Announcement

Collapse
No announcement yet.

عودة الممارسة الانتخابية في الأندية الأدبية بعد فترة توقف امتدت لعقود في مكة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • عودة الممارسة الانتخابية في الأندية الأدبية بعد فترة توقف امتدت لعقود في مكة

    صخب الاقتراع يدوي من جديد.. وأدبي مكة يستأنف ممارسة توقفت 30 عاما

    وعاظ وأكاديميون ومعلمون وكتلة شبابية تخوض الاستحقاق بثقة العصر
    أحمد السباعي





    مكة المكرمة: محمود تراوري
    يوم سيؤرخ في تاريخ تحول للثقافة ليس في مكة فحسب، بل في سائر المدن والمحافظات السعودية التي ستشخص أبصارها نحو مكة في 27 جمادى الآخرة 1432، الموافق 30 مايو 2011.
    حدث جلل في مكة..، مرة أخرى يتجدد ترديد العبارة في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، وبإيقاع مختلف مع اقتراب لحظة تاريخية منتظرة، تفصح عن عودة الممارسة الانتخابية في الأندية الأدبية بعد فترة توقف امتدت لعقود.
    ثلاثون عاما تشكلت خلالها أجيال، ظهرت مدارس وأفكار وتيارات، مثلما ماتت تيارات، وغابت مكة كمؤسسات ثقافية عن صناعة الحدث، وكانت المفارقة أن أبرز الأسماء التي أسهمت بفاعلية في صناعة المشهد الثقافي الحديث والصحافة الحديثة والإبداع الجديد أنها انتمت لمكة إما جذورا ونشأة، أو نشأة وتأهيلا أكاديميا، ولكنها ظلت بمنأى عن ناديها الأدبي، الذي صنف بشكل ما ضمن تيار الأندية التقليدية، (عابد خزندار، أحمد خالد البدلي "أول سعودي يتخصص في الأدب الفارسي"، منصور الحازمي "شيخ النقد الحديث"، عالي القرشي، سعيد السريحي، عثمان الصيني، فائز أبا، أحمد بوقري، شاكر الشيخ، محمد الثبيتي، عبدالله باهيثم، طلعت وفا، علي بافقيه، رجاء عالم، عواض العصيمي، عبدالله التعزي)، أسماء شكلت أعمدة ورموزا مشرقة في المشهد العام.
    التاريخ يذكر جيدا أنه في اليوم الثامن والعشرين من صفر 1395 الموافق 21 مارس 1975 تقدم اثنان من أعلام جدة (محمد حسن عواد، وعزيز ضياء) بخطاب طلب تأسيس نادي جدة الأدبي، وبعده بساعتين فقط كان كل من أحمد السباعي ومحمد حسن فقي، وإبراهيم فودة يتقدمون بطلب مماثل لمكة المكرمة، فكانت البداية. تشكلت لجنة تأسيسية ضمت إضافة إلى الثلاثة السابقين حسين عرب وراشد الراجح ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وكان يومها مديرا لشطر جامعة الملك عبدالعزيز بمكة، وعبدالله عريف وصالح جمال وأحمد عطار وعبدالوهاب أبو سليمان وغيرهم.
    يروى أن السباعي والفقي (1323 ـ 1405، 1332 ـ 1425) اتفقا على أنهما شيخان، وأن فودة (1342) أكثر شبابا منهما فرشحاه لتولي الرئاسة، فكان. وظل رئيسا حتى عام 1407 حين خلفه الدكتور راشد الراجح (مدير جامعة أم القرى وقتها)، ويذكر المراقبون أن النادي والجامعة من وقتها يسيران في فلك واحد. حتى جاء ما أطلق عليه حينها ربيع الثقافة السعودية 2005، حين جرت استبدالات مثيرة لجميع إدارات الأندية الأدبية في المملكة، ورأس الدكتور سهيل قاضي (مدير جامعة أم القرى الأسبق) النادي واستمرت هيمنة الجامعة على النادي طبقا لرؤية عديد المراقبين، ولعل هذا ما دفع الروائي صلاح القرشي وهو أحد المتقدمين للترشح لمجلس الإدارة حاليا إلى الإفصاح عن ذلك في برنامجه الانتخابي بقوله صراحة "إن النادي ظل ردحا من الزمن تحت سيطرة الأكاديميين ولم يلق كثير بال للشباب والأصوات القابعة خارج أسوار الأكاديمية".
    برنامج القرشي يمكن اعتباره صوت الوعي الجديد، خاصة وأن القرشي بنظر المراقبين من أهم الأسماء الإبداعية في العقد الأخير التي أبرزها وقدمها الإنترنت، لا الصحافة تلك الوسيلة التي كانت المحضن الأهم لتقديم الأسماء الجديدة.
    برنامج القرشي المنشور على شبكة الإنترنت يدفع إلى التساؤل عن ثقافة البرنامج الانتخابي) في المجتمع، ففيما عداه ـ تقريبا ـ لوحظ تركيز بعض الآخرين على تقديم ذواتهم كمنجز من خلال سرد طويل، ربما لا ينتمي لثقافة إعداد وتقديم لاستحقاق انتخابي، فلا توجد برامج كاملة، ذات شعار، وتصور، ورؤية واضحة، استراتيجية تؤسس لبنى، لا تصف أشكال إنتاج، قدر ما تقدم عناوين عمومية فضفاضة تستند على البشارة لا الاستشراف، إلى حد اقترابها أحيانا من واقعة محاولة إرضاء طفل بوعده بلعبة، ناهيك عن الخلط بين المفاهيم، والتعاطي مع النادي باعتباره ناديا أسريا، أو مركزا اجتماعيا.
    قائمة الـ43 اسما المتقدمين للترشح للإدارة ومن بينهم ثماني نساء يعرف منهن على المستوى الإعلامي الناقدة الشابة أمل القثامي التي كان ظهورها الأول وتقديمها للساحة في نادي جدة!. تلك القائمة لا تكشف كليا عن شكل ولون مجلس الإدارة المقبل، ولكن تكهنات أفرزت المتقدمين إلى مجموعة من المنتمين لحقل الدعاة والوعاظ، ومجموعة للحقل التعليمي، ومجموعة من المخضرمين ممن تبقى ممن ينتمون للنادي بصفة أو بأخرى ومنهم فاروق بنجر ومحمود زيني وحمزة فودة.
    ومجموعة شبابية تبدو ـ بنيويا على الأقل ـ هي الأقرب لثقافة العصر وروحه، وهي التي اجتهدت لإعلان ما يشبه البرنامج الانتخابي.
    ومن هؤلاء الشاعر والكاتب خالد قماش الذي يقول "أزعم أني أملك ناصية الحلم لغد سيكون أجمل وأكثر إشراقا، في ظل الجهد الجماعي الذي يتحقق بحضور كافة الأطياف واستيعاب مجمل الأفكار والرؤى لخلق حياة ثقافية ممكنة ونقية ومنتجة تفيض بالإبداع الإنساني والمنتج الإبداعي دون النظر لقائله أو تصنيف لمنتجِه".
    أما الطبيب الشاب الكاتب فراس عالم فيرى "الترشح لعضوية أول مجلس منتخب لمؤسسة ثقافية عريقة مثل نادي مكة تحديا كبيرا يقترب من التهور، ومسؤولية جسيمة تبعا لحجم التطلعات والتغيير الذي نطمح إليه كشباب من أهل مكة المكرمة، لكن الأمل في التغيير والحلم الكبير بنهضة عملاقة تليق بمكة وأهلها، هي كذلك دافع ومحفز لا يستهان به لخوض غمار التجربة وتحمل المسؤولية بدلا من الاكتفاء بالنقد وتعديد السلبيات. ما أطمح إليه أنا والشباب المكي المتحمس بسيط وواضح، ولا يحتمل الكثير من التفاصيل والحيثيات، ما نريده أن يتحقق في أرض الواقع هو ذاته ما نتحدث عنه بصفة يومية وما نطالب به منذ سنوات. ويوسع عالم من تطلعاته قائلا "نريد أن يترسخ مفهوم الثقافة في الجيل الحالي والأجيال المقبلة كحاجة أساسية مثل الماء والهواء، نحلم أن يتزاحم الشباب أمام النادي الثقافي كما يتزاحمون الآن أمام أندية اللياقة البدنية، وأن يقصدوا النادي في أوقات فراغهم كما يقصدون المقاهي والمتنزهات.
    نحن نؤمن بأن الثقافة ليست منتجا نخبويا، ولا تنحصر في أمسية شعرية أو محاضرة نقدية، بل هي ممارسة يومية تتأصل في حياتنا لترفع حساسيتنا العقلية وحضورنا الذهني تماما كما تفعل الرياضة بأبداننا". إذن الشباب يخوضون الاستحقاق الانتخابي بثقة العصر وبرؤى يمكن أن تعيد للثقافة المكية وهجهجا بحسب عديد المراقبين.
Working...
X