-1-
هيباتيا...
كيف سأكتبُ يداي ملتخطتان
بالاثمْ....!!!؟
رميمُ العظمْ...فُتقُ الشّهوة..
خواءُ التكاثرِ....
ومًدى تًلئمُ الجرحَ الناتىءَ..
هيباتيا...
كيف سأمحو آثاري الباهظةِ
على الزجاجْ..!!؟
و كيف سأورثُ أحفادي
شهوةَ الكفر ِ
ونحيبَ الآلهة...!؟
قالت الصحراءُ للأعرابي:
ابقرْ بطني و تقيّىءِ
الفئران...!؟
منذ زمنٍ وأنا
أقفُ على أبواب المصاعدِ
حتى لا ينساني النزولُ على
حُلُمٍ مزفّتٍ بالليلْ...
قالت الصحراء للأعرابي :
عضّ على سُرّتي
واستنشقِِ العراءْ..!؟؟
وقفتُ على حافةَِ الرّجمِ
كنتُ أظنُّ أنّ الّليل َ
نحيلٌ كخيطْ....
وأنّ الذئبَ أضعفُ
من أن يزعقَ في حضنِ الرّملْ..!؟
مال البنفسجُ على خاصرة المرجومةِ
و البشرُ ذئابْ...
وضباعٌ تنقُُّ...
وأنا أتراقصُ كطائر الغرنوق
على حافةٍ مصقولةٍ بدهن الحوت.ْ..
كنت أطيش على وجعٍ يسكنُ
التراتيلْ...
كنت أظنُّ أنها طلقةٌ واحدةٌ
وتكفي ...
لترقصَ جمالُ العراءْ
على وهج شهوةٍ خفيفة..
كان المساءُ أحمرْ
و كنتُ أجترُُّ أحاسيسَ
الكهرباءْ..
وأنا أتحسّسُ الغربان تقفزُ
وتسرقُ لمعةَ المحاجرْ...!؟
كان الليل أحمرْ
وكان الرصيفُ يُلحنُ أقدامَ
الهوامْ..
ويمنحُ الفراغَ شهوةَ الصّمتِ
وهُويّةَ المحايدْ..!!
كان الليلُ أحمرْ
في بلدٍ يتكوّرُ ابريقاً
من حرسٍ
ونعاسٍ
ونحاسْ...!؟
وكنت أندلقُ من شفة القُمقُمِ
وأنا أتقيّؤُ الرّقمَ القديمةََ
و الحصى
و المصاحفَ
و الرّصاصْ..!؟
-2-
هيباتيا...
يابنة الفكر
والدّمِ المذعورْ
قومي وجُنّي على عطشي
كيف للآلهةِ ألاّ تحبّ
الرّقصْ...!!؟
يكونُ بك المساءُ كالقواريرْ
قافلةُ عائدةٌ من رحيلها
الشّتوي...
عيناك سحابتان
من ظِلْ
ويداك مغروستانِ
العسلْ...
قوليْ....
كيف مشيتُ
على مكيدة الخيط المائيّ
أنا المتراقصُ على براكين
الشّكْ
واليقينُ كِذبةْْْ....!!؟
أنا سليلُ الدّم الخبيث
أستلُّ خنجري وأتنافخُ شرفاْ
أنّ حصاني الهزيلْ
مازالَ يرعى عهد الأعراب
عهدَ النشيجِ
عهدِ العهرِ المارقِ
على الأرصفةْ...!!؟
-3-
هيباتيا
قولي ..
كيفَ صلبتكِ بيديَّ هاتين!!؟
وكيف مزّقتُ جسدكِ المتكوّرِ
كفراشةٍ..
وهو ينزُّ ويستفزُّ
طحلباً يتقيّؤُ الأبواغَ
والملحَ البحريّْ...!!؟
كيفَ قطّعتُ باسم الرّب
نهدك العاجيّ..
وسحلتُ حُلمتين
على حجارةٍ اسكندريّةٍ
تستلقي و تلعقُ
عانةَ الصبّارْ...!!؟
سمعتُ صوتها جيّداً
ذاك المساءْ...
سمعتهُ وهو يدحرج نحيباً
على أعتاب البحرِ
و يُجفلُ خفرَ الصحاريْ
ونوارساً تُكسّرُ
بيضَ أحلامها
على
منارات اللّيلْ...
كنتُ الخائفَ وحدي..
كنتُ الغارقَ وحدي..
و كانت الرّصاصةًُ مصوّبةٌ جيّداً
نحو الرّأسِ...!؟
..
حبيبتي
نامي قليلاً
فنهدك باردٌ هذا المساء..!؟
-4-
كان الليلُ أحمر
و كنت أرقصُ رقصةَ
الورهاءْ..
أضغط بالنواجذِ
على خنجري المعقوف
وأقرقعُ بالسّديمِ
على طبلةِ الصّدغْ ...
قدمٌ ههنا تذرعُ
الهنيهة بين بساتينِ اللّيمون
و الخاصرةْ ..
و قدمٌ هناك تلعبُ النّردَ
مع ما تبقى من أحلامنا..!؟
ويدان تلوحان
و تطوحان
وتعيدان ترتيب فوضى
السّماءْ..
أنزعُ من هنا قطعةً
زرقاءَ...زرقاءْ
و أرتقها مكان قطعةٍ
أكثر زرقةً..
بعد أن أعالجها بالضوء
وبالتمائم
والنحيبْ
وبقايا الغبارْ
و بذنب فرسٍ جامحةْ
حتّى يندلقَ دبقٌ
ويتدلّى جوربٌ أنثويٌّ
كشرنقةْ..!؟
حتى يكتمل المشهدُ البدويُّ
أمام صحرائنا الواقفة
على كاحلٍ مبتورْ
كان الليلُ مخمورْ
وكنتُ أترجرجُ وحيداً
على حُلْمةٍ سوداءْ
و ألعقُ الغثيانَ من ضلعِ
الرّاقصةْ..!؟
-5-
هيباتيا
يا امرأةً توزّعُ حريرها
على المدن الفقيرةْ..
لستُ خائفاً بعد الآنْ
مادامت يداكِ
تطرّزان أشواكي
بالماء..!؟
فقد جاءتْ تلك هي
امرأة السّهلْ
تنهضُ كقطيعٍ من
الوعولِ الرّاكضةْ..
ماأجملكِ
وأنت تنقلين رسائلَ العشبِ الى
السّماءْ...
ما أجملكِ
وأنت تحتضنينَ جراحنا
كآلهةْ...
ماأجملكِ
ماأجملكِ
ماأجملك....!!!!؟؟
سلمان حسين
15\3\2011
Comment