورة السورية الكبرى التي قادها المجاهد سلطان باشا الأطرش «1925 ـ 1927» ان هنانو أحد أعضاء الكتلة الوطنية، وفي عام 1928 عين رئيساً للجنة الدستور في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور السوري، وقد عكفت هذه اللجنة برئاسته على وضع دستور يتضمن «115 مادة تتفق في مجملها مع دساتير معظم الدول الأوروبية» إلا أن هذا لم يرق للمفوض السامي الفرنسي الذي سعى إلى تعطيل الجمعية التأسيسية والدستور ما أدى إلى مظاهرات احتجاج شارك فيها هنانو وطالب بتنفيذ بنود الدستور. ‏
    عام 1932 وفي مؤتمر الكتلة الوطنية انتخب إبراهيم هنانو زعيماً للكتلة الوطنية والتي نص قانونها على أنها هيئة سياسية غايتها تحرير البلاد السورية المنفصلة عن الدولة العثمانية من كل سلطة أجنبية، وإيصالها إلى الاستقلال التام وتوحيد أراضيها المجزأة في دولة ذات حكومة واحدة. ‏
    وعندما حاولت فرنسا فرض معاهداتها التي تحقق مصالحها على السوريين عام 1933 قام الزعيم هنانو بزيارة إلى دمشق، وحمل حملة عشواء على الحكومة التي كان من أعضائها من هم منتسبون إلى الكتلة الوطنية، وذلك لنيتها قبول المعاهدة الفرنسية بالشكل المفروض على الأمة، ما أدى إلى استقالة حكومة «حقي العظم» بأمر من فرنسا والطلب إليها بتشكيل وزارة جديدة ليس في أعضائها من هو منتسب إلى الكتلة الوطنية فقامت المظاهرات تجوب شوارع المدن السورية وكان الزعيم هنانو في مقدمة المتظاهرين. ‏

    منشورات هنانو ‏

    ما قاله هنانو أبان الثورة: «نحن لا نشتغل بالسياسة لأجل الوصول إلى كراس ذليلة يمن علينا بها، ولا نحتاج إلى برهان على ذلك فقد كنتم ولا تزالون هنا مشاركين في سرائنا وضرائنا». ‏
    «الشباب حصن الوطن المنيع، ودعامة حريته واستقلاله وسيادته ووحدته، ومناكب الشباب المتينه هي التي تقوم عليها النهضة الوطنية، وسواعد الشباب المفتولة هي التي تعمل في حقل الوطن كل عمل نافع». ‏
    «هذه واجبات الشباب، وهذه رسالتي إليكم حافظوا عليها، واجعلوها نصب أعينكم ورددوها كل صباح وكل مساء: على الشباب العربي أن ينصر الحق ويكون عوناً له، وأي حق أعظم من حق الوطن على بنيه؟ وعلى الشباب العربي أن يفخر بعروبته، مبعث عزته وقومه مبعث فخره». ‏
    وعند الحديث عن إبراهيم هنانو يجب أن لا نغفل عن دور أخته المجاهدة زكية هنانو، حيث كرست حياتها في سبيل أهداف شقيقها والمبادئ التي ناضل من أجلها ووقفت ثروتها على الثورة الوطنية العامة وآثرت أن تبقى دون زواج لتسهر على خدمة شقيقها، وتأمين راحته لقد تخلت هذه المجاهدة عن كل ما تملكه لشقيقها الزعيم الثائر، وعندما اختفى شقيقها إبراهيم هنانو من وجه الفرنسيين بقصد إشعال نار الثورة في عام 1925، كانت تجتمع سراً مع الشخصيات الوطنية البارزة، وكانت همزة الوصل بينه وبينهم، وتقوم بالدعايات الوطنية وتترأس المظاهرات النسائية ما جعل منها مثالاً رائعاً للمرأة المجاهدة. ‏
    وعندما سجن شقيقها الزعيم كانت تنقل إليه الأخبار بواسطة المراسلات التي كانت تضعها في طعامه الخاص وقد رافقته بعد انتهاء الثورة إلى آخر حياته وكانت من أشد الناس وفاء له ولولديه «نباهت وطارق»، ومما يحز في النفوس أن هذه المجاهدة الوطنية عاشت في منزل صغير تابع لجامع الحلوية في حلب التابع لدائرة الأوقاف لقاء آجرة زهيدة، بعد أن تخلت طواعية أيام الثورة عن ممتلكاتها في سبيل تحرير الوطن. ‏
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ‏
    المجاهد إبراهيم هنانو من أبطال الإستقلال((1869 -1935 )) - إعداد : فريد ظفور
Working...
X